ما وراء ادراك نقوش
*الفصل الأول: الساعة التي لا تنكسر*
في مدينة "فالينور"، حيث تتداخل الأبراج البلورية مع خيوط الزمن، كان الجميع يخشون مجرد ذكر "نقش الزمن"… إلا فتى واحد.
*اسمه: يوفا.*
***
وسط أنقاض سوق قديم غلفه الغبار والضباب، وقف يوفا بصمت، ممسكًا *بقلادة معدنية* محفور عليها نقش غريب، يشبه دائرة تحيط برموز قديمة.
قال يوساغي، صديقه المرافق له:
— "هل أنت متأكد؟ هذه ليست مزحة، العبث بالزمن جنون."
لم يُجبه يوفا، بل أغلق عينيه، ومرر أصابعه فوق القلادة. الضوء الأزرق انفجر منها في خطوط دوّامية، وظهر *نقشٌ متوهج على ظهر يده*… نقش الزمن.
الهواء تجمّد.
كل شيء من حوله توقّف: الرياح، حركة الأشجار، حتى سقوط أوراقها ظل معلقًا في الهواء.
يوساغي شهق:
— "لقد… فعلتها!"
فتح يوفا عينيه، وبدأ يسمع نبضات الزمن…
*تيك… تاك…*
لكنها لم تكن مجرد أصوات. كانت *نداءات من الماضي والمستقبل*.
— "أحتاج خمس ثوانٍ فقط..." تمتم يوفا.
اندفع بين الظلال، وتفادى فخًا كان سيُسحقهم قبل لحظات. أعاد الزمن لثوانٍ، رأى موقع الفخ قبل أن يقع، ثم تحرك في لحظة خارجة عن منطق الحاضر.
انتهى النقش. تنفّس يوفا ببطء، وركع على الأرض.
— "كل مرة أستخدم فيها هذا النقش… أشعر أني أفقد شيئًا."
يوساغي اقترب منه وسأله بقلق:
— "هل هذا الثمن يستحق أن تُحارب قوانين الوقت؟"
رفع يوفا رأسه، وفي عينيه لمعة حسم:
— "إذا كان الماضي لا يُصلح نفسه… سأعيد كتابته بيدي."
*الفصل الثاني: صدى اللحظة الضائعة*
مرت ساعات منذ استخدم يوفا "نقش الزمن" في أنقاض السوق القديمة، لكن عقله ما زال عالقًا هناك... ليس في المكان، بل في *تلك اللحظة التي أعادها*.
كانت الشمس تغرب خلف أبراج مدينة "فالينور"، وهدوء المساء يغلف الشوارع بحذر، وكأن المدينة تشعر بأن الزمن ليس مستقرًا.
في نزل صغير على أطراف المدينة، جلس يوفا على حافة السرير، يتأمل النقش على يده الذي بدأ يبهت ببطء.
*يوساغي* كان يقلب في دفتر قديم، قدّمه له يوفا في طفولته. سأل بنبرة هادئة:
— "هل رأيت والدك مجددًا… في تلك اللحظة التي عدت بها؟"
تجمد يوفا. لم يجب فورًا. ثم قال بصوت مكسور:
— "لا، لكني سمعت صوته... للحظة واحدة فقط. قال لي: *لا تكرر خطئي.*"
يوساغي أغلق الدفتر، وحدّق في صديقه:
— "ما الخطأ الذي ارتكبه والدك؟"
أجاب يوفا بهمس:
— "استعمل نقش الزمن… للهرب. أما أنا، سأستخدمه للمواجهة."
***
في اليوم التالي، زار الاثنان *أرشيف النقوش*، مبنى ضخم محروس بالسحر الزمني، يُمنع دخوله إلا لحاملي النقوش.
أمام الباب، ظهر لهم رجل مسنّ، يحمل كتابًا سميكًا من الجلد الأسود.
قال بابتسامة غامضة:
— "كنتُ أنتظرك يا يوفا... ابن حامل الزمن السابق."
تبادل يوساغي ويوفا النظرات، قبل أن يسأل الأخير:
— "من أنت؟"
— "اسمي *إيرافوس*، حارس ذاكرة الزمن... وأنا من سيخبرك بالحقيقة حول النقوش السبعة."
---
*الفصل الجانبي: همس الساعة القديمة*
في زاوية الأرشيف، وقف يوفا يتأمل ساعة معلقة على الجدار. كانت متوقفة، عقاربها تشير للثانية نفسها التي توقفت فيها حياته ذات يوم. لمسها بإصبعه، فاهتز الهواء من حوله. صوت خافت خرج منها:
— "اللحظة التي لا تنسى... لا تموت."
يوساغي اقترب، لكنه شعر برعشة برد.
— "يوفا... ماذا هناك؟"
أجابه يوفا دون أن يلتفت:
— "الزمن لا يُحفظ في الكتب... بل في الندم."
*الفصل الثالث: أختام القدامى*
قال إيرافوس:
"النقوش سبعة: الزمن، البوابات، الأرواح، العناصر، الدم، الأبعاد، والفراغ. كل نقش يُفعّل بإرادة، ويُفتح بتضحية لا يمكن التراجع عنها."
نهاية فصل 1 2 3
Comments