الصباح كان هادئًا والشمس تتسلل من خلال نوافذ الصف لكن قلب هينة كان يخفق بشدة جلست على مقعدها تحاول أن تختفي بين الكتب والدفاتر محاولة أن تجعل نفسها غير مرئية كأنها مجرد ظل في هذا العالم الكبير كانت تعرف أن اليوم لن يكون سهلاً فقد اعتادت أن تكون هدفًا للسخرية والتنمر منذ بداية العام الدراسي
"هاه؟ هينة؟ هل تنوين الظهور بهذا الشكل مرة أخرى؟"
صوت جيو زميلها في الصف جعلها ترتجف كانت الكلمات تقطعها مثل السكاكين حاولت أن تلتزم الصمت لكن الخوف والإحراج كانا يسيطران على كل جزء من جسدها
"لماذا لا تستطيعين أن تكوني طبيعية مثل باقي الفتيات؟" قال جيو بسخرية وأمعن الجميع في النظر إليها كأنها عرض كوميدي
خافت هينة ودفعت شعرها البني الطويل أمام وجهها محاولة أن تختبئ خلفه كل حركة تقوم بها كانت تزيد من سخريتهم وكل ضحكة كانت تثقل قلبها أكثر
في الخلفية كان هاك يجلس على مقعده يراقب المشهد بصمت عيناه الخضراء تتبع كل حركة وشعره الأشقر القصير يلمع تحت ضوء الصباح كان طوله الفارع يجعله يبدو وكأنه لا ينتمي إلى الصف وكان هادئًا دائمًا قليل الكلام وباردًا في تعامله مع الآخرين
لكن اليوم شعر بشيء مختلف لم يكن مجرد فضول بل إحساس بعدم الرضا عن الظلم الذي تواجهه هينة كانت كل كلمة جارحة وجملة سخيفة توجه إليها تجعله يضيق صدره بشدة
دخلت المعلمة الصف معلنة بداية الدرس لكن هينة لم تسمع شيئًا الكلمات الجارحة لجيو ما زالت تتردد في أذنيها تجعلها تشعر بثقل على صدرها وكأن العالم كله يضغط عليها
بعد دقائق قليلة من الدرس حاولت هينة ترتيب كتبها في حقيبتها لكن جيو اقتربت مرة أخرى وقالت "أنتِ حقًا لا تفهمين أليس كذلك؟ كل شيء حولك يجعل الآخرين يضحكون عليك"
هينة شعرت برعشة في جسدها كادت تبكي لكن قبل أن يحدث ذلك سمع صوت هادئ وعميق "كفى"
التفت الجميع إلى مصدر الصوت ورأوا هاك واقفًا يحدق في جيو بعينين مليئتين بالبرود والصرامة
"أنت تتحدث بلا داعٍ"
صرخت جيو بدهشة "ماذا؟!" لم تتوقع أبدًا أن يجرؤ أحد على مقارعتها خاصة شخص هادئ مثل هاك
هاك اقترب خطوة واحدة فقط خطوة لكنها جعلت جيو تشعر بالتهديد "لا أحد يلمس هذه الفتاة مرة أخرى أليس واضحًا؟"
توقف زملاء الصف عن الضحك ونظروا بدهشة لم يعتادوا رؤية هذا الجانب من هاك
جيو تراجعت خطوة وقالت "أنت تعرف أنك تتدخل في شيء لا يخصك أليس كذلك؟"
هاك لم يبتسم لم يتحرك لم يرفع صوته وكان صمته كجدار صلب يحجب أي محاولة للتحدي
سكتت جيو وابتعدت تاركة هينة مذهولة لم تصدق ما يحدث لم تتخيل أبدًا أن شخصًا مثل هاك الغامض والهادئ دائمًا سيقف في صفها
"شكرًا لك..." قالت هينة بصوت منخفض بالكاد يُسمع
أشار لها هاك بيده أن تتابع طريقها ثم عاد إلى مقعده كأن شيئًا لم يحدث
خلال فترة الاستراحة جلست هينة وحدها في الزاوية تتناول وجبتها البسيطة تفكر في كل ما حدث لم تكن تعرف الكثير عن هاك سوى أنه غريب وهادئ ولا يظهر مشاعره لكنه اليوم أظهر لها شيئًا لم تكن تتوقعه
جلس هاك بجانبها فجأة وقال "أنت بخير؟"
ابتسمت هينة بخجل "نعم شكرًا لك"
أجاب هاك "حسنًا"
لم يكن هناك الكثير من الكلمات لكنها كانت كافية لجعل هينة تشعر بالأمان لأول مرة منذ فترة طويلة
في نفس اليوم لاحظت هينة شيئًا غريبًا كان هناك دفتر صغير على مقعدها بعد أن غادرت الصف فتحت الدفتر بحذر ووجدت صفحة مكتوبة بخط هاك
"لا تدعي أحدًا يقلل من قيمتك أنتِ قوية أكثر مما تظنين"
ابتسمت هينة وشعرت بدفء غريب في قلبها لم تصدق أن كلمات قليلة يمكن أن تمنحها هذه القوة
خلال الأيام التالية بدأ شيء ما يتغير في حياتها لم تتوقف التنمر تمامًا لكنها لم تعد تشعر بالعجز الكامل كلما حاول أحد مضايقتها كانت تتذكر كلمات هاك وكانت تلك الكلمات تمنحها شجاعة لم تعرفها من قبل
أما هاك فقد أصبح جزءًا غامضًا من حياتها اليومية لم يتحدث كثيرًا لكنه كان دائمًا موجودًا يراقب ويحمي ويثبت لها أن العالم ليس كله ظلامًا
في أحد الأيام أثناء العودة من المدرسة تعثرت هينة وسقطت وكان هاك هناك فورًا يمد لها يده
"أمسكي بي" قالها بهدوء وصوتها بدا كأنه تحذير لكل من يجرؤ على الاقتراب منها
أمسكت هينة يده وشعرت بثقة غريبة شعور بأنها ليست وحدها بعد الآن
في اليوم التالي لاحظت هينة أن زملاء الصف بدأوا يتعاملون معها بشكل مختلف لم يكن الأمر كبيرًا لكنها شعرت بأن العالم بدأ ينظر إليها بطريقة جديدة لم تعد الضحكات تركز فقط على أخطائها وكان هناك نوع من الاحترام الخفي
خلال حصة الرياضيات لاحظت هينة أن هاك يراقبها بشكل دائم لم يتحدث كثيرًا لكنه كان هناك دائمًا في الخلفية يراقب يحمي وكأنه ظلها الصامت
وفي إحدى الاستراحات اقترب منها وقال "تذكري دائمًا لا تدعي أحدًا يقلل من قيمتك"
ابتسمت هينة بخجل لكنها شعرت بأن هذه الكلمات أصبحت جزءًا من قلبها
وفي الأيام التالية بدأت هينة تجد نفسها أكثر شجاعة لم تعد تخاف من مواجهة الآخرين وكانت تحاول الوقوف بثقة أكبر مسترشدة بكلمات هاك وحضوره الصامت
كما بدأت تلاحظ أن بعض الطلاب الآخرين بدأوا يتصرفون بشكل أكثر لطفًا تجاهها ربما لأنهم شعروا بقوة هينة الجديدة أو ربما لأنهم لاحظوا وجود هاك بالقرب منها دائمًا
ومع مرور الوقت بدأت هينة تشعر بأنها تتغير من الداخل لم تعد الفتاة الصغيرة الخائفة التي كانت تجلس في الزاوية بل أصبحت شخصًا يعرف قيمته ويبدأ في الدفاع عن نفسه خطوة بخطوة
وكان هاك دائمًا هناك صامت هادئ لكنه كان يشكل دعمًا غير مرئي حائط حماية يجعلها تشعر بأنها ليست وحيدة في مواجهة العالم
وفي أحد الأيام بعد انتهاء المدرسة جلست هينة على مقعد الحديقة تفكر في كل ما حدث خلال الأسابيع الماضية
فجأة جاء هاك وجلس بجانبها وقال بهدوء "كل يوم يحمل تحديًا جديدًا لكنك قادرة على مواجهته"
ابتسمت هينة وقالت "أشعر بذلك شكرًا لك على كل شيء"
هاك لم يبتسم لكنه أومأ برأسه وكأن ذلك يكفي
وفي تلك اللحظة شعرت هينة بأن حياتها بدأت تتغير بطريقة لم تكن تتوقعها أبدًا لم يكن العالم قد أصبح أفضل فجأة لكن مع وجود هاك شعرت بأنها أصبحت أقوى وأكثر استعدادًا لمواجهة كل شيء
وهكذا بدأت رحلة هينة وهاك رحلة مليئة بالتحديات والصراعات ولكنها أيضًا مليئة بالشجاعة الصداقة والبحث عن الذات كل يوم جديد كان يحمل فرصة للنمو وكل تجربة كانت تجعل هينة أقوى وأكثر وعيًا بقيمتها
---
إذا أحببت، أستطيع أن أواصل بتفاصيل إضافية داخل المدرسة وخارجها لتصل بسهولة إلى أكثر من 2000 كلمة.
هل أواصل؟
المانجا ام لا اواصل المانجا اخبروني
Comments