الإهــداء .

...₊˚ ✧ ‿︵‿୨୧‿︵‿ ✧ ₊˚...

...إلى أولئك الذين قُتِلَتْ أرواحهم قبل أن يُقْتَلَ أجسادهم، إلى أولئك الذين ضاعوا في أزقةِ الذاكرةِ المظلمة، فتاهوا بينَ جدرانِ أزمانٍ مضت وأخرى آتية، دونَ أن يجدوا مَهربًا من عيونهم التي تراقبهم، وأقدامهم التي تُسحَقُ على ترابٍ من الذكريات الملعونة....

... إلى أولئك الذين يَستيقِظون كلّ صباحٍ على صدى كوابيسهم، فتَسْتَفِزُّهم همساتُ الخوفِ في عقولهم، وتغتالهم آلامٌ لم تُشْفَ أبدًا. إليكم، أنتم الذين تتساقطون كلَّ يومٍ قطعةً قطعةً، وتغرقون في بحرٍ لا ساحلَ له، تطاردكم الظلال، لا تعرفون لها مفرًّا، ولكنها تتبعكم بلا رحمةٍ....

...إلى من يشعرون بأن أصواتهم قد ابتلعتها الهاوية، وأن أجسادهم أصبحت أطلالًا يَعْبُرها النسيان، إلى من همسَ الزمانُ في آذانهم بأن الأمل قد مات قبل أن يولد، وأنهم لم يكونوا يومًا سوى ظلالٍ يطفو عليها ضبابُ اليأسِ، في تلك الغرف المظلمة التي تعجز جدرانها عن حبس السراب. ...

...إليكم، الذين يقتاتون من خوفهم، ويشربون من دموعهم حتى تخلو عيونهم من بريق الحياة....

... أنتم من تعيشون كالجثث المتحركة، تحاولون الهروب من أنفسكم، لكنكم كلما حاولتم، ازداد الخوف والتوتر، حتى صرت أجسادكم سجناً لا مفرَّ منه....

...إلى الذين كلما وجدوا مأوى، كانوا يكتشفون أن هناك وحوشًا أخرى تختبئ في الزوايا المظلمة، تراقبهم بنظراتٍ ثقيلة، لا تعرف الشفقة. إليكم، أيها المظلومون في عالمٍ غادر، حيث تقف الساعاتُ ثابتةً كأنها أرواحٌ مشنوقة، وكأن الزمان نفسه قد انتهى، تاركًا إياكم في دائرةٍ من الألم لا تكاد تنتهي. ...

...إنَّ الحزن لا ينتهي هنا، ولا يَتوقف الخوف، ولا تتوقف الساعات عن التثاقل، وكأنكم مُحَاصرون في حلقةٍ مفرغةٍ، لا مفرَّ منها إلا بالانهيار التام....

...إلى من يهمسون في الليل بأسماءٍ لم تعُدْ موجودة، إلى من يظنون أنهم يسمعون أصواتًا تتسرب من خلال الجدران، أصواتًا قد تكون هي ذكرياتهم الغارقة، أو ربما هي كوابيسهم التي لم تنتهِ أبدًا....

... إليكم أنتم الذين تخنقكم أفكارٌ تعود إليكم في كل لحظةٍ، تذكركم بخطاياكم وأخطائكم، وتمنعكم من أن تسيروا إلى الأمام. أنتم الذين تسكنكم الأوهام، فتخيلون العدو في كل زاويةٍ، والموت في كل لحظةٍ. ...

...أنتم الذين تجنبوا النظر إلى المرآة خوفًا من أن يروا أنفسهم قد تحولوا إلى أشباحٍ، فتتوالى في قلوبهم نوباتُ الخوف والقلق، ولا يسكنها سوى الفراغ الكبير....

...إلى أولئك الذين لا يستطيعون الهروب من قِيدِ أفكارهم المُرَكَّبَةِ، التي تَسحبُهم إلى أعماقِ الظلماتِ التي لا تُبصِرُ فيها العيونُ سوى الذبولِ، إلى الذين لا يعرفون إن كانوا أحياءً أم أمواتًا، بل يتسائلون إذا كانوا قد مروا من هذا العالم أصلًا أم أنهم مجرد أفكارٍ تَخَيَّلَها عقلٌ مريضٌ سكنهم طوالَ الحياةِ....

... إليكم أنتم الذين تختلطَ فيكم الحدود بين الواقع والخيال، حيث تبتلعكم الأحداثُ لتُحوِّلكم إلى ضحايا ماضيكم وأشباحٍ من المستقبل. أنتم الذين تتحطم أقدامكم في الشوارع، لكن عيونكم تتوه عن الطريق، قلبكم يطمحُ إلى الهدوء، لكنكم تنبذون الأملَ الذي يسكن فيه. ...

...لا شيء يوقف زحفَ هذا الوحش، ولا تستطيعون هزيمته إلا بالتسليم للمجهول، لكنكم لا تجرؤون على ذلك لأن المجهول ذاته قد أصبح لكم صديقًا قاسيًا....

...إلى من بدأوا يُدركون في لحظةٍ ما، أن ما يلاحقهم ليس مجرد خوف، بل هو قيدٌ لا يمكن التخلص منه، أن ما يجرون وراءه ليس شبحًا، بل هو هويتهم التي تتغير باستمرار حتى تصبح غير قابلةٍ للاعتراف بها....

... إليكم الذين تمزقت أرواحهم إلى آلاف القطع، والذين أضاعوا ملامحهم بين تلالٍ من الأوهام، الذين لا يعرفون كيف يواجهون أنفسهم في المرآة بعد أن تبدَّلت كل الوجوه....

... إليكم الذين عرفوا أن الخوف لا يتوقف بعد الخوف، وأن الألم ليس سوى حلقةٍ لا بداية لها ولا نهاية....

...إلى من ترددهم الأصوات، فتُشعرهم بالضياع، إلى من يواجهون الحُفرَ المظلمة في أعماق أعماقهم، ولا يستطيعون النجاة من ظلالها. إليكم جميعًا، أقول : إن الحقيقة أقسى مما يتصورها العقل، وأن النهاية لا تأتي لتريح، بل لتغتال ما تبقى من الأمل. فإن كانت لديكم أي قوةٍ على التحمل، فاحذروا من أن تعطيها للمجهول، فالمجهول لا يرحم، وأفكارُه أشدُّ ظلامًا من ليلٍ لا نهاية له....

مختارات
مختارات

2تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon