بعد أن أسرع ريو في نقل يوندا إلى السرير، سارع إلى إحضار الماء ومنشفة صغيرة ليضع كمادة على جسدها.
أما السيدة مارني فقد وضعت حفيدها بجانب يوندا ثم أخذت تراقب ريو وهو يعتني بيوندا.
أويك... أويك...
الطفل الصغير يبكي.
"يا أمي، أرجوكِ حملي الطفل قليلاً يا أمي." قال ريو حيث كان يضع الكمادات على رأس يوندا.
"تبّا، ما كل هذا العناء." تذمرت السيدة مارني لكنها أخذت حفيدها من السرير وحاولت تهدئة الطفل الصغير. لكن الطفل الصغير لم يكف عن البكاء.
"ما بال طفلك هذا يا يو، يبكي كثيراً! لا يريد أن يستكين!" تشكو السيدة مارني.
"ربما يجوع يا أمي، اصنعي بعض الحليب." أجاب ريو.
"لماذا أنا؟ أنت افعل ذلك! هذا طفلك أنت!" ردت السيدة مارني.
"ريو لا يعرف كيف يُعد الحليب الصناعي يا أمي. أنت تعلمين ذلك، خبرتك طويلة." جواب ريو.
"آه... حقاً ما أكثر ما تسببون فيه من عناء! لا زوجتك ولا طفلك، كلاهما يسببون المتاعب!" تذمرت السيدة مارني.
"ها هو طفلك! دعيني أُعد الحليب." قالت السيدة مارني وهي تمد الطفل الصغير إلى ريو.
"ضعيه هناك يا أمي، ريو لا يعرف كيف يحمله." رفض ريو.
فأعادت السيدة مارني وضع الطفل الصغير بجانب يوندا، ثم خرجت من الغرفة لتُعد الحليب.
بينما كانت السيدة مارني تصنع الحليب، ظل الطفل الصغير يبكي وريو يربت على فخذ الطفل ليسكته. بالطبع، الطفل الصغير لم يكن ليستكين.
"أوه..." أنّت يوندا.
ربما لأنها سمعت طفلها يبكي متواصلاً، استفاقت أخيراً من إغمائها.
"استفقت أخيراً." قال ريو عندما فتحت يوندا عينيها.
لم تجب يوندا والتفتت نحو جانبها الأيمن حيث كان طفلها ممددًا.
"طفلنا يبكي يا سيدي، ربما يجوع." قالت يوندا.
"تصنع أمي الحليب الآن." أجاب ريو.
فجأة دخلت السيدة مارني إلى الغرفة.
"إيه... قد استيقظت! كيف حالك بعد تظاهرك بالإغماء؟ هل كان مريحاً؟" سخرت السيدة مارني.
لما رأت السيدة مارني، حاولت يوندا الجلوس بصعوبة.
"يوندا مريضة يا أمي، فقدت الوعي." ردت يوندا.
دحرجت السيدة مارني عينيها بلا مبالاة وهي ترفع زاوية فمها.
"هذا هو حليب طفلك." قالت السيدة مارني وهي تعطي الحليب الذي صنعته ليوندا.
"اعتني بطفلك، كيف يُمكن أن تهتم أمك وزوجك لوحدهما!" قالت السيدة مارني مرة أخرى.
أخذت يوندا زجاجة الحليب وحملت طفلها ثم أدخلت الحليب في فم الطفل.
"ألم تعلمي أنك مريضة؟ لماذا لم تتناولي الدواء؟" سأل ريو.
"لقد فعلت يا رجلي، ولكن جسمي أصبح أكثر سخونة." أجابت يوندا.
"أعتقد أنه يجب علي أن أذهب إلى الطبيب يا رجلي، فمكان الجراحة يؤلمني أيضاً." أضافت يوندا.
"آه... الطبيب، الطبيب! هل تعتقدين الذهاب إلى الطبيب لا يكلف المال؟" ردت السيدة مارني.
"تناولي مخفض للحرارة ومسكن للألم." قالت السيدة مارني مرة أخرى.
"لكن يا أمي-"
"لكن ماذا، ها؟! يبدو أنك تستمتعين بإنفاق أموال ابني، تذكري تكلفة العملية الجراحية بسبب كسلك للولادة! تعلمين أنها كانت عشرين مليوناً!" قاطعتها السيدة مارني.
"يو، اذهب واشترِ مخفض للحرارة ومسكناً للألم من الصيدلية، لن تتكلف أكثر من عشرة آلاف!" أمرت السيدة مارني.
نظر ريو إلى يوندا للحظة ثم تنهد بصوت عالٍ.
"حسناً يا أمي." قال ريو وهو يقوم من جانب السرير ويخرج من الغرفة.
لم تستطع يوندا الرد على شيء، وكانت في الواقع ترغب في أن يفحصها الطبيب مباشرة.
"لا تتدللي! تذكري مكانتك قبل الزواج من ريو! قد رفع ابني درجتك، لكنك بدلاً من أن تكوني ممتنة، استمريتِ في إحداث المشاكل وإنفاق أموال ابني! إنك تماديتِ حقاً!" ومرة أخرى أطلقت السيدة مارني كلماتها الساخرة ثم خرجت من الغرفة.
لم يكن أمام يوندا سوى أن تبتلع قسوة كلمات حماتها القاسية. وكانت على وعي بأن وضعها الاجتماعي مختلف تمامًا عن عائلة زوجها.
كانت يوندا تأتي من عائلة فقيرة، بينما ريو من عائلة ثرية. عندما التقت بريو، كانت يوندا حديثة التخرج من الجامعة، حيث استطاعت أن تكمل دراستها لأنها كانت تعمل كأمينة صندوق في سوبرماركت. نظرًا لصعوبة العثور على عمل في تلك الأوقات، استمرت يوندا في عملها كأمينة صندوق حيث التقت بريو.
خلال فترة المغازلة وفترة الخطوبة التي كانت ستة أشهر فقط، كان ريو لطيفًا ورقيقًا جدًا مع يوندا، لكن تصرفات ريو بدأت تتغير تدريجياً بعد حمل يوندا. رغم أن يوندا لم تطلب الكثير من ريو أثناء حملها، إلا أنها كانت تعاني من ضعف جسدي شديد وكان عليها أن تأخذ راحة كبيرة.
ربما كان ذلك يثير غضب ريو عندما كان يراها تنام كثيرًا. وكان أشد ما أغضب ريو هو قيامه بإنفاق الكثير من المال لأن يوندا أنجبت عن طريق الولادة القيصرية. بسبب ذلك، اعتبر ريو أن يوندا امرأة كسولة ودلوعة لا تستطيع حتى إتمام الولادة الطبيعية. أه، ولا ننسى التحريض من قبل أم ريو وأخته كان يزيد من غضب ريو تجاه يوندا.
في الواقع، كان الخطأ يقع على ريو أيضًا، لماذا من البداية لم يقم بترتيب تأمين صحي حكومي، لو كان ريو قد آمن بالتأمين الصحي، لما كانت نفقاته قد بلغت هذا الحجم.
💋💋💋
يتواصل...
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments