من لص إلى اسطورة
مقدمة:
---
"على الصعيد المالي، ستكون الأسوأ دائمًا."
يقول ماكس:
توجهت نحوه بنظراتي التي يملؤها البرود بينما اكمل قائلا مع حركات جسده التي ملؤها الاستفزاز
لا تنظر الي هكذا!!
"دايمن انت شاب ساذج متردد وتفتقر الى المخاطرة"..
اما انا وبكل تواضع سأكون من أثرياء العالم خلال سنوات قليلة، فأنا لدي دهاء واملك الرؤية واستطيع...
بدأ صوت ماكس يتلاشى عن مسمعي ، اوه انقطع لا اسمعه الان !!
لازال يتكلم إنه كثير الكلام والتبجح،
انظر اليه مع ابتسامة ساخرة وهو يحرك يديه هنا وهناك وكأنه يرسم طريقه نحو الثراء!!
ما حاجة لص لمقومات الرجل الثري ، تمتمت بصوت منخفض : "كل ماعلي هو السرقة".
لكن الحقيقة التي لا أستطيع إنكارها هي أنني فشلت في كل محاولاتي السابقة. كل عملية سرقة كانت أسوأ من التي قبلها: إما أُكتشف بسهولة أو أفشل في تنفيذ الخطة. ومع ذلك، ورغم كل شيء، أثق بنجاحي يومًا.
---
صباح الأربعاء
استيقظ البائس من جديد،
من جديد نسيت إغلاق الستائر،
يا إلهي،
الضوء... لماذا، لماذا، لماذاااا؟
اوه، قدمي...
مازال الصندوق هنا...
الفوضى... ياللهول!
الوصول الى نافذة غرفتي أصعب من التخطيط لعملية سرقة!
انه العم جيمس، يبدو جميلاً من خلال نافذتي، لكنه في حقيقة الأمر غير مهذب،
أستطيع رؤية نظراته المزعجة من خلال عدسة نظارته الصغيرة.
ياله من رجل وقح وشديد البلادة.
يرتدي بنطاله ذي الثقوب كل يوم....
جيمس مقاطعا افكاري : كيف الحال دايمن؟
دايمن : بخير ايها العم، ماذا عن ليزا، هل تتعبك؟
جيمس: بسببها كان الأمس شاقاً، لكنها اليوم في وضع جيد، تعلم دايمن انها اغلى مالدي!.
ليزا هي حافلة جيمس، نعم هذا البليد يرى هذه الحافلة كل مالديه، حتى مجرد لمسها ممنوع.!
ليس لسبب محدد لكنني اعتقد انه مهووس
انها خردة حمراء كبيرة، لا أرى ما يميزها.
يا الهي كم انا متعب، ذهب جيمس مع حافلته وانا... اووووووووب!!!
سقطت على وجهي وسط فوضى غرفتي..
وانا ممدداً على الارض، غارقًا في أفكاري.
كل ما أريده هو أن أحقق حلمي: سرقة يخلدها التاريخ. أليس ذلك كافيًا؟
لكنني لم أنجح في أي محاولة حتى الآن.
كل واحدة منها كانت إما كارثية أو مثيرة للشفقة.
تعم الفوضى ارجاء منزلي، اوه كدت أقع مره اخرى... إنه الصندوق من جديد!!
يا الهي كنت في غرفتي كيف وصلت إلى هنا!!
عندما أتمكن من السرقة سوف أشتري منزلاً اكبر واجمل
واحرص على أن يكون خالي من الصناديق وبشكل خاص هذا الصندوق الملعون.
سوف اخرج علي اريح رأسي...
خلاف الفوضى في منزلي فأن شوارع مدينتي يعمها الهدوء والنظافة.
اوبس وقع المنديل! وبعض المناديل الورقية.
نسيت اخبارك بأنني املك مكان سري . الذي سوف يكون مقر عصابتي،
نعم!، انا جاد، "سوف انشئ عصابة وانا رئيسها"، وسوف يكون المكان السري مقر العصابة،
انه كما احب.. صغير! لكنه مناسب وكما اريد.
هاقد وصلنا!، ياالهي كم هو جميل مع بابه الخشبي المهتري ونافذته الصغيرة.
وبعض الأثاث القديم و...
رول: من هنا؟ من؟ اوه دايمن من جديد،
ماذا تريد الان؟ الم اقل لك أنني سوف اجعل هذا المخزن غرفة لاعمال الصيانة؟!
دايمن: رول يا رجل، منذ سنتين وانت تكرر ذات الجملة
ولا زالت اسمع صدى صوتي هنا.
رول: دايمن هل لازالت تراودك؟
دايمن: ماذا؟
رول: مابك انها هي الم تفهم؟
دايمن: ماذا؟ قل ماهي؟
رول بصوت خافت: السرقة!!!
دايمن: اوه السرقة قل ذلك يا رجل من البداية،
رول: اخفض صوتك لا اريد ان يسمعنا احد ما.
نعم رول صديقي المقرب.
في الحقيقة ليس لدي الكثير من الأصدقاء ورول هو الأقرب لي.
انه غبي بعض الشيء، يحترم القانون كثيرا،
حتى أنه يحفظ إرشادات السلامة المرورية عن ظهر قلب...
رول مقاطعا سلسلة افكار دايمن: يارجل أتريد المال؟
انا اقرضك...
اتريد العمل؟
انا اساعدك في الحصول على واحد..
دايمن: هدفي ليس المال تحديدا،
"هدفي هو ان أنجز عملية سرقة تذكر حتى بعد وفاتي".
رول من عائلة ثرية...
انتظر!! انا لم أخبرك كيف بدأت صداقتي القوية مع رول،
انصت لي،
قبل خمس سنوات تقريبا، وحين كنت في الحادي عشر قررت آنا ذاك ان اقوم بأول عملية سرقة لي، ومن المستهدف برأيك؟؟!
نعم اصبت انه رول، عملية سرقة ١٠ دولارات فاشلة تماما.. لقد تمت معاقبتي وحصلت على فصل جزئي...
بصراحة لم تكن فاشلة لو لا رؤيتي لرول وهو يبكي من الخوف كونه قد سُرق، الم اقل لك انه جبان..
لذلك قررت اعادة ما سرقته، ولسوء الحظ امسكوا بي.
ثم جرت الأحداث بعد ذلك ولا أعلم كيف لكن أصبحنا اصدقاء واصبحت اقص عليه عمليات السرقة الفاشلة التي قمت بها...
رول طيب القلب لكنه غبي جبان..
عم الصمت للحضات
رول مقاطعا الصمت: وهل من عاقل يجعل السرقة حلمً وهدفً لهُ؟
صمت!!
رول: الحياة أجمل من هدرها في أحلام فارغة...
وكأنني لا اسمع ما يقوله رول، لم انطق بأي كلمة، ولم ابدي أي ردة فعل ولا حتى اي تعبير، مجرد صمت متتالي..
كل ما أرغب فيه "عملية سرقة يخلدها التاريخ"! أين المشكلة في ذلك؟
قد يأس رول معي، هذا ماقاله قبل مغادرته
مارأيك هل السرقة حقاً حلمي وهدفي؟ هل حقاً هي مااسعى اليه؟
ام أنني أصبحت اشبه العم جيمس في الهوس؟
تمر الأيام وتمر ولا يزيد تزاحمها بطلنا الا اصرارا وكأن عينيه لا ترى غير طريق تحقيق حلمه.
----
"سُرق من يحلم في السرقة"
صباح يوم جديد
عُدت في الأمس إلى المنزل في وقت مبكر، بعد حواري مع رول، كلما تذكرت حواري معه شعرت بشيء من ال ...
حقا لا أعلم .
لننسى ما دار في الأمس،
اليوم على غير العادة، اريد اعداد الطعام لي
لا أعلم ربما مواساة لنفسي...
مازالت شوارع مدينتي جميلة لكنها اليوم على غير العادة صاخبة وتعج بالناس، ذاهب لشراء بعض الاغراض!،
اووووووووب!!!
ياللهول كدت أسقط!
امام باب هذا المتجر عتبه وكل مره عند مجيئي اتعثر بها.
لا يهم، كل ما يشغل بالي الان هو اي قطعة لحم سوف ابتاع؟ كلتاهما جيدتان..
صراخ!..
اجل اسمع صراخ!..
لص!! انه لص!! يحاول سرقة اللحم!!
كيف اكتشف اني لص؟ جسدي يرتعش ، لا استطيع الاحساس بقدماي وكأنني سوف أقع..
س سه سيدي... قلتها متلعثماً
امسكوه انه هناك، يشير في الاتجاه المعاكس لي،
يااللهي كدت اموت واقفا.
امسكو برجل، في الحقيقة طفل، لا أعتقد أنه تجاوز العاشرة حتى..
لم يكن يقصدني، اوه يال سخافة المشهد
كدت أن افقد قدرتي على المشي..
ماذا! انتظر لحضة أشاهد طفل اخر عند خزنة النقود! يال دهائهما!!!
أحدهما يقوم بعملية سرقة كاذبة لقطعة لحم، بينما يقوم الاخر بالسرقة الحقيقية!!..
سرق وخرج، فعل ماعجزت عن فعله عندما حاولت سرقة هذا الرجل سابقا..
نعم أحدا محاولاتي السابقة، لكنه يضع شيفرا معقدة، ولم أتمكن من إلغائها..
كيف فعلها هذا الصغير!!
رميت قطعة اللحم من يدي ولحقت به،
لكن هذه المره انتبهت لفخ الباب.
دايمن: انتظر يا صغيري
الطفل: انا لم أفعل شيء، ثم بدأ بالبكاء الشديد!
دايمن: ياصغيري انا لا اقوم بتأنيبك الان!، انا فقط اريد ان اسئلك شيء،
ارتفع بكاء الطفل!
يااللهي انه صغير، يالي من غبي كانت مجرد صدفة.
لا يتوقف عن البكاء
سأقوم بأحتظانه لاهدئه قليلا، نعم انا طيب قليلا
"اللص الطيب"
بدأ يهدء...
دايمن: ياصغيري هل تشعر بشعور افضل الان؟
الطفل: علي الذهاب.
ثم بدأ بالركض،
أراه وهو يبتعد قليلا قليلا، الان لا أراه.
كم كنت ساذجاً غبياً ..
كنت اريد معرفة كيفية فك الشيفرا من طفل صغير بكاء لم يتجاوز العاشرة!!
لا بأس
سأذهب لأخذ قطعت اللحم خاصتي،
لا استطيع التوقف عن التفكير في ذلك الطفل البكاء، هل هو داهية حقا؟ او هل حقا قام بفك الشيفرا؟ يمكن أن تكون عملية سرقة غير مخطط لها، يمكن ام تكون مصادفة، وجدها مفتوحة وبسبب الفوضى لم يلاحظه احد،
لا يهم..
دايمن: سيدي اريد قطعة اللحم هذه، بكم؟
صاحب المتجر: عشرة دولارات،
دايمن: عشرة دولارات كانت بسبعة دولارات
صاحب المتجر: انها نوعية فاخرة و..
نصابون، مزعجون، يستحق أن يُسرق هذا المزعج
اوه أين هي؟ أين محفظة نقودي؟
هل تركتها في البيت ياترا؟
اوه أين هي؟
اوه ليست في جيوبي؟
يا إلهي! بحثت عنها جيداً، بدأت أشعر بالدوار
يارأسي
او هل وقعت؟
أين؟ يارأسي وانا اصرخ:
ابحث معي سيدي ارجوك،
أين هي؟ هل تراها؟
مهلا لحضة...
ماهذا الشعور...
ياللهول!!!!!! صرخت:
هل سُرقت؟
الطفل!!!
Comments