لم تكن الجزيرة صغيرة بما يكفي لتُكتشف في يوم، ولا كبيرة بما يكفي لتُخفي أسرارًا كثيرة.
كانت قطعة أرض عائمة وسط بحرٍ بلا نهاية، كأنها خطأ نسيته الجغرافيا، أو حلم نبت في قلب المحيط.
الأشجار متفرقة، متعبة، لكنها صامدة. أوراقها خضراء باهتة تتخللها ألوان لم يرها الطفل من قبل: بنفسجي خفيف، أصفر مشرق، وردي خجول... وكأن الطبيعة اختارت أن تزين وحدته بلون، لا بكلام.
البحيرة في وسط الجزيرة كانت تعكس السماء كأنها مرآة مكسورة، والصخور التي تحيط بها تشبه ظهور حيوانات نائمة منذ آلاف السنين.
كان البحر يحيط بالجزيرة من كل الجهات، واسع، أزرق، صامت... لا صوت له إلا عندما يغضب.
وحين تغرب الشمس، كانت الرمال تتحول إلى ذهب خافت، والطفل إلى ظل طويل يمشي وحده على أطراف العالم.
لا بشر هنا. لا طرق. لا بيوت. لا أسماء للأماكن. فقط تلة وحيدة تطل على البحر، شجرة منحنيّة بفعل الرياح، وكوخ خشبي صغير بُني ذات يوم بيدين مرتجفتين.
هنا، وُلد... وهنا، سيعيش... وربما هنا، سيموت.
NovelToonتم نشر هذا العمل بترخيص من Hamza Hamza NovelToon ، والمحتوى هو فقط وجهات نظر المؤلف الخاصة ولا يمثل الموقف الذي يشغله
لبحث عن الحياة تعليق