فصل 3&4&5

✦ الفصل الثالث: بداية الواقع ✦

استيقظت سيرين باكراً وهي تتمطّى بتثاقل. كانت عيناها الذهبيتان تلمعان تحت أشعة الشمس التي تسللت من النافذة. وضعت هاتفها جانبًا بعد أن رأت إشعاراً من اللعبة، ابتسمت للحظة، لكن ابتسامتها سرعان ما تلاشت حين تذكرت: "آه… الجامعة."

دخلت إلى قاعة المحاضرات، جلست في مقعدها المعتاد وهي ترتّب كتبها. فجأة سمعت ضحكة متعالية من الخلف. التفتت، وإذا به يوهان… الطالب الذي تكرهه أكثر من أي شخص آخر.

شعره الذهبي يلمع تحت الضوء، عيناه الزرقاوان تحملان نظرة غرور وكأنه يملك المكان كله.

– "انتبهي لا تنامي بالمحاضرة يا ملكة الأحلام." قالها بتهكم وهو يمر بجانبها.

رفعت سيرين حاجبيها غاضبة:

– "مشغول بنفسك، أحسن لك."

ضحك بعض الطلاب على تعليقه، فاشتعل وجهها غضباً. جلست تحاول تجاهله، لكن قلبها كان يطرق بقوة من شدة العصبية.

خلال الاستراحة، اصطدمت به عند باب القاعة وهو يحمل ملفات. سقطت بعض الأوراق أرضاً.

– "انتبه وين تروح!" قالت بعصبية.

– "إنتِ اللي ما تشوفين طريقك." رد وهو ينحني ببرود يجمع أوراقه.

تبادلوا نظرات مليئة بالكره… أو هكذا ظنّت سيرين. لم تكن تدري أن هذا الشاب المغرور أمامها هو نفسه ذلك اللاعب اللطيف الذي يضحك معها لساعات طويلة خلف شاشة صغيرة.

وهي تبتعد عنه تمتمت لنفسها:

– "أستحمل أي أحد بالجامعة إلا هذا المتعجرف."

لكن في داخلها… لم تكن تعرف أن القدر يجهز لها لعبة أكبر بكثير من مجرد فري فاير.

✦ الفصل الرابع: المقلب الأول ✦

في اليوم التالي، دخلت سيرين إلى قاعة الجامعة وهي تمسك كوب قهوة ساخن، تحاول أن تبدأ صباحها بهدوء. جلست بمقعدها تتصفح هاتفها، وفجأة سمعت صوتاً مألوفاً خلفها:

– "هاه، شكلها الأميرة اليوم ناوية تسهر بالمحاضرة مثل العادة."

رفعت رأسها بسرعة، ووجدت يوهان واقفاً بابتسامة مستفزة، يحمل كتاباً وكأنه يتعمد إظهار تفوقه.

– "إيش مشكلتك معي بالضبط؟" قالت بغضب وهي تضرب الطاولة بقلمها.

– "ولا شيء… بس وجودك يخليني أتسلى." أجاب وهو يرفع كتفيه بلا مبالاة.

قررت سيرين أن ترد بطريقتها الخاصة. أثناء انشغاله بالحديث مع زملائه، كتبت على ورقة صغيرة: "الدكتور يريدك فوراً في مكتبه." ثم سلمتها لزميل ليعطيها ليوهان.

حين قرأها، اتسعت عيناه وهرع مسرعاً إلى الخارج. جلست سيرين تحاول كتم ضحكتها حتى عاد بعد دقائق، وجهه متجهم:

– "ما لقيت أحد بالمكتب… هذا مقلب صح؟"

– "ممكن… وممكن لا." قالت وهي ترفع حاجبها بخبث.

ضحك الطلاب حولهما، وازداد غضبه. اقترب منها وقال بصوت منخفض لا يسمعه أحد:

– "تمام… بدك حرب؟ خلاص."

ابتسمت سيرين بخبث وهي تحتسي قهوتها:

– "أنا مستعدة."

في تلك اللحظة، بدأت حرب صغيرة مليئة بالمقالب والمواقف المضحكة بينهما… لم تكن تدري سيرين أنها ستكون الشرارة التي ستقلب علاقتها مع يوهان رأساً على عقب.

✦ الفصل الخامس: المقلب المضاد ✦

في اليوم التالي، دخلت سيرين القاعة بكل ثقة، ما زالت تضحك في سرّها على مقلب الأمس. جلست بمقعدها وهي تخرج دفاترها، وفجأة لاحظت أن يوهان يجلس بهدوء غير معتاد في الخلف، عينيه الزرقاوين تلمعان وكأن وراءها سر.

“غريب… ليش ساكت؟” فكرت في نفسها.

خلال المحاضرة، مدّت يدها إلى قلمها لتكتب، لكنها تفاجأت أن القلم لا يكتب. فتحت الغطاء… لتكتشف أن الحبر قد استُبدل بماء أزرق صبغ أصابعها كلها!

صرخت بخفوت:

– "آااه! ما هذا؟!"

التفت الطلاب إليها وضحكوا، بينما كان يوهان في الخلف يمسك رأسه بيده متظاهراً بالتركيز… لكن ابتسامته الماكرة فضحته.

اقتربت منه بعد انتهاء المحاضرة، ورفعت أصابعها الملطخة بالحبر الأزرق في وجهه:

– "أنت… عملت هذا، صح؟"

– "أنا؟ لا والله… يمكن القلم زعلان منك." قالها ببرود وهو يحاول كتم ضحكته.

غضبت أكثر وهي تقول:

– "أقسم أنك رح تندم."

– "بالعكس… أنا مستمتع جداً." أجاب بابتسامة جانبية جعلت قلبها ينبض بغضب… وربما بشيء آخر لم تفهمه.

وبينما الطلاب يراقبون حرب المقالب تشتعل بينهما، لم يكن أحد يتوقع أن هذه الحرب ستكون بداية قصة حب غير عادية.

مختارات
مختارات

2تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon