Just Be Mine

Just Be Mine

Just be mine 1

عشقتُ رائحةَ الكتبِ حتى صارت ملجأي الوحيد…

ألهمتني في لحظاتي الحرّة، ونسجتُ بين صفحاتها عالمي الهارب.

نسيتُ بها الحزن… واستنشقتُ الآلام كأنّها حياة جديدة.

ظننتُ أنّني نجوتُ من قلقي… لكنّني سقطتُ تحت قدميك.

ذلك اليوم…

حين غادرتُ عتبةَ منزلي متجهةً نحو جامعة سابينزا في روما.

تركتُ خلفي أوهامي وأحلامي المراهقة،

ودخلتُ إلى عصرٍ آخر… عصر آلامي.

مشيتُ بخطواتٍ متردّدة، أتنقّل بين رفوف المكتبة العتيقة…

ألمس الكتب تارةً، وأستنشِق رائحتها تارةً أخرى،

وكأنّني أبحث عن حياةٍ تختبئ في الورق.

أخيرًا… حملتُ كتابي وجلستُ في مقعدٍ قصيّ،

أحاول أن أختبئ عن العالم بين جدران جامعة سابينزا.

لكنّ قلبي تكسّر فجأة… حين رأيتُه.

الأستاذ…

لوسيان زارييلتي.

الاسم وحده كان كفيلًا بأن يربك دقات قلبي،

وعيناه… كأنّهما تعرفان الطريق إلى سري الأكثر ظلا.....

ألَيس هذا نفس الرجل الذي رأيتُه البارحة في الحانة؟

يتراقص بين شعيرات النشوة وضحكات الليل…

واليوم يتصنّع النبل ويجلس هنا كمعلم شعر فيكتوري،

يدّعي أنّه كاتبٌ عتيق…

كأنّ خمور الأمس لم تترك بعدُ أثرها على عينيه.

تمعّنتُ في عينيه للحظةٍ طويلة…

أحاول أن أقرأ ما وراء سوادهما،

أن ألمح عقله، أن أعرف… هل هو حقًا؟

وفجأة… اخترق صوته الغامض صمت القاعة:

"آنِسة كريستمال…"

تجمّدتُ.

قبل أن أستوعب ما يحدث، أكمل بلكنةٍ إيطاليةٍ رخيمة، تحمل شيئًا من السخرية:

"لسنا في وقت العقول… في الحقول."

كلماته كانت طلقةً مبطنةً بالسخرية،

تهشّم ما تبقّى من هدوئي…

وأشعرني للحظة أنّني واقفة أمام مسرحٍ لا أعرف دوري فيه بعد.

ارتبكت… لم أفهم قصده فورًا، لكن كلماته حملت تهكّمًا خفيًا جعلني أتصبب توترًا.

هو لا يعرفني… أليس كذلك؟ أم أنّه يعرف كل شيءٍ عنّي منذ اللحظة الأولى؟

حاولتُ أن أتمالك نفسي وأنا أراقبه يخطو بخطواتٍ بطيئة نحو طاولته.

معطفه الأسود الطويل يتحرك بخفةٍ خلفه، وصوت حذائه يضرب أرض المكتبة الحجرية كنبضاتٍ باردة في قلبي.

جلس على الكرسي المواجه للممر، وفتح دفترًا جلديًا عتيقًا، كأنّ الوقت بالنسبة له مجرد لعبةٍ من ورق وحبر.

قلبي كان يخفق بعنفٍ مجنون.

لم أستطع أن أزيح عينيّ عنه… كان يشبه لوحةً فيكتورية خرجت من متحفٍ ليلاً لتسكن عالمي.

وجهه حاد، وجبينه هادئ، لكن عينيه… كانت تخفي حربًا كاملة.

لم أدرك أنّه كان يراقبني حتى ارتفع حاجباه قليلًا وقال بصوتٍ واثقٍ كأنّه يملك الغرفة:

"هل تنوين النظر إليّ هكذا طويلاً… أم أنّك ستقرئين كتابك أخيرًا؟"

احمرّ وجهي فورًا.

خفضت بصري إلى صفحات الكتاب، لكن الحروف صارت ضبابًا أمام عينيّ.

كنت أشعر به… حضوره يثقل الهواء، وكأنّ المكتبة تحولت إلى ساحة صراعٍ صامتة بيننا.

همستُ بصوتٍ خافت:

"أعتذر…"

لكنّه ضحك ضحكةً قصيرة، باردة، كأنّه يعرف أنّ اعتذاري بلا جدوى.

ثم مال بجسده قليلًا للأمام، وكلماته القادمة حملت شيئًا غريبًا، شيئًا لم أفهمه حينها:

"الأعتذار يليق بمن يخطئ… وأنتِ لم تخطئي بعد."

تجمّدت مكاني.

أحسست بقشعريرةٍ تسري على طول ظهري، ولم أعد أجرؤ على الحركة.

كأنّ هذه الجملة كانت وعدًا… أو تهديدًا مستترًا.

في تلك اللحظة، بدأت أشعر أنّ قدومي إلى جامعة سابينزا لم يكن محض صدفة…

وأنّ لقاءي بهذا الرجل الغامض، الأستاذ لوسيان زارييلتي، سيغيّر حياتي إلى الأبد.

وربما… سيكسرها أيضًا.

رفعت عيني ببطءٍ نحوه مجددًا، لأجده يكتب في دفتره بلا اكتراث، كأنّني غير موجودة.

لكن شيئًا داخلي كان....يكترث ...يتكلم... أنّه يعرف كل تفصيلةٍ في قلبي قبل أن أعرفها أنا نفسي.

انا متأكدة أنه نفس الرجل...الذي رأيته....البارحة....

...................

مجرد بارت واحد....لا تحكمو على الرواية...

اكملها او لا؟؟

الجديد

Comments

💖آيو💖

💖آيو💖

القصة مميزة استمري حسيت فيها بشئ مميز استمري

2025-08-07

0

نيزوكو تشان

نيزوكو تشان

كملي

2025-08-09

0

الكل
مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon