ظلال الثلج الأسود

" في احدى الأزمنة إمبراطورية إسمها وانكشي جبالها شامخة كأنها تحرس الاسرار التي تخفيها وثلوج لا يذوب الى بدماء الخونة لم يكن السلام الا ستار واهن ... يخفي خلفه قلوب تغلي وأيادي تحيك مؤامرات بخيوط من حرير "
تلك الإرض التي إنحنت لها الممالك ذات يوم ، باتت اليوم مهددة من الداخل .الامراء يتصارعون والنبلاء يبتسمون بسم ، والعرش تحوم حوله ظلال اكثر من الضوء
في هذا العالم لا يولد فيه الأبطال بل يصقلون من رماد ويصير الجليد سلاحا والسم دواء
في احدى ليالي الشتاء القاسية ، عاد هو من جبهة بعيدة ... رجل لا يعرف الدفئ ولا يخاف النار يقال ان قلبه تجمد منذ احترق كل شيء يحميه في جهة أخرى هناك فتاة تتوارى خلف قناع تداوي من يستحق وتنقض على من يزرع السم في الاجساد والعروش واسقاط أقنعة الشر...

في لحظة واحدة كفيلة بقلب كل شيء، تلك اللحظة حين يلتقي الظلام والنور تبدأ رحلة لا رجعة فيها
في يوم بارد على غير عادته كان الثلج يتساقط بهدوء فوق معسكر الشمال بسترة بيضاء ناعمة وكأنه يهمس بأسرار الشتاء صفوف طويلة من الجنود تمارس تدريباتها واصوات السيوف تملأ المكان تلمع بأطرافها، تحت ضوء الشمس خافتة تختبئ بين خلف غيوم رمادية ،لكن فجأة انكسر الصمت لكن فجأة تخلى النظام صوت متعجرف
صوت يعكر صفو الجو
تقدم رجل يرتدي زي مفتش عسكري يتبختر بخطوات ثقيلة نظراته تحمل نظرة احتقار لا تخفى على أحد كان يعرف بإسم هان جيانغ يقابله رجل مربوط وجريح قام بتعذيبه لكي يحصل على اعترافه يقال انه جاسوس وخائن يحاولون تلفيق تهمة لإسكاته وجعل الجاسوس الذي يتم البحث عنه طليقا
هان جيانغ: سواء أردت الاعتراف ام لا لايمكنك الخروج من هنا لهذا ما عليك سوى الاعتراف وسأجعل موتك سهلا
المتهم : انا لست جاسوسا ولن اعترف بأي شيء اذا أردت قتلي فقتلني هل لديك الجرأة لذلك (ساخرا)
هان جيانغ : ايها الوغد هل تظن أنني لن استطيع التخلص من حثالة مثلك انتظر وسترى بأمر من البلاط ينفذ الحكم على الجاسوس ليكون عبرة لكل من يجرؤ على خيانة الإمبراطورية
المتهم : (بصوت ساخر) لكنك نسيت حين يقترب الذئب ... لا تسمع خطاه لكنك تشعر بأنفاسه على رقبتك ستخرج الحقيقة من شتات روحي
هان جيانغ: (بسخرية) حسنا يمكنك ان تتحول الى شبح إن شئت لعب الاشباح تجيد الدفاع عن الأبرياء أكثر منك
فجأة كسر الهدوء اصوات دقات حوافر الخيول كاسرة الثلج اقترب بثقل وهيبة بين ضباب كأنما يخرج بين ظلال الموت
"لست بحاجة الى شبح "
الكل يلتفت همس أحد الجنود وهو متوتر أنه وصل
لقد وصل إنه ....
. مخلب الذئب
. الجنرال لين شوان لقد عاد
همسات الجنود لقد عاد الجنرال قيل أنه لا يظهر الا حين يشتم رائحة الدم والخيانة
جندي أخر: هل تعرف لقد أطلق عليه لقب مخلب الذئب ا لأنه قتل سبع ذئاب في صحراء بعد معركة شرسة مع العدو وقد انتصر فيها وقد تغلب على تلك الذئاب رغم إصابته
اجابه الأخر : الجنرال لين شوان لا يقبل أن يتدخل أحد في عمله حتى وإن واجهته العواصف يبدو أن الدوق يحاول استفزاز وإهانة الجنرال بهذه الطريقة
تابع وهو يتقدم بخطوات واثقة بين صفوف الجنود فوق حصانه يرتدي رداء اسود يلفه فرو وفي خصره سيف طويل تنبعث منه هالة باردة وكأنه الشتاء ذاته لم يكن في ملامحه انفعال ولا في خطاه تردد وجهه خالي من تعابير لكنه يعتبر ذو وجه وسيم تتلاهف نحو الفتيات لكنه لا يعير ذلك اهتمام
عيناه حادتان ساكنتان جامدتان، كأنه يرى ما لا يقال وأول من التقت به تلك النظرات ،خغض رأسه دون أن يشعر
في تلك الأثناء المفتش العسكري وقد شعر أن كلماته تفقد قيمتها أمام هيبة الجنرال.
بأن يتم إعدام الخائن بأمر من الإمبراطور وأعطى الأمر الجلاد بإعدامه ووضع السيف على عنقه ورفع الى الأعلى وكأنها تعد دقائق حياته
في تلك اللحظة أطلق الجنرال لين شوان سيفه من مسافة بعيدة نحو سيف الجلاد وأسقط سيفه أرضا

الجنرال لين شوان: لماذا يبدو عليك التوتر أيها المفتش هان وكأنك رأيت شبحا حقا كأنك لم تتوقع عودتي بسرعة .. او أنك كنت تراهن على غيابي؟
المفتش هان : أوه ايها الجنرال انت تخطئ في حقي إنها أوامر الإمبراطور وكلفني الدوق شياو بتنفيذ الإعدام في حق الجاسوس
الجنرال : كيف تعرف أنه حقا الجاسوس الحقيقي هل من خلال انتزاع الاعتراف بتعذيبه ، هل تحاول اخفاء شيء ايها المفتش
المفتش هان : أيها الجنرال قد يساء فهمك ويعتقد أنها تحاول دفاع عن جاسوس متواطىء مع العدو لكنني لم أكن سأتهمه لو لم تكن لدي أدلة على ذلك
الجنرال لين شوان: وما هي هذه الأدلة التي لديك
المفتش هان : رسالة مشفرة وجدت بين متعلقاته ، وأحد الحراس رأه يتسلل ليلا ، أليست هذه الأدلة كافية ايها الجنرال
الجنرال : رسالة ؟وشاهد ... يبدو أنك جمعت الحقيقة في ظرف وربطتها بشاهد اعور
المفتش :هل تشك في كلامي ...
الجنرال : أنا لا أشك ... أنا اتجاهل ، لأن ما بني على كذب لايستحق حتى الجدل، والجدل معك كأن أجادل ظل يظن نفسه نارا
المفتش هان: (يحاول الحفاظ على تماسكه بنبرة رسمية). : ليس من الحكمة أن تتحدث بهذه الطريقة مع مسؤول أعلى حتى وإن كنت جنرال
الجنرال (ينظر إليه بهدوء ،عيناه لا ترمش ،نبرته ثابتة): ظننت أنك لا تعرف معنى هذه الكلمة بعد ما رأيته اليوم وأنت تحاول إعدام شخص بريئ
المفتش هان : حسنا .. بما انك تدعي أن هذا الجندي ليس الجاسوس الحقيقي إذن أين دليلك
الجنرال:( يتقدم بهدوء نحو منصة التنفيذ وهو يواجه المفتش ) :ثم نظر إلى أحد أتباعه كإشارة لإحضار الجاسوس الحقيقي
في اثناء ذلك احضرو الجاسوس وهو مقيدا بسلاسل الحديدية
الجنرال: هذا ليس غريبا عن المكان لقد كان واحد منكم
يهمس الجنود مع بعضهم في ذهول
-ما هذا الذي أراه بعيني!!
ـ ألم يكن يعمل في قسم الامدادات
نعم كان مسؤولا عن تحركات والتقارير اللوجستية
الجنرال : بنبرة قاتمة : لقد عرف كيف يختفي.... لأنه يعرف كيف يخفي الأخرين ، استخدم موقعه ليعبث بالمسارات ويمرر المعلومات وعندما اقترب من اكتشافه حاول تلفيق اتهام لشخص أخر
المفتش(بنبرة قلق بدأت تتسلل إلى صوته)
مجرد كلام مرسل، لا يوجد ما يثبت أنه لم يتصرف لوحده
الجنرال (بنظرة طويلة ثم التفت الى الجاسوس)
-اخبرهم من الذي كان يعطيك الأوامر ؟
الجاسوس( مترددة ينظر في تجاه المفتش)
- لم أراه ... كانوا يتركون الرسائل تحت جذع شجرة قديمة قرب الحامية
سمعت أنه كان يطلق عليه لقبا فقط هو "الظل الثالث"
المفتش : اتظن أن إحضارك لهذا الجندي سينفي تهمة عن المتهم ؟من يدري ربما لقنته ما يقول قبل أن تعيده
الجنرال: أنا لا اعتمد على الأقوال مثلك أنت ،بل على الأدلة أنت تعرف ذلك لهذا سأريك شيء الذي يتبقى أنه كان يعمل جاسوس لصالح تلك المنظمة
هذا الطوطم على شكل ثعبان ذو الأجراس هذه المنظمة كان تدعى منظمة أنفاس الغراب كانت قد
اختفت لعدة سنوات ثم عادت لقد ارتكبت عدة جرائم تستخدم فيه السموم قاتلة
همس أحد الجنود :(شعر بالقشعريرة )أنه حقا طوطم خاص بمنظمة أنفاس الغراب ...
-مستحيل ... هذا الطوطم لا يحفر الى في طقوس الدم
-الجاسوس الحقيقي إذن هو
الجنرال. :هل تصدق الأن من الجاسوس الحقيقي
المتهم : سيدي ... كنت أعلم أنني لن أموت مظلوما ،شكرا لك لإتباث برائتي مهما فعلت لم استطيع رد جميلك حتى الموت
الجنرال : أحيانا لا ينقذ الناس العدالة ...بل من يختارون كسر صمتها ،
... أيها المفتش لا اعرف لكن تبدو لي منزعجا وكأن مجرى هذه المحاكمة لم يكن كما توقعت "أنا أسف لكن هذا هو عيبي دائما ما اجيد قلب الطاولة
المفتش : احسنت أيها الجنرال ... خطوة ذكية . لكن العجلة في إستنتاجك قد تضعك في موقف لا تحسد عليه
الجنرال: العجلة ؟ لا... أنا فقط اسرع في كشف من يحاول دس السم في العسل
لكن لا تقلق السم لا يخطئ طريقه ..فقط يحتاج وقتا كافيا ليعمل
المفتش : انا أحذرك من اللعب بالنار ...
الجنرال : النار ؟ النار سوى أداة حين تعرف متى
تشعلها ومتى تطفئها
ثم ينظر الى الجنود
"أعيدو هذا الجاسوس الى الحجز تحت مراقبة لتحقيق معه ربما يتذكر شيء لم يقله بعد
بينما كانت خطوات الجنرال تتلاشى وسط الثلج
والجنود يتهامسون خلفه كأنهم لا يصدقون ما حدث
وكأنه كان رمز العدالة أنقذ روحا كادت تفقد
لكن الحقيقة لا تبقى في الشمال فقط .
ففي العاصمة بعيدا عن رياح الشتاء ، كانت حرارة
المؤامرات تذيب جليد البلاط الامبراطوري في عرش
في قلب القصر جلس الإمبراطور ، ساكن النظرات ،
تتسرب اليه الأخبار قبل ان تصل اليه الرسائل
تسلل الضوء بين أعمدة الجناح الإمبراطوري ، حين
إنحنى رئيس

مجلس الأمناء "
- "جلالة الإمبراطور ... وصلت رسالة من الحدود الشمالية "
رفع الإمبراطور كأس الشاي ، نظر إليه للحظة ، ثم قال : هل هو الجنرال لين شوان
رئيس المجلس الأمناء :نعم جلالتك ، لقد أوقف
إعدام ... وجلب الجاسوس الحقيقي ولديه دليل على
ذلك واعترف الجاسوس بذلك يقال أنه تم إرساله من
منظمة أنفاس الغراب أنها معروفة بأعمال شريرة على مر سنوات الماضية ولقد عادت مجددا لا نعرف من يقودها لكن يبدو أنها تهدف إلى زعزعت أمن وستقرار الامبراطورية
- ساد الصمت وصوت عزف الناي يتردد في الارجاء وعيوني الإمبراطور غارقتان في التفكير وقال:
أجساد العدو تهاجم بالسيوف أما عقولهم فتزرع
الجواسيس
-أخبر الوزراء ... أنني سأتحدث في اجتماع الغد وستدعي الوزير وانغ أيضا ، يجب أن نتخلص من هاته الطفيليات قبل أن تزحف أكثر ....
