رواية: بين ثلاث عوالم – الجزء الثاني
الفصل الأول: بداية جديدة
مرت سنة كاملة منذ انتقال ليان إلى لندن. أصبحت أكثر اعتيادًا على المدينة، لكن قلبها ما زال يتأرجح بين الحنين والواقع. مدونتها الصغيرة بدأت تكبر، وصارت تتلقى رسائل من شباب وفتيات من مختلف أنحاء العالم يشاركونها قصصهم.
في إحدى الأمسيات، وصلتها رسالة من فتاة سعودية تعيش في كندا، كتبت لها: "قصتك جعلتني أشعر أنني لست وحدي." عندها أدركت ليان أن كلماتها لم تعد مجرد فضفضة شخصية، بل أصبحت مصدر إلهام.
الفصل الثاني: اختبار الصداقة
مع مرور الوقت، توطدت صداقتها مع إيما وكريم. لكن الاختلافات بينهم بدأت تظهر. إيما أرادت أن تخرج دائمًا إلى الحفلات الليلية، بينما كانت ليان متحفظة. كريم كان يواجه ضغوطًا من عائلته التي أرادت عودته إلى مصر بعد التخرج.
في إحدى الليالي، حدث خلاف كبير بينهم، جعل ليان تشعر أن صداقتها مهددة. لكنها تعلمت أن الصداقة الحقيقية لا تعني التشابه، بل القدرة على تقبل الاختلاف.
الفصل الثالث: مواجهة الغربة
في الشتاء القارس، عادت مشاعر الغربة بقوة. كانت ليان تجلس في غرفتها الصغيرة، تسمع صوت المطر على النافذة، وتشعر بالبرد يتسلل إلى قلبها.
كتبت في دفترها: "الغربة ليست فقط عن الوطن، بل عن نفسك حين لا تجد من يفهمك."
لكنها قررت أن تواجه هذا الشعور بدلًا من الاستسلام له. بدأت بالانضمام إلى نادٍ طلابي يهتم بالثقافات العالمية، وهناك تعرفت على أشخاص جدد جعلوها ترى أن كل إنسان يحمل غربته الخاصة.
الفصل الرابع: فرصة غير متوقعة
في أحد الأيام، تلقت رسالة من أستاذها في الجامعة يخبرها أن إحدى المجلات الثقافية مهتمة بنشر مقالاتها. لم تصدق نفسها. جلست تكتب مقالًا بعنوان: "بين ثلاث عوالم: رحلة فتاة سعودية في لندن".
عندما نُشر المقال، تلقت إشادة كبيرة، وبدأت تشعر أن صوتها أصبح مسموعًا خارج حدود مدونتها.
الفصل الخامس: العودة المؤقتة
قررت عائلتها السفر إلى السعودية في الصيف. كانت ليان متحمسة لرؤية أقاربها، لكنها كانت خائفة أيضًا من شعورها بالغربة في وطنها الأصلي.
عندما وصلت، استقبلتها جدة دافئة العناق، وأقارب يملأون البيت بالضحكات. لكنها لاحظت أيضًا أن بعضهم ينظر إليها وكأنها "غريبة" بسبب لهجتها الإنجليزية أو أسلوب حياتها المختلف.
عاشت أيامًا متناقضة بين الفرح والارتباك، لكنها أدركت أن الوطن ليس مكانًا مثاليًا، بل هو شعور بالانتماء مهما كان معقدًا.
الفصل السادس: الحب الذي لم تتوقعه
في الجامعة بلندن، تعرفت ليان على "آدم"، شاب بريطاني من أصول آسيوية، يشاركها شغفها بالكتابة. كان مختلفًا عن الآخرين، يستمع إليها بصدق، ويشجعها على متابعة أحلامها.
لكن علاقتها به لم تكن سهلة. كانت تخشى نظرة المجتمع، وتفكر في عائلتها وتقاليدها. عاشت صراعًا بين قلبها وعقلها، بين ما تريده وما تظن أنه "مسموح".
الفصل السابع: قرار مصيري
في إحدى الأمسيات، جلست ليان على جسر "تاور بريدج"، تنظر إلى نهر التايمز المتلألئ تحت الأضواء. فكرت في كل ما مرت به: الغربة، الصداقات، الكتابة، الحب.
أدركت أن حياتها لم تعد مجرد انتقال من بلد إلى آخر، بل رحلة مستمرة لاكتشاف ذاتها.
كتبت في دفترها: "لن أسمح للخوف أن يحدد مستقبلي. سأعيش قصتي كما أريد، حتى لو كانت مليئة بالتحديات."
الفصل الثامن: بداية فصل جديد
عادت ليان إلى شقتها، وفتحت بريدها الإلكتروني لتجد رسالة من دار نشر صغيرة تعرض عليها تحويل مدونتها إلى كتاب. جلست مذهولة، ثم ابتسمت.
شعرت أن كل ما مرت به لم يكن عبثًا، بل كان يقودها إلى هذه اللحظة.
الخاتمة – الجزء الثاني
رحلة ليان لم تنتهِ بعد. ما زالت تتأرجح بين ثلاث عوالم، لكنها لم تعد تخاف من هذا التناقض. بل صارت تراه مصدرًا لقوتها وإبداعها.
في قلب لندن، تحت سماء رمادية، بدأت ليان تكتب روايتها الخاصة، وهي تعلم أن قصتها الحقيقية لم تبدأ بعد.
Comments
لا تحرقوووو
حبيتتت
2025-09-23
0