نشوة قتل..!
استيقظت صباحاً على خبر مقتل أعز صديق على قلبك، والشرطة على الباب تنتظرك من أجل الذهاب إلى المركز فأنت اول المشتبهين بهم...!
تجلس بداخل السيارة مكبل اليدين منتظراً أن تفيق من حلمك المزعج الذي أخذ يتكرر على الدوام ، كنت مؤمناً بأنه الحلم نفسه يعاد ولكن ها انت تكاد تصل إلى المراد (مركز الشرطة) بدون اي استيقاظ ، عندها اخذت تضرب نفسك كالمخبول غير مكترث لمن هم بجانبك ، أخذ أباك يديك بحنان محاولاً تهدأتك وكأنه قد نسي بأنه أشد حاجة إلى الهدوء منك،تقول بينك وبين نفسك فالتبعد يداك أيها العجوز من تظنني أنت أنا لم أزهق روح أي أحد...
تصل إلى مركز الشرطة ليقوموا بوضعك داخل غرفة صغيرة يجلسونك على كرسي بمنتصفها وهناك بزاوية الجدار توجد كاميرا لمراقبتك ، تبقى جالساً بهدوء مستسلمًا لما يحدث لك بعد أن يأتيك صوت شخص مُقاطعاً خلوتك ، يقول: معك المحقق كمال سأقوم بالاستفهام عن بعض الأسئلة وأنت ستجيب وإياك أن تفكر بالكذب ، أولاً هل انت من قتلت الضحية ؟!
أنت ملتزم الصمت تتجاهل كل سؤال يطرح عليك ، يأتي صوته مرة أخرى ويقول اتمنى أن تتعاون معنا ، كل الأدلة تشير بأنك أنت من قتله وجدنا جثه صديقك وقد تعرضت إلى طعنتان في ظهرها ورصاصة تخترق رأسها ، بصمات اصابعك موجودة على السكين التي تم القتل بها ، ينزوي الصمت عليك عندها ثم تتكلم مع نفسك غير مهتم بنظرات المحققين التي كادت تخترقك من تلك الكاميرا ، تقول مع نفسك بسخرية من هذا القاتل وكأن طعنتان لا تكفي لتأتي رصاصة وسط رأسه مكملة...
يتحدث مرة أخرى بصوته الاجش هذا ليس لمصلحتك فالتخبرنا بسرعة لا تظن بأن وقتنا بأكمله لك ثم انك تعرف عقوبه القتل بتأكيد نحن نحاول التعاون لا نريد ادخالك إلى غرفة التعذيب مباشرةً...تتكلم عندها بصوت حزين ونظرة مكسورة ، من أنتم بحق كيف اقتله ، لقد كنت عنده الليلة الماضية لقد تسامرنا الليل بأكمله ثم عدت إلى بيتي ، كيف اقتله بحق؟! هل تظنني مخلوق من حجر ، لدي مشاعر مثلكم أيضاً...
تسكت قليلاً ثم تبتسم إبتسامة صغيرة عندما تتذكر ذلك الصديق الذي غير حياتك بين ليلة وضحاها هكذا؟!
تعود للتحدث وتقول بارتباك كبير وخوف شديد : ثم إني لا أصدق مو.. موته ، أنا بتأ.. بتأكيد عندما أخرج من هنا سأ.. سأذهب لزيارته ، تنهي حديثك وكأنك قد استنزفت كل ما هو متوفر لك من طاقة...
يشير المحقق إلى الرجلين خلفه من أجل إرسالك إلى الزنزانة الخاصة بك لننتظر يوم محاكمتك
"الوحدة و الخوف من المجهول ... الحيرة من عدم ايجادك لليقين ... كان من المحتوم عليك أن تبقى أسير لهذه المشاعر مهما حاولت ومهما جاهدت، لم تتخيل يومًا ان ترى نفسك هكذا وقد آل حالك إلى هذا المآل محبوس بين أربعة جدران سجٍن كبير ان ترى نفسك وحيد وقد هزت عواصف الحيرة عقلك وبدأ الخوف يتسلل إلى قلبك"
كنت تجثو بزاوية الزنزانة منتظراً أن يأتي يوم الفرج اليوم الذي ستخرج فيه من هذا السجن الخانق، ومع أنه اليوم الثالث لك هنا إلا أنهم لم يخبرونك بأي معلومة عن ما حصل لأهل الضحية أو حتى ما الذي جرى مع عائلتك ولماذا لم يأتي أي أحد لزيارتك؟ كانت تلك الأفكار تنهش رأسك على الدوام ومع استمرار قولك أنك تريد جوابًا واضحًا لكل ما يحدث لك إلا أن هذه التساؤلات الكثيرة لم يكن لها جواب فالأمر بنسبة لك لم يعد يتعلق فقط بما يحدث الآن...!
ومع كل ذلك إلا أن الحياة لم تكن بصفك هذه المرة حتى أن جسدك قد بدأ يخونك من عقل قد نهش من كثر التفكير ومن قلب قد هرس من اشتياقه لصديق
كنت تحارب بطريق مجهول لوحدك لا تعلم ان كنت بمسار صحيح حتى..!
كما أنك بدأت تشك بنفسك أن كنت قد قتلته أم لا.. تفكر بذلك الصديق الذي كان يستحق العيش حياة أطول أكثر من أي إنسان..
في ظل كل هذه الفوضى بداخلك، يدخل عليك جندي ويقول لك كلام لم تسمعه قط حتى يقوم باخذك لغرفة أخرى تتوسطها طاولة وكرسيان متاقبلان يجلس على أحدها شخص بملابس رسمية ممسكاً بيده بعض الأوراق ، تدخل للجلوس على الاخر وكأنك بدأت تدرك الموقف الذي أنت به الآن...
يمد يده لسلام عليك ثم يقول بكلمات واثقة: السلام عليكم انا المحامي حسام اتمنى أن تتعاون معي لحل هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن. ثم يقول مسرعاً وكأنه تذكر الأمر لتوه: آه صحيح لقد قام صديق لك اسمه غيث بطلب المساعدة مني من أجل اخراجك من هنا، لذلك لا نريد أن نخذله كما تعلم..
تتذكر لحظتها ذلك الصديق الذي لم تتوقع أن يساعدك أبدًا ، لأن الأشخاص الذي توقعت منهم المبادرة خذلوك..!
تقول بصوت خافت وكأنك تهمس..
_آه حسنًا لم اتوقع ذلك من غيث
_الان ...سوف اطرح عليك بعض الأسئلة، اولًا ما علاقتك مع الضحية؟
_هو صديقي لقد كنت عنده الليلة التي مات فيها ، مع اني لا اعرف كيف توفي إلا أننا سهرنا الليل حتى بزوغ الفجر
_على ايه حال ، بعد التحقيق بأمرك وحقيقة أن كل الأدلة تشير عليك خطرت على بالي فكرة ما...
"كنت تستمع بتركيز شديد فلقد كان الأمر بنسبة لك وكانك تمسك بخيط الأمل لاول مرة ، لقد كنت على استعداد لفعل اي شيء من أجل خروجك من هذا العذاب المرير"
_اظن بأن أحد يكرهك بشكل ما قام بالفاق التهمة عليك...!
_انا لا أنكر حقيقة بأن هناك من يكرهني ولكن لا اظن بأنها ستصل معهم لدرجة القتل والفاق التهمة على أحد ما
" هذه الإجابة هي كل ما خرج من حنجرتك لحظتها ومع انك قد فكرت بوضع جميع التهم على أحد ما لتتخلص من هذه الاشباك التي تقيدك إلا أن ضميرك لم يسمح لك بذلك فصعوبة ما تمر به لا تتمنى لأي أحد أن يعيشه حتى أكثر الأشخاص كرهًا على قلبك...!"
Comments
انتصار نضال
حسيت اني مكانه فعلا 🥲
2023-12-15
1
Monster
صراحة القصة مؤثرة قليلا ولكن قد ابدعت فيها و اتمنا ان تستمر💫
2023-09-20
0
سَاليِ...
عاشت ايدك عله هيج قصه 👏 حسيت نفسي بلسجن من كد ما المشاعر مفصله.
2023-04-01
1