Chapter 2

خرجت من الصندوق بعد تاكدي من عدم وجود احد، هم لن يبحثوا عني طويلا لانني غير مرغوبة، الخطوة التالية بعد الهروب من زوجة ابي هي البحث عن عمل، لكن من سيرغب بتوظيف فتاة مشردة؟

بعد تفكير استغرق وقتا، قررت التوجه للميتم، فيه طعام مجاني وسرير للاطفال اليتامى مثلي انا.

توقفت عند باب الميتم المهترئ بعد ان دلني احد المارة لموقعه، و ما ان طرقت الباب حتى صادفت امرأة طاعنة في السن،قصيرة لا يخلو وجهها من التجاعيد، استقبلتني بابتسامة عريضة اثارت شكي وريبتي، لكن المهم الآن هو التعرف على الاطفال الذين هم مثلي هنا،كنت اتوق لتكوين صداقات حرمت منها سابقا.

اصعد على السلالم الخشبية رفقة السيدة "ليلي" التي استقبلتني قبل بضع دقائق، ما ان فتح باب غرفة النوم حتى رايت وجوه مرعبة ونظرات سوداوية حادة، تعالت الهمسات التي كانت تذكرني بحفلات الشاي الخاصة بكريستيانا، فانيت من شدة توتري قائلة:

"اسمي جولي و انا جديدة هنا"

الصمت كان سيد المكان، كما توقعت، انا لا انتمي لهذا المكان، انا حشرة دخيلة اينما ذهبت، قاطع هذا الصمت القاتل كلام السيدة ليلي:

"هذه الفتاة جديدة هنا، اتمنى ان تكونوا اصدقاء جيدين"

بعد خروج السيدة كلارا توجهت لسريري، و اسندت راسي الى وسادتي، كلما كان يجول في بالي هو ردة فعل القاطنين هنا و ماهية التعامل الصحيحة معهم، قاطع حبل افكاري صوت فتاة في مثل سني فاستدرت بسرعة ناحية وجهها، لتقول:

"اسمي كلارا و اظن اننا في نفس العمر، ما رايك في ان نصبح اصدقاء؟"

ابتسامة عريضة شقت وجهي وسرعان ما وافقت، لتسحبني كلارا بلطف لاحدى الغرف القريبة، تبين لي في ما بعد انها غرفة لليتامى الاصغر سنا.

"هذه اختي الصغيرة واسمها جيني" حدثتني بينما تشير لطفلة صغيرة تلعب رفقة صديقاتها

سرعان ما اقتربت تلك الفتاة الصغيرة قائلة:

"انا اسمي جيني و انا احبك"

همست لكلارا بنبرة مضحكة: "اشعر بالغيرة"

فضحكت كلارا قائلة: "نحن اخواتك يا جولي"

شعرت بالفرح و الحزن في الوقت ذاته، احسست بالفرح لاني اصبحت واخيرا محبوبة من شخص ما، و احسست بالحزن لان كلام كلارا لم يكن كافيا بالنسبة لي، اردت عائلة من لحمي و دمي مثلها.

ها نحن ذا في مطبخ الميتم بعدما طلبت منا المربية التجمع هناك، ثم باشرنا بتقاسم الاعمال، فتلك تطهو الافطار و اخرى تغسل الخضار وتقشرها، استلمت مهمة غسل الاطباق، و بعد فترة وجيزة لمحت فتاة طويلة ترمقني بنظرات حادة، توجهت لي بخطوات مسموعة سرعان ما امسكت صحنا من الصحون التي غسلتها و رمتها بقوة على الارضية و هربت بسرعة، ما ان خرجت من صدمتي حتى استدرت لاتفاجئ بالمربية ورائي.

"اتبعيني انسة كلارا"

بعد لحظات من المشي وصلنا لغرفة صغيرة و مظلمة، ما ان حدقت في وجه المربية حتى تحولت ملامح وجهها، فقطبت حاجبيها و بدات تضحك بسخرية.

"انسة كلارا هل تظنين اننا نجد الصحون على الأشجار؟"

بادلتها الابتسامة قائلة:

"اجل سيدتي"

ما إن أحسست بالصفعة على خدي حتى ابتسمت ابتسامة صندوقية.

"عجبا، هل انتي طفلة مازوخية أم ماذا؟"

اغلقت المربية الباب بقوة تاركة إياي في ذلك الظلام.

"سحقا، يالها من مربية متعجرفة، لكن بفضلها استطعت إيجاد مكان هادئ لننوم فيه، اشكرك ايتها اللعينة"

استرخيت على تلك الارضية الباردة، و ما ان وضعت راسي حتى غططت في نوم عميق.

______________________

سحبت على ام الرواية لان مهاراتي بالكتابة زق اعذروني