غزو الباتشمان

غزو الباتشمان

غزو الباتشمان

في

ليلة باردة ومظلمة، صوت صراخ مروع يزعج الهدوء. صوت امرأة تستغيث بشدة، وتنادي على

أطفالها. صوت أم تواجه الموت.

في

غرفة مجاورة، طفلان يلعبان ببراءة، لا يدركان ما يحدث. توأمان، يشبهان بعضهما

كالماء والثلج. أحدهما أشقر، وعيناه زرقاوان. والآخر  أسود، وعيناه سوداوان. الأول مرح وشجاع، والثاني

هادئ وخجول. المرح يدعى آراغو، والهادئ إيوان.

فجأة،

صوت أمهما يصل إلى أذنيهما، وهي تصرخ بصوت مبحوح: "آراغو! إيوان! اهربوا!

اهربوا من هنا!" فأسرع الطفلان إلى المكان، حيث يأتي صوت أمهما. فإذا بهما

يجدانها ملقاة على الأرض، مغطاة بالدماء والجروح. وفوقها كائن ضخم وشرس، يشبه

الإنسان ولكنه مغطى بالأوشام السوداء والأسنان الحادة. هذا الكائن هو الباتش مان،

وحش يتغذى على البشر ويستخدم قوى خارقة للطبيعة.

مشهد

رعب لا يوصف، لكنه ليس نهاية المأساة. فالباتش مان يلتفت إلى الطفلين، ويطلق

عليهما نظرة شريرة. يأخذ أحدهما بقوة، وهو آراغو، ويريد أن يقضي عليه. لكن الآخر،

إيوان، يتدخل بشجاعة، ويضرب الباتش مان بعصا يحملها. يصيبه في عينه اليسرى، ويجعله

يصرخ بألم. آراغو يستغل الفرصة، ويتحرر من قبضته. يأخذ بيد أخيه، ويهرب من المنزل.

ولكن

لا يستطيع الابتعاد كثيرا، فالباتش مان يتابعه بغضب. يريد الانتقام منه على جرحه.

يلحق به في الشارع، وأمام أعين المارة الذين يفرون خائفين. آراغو وإيوان يحاولان

التصدي له بكل ما أوتيا من قوة، لكنه أقوى منهما بكثير. كاد أن ينهي حياتهما، لولا

تدخل رجال الشرطة، الذين سمعوا صخب المعركة.

رجال

الشرطة يطلقون النار على الباتش مان، ويصيبونه في صدره. يسقط على الأرض، مصابا

بجروح خطيرة. لكن لم يمت بعد، فيستعمل قوته للشفاء من جروحه. ينظر إلى آراغو

وإيوان بحقد، ويقول لهما: "أنتما لستما بشريين. أنتما تحملان نفس الدماء التي

أحملها أنا. أنتما تحملان علامة الباتش مان. وسوف تصبحان مثلي يوما ما. هذا

مصيركما الأكيد."

ثم

يغمض عينيه، ويتوفى. رجال الشرطة يفحصون جثته، ويجدون على ذراعه اليمنى وشما على

شكل رقم 23. هذا رقم تعريفه في منظمة سرية تسمى بالباتش وورك، والتي تضم مجموعة من

الباتش مان الذين يخططون للسيطرة على العالم.

رجال

الشرطة يأخذون آراغو وإيوان إلى المستشفى، حيث يتلقيان العلاج والرعاية. لكن لا

يكون لديهما أحد يحتضنهما أو يواسيهما. فقد فقدا والديهما، وأصبحا يتيمين. ولم يكن

ذلك فقط، بل كشف الأطباء عن حقيقة صادمة. كان آراغو وإيوان يحملان في أجسادهما نفس

الأوشام التي كان يحملها الباتش مان. كانت هذه علامة الباتش مان، التي تنتقل

بالوراثة من الأب إلى الابن.

كان

والدهما هو أحد الباتش مان، الذي هرب من المنظمة، وتزوج من امرأة بشرية، وأنجب

منها توأمين. لكن المنظمة لم تسامحه على خيانته، وأرسلت إليه أحد أفرادها لقتله

وعائلته. كان هذا هو سبب مقتل والدي آراغو وإيوان.

كان

هذا صدمة كبيرة للتوأمين، الذين لم يستطيعا تصديق ما سمعا. كيف يكونان من نفس ***

الوحش الذي قتل والديهما؟ كيف يحتملان أن يصبحان مثله؟ كيف يعيشان في عالم يخاف

منهما ويكرههما؟

ولكن

كان هناك اختلاف بين آراغو وإيوان في ردة فعلهما. فآراغو شعر بالغضب والحقد، وأقسم

أن ينتقم لوالديه من كل الباتش مان. قال إنه سيقضي على المنظمة بأكملها، وسيحرر

العالم من شرورها. قال. وسيستخدم قوته التي ورثها عن والده لخدمة الخير، ولا يخاف

من أحد.

أما

إيوان فشعر بالخوف والحزن، وأراد أن ينسى كل شيء. قال إنه لا يريد أن يكون باتش

مان، بل يريد أن يكون إنسانا عاديا. قال إنه سيخفي قوته التي ورثها عن والده، ولا

يستخدمها أبدا. وسيرحل عن آراغو، وسيبحث عن حياة جديدة في مكان آخر. لأنه لا يريد

أن يشاركه في حربه ضد الباتش مان، بل يريد أن يعيش بسلام.

وهكذا

انفصل التوأمان عن بعضهما، وذهب كل منهما في طريقه. آراغو بقي في مدينته، وأصبح

مقاتلا شجاعا، يحارب الباتش مان بمفرده. يستخدم قوته وذكاءه وشجاعته لمواجهتهم.

يتتبعهم ويقضي عليهم واحدا تلو الآخر. ولا ينسى تسجيل أرقام تعريفهم على جسده،

كعلامة على انتصاراته. كان يطلق عليه الناس اسم "صائد الباتش مان".

أما

إيوان فغادر مدينته، وسافر إلى لندن، حيث أصبح ضابط شرطة. يعمل في قسم التحقيقات الجنائية،

ويحل الجرائم المعقدة. يستخدم قوته بسرية، لمساعدته في عمله. كان يخفي هويته كباتش

مان، ويتظاهر بأنه إنسان عادي. محاولا أن يكون صالحا ومحبوبا من الجميع.

وبعد

مرور عدة سنوات، التقى التوأمان من جديد. وكان ذلك في لندن، حيث حدثت سلسلة من

الجرائم الدموية الغريبة. كانت هذه الجرائم تحمل توقيع الباتش مان، الذين بدأوا

يظهرون في المدينة بشكل مفاجئ. عجز رجال الشرطة عن إيقافهم، فقرروا استخدام قوى

خارقة للطبيعة.

ولكن

هناك من كان قادرا على مواجهتهم. وهو آراغو، الذي جاء إلى لندن بعد أن سمع عن

الجرائم. يريد أن يستكمل مهمته في القضاء على الباتش مان. وخلال سعيه لذلك، صادف

أخاه إيوان، الذي كان يحقق في نفس الجرائم.

ولم

يكن لقاؤهما سعيدا، بل كان ملؤه الصدام والتوتر. فآراغو لم يغفر لإيوان على تخليه

عنه، وإيوان لم يفهم دافع آراغو للثأر من الباتش مان. وبينهما كانت هناك فتاة

جميلة وشجاعة، تدعى ريو، والتي كانت زميلة إيوان في الشرطة. كانت ريو تحب إيوان،

وتقدره على عمله النزيه. ولكنها أيضا أعجبت بآراغو، وتحسده على شجاعته وقوته. كانت

ريو تريد أن تساعد التوأمين في حل الجرائم، وتقرب بينهما.

ولكن

الأمور لم تكن سهلة، فالباتش مان لم يكونوا يقاتلون بلا هدف. بل كانوا ينفذون خطة

مدبرة من قبل زعيمهم، الذي يدعى بالباتش ماستر. يعتبر هذا الرجل هو أقوى وأذكى

وأشر الباتش مان. ويحمل على ذراعه اليسرى وشما على شكل رقم 1. فهذا رقم تعريفه في

المنظمة، ويعني أنه الأول في كل شيء.

كانت

خطة الباتش ماستر هي أن يجمع كل الباتش مان في لندن، ويستخدم قوتهم لإحداث فوضى

عارمة في المدينة. ثم يستغل هذه الفوضى لسرقة جهاز سري من أحد المختبرات، يسمى

بالباتش جير. هذا الجهاز قادر على تغيير جينات البشر، وتحويلهم إلى باتش مان. فأراد

الباتش ماستر أن يستخدم هذا الجهاز لإصابة كل سكان لندن بالعلامة السوداء، وجعلهم

خاضعين لإرادته.

ولكن

لحسن الحظ، فهناك من اكتشف خطة الباتش ماستر، وحاول التصدي لها. وهو الدكتور جورج،

عالم عبقري، وصديق قديم لوالد آراغو وإيوان. دكتور جورج هو من اخترع الباتش جير،

وكان يعمل على تطويره لأغراض طبية. لكن المنظمة سرقت نسخة من جهازه، وأرادت

استخدامه لأغراض شريرة. فأرسل دكتور جورج رسالة إلى آراغو وإيوان، يطلب منهما

المساعدة في استعادة الجهاز.

فجاء

التوأمان إلى مختبر دكتور جورج، حيث التقيا به. شرح لهما دكتور جورج حقيقة خطة

الباتش ماستر، وطلب منهما التعاون معه لمنعها. قال لهما أنه يملك جهازا آخر، يسمى

بالباتش كيور، والذي يستطيع أن يعالج الباتش مان، ويعيد جيناتهم إلى طبيعتها،

ولكنه لا يزال قيد الإنشاء. ووضح لهما أنه يريد أن يستخدم هذا الجهاز لإنقاذ

الباتش مان من لعنتهم، وإعادتهم إلى الإنسانية.

ولكن

آراغو وإيوان لم يتفقا على رأي دكتور جورج. فآراغو رفض فكرة إنقاذ الباتش مان، وقال

إنه يريد أن يقتلهم جميعا. فهو لا يصدق أن هناك شفاء للباتش مان، فهم وحوش لا

تستحق الرحمة. وسيستخدم الباتش جير لتدمير الباتش مان، وليس لإصابة البشر به.

أما

إيوان فوافق على فكرة إنقاذ الباتش مان، وقال إنه يريد أن يجرب الباتش كيور على

نفسه. فهو يكره أن يكون باتش مان، ويريد أن يتخلص من علامته السوداء.  ويؤمن بأن هناك أمل للباتش مان، وأنهم يستطيعون

أن يعودوا إلى الإنسانية.

وبينما

كان التوأمان يتجادلان، هاجم المختبر مجموعة من الباتش مان، بقيادة الباتش ماستر.

كانوا قد تتبعوا رسالة دكتور جورج، وعلموا بوجود الجهازين. فأرادوا أن يسرقوهما،

ويستخدموهما لخطتهم. فحدثت معركة شرسة بين التوأمان والباتش مان.

ولكن

في خضم المعركة، حصل شيء غير متوقع. فآراغو اكتشف أن الباتش ماستر هو والده

الحقيقي. كان هذا الرجل هو من أنجبه وإيوان من والدتهما، وهو من تركهما في المنزل،

وأرسل الباتش مان رقم 23 لقتلهما. وكل هذا جزء من خطته الشريرة، لتحفيز آراغو

وإيوان على استخدام قوتهما كباتش مان، وتنمية كراهيتهما لبعضهما. فهو يريد أن

يجعلهما يقاتلان بينهما، ويقضي أحدهما على الآخر. ثم يأخذ الناجي منهما، ويجعله

خليفته في قيادة المنظمة.

كل

هذا أصبح بمثابة صدمة كبيرة لآراغو، الذي لم يستطع تصديق ما سمع. كيف يكون والده

هو زعيم الباتش مان، وكيف يحاول قتله هو وأخيه؟ كيف يخون والدته، ويسبب موتها؟ كيف

يكون هذا الرجل هو أبوه؟

ولكن

الباتش ماستر لم يكن يبالي بمشاعر آراغو، بل سخر منه. وقال له أنه لا يجب أن يشعر

بالحزن أو الغضب، بل بالفخر. فهو ابنه العزيز، ويحمل في دمه نفس القوة التي يحملها

هو. وأكد له أنه يريد أن يجعل منه رجلا عظيما، وأن يورثه إمبراطورية الباتش مان. ولكنه

يجب أن يتخلى عن إيوان، لكي ينضم إليه.

ولكن

آراغو رفض عرض الباتش ماستر، وقال إنه لا يريد أن يكون ابنه أو خليفته. فهو يكره

الباتش مان، وسيقاتل ضدهم حتى الموت... إنه لا يحتقر إيوان، بل يحبه كأخ له. و

سيحميه من خطط الباتش ماستر، ويرافقه في رحلته نحو الإنسانية.

وبالمقابل

الباتش ماستر لم يقبل برفض آراغو، بل غضب منه. وقال أنه خائب الأمل منه، وأنه سيرى

أنه أخطأ في اختياره، وسيعاقبه على تمرده. فأطلق عليه هجوما قويا، يستخدم فيه كل

قواه... اندلعت معركة عنيفة بين الأب والابن، بين الباتش ماستر وآراغو.

ورغم

هذا آراغو لم يستسلم، بل قاوم بكل ما أوتي من قوة. فقد كان يستخدم قوته كباتش مان،

وكذلك قوته كإنسان. يستخدم حبه لإيوان وريو، وكذلك حبه لوالدته وذكراها. يستخدم

شجاعته وعزيمته، وكذلك ذكاءه وحيلته.... وهو يحارب من أجل العدالة والسلام، ليس من

أجل السيطرة والفوضى.

وبينما

آراغو يقاتل الباتش ماستر، كان إيوان يقاتل الباتش مان الآخرين، الذين يحاولون

سرقة الجهازين. حارب إيوان بجانب ريو، التي ساندته بشجاعة. وقد استخدم إيوان قوته

كباتش مان، ولكن بطريقة مختلفة عن آراغو. فإيوان لم يستخدم قوته للقتل أو التدمير،

بل للدفاع أو التحرير. كان يستخدم قوته لإنقاذ البشر من الباتش مان، وكذلك لإنقاذ

الباتش مان من أنفسهم.

فإيوان

اكتشف أن الباتش جير لديه خاصية غريبة. فعندما يصاب به شخص بشري، يتحول إلى باتش

مان. وعندما يصاب به شخص باتش مان، يعود إلى حالته الأصلية كإنسان. فإيوان استغل

هذه الخاصية، وأطلق على الباتش مان نيران من الباتش جير. فعاد الباتش مان إلى

شكلهم الإنساني، وفقدوا قواهم وذكراهم.

ولكن

هذا لم يكن سهلا، فالباتش مان لم يستسلموا بسهولة. بل حاربوا إيوان بعناد، وحاولوا

منعه من استخدام الجهاز. فحدثت معارك صغيرة بين إيوان والباتش مان المختلفين. وفي

كل معركة، كان إيوان يحاول إقناع الباتش مان بأن هناك أملا لهم، وأن هناك طريقة

للخلاص من لعنتهم.

ولكن

هل سينجح إيوان في مهمته؟ وهل سينجو آراغو من معركته؟ وهل سيتمكن التوأمان من

التغلب على الباتش ماستر وخطته؟ وهل سيتمكنان من إصلاح علاقتهما؟ وهل سيجدان الحب

في قلب ريو؟ كل هذا أتركه لمخيلاتكم...

هذه

هي نهاية القصة. أتمنى أن تعجبكم. 😊

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon