في ليلة مُمطرة وملبدة بالغيوم والبرق والرعد يشق عنان السماء بصوته المخيف
والأرض مليئة بالماء وصوت البُكاء والصراخ يشق عنان السماء
فكانت هذه الليلة اسوء ليلة تمر عليهم ، حيث ظلت تلك الفتاة المُتمسكة بشقيقتها تصرخ وتصرخ حتي لاتفترق عنها
اما الآخري فكانت تُعافر حتي لاتتركها ، وكانت الدموع الصامتة تنهمر گ شلالات من الفيضانات علي وجنتيها
لتُكفكف دموعها مِن علي وجنتيها وتتظاهر بالشجاعة الزائفة ، لتقول إلي المسكينة التي تُمسك بيدها
" هدي روحي مع خلتك وانا هروح مع عمتي واكيد اكيد القدر هو اللي هيجمعنا مهما عملوا هنجتمع تاني بس اوعديني إن انتِ هتحققي حلمك وحلم ماما وبابا الله يرحمهم "
توقف الزمن مِن حولهم توقف العالم مِن حولهم
ليستمع الناس إلي كلماتِها التي تجعل القلب يبكي الماً
" كيان ليه بيحصل دا كله معانا ليه بابا وماما ماتوا.....وفين اختنا رزان ، دا حتي هي كمان سابتنا ومشيت ، والبيت اللي كان من ريحة بابا وماما الله يرحمهم اتهد ، ودلوقتي انتِ عايزة تسبيني وتمشي هو انا وحشة للدرجادي "
كانت الدموع تنزلق مِن اعيُن البعض ، والبعض الآخر كإن قلبه مُكون مِن حجارة
لتنفجر كيان في البُكاء وهي تجذب هدي إلي ثنايا قلبها المطعون مئة طعنة
واخذت تُربت علي ظهرها وشعرها بحنان لتقول لها بحزن عميق
" دي إرادة ربنا يا هدي إحنا مش نقدر نعمل حاجة ، اكيد ربنا ليه حكمة مِن اللي حصل دا ، اكيد ربنا مخبي لينا حاجة احسن وبكرة هتقولي كيان قالت "
اخرجت كيان شقيقتها هدي مِن ثنايا احضانها ووضعت كِلتا يداها علي كتفيها ، واخذت تقول لها بقوة وشجاعة زائفة
" يلا إمسحي دموعك دي واوعديني إنك هتحققي كل احلامك ، انا عايزة لما القدر يجمعنا تقوليلي إنك حققتي احلامك واحلام بابا وماما ، ورزان اكيد هنلاقيها والقدر هيجمعنا بيها في يوم مِن الآيام ، ويلا روحي مع خلتك وانا هروح مع عمتي ومش تنسي معادنا مع النصيب اللي هيجمعنا "
بسطت هدي يدها امام كيان لتقول : اوعدك إني هحقق كل احلامي ، وانتِ كمان اوعديني إنك هتحققي كل احلامك وإننا هنتقابل .
نظرت هدي إلي يداها ، لتضع يدها علي يد شقيقتها وتقول لها : بوعدك إني هحقق احلامي وهنتقابل .
شعرت كيان بأن احدهم يجذبها مِن ذراعها لتنظر إلي مَن يسحبها مِن ذراعها فكانت سناء عمتها العدوة اللدودة
نظرت كيان إلي هدي وكانت عيناهم مليئة بالدموع التي تنزلق علي وجنتيهم
حتي وصلت كيان إلي سيارة عمتها ، ففتحت عمتها باب السيارة ونظرت لها بغضب وقالت بغيظ : بقولك اي اشيلك واركبك العربية ولا اي ......انا رضيت اخدك واعيشك معايا فـ كتر خيري علي كدة مش ناقصة مُحن ، ياريت تركبي ياسندريلا .
نظرت كيان لها ولم تتفوه ببنت شفة ، ثم نظرت الي داخل السيارة حيث المكان الذي ستجلس فيه
فركبت السيارة واغلقت الباب خلفها ، واخذت تنظر إلي هدي الواقفة وسط قطرات المطر
واقفة وحيدة وكإنها منبوذة ، واقفة والدموع تنهمر علي وجنتيها ، وجسدها يرتعش حتي اقتربت خالتها
التي جآت واخيرآ لتأخُذها ، وما ان رأتها حتي قامت بضمها ، ووزعت بعض القُبل علي وجنتيها بحنان
لتتذكر كيان التي تنظر اليهم والدتها وحنانها الذي ليس له مثيل
وقبل ان تنطلق السيارة مِن امام اعيُن هدي ، قامت كيان بالتلويح إلي شقيقتها هدي وهي تبتسم إبتسامة مليئة بالحزن العميق .
لتنطلق السيارة حيث المكان المنشود.. اقصد حيث رحلتها الجديدة
اما عن هدي فظلت تنظر إلي السيارة التي بها كيان حتي اختفت مِن امامها ، لتقول بهمس
" اكيد القدر والنصيب هيجمعنا ، وفي رحلة جديدة هتظهر وإحنا هنكون ابطال الرحلة دي ، واكيد ربنا هيرزقنا فرح وسعادة تنسينا الحزن اللي مر علينا "
اقتربت خالة هدي منها وامسكتها مِن يدها حيث مكان آخر ورحلة اُخري .
___________________________
ياتري دي النهاية ولا البداية ؟
اي الطريق الجديد اللي هينفتح لكل واحدة فيهم ، هل طريق دمار ولا نعيم ولا تحدي ولا حُب ؟
والأهم فين النقطة اللي هتجمع بينهم ؟
اتخيل نفسك لو إنتَ مكانهم كدة هتعمل اي ؟
اصعب حاجة لما تعيش مِن غير أب وأم وإخوات ومآوي ، بتحس كإنك عايش بجسمك لكن مش عايش بروحك ابدا .
ياتري الوعد اللي وعدوه لِبعض هيتنفذ ؟
طريق جديد ورحلة جديدة وفريدة مِن نوعها وهتخوضها معايا لِ اول مرة
ويلا بينا عشان نعرف اي اللي هيحصل ليهم بعد اللي حصل دا
واي هي قصتهم بالتفصيل ورحلة الحب اللي هيخضوها .
الرواية بقلمي ........مريم محمد احمد .
ملكة المُغامرة .
4تم تحديث
Comments