[منظمة أنفاس الغراب]
في مكان لا تعرف الشمس طريقه حيث لا تنطق الأسماء كان الأنفاس تحبس والظلال تتحرك
إمتدت دهاليز مظلمة تعج بالهمسات والخطى الخافتة كأن الجدران نفسها تحفظ الاسرار وتخشى البوح
صوت خطوات بطيئة ،ثقيلة ... ثم ظهره فقط كتفاه العريضتان ، يغطي جسده رداء اسود داكن ينسدل من كتفيه كأجنحة الغراب وخيوك القماش تلامس الأرض كأنها تجر ورائها خطايا لا تحصى على رأسه قلنسوة عالية لا يرى وجهه
كان جميع أتباعه خاضعين له رؤوسهم منخفضة حتى لا تقع أعينهم على ظله
جاء صوت أحدهم ،مرتعشا

سيد الظلام : ماذا هناك ؟
الظل الأول : سيدي ، الجاسوس لم يعد في قبضتنا
الجنرال لين شوان لقد تمكن من الوصول له
سيد الظلام : لم يطلق عليه مخلب ذئب هباء ، لقد أصبح عقبة أمام طريقنا يجب التخلص منها
التابع الأخر: سيدي الظل لقد قام بقتل عديد من اتباعنا ويعرف ان الجاسوس كان تابعا لنا
بماذا تأمرني سيدي
سيد الظلام : (ابتسامة مخيفة ): هذا جميل ،هذا للأمر سيكون بعلم الإمبراطور هذا جيد لن ينعم
جلالته بنوم هنيئا أخشى أن يكون قد شعر بالخوف
أووه أظن الأمور قد بدأت تصبح ممتعة لم تعيش في
هناء بعد الأن أيها الإمبراطور سأحول نومك الى
كابوس مروع لم تستيقظ منه أبدا سأجعل كل شعبك يعاني بسببك ويعرفون حقيقتك
بدأ ينظر الى لوحة على الجدار ثم جلس على كرسي بكل فخامة ثم أمر أحد أتباعه ان يقترب اليه ...
اقترب اليه ونحنى على ركبتيه
سيد الظلام: من قال لك أن تقترب
التابع : أنت يا سيدي!!
سيد الظلام : أه.حقا هل كنت أنا اذن تعرف أوامري
وتنفدها (ثم غرس نصل في صدره) لكنك لم تنفذ
أمري بأن تجد تلك الزهرة الهاربة لقد اعطيتك كل هذا
الوقت لتجدها لكنك نسيت أن من لم ينفذ أوامري
سيعاقب بدل الشخص الذي لم تجده لهذا عليك أن
تفعل كل ما في وسعك لتتحرر من هذا عقاب
أوه ..
أنا قاسي يا الهي ماذا فعلت لقد طعنتك
أنظر إلي لن تتمكن من التحرر فقط بطريقة واحدة
بقتل نفسك أو قتلي (يضحك ساخرا)
ثم صرخ في وجهه هيا اغرب عن وجهي ايها الأحمق
لم يتبقى الكثير وسأجدك أيتها الزهرة الهاربة
كل ما ينبث في ظلي ....يعود إلي في النهاية
***********
في جناح "زهور الفجر " داخل القصر الداخلي وقفت
الأمبراطورة أمام نافذة الحرير مجلة على الحديقة
الشرقية، بأنامل هادئة تعبث بمروحة مطرزة بالذهب الخالص ترتدي ثوبا مطرزا بخيوط الذهب والأحمر

القرمزي ،كان شعرها مرفوعا بعناية في تسريحة ملكية تزينها تاج مرصع بالياقوت الأحمر والأحجار الكريمة الزرقاء يتوسطه طائر الفينيق الذهبي تنحدر من جناحيه سلاسل ذهبية رقيقة تتمايل مع كل حركة وفي جانب رأسها مشابك على شكل أفاوانيا المزهرة المرصعة باللؤلؤ
وأقراط طويلة تتمايل كالأجراس
نظراتها حادة مسبوق وباردة ، متفحصة ومشوبة بلهيب طموح خفي
وقفت أمامها وصيفتها متجمدة كثلج
«قولي ما لديك ، لسانك أثقل مما ينبغي »
نطقت الإمبراطورة بنبرة رخيمة
جلالتك ... وصلتني أخبار من الديوان الامبراطوري ...يقال أن جلالة الإمبرطور قد
استدعى الأمير لين هاو اليه ثلاث مرات هذا الشهر ... وقد منحه إدارة محكمة العقوبات الإمبراطورية ابتداء من الشهر القادم
الامبراطورة : إدارة محكمة العقوبات (قالتها وهي تعيد اختبار ما سمعته بنبرة يكسوها الغضب المكتوم
خطوة صغيرة لكنها تحمل في طياتها ثقة خطيرة ، يبدو ان جلالته بدأ يفكر في الوريث يرضي الوزراء
تقدمت الوصيفة بخطوات حذرة وقالت: جلالتك "سمو أمير ،لقد شوهد مجددا في بيت اللهو زهرة الندى ومعها أحدى أبناء الوزراء
الإمبرطورة : (بسخرية مريرة ) : كفى لا أريد ان أسمع أكثر ... توقفي
بيوت الهو ؟هه ... ذلك الأحمق .. هل يظن أن بإمكانه اللهو والعرش يسحب من بين يديه بينما الأخر يمنح مسؤوليات ويحصد ثقة الإمبرطور يوما بعد يوم
ثم توقفت أمام مرآة البرونز أمامها
«ابني أو لا أحد ! وان اضطررت لدفن كل من يعترض طريقه سأصع نهايته تحت تراب هذا القصر !
الوصيفة (تنحني يتردد): جلالتك يبدو أن سمو الامير يجب ان يضبط بعض تصرفاته ليراه الامبراطور او يحقق شيء يعجب الإمبراطور في الوقت ذاته يجب ان نضع حدا للأمير لين هاو
الإمبرطورة :أرسلي للوزير وانغ ، اريد أن أعرف عدد ألالسنة التي علينا أن نقطعها وذمم التي يجب أن نسحبها إلينا
الوصيفة : أمرك جلالتك...
الإمبرطورة: لن يستطيع أحد أخد ما يخص الأمير جيان لين لن يحدث ذلك أبدا على جثتي لن أدع إبن الإمبرطورة السابقة تفوز علي مجددا
يبدو أن الوزير وانغ قد نسي من جعله يصل إلى كل ما يملكه الان لكن لا بأس كما جعلته يصعد فيمكنني أن أجعله يسقط و بقوة
*****************
على مشارف المدينة تتقدم عربة ببطئ بين أشجار الصفصاف المتمايلة تلبدت السماء بسحب كثيفة ولفحت الرياح الباردة وجه الأرض كما لو كانت تحذر بدرب محفوف بالمخاطر وصعوبات
إرتفعت ستارة العربة بهدوء ، كاشفة عن يد أنثوية نحيلة ، مغلفة بأكمام هانفو بلون الأزرق العميق تنساب منها أشرطة حريرية تتماوج مع نسيم الخريف
ترجلت من العربة فتاة شابة جميلة إسمها الأخير هو ليان لم يرى مثلها في المدينة من قبل كانت تمشي بخطى هادئة ،واثقة كأن الأرض لا تجرؤ أن تصدر صوتا تحت قدمها رغم سكون ملامحها كانت الهالة التي تحيط بها أشبه بزهرة تخفي أشواكها
هذا الوصف الذي أطلق عليها كان سببه الإبر الطبية التي تحملها في حوزتها وايضا تلك الإبر كانت تستخدمها لإنقاذ الأرواح ولدفاع عن نفسها
بمعنى أخر سيف ذو حدين قد ينقذ وقد يؤذي
وجهها مكشوف ... لكنه لا يقرأ . ملامح هادئة ، وعيونها تنظران كالماء الراكد في ليلة الشتاء
تخفيان خلف سكونهما طوفان من الذكريات والخطط
بشرتها ناعمة بلون القمر في صيف معتدل
وشفتاها لا تنطقان عبثا ،كل إيماءة منها كانت محسوبة
كأنها تعيش في رقعة شطرنج دائمة
ترتدي لباس الهانفو الحريري بلون بنفسجي مطرز تنساب من أكمامها أشرطة طويلة وردائها باللون الأزرق السموي يتكاسل خلفها كظل مائي
إلى جانبها رفيقان او بالأحرى قربهم كالإخوة جمعتهم ظروف تقهر واحدة معا وتوطدت علاقتهم في وادي السحب الهادئة إنها كطائفة للفنون القتالية مقرها بين الجبال والأنهار
كان الشاب هيان جي يسير الى جانبها كتفاه منتصبتان وعينيه الحادتان تراقبان الطريق بلا كلل شعره الأسود المربوط بإحكام بشريط أسود وملابسها القاتمة لكن من يحدق في نظراته إن خلف صمته عقلا يقظا لا يفوت تفاصيل
ضحكته نادرة ، لكن حين تظهر تكون ساخرة كأنها تحمل عتابا للعالم وسامته هادئة ولهيب النظرة الخفي ، يتركان أثرا لا يمحى

بجانبها أيضا فتاة جميلة ولطيفة إسمها شياو ليو لها مظهر بريئ يخفي خلفه ذكاء فطريا وحذرا متأصلا ، ذات قلب وفي سريعة الملاحظة حساسة تجاه المشاعر المحيطة ، تملك قدرة نادرة على قراءة الجو وتكييف سلوكها تباع له

كانت لين ليان داخل العربة ، وهي تسند جانب وجهها على راحة يدها بينما تقلب قطعة حريرية صغيرة مطرزة بخيوط ذهبية تحتها رمز خاطته والدتها
قالت بصوت هادئ وحازم:
«كل مدينة تخفي ذنوبنا تحت عباءة الحياة ... لم أكن أتوقع أنني سأعود إلى هذه المدينة بعد كل شيء لكن الشيء الذي ربطني بها هو والدتي ليس إلا ،لم أكن لأعود لو لم أكن مضطرة لذلك
شياو ليو :لن تكون رحلتنا التي بدأنها سهلة يجب ان تكوني حذرة أخشى أن يكتشف أحد هويتك
لين ليان : لا تقلقي لن يستطيع أحد أن يعرف هوايتي ليس قبل أن أنفذ ما أتيت من أجله وتحقيقه
يجب أن اجد ذلك الرجل العجوز في أقرب وقت أتذكر أنه كان له مكان سري بين شوارع المدينة لا اعرف إن كان لا زال على قيد الحياة
كان هيان جيان يمتطي حصانه يتفقد الطريق بين الحين والاخر
شياو ليو: أنسة لين...
لين ليان. : من الأفضل أن لا تناديني بإسمي الحقيقي بعد الأن فإسمي في هذه المدينة لم يعد له وجود وأصبح يهدد حياتي أكثر من أي شيء سأغيره بإسم فنغ شي
شياو ليو : حسنا أنسة ليان اقصد فنغ
لين ليان: لقد كدنا نصل ....
شياو ليو: انستي النزل الذي أخترته بعيد عن وسط المدينة ،هو هناك سبب »
ليان لين: «كلما إقتربنا من الضوء ، سهلت رؤيتنا الظلال مكان آمن لمن يعرف كيف يتحرك فيه »
وصلوا الى بوابة نزل قديم الطراز مزخرف بألواح خشبية منقوشة بنقوش تقليدية تدعى "ظل الخيزران " إستقبلهم صاحب النزل بنحناءة مهذبة
داخل النزل - القاعة العامة
جلس الثلاثة في الزاوية الهادئة ، بينما القاعة تعج بالحياة
إمرأة تفاوض ثمن حساء الدجاج ،ورجل سكير يروي قصصا عن وحش في الجبال وتاجر يصرخ على أحد الخدم لأنه أسقط إبريق الشاي
هيان جيان : إتكأ على الطاولة وهمس
«الكثير من العيون والقليل من الأمان
لين ليان: انا أعرف لكن في الزحام يضيع الهدف
بعدها أتى أحد عاملين في النزل لأخد طلبهم الطعام
وكل منهم اختار ما يريد تناوله
بعد إنتهائهم من تناول الطعام كانت أضواء الفوانيس تتراقص على جدران الخشب المعتقة تنبعث من الشعلات خافتة تنفث دفأ في زوايا المكان ، هدير خافت لأحاديث الزبائن
إقترب هيان جيان من صاحب النزل
"نرغب بغرفة هادئة ،لا بطرق بابها الا إن طلب ذلك "
إنحنى الرجل بحترام وأشار إلى غرفة في طابق العلوي
فقام هيان جيان بدفع ثمن الغرف
في تلك الغرفة جلست ليان ليان قرب النافذة أزاحت الستارة قليلا ،مراقبة حركة الشارع لكن عيناها شاردتين ، كما لو انها تسمع صدى قديما من هذه المدينة
في اثناء ذلك دوى صوت شجار في الطابق السفلي تبادل الجميع النظرات
هيان جيان : نهض سريعا ، وتسللت يده الى سيفه
-"سأنظر في الأمر"
ليان ليان : إنتظر لا تتسرع فلنراقب أولا
Comments
حۣۗہمۣۗہوۣدُ
جميله استمري
2025-11-04
0