فراشـہ فـي قيـد شيطـان

فراشـہ فـي قيـد شيطـان

1. فراشـہ فـي قيـد شيطـان

...كانت شوارع سيول تغص بالمارة عند المغيب، حين خرج كيم دوكجا من البناية الزجاجية اللامعة التي كان فيها قبل لحظات معركة كلامية جديدة مع والده....

...عينيه الحمراوين من أثر الغضب والدموع المخنوقة انعكست على زجاج السيارات المصطفة على جانب الطريق....

...كان قلبه يغلي، ليس فقط من رفض والده لمشروع الفندق، بل من الإهانة التي تلقاها كطفل صغير أمام رجاله....

...اندفع بخطوات واسعة، كتفه يصطدم بالمارة، حتى اصطدم فجأة بجسد صغير نحيل....

...ارتجت علبة عصير في يد الفتاة، وانسكبت قطرات برتقالية على معطفه الأسود الأنيق....

...رفع صوته بحدة، وهو يشير إلى ملابسه الملطخة...

..."ما هذا يا فتاة؟! كوني حذرة!"...

...رفعت رأسها إليه بخوف طفولي، عيناها البريئتان تلمعان بالاعتذار، وقالت بسماحة صافية...

..."أعتذر جداً!"...

...توقف الزمن لثانية....

...كان دوكجا معتاداً على نظرات الخوف والانحناءات المذعورة أينما ذهب... لكن هذه الفتاة لم تهتز كالباقين، بل نظرت إليه وكأنه مجرد رجل عادي....

...ناولته علبة العصير الصغيرة وقالت ببراءة وهي تمدها تجاهه:...

..."أمسك هذا."...

...ثم كررت بإصرار طفولي...

..."أمسكه... أمسكه."...

...بلا وعي، مد يده وأخذ العلبة، بينما هي أخرجت من حقيبتها المدرسية مناديل مبللة....

...ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت بلطف وهي تقترب منه...

..."معي منديل مبلل... سأمسحه فوراً."...

...بدأت تمرر المنديل على قميصه، لكن يده قبضت على معصمها فجأة، ودفعها بعيداً ببرود...

..."حسناً، لا أريد... لا تلمسيني."...

...تراجعت بخطوة صغيرة، ونظرت إلى وجهه المتجهم بعينين فاحصتين، ثم سألت بصوت خافت ملؤه الإنسانية...

..."هل... بكيت؟"...

...ارتبك للحظة، حدّق فيها، ولم يرد....

...عادت هي لتقول وهي تخفي المنديل في حقيبتها...

..."أحمرت عيناك... لهذا سألت."...

...تجمدت قسماته، ثم قال بجمود متحجر...

..."لم أبكِ."...

...تناولت منه علبة العصير بلطف، ثم ابتسمت بخفه وقالت...

..."واضح أن لديك مشكلة... أنا فعلت شيئاً كهذا... لكنه كان بسبب حماقتي."...

...انحنت قليلاً اعتذاراً، وأكملت بابتسامة بريئة...

..."مجدداً، أعتذر جداً... طاب يومك."...

...واستدارت لتمضي، لكن صوته أوقفها من جديد، غليظاً لكنه مهتز...

..."هل تعرفينني؟"...

...توقفت، التفتت نحوه بتأمل قصير، ثم أومأت برأسها نافية...

..."لا... لا أعرفك."...

...رفعت يدها الصغيرة ولوّحت له ببراءة، وابتسامتها الخفيفة لا تزال عالقة على شفتيها...

..."طاب يومك مجدداً."...

...ثم ركضت وسط الزحام حتى اختفت عن ناظريه، تاركة قلبه مثقلاً بتساؤلات لم يعرف لها اسماً بعد....

...---...

...توقف دوكجا مكانه، والشارع يعج بالمارة الذين اندفعوا من حوله غير مكترثين، لكن عينيه لم تفارق المكان الذي اختفت فيه تلك الفتاة الصغيرة....

...كان يشعر ببرودة غريبة في أطرافه، ليست بسبب الطقس، بل بسبب ذلك اللقاء العابر الذي قلب توازنه للحظة....

...لقد اعتاد أن يراه الناس في صورة واحدة فقط: زعيم مافيا، مخيف، صاحب سلطة ونفوذ، لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه إلا بارتعاش....

...أما هي... فقد مدت يدها إليه بلا خوف، مسحت قميصه كما لو كان إنساناً عادياً، وسألته بجملة كسرت كبرياءه "هل بكيت؟"...

...عض شفته السفلية بحدة، وحاول طرد صدى صوتها من رأسه، لكنه لم يستطع....

...شيء ما في عينيها الطفوليتين أربكه أكثر مما فعلت كلمات والده المهينة قبل قليل....

...تنهد ببطء، ثم همس لنفسه...

..."لماذا أشعر أنني... مكشوف أمامك؟"...

...رفع بصره إلى السماء الرمادية، ثم أغمض عينيه لحظة، قبل أن يفتحها بابتسامة باردة غامضة:...

..."لا بأس... سأعرف من تكونين."...

...مشّى بضع خطوات بطيئة، لكن عقله لم يعد منشغلاً بالخلاف مع والده ولا بمشروع الفندق المرفوض....

...كان منشغلاً باسم واحد لم يسمعه بعد....

...تمتم بصوت منخفض لا يسمعه أحد سواه...

..."اسمك... أريد أن أعرف اسمك."...

...وترك المكان، وفي داخله بذرة فضول صغيرة... ستتحول قريباً إلى هوس قاتل....

...---...

برأيكم... من تكون تلك الفتاة التي قابلها دوكجا وسط الزحام؟

...هل ستظل مجرد لقاء عابر... أم بداية هوس خطير؟...

...لماذا شعر دوكجا أنه "مكشوف" أمامها رغم أنه زعيم لا يجرؤ أحد على النظر في عينيه؟...

...هل ستظهر هذه الفتاة من جديد... أم ستتركه غارقًا في البحث عنها؟...

...يتبع.......

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon