يودايمونيا

يودايمونيا

1

رُبَّمـا الشـعــورُ لـعنَـةً ولـســتُ بِـمَـلعـونـةٍ ، الـلاشُـعــور..الـلاشُـعــور دفَـنَنـي حـيـَة، وبَـعـضٍ مِـنْ شَـظـايــا الـخَــوفِ حَـطَـمــتْ الـحَــقـيِـقـة، وَتـنـاثـرَتْ بَـقـايـا جـمـيـعِ الـحـقـائِـقْ لِـتُــصـبِح كُـلُّــها أوهــامًـا مُـمـيــتـة. بَـعـضَ الـكَــذِبَ فــي كَـميـةٍ غَـيــرِ مـَعـلـومـة مِـنَ الـحَـقـيـقـة حـقـائِـق بَـعـضُــها حــادّ وَ بــَعـضُـهـا قـاتِـلُّ.

رفـَـعـتُ رأســيَّ وبِـظـهـرٍ مُـسـتَـقـيـمٍ، إِرتَـديــتُ طَـقــمًـا اســوَدًا بِــدونِ نُـقــوشٍ أَو زَخــارِف، أصــواتَ خُـطــواتِـي الَــتـي تـَـضـرِبُّ الارضَّ

بِـقــوة هــوَ كُـلَّـمَا أُنـصِـتْ إلَـيـهِ، الأَهِـلَّــة الـســوداءُ تـحــتَ عـيـنــايَ هــيَ وِســـامُّ الـشَـــرَفْ لِــمُـحــاربـيِّ الـلَــيـل، لَـونُّ عَـيـنـايِ الــذَهـبـيتـانْ بــاتَ بـاهِتـــًا مِـثــلَّ روحــي.

فُتـِـحَ بــابُّ قــاعــة الـمَحـكـمة، وَتــوَجَـهـَتْ أَبـصـارُّ الـجـالـِسيـنَ فــي الـقـاعـةْ نَـحـويّ، وَأنـا أبـحـَثُّ عـَـن مُـحـامـيي راميــَاس التَـقـتْ أَنظـارَنا، أرتَـدىٰ الأَســوَدَ مِـثلـِي، لَـم أُطـِل النَـظَـر إلَـيهِ، نَظـَرتُ إلـىٰ الجِهـةِ الـيُمنـىٰ وَ وجَــدتُ راميــاس المُـحامـي الخـاص بــيِ، توَجـهتُ نَـحوَه، وَ جَلِـستُ بِجـانـبِه، أومـأَ لـي راميـاس كَتَحيــةٍ، فَقَلِـبـتُ عَيـنـايَ. وَسـَمِعـتُ ضِحـكـةً خافِتـةً صـادِرَةً مِـنـهْ.

صـَوتَ شَـخـصًا مـا أعلَـنَ وِصــولَ الـقاضــِي فنَـهَـض جَـمـيِعُ مـَنْ فـي القـاعـة مُـظـهِرين إحتِرامَـهُم، نَـهِضـتُ أنـا أيـضـًا رُغـمَّ إنّـي لا أَحـتَرِمُ القـاضـي، جَلَـسَ الـقاضـي فَجــلَس الجـميـع، جَلِـسـتُ بِإنـزِعاجٍ جَـراءَ هـذِهِ الحَـرَكة الـغَـيرِ مَـفهومـة، أَخفَضـتُ رَأسـي أَنـظَرُّ نـحـوَ الأَرض، كَفـي الأَيـمَن أحتَضـَن كَـفي الأَيسَـر أَنـا سَنَـدي الوَحـيـد وأَنـا جَـميــعُّ مَـن تَبَقـىٰ لـي..

لَـدغَـتني عَـيـناي، شــعرتُ بِرغبـةٍ ضـخمـة بِـأَن يـتِمَ عِنـاقـي أَن لا أشعُـر بِهـذا الـكَمَ مِـنَ الـوِحدة، وَ رُغـمَ إحتـياجـي الـمُلِّـح لِلبُكـاءِ إلا إنـي لـم أَبـكـي؛ بَـل سَـأُبـكـيهُـم!.

« فـي الخـامـِسة مِـنْ ديـسَـمبِــر، عــامَ أَلــف وتُـسُعـمـائـة وَتُــسـعـون، الـسـاعـة الـواحِـدة مَـسـاءًا، تَــبـتـدَأ جَلـسـة الإسـتِـماع لِلـسَيـد إيـڤَـانـس  رودريِـغـوز وَالسَـيـدة إيــرويـِن  رودريِـغــوز » قــالَ القـاضي ثُـمَّ طَـرَق بِـالمَـطرَقـة مُـعـلِنًا بِـدء الجَـلسـة.

رَفـعَ مُحـامـي الـطَـرَف الآخَـر يَـدُه فَـقالَ الـقاضـي لـه: « فَلـتَبدأ الجَـلسـة »

نـَهـضَ مُحــامي الـطَرَف الآخَـر وَ قـال:

« شُـكــرًا سَـيـدي الـقاضـي، أُدعــىٰ بـاركِـر إيـميـلانـو وَأنا مُحـامـي السَـيـد إيـڤـَانـس  رودريِـغـوز، أفـتَـتِـحُ الجَـلسـة بِإسـتِـدعـاءِ الـسَـيـدة إيـرويـن  رودريـِغـوز إلــىٰ مَـنَصـةِ الـشُهـود ».

نَـهَـضتُ مِـنْ مَقـعـدي بـِتَـملُـلٍ، أَسـيـفتَتِحـونْ الـجَلـسـةَ بِـي؟ بِـدايــةً مُـبَّـشِـرةً بِـالـخَيـرِ. وَقَـفـتُ وَراءَ مَـنـَصة الـشُهـود فَتـقَـدَم أحَدَهُــم نَحــوي حـامِـلًا الـكِتـابَ الـمُقَـدَس فَـوَضَـعـتُ كَــفيَ الأَيـمَنْ فَـوقَ الكِـتـابَ الـمُـقَـدَس.

«أَنـا إيِـرويـن ديِ بـابـلـو أَبـلُـغُ مِـنَ الـعُمـرِ خَـمسـة وعِـشـرونَ عـامـًا وُلِــدتُ عـام ألـف وتُـسـعـمائة وَ خَمـسـة وسُـتـون، أسـكُـنْ فـي بَـلَـد رومـايـا فـي العـاصِمـة بـيـرتـويـن فـي مَـنطـقة نـيـڤـارسـتـا، أُقـسِـمُ أَن أَقــولُ الـحَـق وَلا شَـيء سِـوىٰ الـحَـق ».

قُـلـتُ فَأَخَــذ الـكِتـاب وعـادَ مَــنْ حَـيـثُ أَتــىٰ، تـَقَـدم الـمُحـامـي بـاركِـر نَـحـوي مُـبـتَـسِمـًا وَ كـي أَكــونَ صـريـحـة  إبــتِسامَتُهْ كـانَـتْ أَكـثَـر إبـتِسـامـة غَيــر مُـريـحـة رَأيتُـهـا فـي حَـيـاتـي، تَـكَـتـفْ مُـبـتِـسَمًا وَ وقـَـفَ أَمـامـي ثُـمَّ قــالَ لـيِ بِصــوتٍ  سَمَـعـهُ الـجَـميع

  « مَــرحَــبًـا سَـيـدة رودريِـغـوز، كَـيـفَ حـالُـكِ الـيـوم؟ »

لـَم أّبـتَـسِـم لـهُ حـَـتـىٰ،نَـظـَرتُ لـه بِإستِـصـغار وأجَبــتُه 

« أُدعــىٰ إيــرويِـن ديِ بـابـلـو » تـَظـاهـرَ إنَـهُ صُــدِم مِــنْ كَـلامـي و يــا لـَتمـثيـلهُ الـمُـبتَـذَل!.

« أَعـتَـذِرُّ بِـشِـدة! » قــالَ ثُــمَّ صَـمـتْ لـِوَهـلـَةٍ فَعـقـدَ حاجِبـيـه كَإنَـمـا حَـلَّ عَـلـيـهِ الإدراك وَأَكـمـل « لـكِـنَ الطَـلاقَ لـَم يَحـدُث بَـعـد لا زِلــتي سَـيـدة رودريِـغـوز حَـتـىٰ الآن » لا يَعـتَرينـي شُعـورًا جَـيـدٌ جَـراء كَـلامَـه، لَـويـتُ شِـفـتـايَ بِإنـزِعـاجٍ  « الـقَضـية لَيـسَت عَـنْ إسـمـي سِيـد بـاركـر»

ضَـحِـكَ أَثـرَ مـا قُلـتَـه فَأَكــمَل

« صَـحيـحٌ تَـمـامًـا وَالآن أَخـبِـريـني سَـيـدة رودريِـغـوز، لِمـا تُـريـدينَ الـطَـلاق مِـنْ الـسَـيد إيـڤـانـس رودريِـغـوز؟ » صَـمِـتُّ قَـليـلًا

ثُــمَّ قُـلـتْ

« لا حُـبَّ بَـيـنَنا » ضَــحِـكَ عـَلىٰ كَـلامـي سـاخِـرًا بِـعِـلـوِ صـوتـِهْ:

« نَـحـنُ لَـسـنا فـي روايَـةٍ عـاطِفـيةٍ مِـنْ وَحـيِّ الـخَيـال!. إنّ لَـم يَـكُـنْ لـديـكِ سـَبـبًا وَجـيـهًا كَـإرتِـكـابِ زَوجـكِ الـزِنـا أَوهَـجَـركِ لِـعـاميـنِ مُتَـتاليَـين، إنـعِدامِ الـحُـبِّ بـيـنَكُـما لَـيسَ سَـبـبًا لِأنهـاءِ عِـلاقةٍ دامَـتْ لِسَـبـعِ أَعـوامٍ أوَلـيـس؟» نَـظـراتـهُ الـسـاخِرة نَحـوي تشــرَحُ لـي كيـفَ إنَـهُ يـرىٰ مُـعانـاتي إضـحـوكة أَغـضـبَتني!.

مختارات
مختارات

2تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon