NovelToon NovelToon

A Ticket To Hell

ايليانا

ان تكون بشريا هو شيء، لكن ان تكون انسانا هو شيء اخر.

ان تكون نفسك هو شيء، و ان تكون كما تريد هو شيء اخر كليا.

ان تختار طريقك هو شيء، و ان تصل لنهايته هو شيء مختلف تماما.

*

*

*

*

*

ايليانا:

هل تظن ان ما ينتظرك بعد الموت هو جحيمك الوحيد؟

قطعا لا.

لقد كان الجحيم مصيري الموعود منذ ولادتي، هل من المعقول ان اكون الوحيدة التي تجربه؟ ابدا هذا ليس عدلا لذلك انا متاكدة سيعيش غيري في جحيم الحياة و ربما نعيمها، قد يكون انت من يدري؟

سبق و ان مت في الحياة، و حبست روحي في جسدي لتزيد من المعاناة.

تخيل معي انك تعيش و انت تتمنى الموت و بعد ان تموت....... تجد روحك عالقة في جسدك، لا يمكنك الموت مع الاموات و لا تعرف طريقا للعيش مع الاحياء.

ماذا ستفعل حينها؟

ساجيبك، بما انه شعور خانق كحبل يلف جيدك و خنجر في قلبك يصد نبضك فانت ستحاول التنفس، صدقني لن تحاول فك الحبل بل ستحاول اخراج رئتيك، لان عقلك لن يفكر، ولا قلبك ايضا، قراراتك ستكون نابعة من القيد.

القيد الذي يأسر روحك و الحبل الذي يلف جيدك و الخنجر المغروس في قلبك،  هذا ما سيفكر بدلا عنك.

هل تعرف ما القرار الذي سيخرجون به بعد صراع طويل و معارك ضارية تقام داخل رأسك تنخر دماغك و تستنزف بقايا روحك المأسورة؟

عليك ان تصير جحيما.

جربت الجحيم فاذقه لغيرك، لا حل اخر.

قيدك من النوع الذي لا يمكن التخلص منه، اذن عليك بنسيانه.

و لتنسى القيد عليك انه تنسى انه قيدك،  جد له معنى اخر، عقل جديد بدل ذاك الذي ارهقته الحياة، ربما، من يدري؟ قد يكون هذا انسب له..... و لك.

*

*

*

*

عزيزي القارئ، ان كنت تظن انها قصة رومنسية وردية لطيفة مثل الحسناء و الوحش فانت مخطئ، ان كنت تبحث عن قصة تكون فيها البطلة فتاة لطيفة حساسة فمكانك ليس هنا حتما. لان ايليانا من عالم الاموات، فتاة حصلت على لقب جهنم. 

ايليانا فتاة اعتادت البقاء في المقابر بين ارواح الموتى و في ساحات جرائمها بين الجثث تراقب تسرب الدماء من اجسادهم حتى اخر قطرة...

ايليانا فتاة عانت من الجحيم فصارت الجحيم لغيرها...

اذا كنتمن ضعاف القلوب فاعذرني... مكانك ليس بين صفحاتي...

اذا كنت من من يكرهون الرومنسية السوداء... اسفة، لست اسفة... روايتي لا تلبي معاييرك.

اذا كنت تبحث عن رواية صيفية تخرجك من الاكتئاب... اعتذر... روايتي مليئة بالمرضى النفسيين و العقد و المشاكل التي حتى انا اشعر بالجزن عند كتابتها...

ان كنت تظن انني اتحكم بشخصياتي فانت مخطئ!

هم يتمردون على يدي و حروفي لينسجوا قدرهم الخاص...

انا ايضا قارئة لا تعرف النهاية بعد...

لنكتشف معا الى اين سيؤدي تمرد ايليانا و ادوارد.

هل سيعيشان بسعادة في الاخير؟

هل سيشفي قلبها؟

هل سيتمكن من قطفها بسلام دون ان تجرحه اشواكها؟

هل ستتقبل وجود اشخاص تحبهم من جديد؟

ام انها فقط... ستقتله!

القتل لا يسبب الموت فقط يا اعزائي... يمكن ان يتم قتلك و انت على قيد الحياة... كما حصل مع ايليانا... الميتة الحية... مات قلبها و روحها و لمعة الحياة في عينيها بينما بقي جسدها حيا ينتظر من يعيد احياءه.

ما دمت وصلت الى هنا... فانت حقا شخص بقلب صلب... ستعجبك روايتي حتما... و انت... تعجبني من الان.

اهلا بك عزيزي القارئ في صفحاتي السوداء الملطخة بالدماء... اهلا بك... في جحيم ايليانا دامبيير

سيدة الجحيم

مررت على قبري ولا تسألوني كيف لي ان امر عليه، فقبري هناك حيث دفنت اجزاء روحي مع عائلتي و لي قبر اخر سيدفن فيه الجسد.

*

*

*

*

*

في عالمنا المفعم بالالوان، كانت تلك الفتاة البيضاء الاسبانية الجميلة تقف بشموخ بشعرها الذي ينساب على ظهرها بلون دم ضحيتها الاحمر الذي لطخ كعب حذاءها، تنظر نحوها باحداقها الرمادية الباردة العميقة كانها تخفي اسرار السماء و الارض.

سارت نحو الامام تترك خلفها اثرا من الغموض و الجمال.

لو رايتها بحلتها البضاء لظننتها ملاكا من قصة خيالية لكنها طبعا ليست كذلك، هذا الوصف لا يناسب حتما العمل الشنيع الذي قامت به.

ابعدت احدى خصلات شعرها المتمردة بيديها الداميتين فصار من المستحيل التفريق بين الانامل و الخصل لتماثل اللون ثم وضعت يدها على السماعة في اذنها تنظر للجثث حولها مجددا تتاكد ان لا حياة غيرها في القاعة حولها لكنها ليست متأكدة من وجود حياة داخلها فلطالما آمنت انها ماتت منذ اول جثة رأتها و لم يبق منها سوى الجسد.

بعد ان تأكدت من نجاحها في سلب الارواح الاحدى عشر قالت بصوت واثق هادئ تحيط به هالة من البرود، ليس و كانها مغطاة بالدماء من رأسها لاخمس قدميها، هل هذا ذنب في نظرها؟ لا. هل ترى انها اخطأت؟ قطعا لا. هل تظن انها تستحق العقاب؟ مستحيل.

"تمت المهمة فاريس"

و هكذا كما اتت تماما غادرت بمشيتها الرشيقة الشبيهة بخاصة عارضات الازياء تطرق الارض بكعب حذائها الاسود كما لو انها اقسمت ان تحيل حياة كل من يسمعون صوته لنفس لونه و ان تجعل من كل مكان تدخله و هي مرتدية اياه، احمر قانيا بلون خصلاتها الدامية.

انها ايليانا دامبيير سيدة الجحيم الاولى، الاخيرة و الوحيدة.

*

*

*

*

"انت تقودني للجنون يا ابن لا سيردا"

كان هذا إدين اراغون و هو يصرخ في وجه كتلة الجليد امامه بعد ان رآه يسير بين المارة بثياب مغطاة بالدماء و سلاحه في يده، الا يمكنه ان يتخلص من مشاكل صديقيه ليوم واحد؟ اذا لم يضطر لحل مشاكل ارسوس الارعن يصير لزاما عليه ان يركض خلف ادوارد الثلاجة المتنقلة لعائلة لا سيردا، اشكروه لاحقا على اتعابه انه يعاني كثيرا مع الاحمقين و للان لا يعلم لماذا بقي صديقا لهما طيلة هذه السنوات.

هل عليه قتلهما و التخلص من مشاكلهما فقط؟ هو جديا يفكر في هذا، قد يقتل ارسوس دون ان يواجه مشكلة في هذا، لكن ادوارد؟ مستحيل ان يقتله لن يتناول فطيرة التفاح التي تعدها السيدة لا سيردا مجددا و الى الابد اذا فعل هذا و هو طبعا ليس مستعدا لخسارة فادحة كهذه، عليه تغيير رأيه بخصوص قتل ارسوس فهو يحتاج لشيء مضحك يسخر منه ان كان سيتحمل نكد ادوارد.

هل تظنون ان ادوارد لا سيردا اهتم بكون صديقه المقرب سيموت بذبحة قلبية بسببه الان؟ اذا كانت اجابتكم هي اجل فانا اعتذر انتم لا تعرفون شيئا عنه بعد.

رده الوحيد كان نظرة باردة قاتلة تجعل الرعب يدب في اوصال متلقيها و لحسن الحظ ابعد عينيه سريعا و الا لكان ادين ميتا و العالم يرثي احد اوسم شبابه العازبين.

"انا جاد تماما اد، افرض ان احدا كان شجاعا بما يكفي ليتصل بالشرطة بدل الوقوف خائفا متصنما امام مظهرك الدامي"

"لقد كنت اراقب ادين و لو تجرأ احد على هذا لما بقي في رأتيه انفاس كافية للحديث و التبليغ عني، ثم هل تظن ان الشرطة اللعينة ستقبض على احد ابناء لا سيردا؟ هم اجبن من النظر لوجهي و اضعف من مجابهتي و لو اتحدوا."

"اعرف انك قوي لكن لا يوجد شخص محصن ضد الاذى ادوارد، عليك ان تكون حذرا"

"اسمعني جيدا ادين، الوحيد القادر على هزيمة ادوارد لا سيردا، هو ادوارد. لا احد اخر و انا اعني هذا تماما، لا احد في مدريد، اسبانيا، او العالم يستطيع ان يتسبب لي باي مكروه، تذكر هذا جيدا يا ابن اراغون."

تنهد ادين ليقول:

"غرورك هذا سيودي بك و ربما بنا جميعا اد، لكن ما باليد حيلة ساصدق كلماتك المتعجرفة الغبية التي تحتاج لاعادة صياغة و تغيير بعض المعاني او ستَدُقُّ عنقي."

كانا يتحدثان جملة بجملة، يسأل ادين فيجيب ادوارد، يرمي ابن لا سيردا بنظراته الواثقة الباردة تجاه الاخر فيرد ابن اراغون بنظراته القلقة على صديقه اللامبالي، احدهما اعصابه باردة كالصقيع بينما الاخر تغلي اعصابه حتى ظن انها تبخرت.

فتح باب المكتب دون طرق فعلما بهوية القادم قبل دخوله باندفاع، انه ارسوس بورجيا، الاشقر المضيء الوسيم المرح الشيء السيء الوحيد فيه هو....... انه يواعد اكثر من 15 فتاة في الوقت ذاته و كل واحدة تعلم بامر الاخريات، لكن من ترفضه؟ المجنونة العمياء التي لا ترى الجمال فقط، لكن يقال ان الجنون اعلى درجات العقل اذن فمن ترفضه هي فتاة عاقلة حكيمة و تستحق ان امنحها اسما اثناء سرد الاحداث.

ادوارد:

"حذرتك مرارا و تكرارا من الدخول دون اذن ارسوس انت لست في فيلا بورجيا الان، ربما انا مشغول بامور خصوصية و حضرتك اقتحمت مكتبي"

ارسوس:

"حينها ساشكوك لجدك فهذا مكتبك و ليس غرفتك، ثم من تعيسة الحظ التي ستاتي اليك؟ لا احد يبقى معك لاكثر من عشر دقائق عداي انا و المنحوس ادين لاننا شخصان طيبان و شهمان نرفض ترك وحش دون اغلال خوفا على البشرية. و حسب علمي هو رجل ان لم يتغير شيء اثناء غيابي"

التفت ارسوس لادين يتابع:

"انت لن تدعه يقتلني بعد كلامي صحيح؟ انظر للشرر المتطاير من عينيه"

ادين بغضب بعد الاهانة التي كانت مختبئة بين طيات كلام سوسي و صدقوني ارسوس لا يكره شيئا بقدر كرهه لمناداته سوسي:

"صدقني سوسي انا الان اتخيل 1000 سيناريو لقتلك و كل واحد يمثل تحفة فنية اجمل من سابقه، عندما اختار واحدا سالاقيك في غرفة التعذيب"

انزعج ارسوس من لقب سوسي لكن لا يمكنه الرد على هذا الان عليه انقاذ حياته اولا :

"ادوارد انا صديق جيد خمن كم كانت حياتك لتكون مملة دوني، اقتلني انت بسرعة و لا تدعه يقترب مني"

ادوارد بحاجب مرفوع و نظرة مستمتعة في عسليتيه:

"حقا؟ لا اذكر انك سددت لي خدمة من اي نوع في حياتك، انا ابقيك حيا احتراما للسيد بورجيا"

رمى بكلماته بتعبير مستفز على وجهه الوسيم لكنه في الحقيقة كان ممتنا لقدومه لتخليصه من محاضرة صديقه الذي يتقمص دور الاب الناصح الان. اعطوه سببا واحدا حتى لا يقتل ادين لانه على وشك انقاذ ارسوس منه الان فعلا حتى بعد ان شكك بميوله.

لقد تذكر الان السبب الذي يجبره على الحفاظ على حياته هو امه، سيليا طلبت منه ان يدعو الاحمقين لمنزلهم و يخبرهما انها اعدت فطيرة التفاح التي يحبانها و نبهت عليه ان يصلا اليها قطعة واحدة لذلك لا يمكنه قطع لسانيهما كما كان يفكر فان كان هناك شيء لا يتحمله ادوارد الثلاجة فهو غضب سيليا لانها تصير وحشا مخيفا بالفعل.

رغم كلام ارسوس الغريب و ردود افعاله الاغرب لكنه شخص مهم بل و مهم جدا بالنسبة لادوارد و ادين، لو لم يكن موجودا ليقوم بتسليتهم لانقرضت البشرية من سواهما منذ سنوات، انه اقرب لشخص سيموتان ضجرا في غيابه او يجعلان القتل وسيلة تسلية للقضاء على الملل ان لم يكن موجودا، و طبعا سيختاران الخيار الثاني.

"ادوارد يا صديقي هل نسيت اني اخبر السيدة سيليا انك شخص طيب القلب تهدي قبلات طائرة لمعجباتك اثناء قيامك بوظيفتك المكتبية الهادئة؟"

اعتاد ارسوس على مناداتها عزيزتي سيلي الجميلة، كل هذه الجملة الطويلة يقولها بالحرف الواحد فقط للاشارة للسيدة سيليا لا سيردا والدة صديقه الحنون.

قال ادوارد ببرود ظاهر على وجهه عكس العواصف التي تعصف بروحه:

"لم تعد مضطرا لهذا سوسي لقد اخبرتها امس، هي تعلم الان يقينا اني اسعى للثأر لمقتل اخي و الغريب انها تقبلت الامر بل و شجعتني على هذا"

لقد كان داخلها قلب ام مفطور يتوق لسماع نبأ موت قتلة ابنها، رغم طيبتها و لطفها تمنت موتهم من اعماق اعماقها و هي متأكدة من ان ادوارد مثلها، لن يهدأ له بال حتى يقتلهم بيديه فلم تشأ معارضته، لا تريده ان يذهب و يتركها ان عارضت رغبته فلا ابن لها بعده.

ادوارد كان مدركا لحقيقة ما دفع امه للموافقة و رغم تقبلها له الان لازال يخشى ان يقتل امامها، يخاف ان تتغير نظرتها اليه و تراه وحشا، اكثر ما يخيفه هو ان تخافه امه .

شهق إدين و ارسوس بدهشة من تقبل سيلي كما يدعوانها للامر، هي ارق من ارق زهرة فكيف تتقبل ان ابنها قاتل يسعى لقتل المزيد؟ لكنهما تفهما موقفها و رغبتها في الانتقام فهي ام فقدت ابنها البكر و لم تتح لها فرصة توديعه، هي ام اختطفت الحياة منها ابنها و قدمته قربانا للجحيم، اولم تحول بذلك حياتها لجحيم في الحياة؟

*

*

*

*

كان فاريس الاشقر الوسيم في اواسط الثلاثينات يعد كوبا من القهوة لتلك الجالسة على حافة النافذة المفتوحة تراقب ضوء القمر بينما يحرك النسيم خصلاتها الدامية الطويلة المبللة، الا تهتم ان اصيبت بنزلة برد؟ لا هي لا تهتم، الا يهمها ان يفسد صوتها و لا تقدم تهديدا رنانا لضحيتها؟ بالتاكيد تهتم لهذا اغلقت النافذة و اتجهت نحو الاريكة.

كانت غارقة في افكارها التي تتصارع داخل عقلها، لم ينعم الاخير بشيء اسمه راحة منذ سنوات طويلة، منذ ان حصلت مجزرة دامبيير بالتحديد و الان اخر فرد بقي منهم تتذكر ما حصل لهم الف مرة في الثانية، ترسخ المشهد الدموي كشعرها في ذهنها و لا زالت تنقشه داخل عقلها حتى بعد ان ترسخ، كانت في الرابعة عشر و الان هي في الثالثة و العشرين، لكن الجحيم جحيم لا ينسى و لو بعد عقود بل قرون. لازالت تعاني من رهاب فقدان الاحبة لذلك وضعت نفسها داخل قوقعة لم يخترقها سوى فاريس و ادريان.

"اين ادريان؟ اخبرني منذ 39 دقيقة انه انهى مهمته و يفترض به الوصول قبل 11 دقيقة تماما"

قال فاريس ضاحكا :

"دقتك هذه مخيفة جدا ايلي"

نظرت له بحاجب مرفوع كما لو انها تسأله-اتسخر من دقتي يا مهووس النظافة؟-

ثم هل يخاف من دقتها في قياس الوقت ولا يخشى مهارتها في القتل؟

قبل ان تنطق بسؤالها هذا سمعت صوت حركة خافتة في الرواق فمدت يدها تحت الاريكة تسحب خنجرا.

اريس و كلوريس

كانت هي الهلاك و كان هو مهلكها

كانت وليدة العاصفة و هو كل عواصفها

كان من سكان الجحيم و كانت جحيمه و حبها..... تذكرته

ايليانا دامبيير و ادوارد لا سيردا

اي نوع من القصص سيجمعهما؟

هل ستكون ملحمة ختامها هلاك؟

او قصة حب وردية تنتهي بعبارة "عاشا في سعادة ابدية"

Veuillez télécharger l'application MangaToon pour plus d'opérations!

téléchargement PDF du roman
NovelToon
Ouvrir la porte d'un autre monde
Veuillez télécharger l'application MangaToon pour plus d'opérations!