زواج مزيف

زواج مزيف

زواج مزيف

الفصل الأول: صدمة القرار

ليان كانت تجلس في غرفتها حين دخل والدها عليها يحمل ورقة صغيرة بين يديه، لم تتوقع أن تلك الورقة ستغيّر حياتها للأبد، قال لها بصوت حاسم أن عليها الزواج من ابن شريكه، لم يكن هناك مجال للرفض، فالمصلحة العائلية كانت فوق كل اعتبار، حاولت التهرب، بكَت، لكن القرار كان قد اتُخذ، كانت تعرف أن زواج المصالح لا يجلب السعادة، لكنها وجدت نفسها في ثوب الزفاف بعد أسبوعين، واقفة بجانب رجل لا تعرف عنه شيئًا سوى اسمه، مالك. لم ينظر إليها كثيرًا، كان باردًا وهادئًا، وكأن الأمر لا يعنيه، تم الزفاف وسط كلمات مجاملة وابتسامات مزيفة، أما قلبها فكان مثقلاً بالرفض، ومع نهاية الليلة، وجدت نفسها في بيت رجل غريب تحت سقف واحد، لكنها أقنعت نفسها أن هذا الوضع مؤقت.

الفصل الثاني: اللقاء الأول

في الأيام الأولى كانت الحياة أشبه بصمت طويل، لم يتحدثا كثيرًا، كانت العلاقة بينهما رسمية باردة، لا أحد يتدخل في حياة الآخر، هو يقضي وقته في العمل، وهي تنشغل بكتبها ونفسها، اتفقا على حدود واضحة، ألا يتدخل أحدهما في خصوصيات الآخر، كل شيء كان يبدو وكأنه ترتيب منطقي لعقد بين طرفين، لكنها كانت تلاحظ تفاصيل صغيرة في تصرفاته، اهتمامه غير المباشر، طريقته في تحضير القهوة صباحًا لها دون أن يسأل، تظاهرت بأنها لا تلاحظ، لكنها كانت تراقب بصمت، وفي كل مرة تنظر إليه، كانت تتساءل: هل يمكن لهذا الزواج البارد أن يحمل بذرة دفء خفية؟

الفصل الثالث: شروط العقد

كانت هناك جلسة قصيرة جمعتهما لتحديد ما يجب وما لا يجب، قالا أن لا أحد منهما سيُسأل عن تحركاته، ولا يجب أن يتوقع أحد منهما اهتمامًا من الآخر، الزواج لأجل العائلة فقط، لا حب ولا علاقة، فقط أوراق وعلاقة شكلية، لكن رغم الاتفاق، بدأت ليان تشعر أن كل شيء في هذا المنزل يوحي بوجود قصة لم تُكتب بعد، كانت تحاول أن تتجنب التفكير، لكنها بدأت تنجذب لوجوده حتى وإن أنكرت ذلك أمام نفسها.

الفصل الرابع: يوم الزفاف

عادت بذاكرتها ليوم الزفاف، حين رأت نفسها في المرآة بفستان أبيض لم تختَرْه، شعرها كان مرتبًا بعناية، ووجهها مرهق رغم الزينة، دخلت القاعة بخطوات هادئة، رأت مالك واقفًا لا يبتسم، اقتربت منه، نظر إليها للحظة ثم صرف نظره، شعرت بالبرد رغم حرارة المكان، لم يكن هناك احتفال حقيقي، فقط تجمع بسيط رسمي، ثم صورة واحدة جمعت بينهما، وبعدها بدأت الرحلة.

الفصل الخامس: أول ليلة

كانت تلك الليلة صامتة، جلست في غرفتها، استلقت على السرير بثوب الزفاف، أطفأت الأنوار وبقيت عيناها مفتوحتين لساعات، في الجهة الأخرى، كان هو يجلس وحده في غرفة المكتب، يدخن سيجارة واحدة ثم يرميها، مرّ الليل ببطء، دون كلمة، دون نظرة، كانت ليلة باردة بحق، لكنها في داخلها شعرت براحة غريبة لأنه لم يقترب، وكأن شيئًا يحميها من التورط منذ البداية.

الفصل السادس: الحياة الجديدة

بدأت الأيام تمر بوتيرة رتيبة، تستيقظ وحدها، تتناول فطورها بصمت، يخرج هو قبل أن تراها، يعود في المساء، يتبادلان التحية فقط، ثم ينفصلان كلٌ في عالمه، كانت الحياة آمنة لكنها باردة، ومع ذلك، شعرت ليان أن هناك لحظات ناعمة تسرق نفسها وسط الجمود، كبقايا قهوة يعدّها لها، أو كتاب تضعه على الطاولة فتجده في غرفتها دون أن تطلب، علامات صغيرة لكنها بدأت تراكم شعورًا لم تفهمه.

الفصل السابع: لقاءات العائلة

اضطرا للذهاب إلى بيت العائلة بعد أسبوع من الزواج، جلست ليان بجانبه متوترة، كانت تشعر بنظرات الجميع، أسئلة العيون، وكأنهم يريدون أن يعرفوا كل شيء عن علاقتهما، كان مالك صامتًا في البداية، لكنه أمسك يدها فجأة أمام الجميع، شعرت بالدهشة، لكنه لم ينظر إليها، فقط أكمل حديثه مع أحد الضيوف، شعرت بحرارة في قلبها، هل كان يمثل؟ أم أنه شعر بشيء لم ينتبه له؟

الفصل الثامن: لحظة غيرة

في اليوم التالي خرجت ليان مع صديقتها للمول، هناك صادفت زميلًا سابقًا من الجامعة، تحدثا لدقائق، وعندما عادت للبيت وجدت مالك صامتًا على غير العادة، لم يقل شيئًا، لكنها شعرت بنظراته الحادة، لأول مرة تشعر أن هناك رجلًا يغار، حتى لو لم يعترف، تلك اللحظة تركت أثرًا، وجعلتها تبتسم في غفلة منه، بدأت تحس أن هذا الزواج ليس كما أرادوه، بل هو شيء يتشكّل وحده خارج الإرادة.

الفصل التاسع: أزمة العمل

دخل مالك في مشكلة داخل الشركة، كانت أزمة مالية تهدد مستقبل الشراكة مع والدها، كان متوترًا، يجلس طويلًا في المكتب، لا يتناول طعامه، لم يكن يحدثها كثيرًا، لكنها قررت أن تقف بجانبه، تركت له مذكرة صغيرة كتبت فيها بعض الملاحظات عن المشروع، لم يتوقع ذلك منها، وفي اليوم التالي وجدته قد كتب لها شكرًا على ورقة صغيرة، بدأت الثقة تنمو، كان العمل هو الباب الأول الذي جمع بينهما دون تمثيل أو مجاملة.

الفصل العاشر: وعد بعدم التورط

جلسا في الحديقة الخلفية للمنزل ذات مساء، كانت المرة الأولى التي يتحدثان فيها طويلًا، سألته عن حياته، فحكى، وسألها عن طفولتها، فأجابت، ضحكا، وتشاركا كوبًا من القهوة، ثم قال فجأة إن هذه الراحة قد تكون مؤقتة، وأن عليهما ألا ينسيا أن كل هذا لا يجب أن يتحول إلى شيء آخر، اتفقا مجددًا على ألا يتورطا في مشاعر، كان الوعد جديدًا لكنه جاء متأخرًا، لأن شيئًا في داخلهما كان قد بدأ بالفعل يتغير.

الفصل الحادي عشر: نظرات مختلفة

منذ تلك الليلة التي اتفقا فيها على عدم التورط، بدأت ليان تلاحظ نظرات مختلفة في عيني مالك، لم تعد نظرات عابرة، بل كانت تحمل اهتمامًا لم تعتد عليه، كان يراقبها حين تضحك، يلتفت حين تتحرك، وكأن عينيه تسبق كلماته، أما هي فكانت تتظاهر باللامبالاة، لكنها كانت تحفظ تلك النظرات في قلبها، تفتحها كلما اختلت وحدها، وتسأل نفسها بصوت لا تسمعه: هل هو يقترب فعلًا؟ أم أن عقلها فقط من يريد تصديق ما لا يحدث؟

الفصل الثاني عشر: ارتباك ليان

بدأت ليان تشعر أن مشاعرها لم تعد تحت سيطرتها، كانت تفكر فيه في غيابه، وتبحث عنه بنظراتها عند عودته، لم تعد تراه مجرد زوج رسمي، بل شخص يسكن أفكارها بلا استئذان، كانت تكتب يومياتها كل ليلة وتحاول إقناع نفسها أن لا شيء تغيّر، لكنها كانت تكذب، حتى على الورق، كانت تشعر بارتباك داخلي لا تعرف كيف تهرب منه، وكلما حاولت الابتعاد، اقترب أكثر، دون أن يفعل شيئًا صريحًا، فقط حضوره بات كافيًا ليهزّ قلبها.

الفصل الثالث عشر: دخول من الماضي

في يوم هادئ، رن هاتف مالك أكثر من مرة، كانت ليان تمر من جانبه حين ظهرت على الشاشة صورة فتاة اسمها نادين، لم تعلق، لكنها شعرت بشيء يشبه الغصة، تلك الليلة تأخّر في العودة، وعندما دخل كان صامتًا أكثر من المعتاد، لم تسأله، لكنها عرفت أن ماضيه يطرق بابه مجددًا، حاولت أن تبدو غير مهتمة، لكنها لم تنجح، فقد قضت الليل تتقلب في سريرها وهي تفكر في من تكون تلك الفتاة، وماذا كانت تعني له.

الفصل الرابع عشر: غيرة مالك

في اليوم التالي خرجت ليان مع إحدى قريباتها، وهناك صادفت شابًا من أيام المدرسة، تحدث معها بلطف، ولاحظت أن أحدهم كان يراقبها من بعيد، لم تكن تتوقع أن مالك سيكون هناك، لكنه كان، وعندما عادت إلى البيت وجدته واقفًا في الشرفة لا يتحرك، كان الصمت بينهما صاخبًا، نظراته قالت كل شيء، لم يتحدث عن اللقاء، ولم يسأل، لكنه بات مختلفًا بعد ذلك، يقترب أكثر، ويُظهر انزعاجًا لم يعد يخفيه، كانت تلك أول مرة تشعر أنه يغار بصدق.

الفصل الخامس عشر: المرض يجمعهم

بعد أيام قليلة، أصيبت ليان بنزلة برد حادة، ارتفعت حرارتها فجأة، ووجدت نفسها في سريرها غير قادرة على الحركة، وفي لحظة ضعف نادت باسمه، فجاء فورًا، جلس بجانبها طوال الليل، يبدّل الكمادات، ويعد لها الشاي، وكان وجهه مرهقًا من القلق، وعيناه ممتلئتان بالخوف، لم تذكر الكثير عن تلك الليلة، لكن ما تذكرته جيدًا هو أنه لم يترك يدها حتى غفت، حين فتحت عينيها في الصباح وجدته نائمًا على طرف السرير ممسكًا بها، وحين رأته بتلك الحالة، أدركت أن المسافة بينهما لم تعد كما كانت.

الفصل السادس عشر: سفر يقربهم

استيقظت ليان على خبر مفاجئ بأن عليهما السفر معًا في رحلة قصيرة إلى مدينة ساحلية لحضور مؤتمر يخص الشركة، كانت الرحلة أول مرة يجتمعان فيها بعيدًا عن الناس والمنزل، سكنوا في جناح صغير، وتشاركا التفاصيل اليومية، الإفطار، المشي على الشاطئ، وحتى الصمت بينهما لم يكن مزعجًا، كانت تشعر براحة لم تعرفها من قبل، أما هو فكان يراقبها كأنها لوحة يتحرك فيها الضوء، لم يعترف بشيء، لكنها شعرت أنه صار أقرب من أن تنكره، وأقرب من أن تتجاهل وجوده.

الفصل السابع عشر: كلام غير مباشر

في المساء جلسا على الشرفة، تحدثا عن أشياء كثيرة، لم يذكر أحدهما الحب، لكن كل جملة كانت تقترب من حقيقته، قال لها إنه يشعر بالسلام حين تكون قريبة، فردّت بابتسامة لم تستطع إخفاءها، ساد صمت طويل، لكنها لم تشعر بالحاجة للكلام، كان الجو مليئًا بما هو أصدق من الحروف، وكل ما فكرت فيه حينها أن قلبها بدأ يتكلم بلغته الخاصة، وأن ما بينهما تجاوز الاتفاق القديم الذي وُلد على ورق.

الفصل الثامن عشر: قبلة غير متوقعة

عادا من السفر، وكل شيء بدا مختلفًا، لم يتحدثا عما حدث هناك، لكن المسافة بينهما اختفت تقريبًا، وفي أحد الأيام، بينما كانت تبحث عن كتاب فوق الرف، اقترب منها ليساعدها، فتقابلت وجوههما فجأة، وقبل أن تنطق، وضع قبلة خفيفة على جبينها، لم تكن طويلة، لكنها كانت عميقة، انسحبت هي بخجل، ولم تقل شيئًا، لكنه ابتسم، وكأنهما وقّعا الآن على بداية قصة أخرى، لا تشبه ما اتفقا عليه منذ البداية.

الفصل التاسع عشر: هروب من المشاعر

بعد تلك اللحظة، عادت ليان تتصرف ببرود غريب، خافت من مشاعرها، ومن حقيقة أنها لم تعد تملك السيطرة على قلبها، تجنّبته لأيام، وتهربت من الجلوس معه، لم تكن تكرهه، لكنها خافت من أن تكون متورطة وحدها، أما هو، فاحترم المساحة لكنه لم يبتعد، فقط كان ينتظر منها أن تفهم أن الهروب لا يمنع الوقوع، وأن المشاعر لا تُمحى بتجاهلها، كان يعلم أنها تحتاج وقتًا، لكنه لم يكن يعرف إن كانت ستعود.

الفصل العشرون: محاولة اعتراف

قرر مالك أن يتحدث، أن يقول كل شيء، جلس ينتظرها في الحديقة، وبين يديه صندوق صغير فيه شيء أراد أن يهديها إياه، لكنه حين رآها تقترب بنظرة متوترة، تراجع، ابتلع كلماته، وأخبرها فقط أن العشاء جاهز، كانت ليان تشعر أن هناك ما لم يُقال، لكنها لم تسأله، وكل واحد منهما عاد إلى غرفته تلك الليلة وهو يحمل مشاعر نصف مكتملة، وأمنيات مؤجلة تنتظر لحظة مناسبة.

الفصل الحادي والعشرون: سر العائلة

في إحدى الليالي، وبينما كانت ليان تبحث عن ملف قديم في مكتب مالك، سقطت ورقة صغيرة من بين الأوراق، كانت رسالة قديمة بين والد مالك ووالدها، تحمل كلامًا عن صفقة زواج ستنقذ الشركتين، شعرت ليان بصدمة، لم تكن تعلم أن زواجها كان مخططًا له منذ سنوات، ولم يكن وليد اللحظة، أحست بأنها كانت جزءًا من لعبة كبيرة، وعندما واجهت نفسها بالحقيقة، شعرت أن الأرض تهتز تحتها، وعادت إلى غرفتها تحمل قلبًا غاضبًا وشعورًا بالخداع.

الفصل الثاني والعشرون: خيانة من طرف تالت

بينما كانت تحاول استيعاب ما اكتشفته، وصلتها رسالة من رقم مجهول تحتوي على صور لمالك مع نادين، بدا فيها قريبًا منها بشكل يثير الشك، شعرت ليان أن كل شيء ينهار، الغضب سيطر عليها، لم ترد أن تسمع أي تفسير، أقفلت باب غرفتها وبكت طويلاً، كانت تشعر بالخيانة، ليس فقط بسبب الصور، بل لأن قلبها كان يصدق أن مالك مختلف، لكنها الآن لا تعرف إن كان الحب مجرد وهم.

الفصل الثالث والعشرون: ليان تهرب

لم تحتمل ليان البقاء في البيت، جمعت بعض أغراضها وغادرت إلى بيت صديقتها دون أن تخبر أحدًا، أغلقت هاتفها وبكت حتى غفَت، كانت تشعر أن قلبها قد تحطّم، وأنها لن تستطيع الثقة به مرة أخرى، أما مالك، فقد عاد إلى البيت ليجد غرفتها فارغة، شعر بفراغ عميق لم يعرفه من قبل، لم يكن يعرف أين هي، ولماذا اختفت، لكنه شعر أن خسارتها هذه المرة قد لا تكون مؤقتة.

الفصل الرابع والعشرون: انهيار مالك

أمضى مالك يومين يبحث عنها في كل مكان، لم يأكل، لم يذهب للعمل، كان يتنقل بين الأصدقاء والمعارف، يسأل ويقلق، حتى انهار تمامًا في الليلة الثالثة، جلس في غرفتها يتأمل كل شيء تركته خلفها، فتح دفترها وقرأ كلماتها، فبكى للمرة الأولى منذ سنوات، شعر بالضعف، بالوحدة، بالندم، وأقسم أن يعيدها بأي طريقة، لأنه أدرك الآن أنه فقد أكثر من زوجة، فقد الجزء الوحيد من حياته الذي كان حيًا.

الفصل الخامس والعشرون: الفراق الكبير

بعد أربعة أيام، فتحت ليان هاتفها فوجدت عشرات الرسائل، تجاهلتها كلها، لكنها شعرت أن قلبها ما زال ينبض باسمه، عادت إلى بيتها لتأخذ بعض الأغراض، فوجدته هناك ينتظرها، وقف بصمت، ونظرت إليه بعينين غاضبتين، لم يتكلما، لكنه شعر أن اللقاء كان وداعًا، خرجت مجددًا، وتركت خلفها رائحة الفراق تملأ المكان، كان البيت هادئًا، لكنه هذه المرة لم يكن مريحًا، بل موحشًا.

الفصل السادس والعشرون: تدخل الأهل

بدأت العائلتان تشعران بالخطر، المشروع الكبير مهدد، والأخبار عن انفصالهما بدأت تنتشر، حاول والدها الحديث معها، لكنها رفضت، وقالت إنها لم تعد تثق في أحد، أما والدة مالك، فقد زارته في منزله لأول مرة منذ شهور، جلست معه وقالت له إن الحب لا يأتي مرتين، وإن ليان ليست فتاة يمكن تعويضها، شعر أن الكل أصبح يرى ما لم يكن يراه من قبل، لكنه تأخر كثيرًا، أو هكذا ظن.

الفصل السابع والعشرون: لقاء بعد شهور

مرت ثلاثة أشهر، وكانت ليان تعمل في مشروع خاص بها، وفي أحد المعارض التجارية، قابلت مالك صدفة، كان واقفًا ينظر إلى إحدى اللوحات، وعندما التفت وجدها أمامه، تبادلا نظرات طويلة، لكنها كانت مختلفة، كان فيها شوق، وعتاب، وندم، وخوف، قالت له بصوت داخلي دون أن تنطق: هل ما زلت تحبني؟، لكنه لم يقترب، فقط اكتفى بالنظر، وتركها تمشي بهدوء، لكنه ظل يراقبها بعين لا تعرف الرحيل.

الفصل الثامن والعشرون: المشاعر لسه موجودة

بعد اللقاء، لم تعد ليان تنام جيدًا، كانت تتذكر ملامحه، وطريقة نظرته، وشعرت أن قلبها لم يُغلق بعد، كانت تمسك هاتفها ثم تضعه جانبًا، تفكر في الاتصال، ثم تتراجع، أما هو، فقد عاد لكتابة يومياته، يملأ صفحات كاملة باسمها، بكل شيء تحبه وتكرهه، كان يشتاق، لكنه لم يعرف كيف يبدأ من جديد، وكل منهما يعيش نصف حياة، لأن النصف الآخر بقي مع من رحل.

الفصل التاسع والعشرون: الاعتراف الحقيقي

في أحد الأيام، وصلها صندوق صغير لباب مكتبها، فتحته فوجدت بداخله دفترها القديم، وقد أعيد ترتيبه وتغليفه، ومعه ورقة كتب فيها بخط مالك: "أنا مكسور من غيرك"، لم تستطع حبس دموعها، شعرت أن كل المشاعر التي حاولت دفنها عادت فجأة، اتصلت به، وقالت له إنها قرأت الرسالة، ولم تضف شيئًا، لكنه فهم من صوتها أن الباب لم يُغلق بعد، وأن هناك أملًا صغيرًا يمكن أن يكبر من جديد.

الفصل الثلاثون: الرفض المؤقت

طلب مقابلتها، والتقيا في المقهى الذي اعتادا الجلوس فيه، تحدث كثيرًا، اعترف بكل شيء، بكل خطأ، وكل لحظة كذب فيها على نفسه، قالت له إنها سامحته، لكنها لا تستطيع العودة بسهولة، لأنها تحتاج أن تصدق أن هذا الحب لن يُستخدم ضدها مرة أخرى، غادر اللقاء وعيناه ممتلئتان بالرجاء، أما هي فجلست بعده لساعات، تحاول إقناع قلبها أن الحذر لا يعني الرفض، لكنها لم تكن مستعدة بعد.

الفصل الحادي والثلاثون: إثبات الحب

بدأ مالك يتغير، يظهر في حياتها من بعيد، يدعم مشروعها، يرسل لها ملاحظات على تصميماتها، يشتري منها دون أن يقول، كان يتواجد دون ضغط، ودون طلب، فقط يقول بكل تصرف: أنا هنا، لم أعد نفس الشخص، وكل ذلك جعل قلب ليان يلين تدريجيًا، شعرت أنه لم يعد يحاول امتلاكها، بل يحاول أن يستحقها، وكان ذلك الفارق الذي انتظرته طويلًا.

الفصل الثاني والثلاثون: اختبار ليان

قررت ليان أن تضعه أمام اختبار أخير، طلبت مقابلته، وقالت له إنها ستغادر البلاد لمدة عام للعمل، وتريد أن تعرف إن كان قادرًا على الانتظار، نظر إليها بثقة وقال: لو سنة، أو حتى عشر سنين، هستناك، تركته وهي تنظر إليه من بعيد، وفي قلبها ارتياح لم تشعر به من قبل، كانت تعرف أنه نجح في الاختبار، لكنها أرادت أن تسمعها أذنه قبل أن يسمعها قلبها.

الفصل الثالث والثلاثون: بداية الرجوع

مرّت أسابيع قبل أن ترسل له رسالة بسيطة: "اشتقت لك"، فرد بعد ثوانٍ: "وأنا عمري ما بطلت أشتاق"، عاد الحديث بينهما، هادئًا، ناضجًا، لا استعجال فيه، ولا خوف، بدأا من جديد، لكن هذه المرة دون شروط ولا عقود، فقط قلبان تعلما الطريق الصحيح بعد أن ضلا كثيرًا، وكل خطوة كانت تشير إلى بداية جديدة مختلفة عن كل ما سبق.

الفصل الرابع والثلاثون: لحظة مصارحة

جلست معه على ضوء الشموع في حديقة صغيرة، كان اللقاء صريحًا، تحدثا عن كل شيء، عن البدايات، عن الأخطاء، عن الألم، وعن الحب، قالت له إنها أحبته من اللحظة التي خاف فيها عليها وهي مريضة، وقال لها إنه عرف أنها له منذ أول مرة ابتسمت أمام أهله، كانت المصارحة بمثابة ولادة جديدة لهما، وعندما غادرت في تلك الليلة، كان كل منهما يعرف أن القادم سيكون أجمل.

الفصل الخامس والثلاثون: قرار الطلاق؟

في اليوم التالي وصلها إشعار غريب من المحكمة، ورقة طلاق قديمة تم إغلاقها رسميًا، كانت الورقة مجرد إجراء قانوني متأخر، لكنها تسببت في لحظة قلق، اتصلت به، وقالت له إنها شعرت للحظة أن ما بينهما هش، ضحك وقال: "الورقة دي ماتت من زمان، اللي بينا دلوقتي أقوى من أي عقد"، وأدركت حينها أن علاقتها به لم تعد تُقاس بورق، بل بشعور لا يُكتب.

الفصل السادس والثلاثون: ليان تنقذه

في أحد الاجتماعات الكبرى بالشركة، وقع مالك في مأزق قانوني بسبب خطأ من أحد الموظفين، وكادت الشراكة مع مستثمر أجنبي أن تنهار، علمت ليان بالأمر وذهبت فورًا إلى مقر الاجتماع، دخلت القاعة بثقة وقدّمت عرضًا بديلًا أنقذ المشروع، كانت كلمتها قوية، وعقلها حاضر، وبعد انتهاء اللقاء، نظر إليها مالك بعينين ممتلئتين بالامتنان والحب، أدرك أن وجودها لم يعد فقط دعمًا عاطفيًا، بل روحًا تقف بجانبه في كل لحظة ضعف.

الفصل السابع والثلاثون: خاتم جديد

بعد أيام، دعاها إلى عشاء بسيط في مكان هادئ، لا موسيقى ولا أضواء فخمة، فقط هو وهي وطاولة صغيرة، جلسا لساعات يتحدثان عن المستقبل، وفي لحظة هدوء، أخرج علبة صغيرة، وفتحها على مهل، كان بداخلها خاتم مختلف، لا يشبه الأول، بسيط وأنيق، وقال لها بصوت ثابت: المرة دي مش زواج مصالح، المرة دي زواج قلبين اختاروا بعض، مدت يدها بخجل وارتدت الخاتم، كانت لحظة قصيرة لكنها حملت عمرًا كاملًا من المشاعر.

الفصل الثامن والثلاثون: زفاف حقيقي

تم الزفاف الثاني وسط حضور محدود من الأهل والأصدقاء، كان الحفل بسيطًا، لكن مفعمًا بالحب الحقيقي، لم يكن هناك توتر أو مجاملات، فقط ضحكات صادقة، ونظرات ممتنة، وقلبان يحتفلان باختيارهما لبعض رغم كل ما مرّا به، كانت ليان ترتدي فستانًا اختارته بنفسها، وكان مالك يراقبها طوال الوقت كأنه لا يصدق أنها أصبحت له فعلًا، وكان كل من يراهم يشعر أن الحب الحقيقي لا يأتي بسهولة، لكنه يستحق الانتظار.

الفصل التاسع والثلاثون: حب بدون شروط

عادت الحياة بينهما طبيعية، لكنها كانت هذه المرة مليئة بالتفاهم، لم يعد هناك حدود أو شروط، فقط احترام متبادل، وثقة تنمو كل يوم، كانا يتشاركان لحظات بسيطة لكنها عميقة، كوب شاي عند الغروب، أو قراءة كتاب معًا، أو نزهة قصيرة في المساء، لم تكن السعادة صاخبة، بل كانت هادئة لكنها مستقرة، وكل يوم كان يؤكد لهما أن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى وعود كبيرة، بل إلى قلبين اختارا ألا يرحلا عن بعض مهما حدث.

الفصل الأربعون: النهاية الجديدة

مرت سنة كاملة على زفافهما الثاني، كانت الذكرى مختلفة تمامًا عن المرة الأولى، جلست ليان على الشرفة تقرأ رسائلها القديمة، وابتسمت، دخل مالك يحمل هدية صغيرة، جلس بجانبها وقال لها إن أجمل ما حدث في حياته كان إجبار القدر له على الزواج منها، ضحكت وقالت إن القدر أعطاهم البداية، لكن الحب هو اللي كتب النهاية، نظر إليها طويلًا، وقال: لا، مش نهاية، دي بداية عمر جديد، وابتسمت وهي تمسك يده، وكانت تعرف أن ما بينهما الآن أقوى من أي رواية، لأنه ليس زواجًا مزيفًا، بل حب حقيقي بدأ من أصعب مكان، وانتهى في أجمل نقطة.

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon