لقد أتم ريدن تنظيف جسده، وكان يود حقًا الخلود إلى الراحة فورًا، لكن حديثه الذي دار مع والديه آل به إلى أن يظل شارد الذهن. عيناه لم تستطعا الإغلاق على النوم، وتاهت أفكاره هنا وهناك، لذلك قرر التوجه إلى غرفة عمله.
أضاء ريدن الحاسوب فورًا لتفقد بعض الوثائق في بريده الإلكتروني، لكنه اكتشف أن نظام الحماية الذي عززه كان على وشك الاختراق من قِبل شخص ما.
"يا لهوي، ما هذا؟" تساءل ريدن بدهشة لما لاحظ أن نظام الأمان قد كاد يُخترق.
"كيف استطاع ذلك الشخص اختراق نظام الأمان الذي عززته؟"
بحركة أصابع خاطفة، سعى ريدن إلى إعادة بناء نظام الأمان الخاص به. لم يكتفِ بذلك، بل بادل الغازي بالعدوان مرسلاً كمًا من الفيروسات نحو من كان يحاول اختراق بريده.
"أقسم، لابد وأنك أنت، أيها اللص الصغير! سأُرِيك من هو ريدن كانو خافيير الحقيقي. استعد، أيها الأرعن!"
ظل ريدن ينقر رموزًا خاصة بالاختراق بسرعة فائقة ويبعث بها، وذلك دفع المخترق إلى التراجع القسري.
ولكن، تحدٍ كهذا لم يُركِع المخترق. واصل هو الآخر شن الهجمات بالفيروسات، ولم يرضى بالهزيمة.
مجددًا، أرسل المخترق جيوشًا من الفيروسات برموز خبيثة من نوع جديد، تاركًا ريدن في دهشة وإعجاب.
والشخص الجريء الوحيد الذي يحاول اختراق نظام مجموعة بلوشزي هو لوكا. لوكا الذي اخترق النظام بصمت دافعه فضوله تجاه والده البيولوجي.
لوكا لم يهدف إلا إلى سرقة بعض المعلومات الشخصية لريدن عبر بريده الإلكتروني الخاص ليتأكد من صحة كلام أخيه.
كان يريد الاستيلاء على صور ريدن الطفولية من البيانات مباشرة ليصل إلى حقيقة دقيقة.
غير أنه لم يكن يتوقع أن ريدن قد عزز نظام الأمان لديه بهذا الشكل، مما أخذ منه وقتًا طويلًا لاختراقه.
"سامحيني، يا أمي! لوكا يفعل ذلك لأجل لوسيا التي تتوق لوجود أب." اعتذر لوكا شاعرًا بالذنب تجاه أمه، بينما كان يتظاهر بالنوم.
"آه، ما هذا؟"
شعر لوكا بالذهول لما بدأت الفيروسات تهاجم بريده الإلكتروني.
لم يكن يتوقع أبدًا أن يُكتَشف اختراقه للمرة الثانية، حتى ناسا والأمم المتحدة -اللتان سبق واخترق معلوماتهما- لم تعرفا بأمره عندما كان يخترق بياناتهما.
"أهكذا تُكشف حيلتي مجددًا؟"
حاول لوكا تخمين الأمر من تلقاء نفسه، لكن أصابعه سُرعان ما تحركت بمهارة واعتمادية. كافح للحفاظ على موقفه ولم يسمح لنفسه بهزيمة سهلة.
"يبدو هذا غير معقول! لكن ليس هذه المرة، لن أستسلم ببساطة. سنرى أينا أفضل في هذا المجال، أبي أم أنا؟"
ومن دون وعي، اعترف لوكا بريدن كوالده. وبهمة عالية، ردّ لوكا على الفيروسات التي أرسلها ريدن بفيروس ابتكره بنفسه.
ومع مرور ما يبدو كأنه لحظات، استمر لوكا وريدن في معركة الكترونية محتدمة.
حتى هزم ريدن لوكا بضربة قاضية، إذ أرسل فيروسات بأعداد هائلة حتى أن الحاسوب الذي كان يستعمله لوكا تعطل وتصاعد منه دخان.
"هذه المرة، سأنهي الأمر بهجوم واحد." قال ريدن والابتسامة الماكرة تعلو وجهه كأنه شيطان.
"تحمل إذا استطعت، ولكن لا تلومني إذا التهم الدخان حاسوبك! هاهاهاها...."
وفي صمت الليل العميق، ضحك ريدن ضحكة مجلجلة في غرفة عمله، وبها تبددت الأفكار المقلقة حول المواضيع المزعجة التي أخذت تلهيه.
"يا إلهي، ما هذا؟" سأل لوكا نفسه، فلم يكن هناك من يشاركه الغرفة.
"أخ! الدخان! الدخان!" صرخ لوكا، وهو يصاب بالهلع لرؤية الدخان الأسود يتصاعد من حاسوبه.
"لوكا، ما بك؟"
استفاقت زيا التي لم تكن قد غطت في النوم بعد، وركضت نحو غرفة ابنها حال سماع الصراخ.
كان قلقها باديًا، ولم تدرك حتى أنها هرعت دون أن ترتدي نعليها.
"يا أمي، يتصاعد الدخان من حاسوب لوكا." أبلغها لوكا وهو يقف بعيدًا عن الحاسوب.
رأت زيا بنفسها الدخان الأسود يخرج من حاسوب لوكا، فسارعت إلى نزع كل الكابلات المتصلة بالحاسوب.
ثم تحولت إلى لوكا لتتفقد حالته. هل تعرض لأي جروح؟ لأن إصابته كانت أهم من أي شيء آخر.
"هل أنت بخير؟" سألت زيا مرة أخرى لتتأكد.
أومأ لوكا برأسه فقط، فهو كان لا يزال تحت تأثير الصدمة.
"الحمد لله، إذا كنت بخير! لكن ماذا حدث حتى يصبح حاسوبك هكذا، لوكا؟"
تبدلت زيا من أم رؤوم حنونة إلى أم شديدة صارمة.
"لم يكن متعمدًا، استيقظت بسبب رائحة الدخان يا أمي!" أجاب لوكا، مضطرًا للكذب خشية غضب أمه.
"يا إلهي، حقًا؟ ربما كان هناك خطأ ما في تيار الكهرباء سبب الدخان هذا." قالت زيا مقتنعة بما قال لوكا.
"لنترك الأمور الآن، ليكن في علمك أن الوقت قد تأخر! تصبح على خير وعد إلى النوم!" دعت زيا بلطف بينما تقبل جبينه بحب.
"تصبحين على خير، يا أمي!" قال لوكا وهو يستلقي على فراشه.
"ليلة طيبة، يا عزيزي! وأتمنى لك أحلامًا سعيدة!" عاودت زيا تقبيل جبين لوكا برفق.
تتمة قادمة..............
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
200تم تحديث
Comments