في صباح اليوم التالي استيقظت المدرسة على نشاط غير معتاد..
الانسة د التي لا يبتسم لها احد و هي تضحك اعلنت فجأة عن رحلة إلى المخيم و كأن العالم قرر ان يمنح الطلاب عطلة من الكآبة
ركب الجميع عل الحافلة بضحك و صراخ و حماس الا يومي. تجلس عند النافذة تنظر إلى الأشجار و كأن الأشجار تحمل إجابة لسؤال لا يقال
داملا. اين ذهبت. لماذا دخلت الباب الغريب. و لما لم تخبرني؟
في الطريق كانت الانسة د تشرح عن انواع الطيور و النباتات و بينما كانت يومي تتذكر وجه داملا قبل ان يختفي في الظلام.....
لم تكن نظرة وداع. بل كانت نظرة دعوة كأنها تقول: اتبعني لو كنت تملك الشجاعة
و صوت يهمس: اي باب؟ هل هذا باب خيالي. ام مصير؟
عند وصولهم الى المخيم. نصبوا الخيام. جمعوا الحطب. و بدأ الجميع بتحضير الاشياء و النشاطات
اما يومي جلست فوق النهر. ترمي الحجارة في الماء كأنه تحاول قياس عمق حيرتها
في تلك الليلة. اجتمع الطلاب حول النار. بينما يومي انسحبت الى الملعب القريب
هناك. وسط الاشجار لمحت وميضا ازرق.. خافت..مألوفا...تقدمت بخطوات حذرة و كان هناك...الباب...نفس التصميم... التحذيرات.. و نفس الوميض و كأنه يقول لها. دورك الان
وقفت امامه ترتجف. و قلبها يخفق كأنه طبل قبلي
و تتسائل من اعماق قلبها:
هل سأجد داملا اذا دخلت.... و ان لم ادخل هل اضيع انا ايضا؟
و قبل ان يقرر انفتح الباب من تلقاء نفسه لكنها دخلت. وجدت الرواق المظلم . رغم الظلام و البرد. لم يستسلم و واصل خطواتها بثبات
و بينما كانت تمشي. لمحت على الجدران كلمات ملطخة بالدماء: الذنب يلاحقك. ثم تكررت الكلمات بطريقة مرعبة
لا يغتفر لا يغتفر لا يغتفر.......رورا رورا رورا....
تسارعت دقات قلبها لكن شيء ما دفعها للمضي قدما حتى و لو الخوف يسيطر عليها.
فجأة لمحت من بعيد مدخلا جانبيا صغيرا نصفه مخفي تحت الظلال و فوقه لافتة مهترئة تقول
المنطقة غير مسجلة
ممنوع الدخول
ارتبكت. لكن لسبب ما لم يستطع مقاومة الرغبةفي الاقتراب. منطق يومي الداخلي كان يصرخ
ممنوع؟ اذا من الممكن ان يكون هناك شيء مهم ...... و خطير....
اقترب ببطء . مد يده نحو الباب المصدئ
كانت في رحلة لا تعرف قوانينها لكن شيء واحد كان واضحا.
داملا هنا. في مكان ما.
تقدمت اكثر في ممر مليء بالرموز التطاير . و كلما سارت خطوة كلما زاد طنين. نبضات. و كأن العالم يتنفس
فجأة لمحت باب صغير مهترء صدء اسمه "غرفة الارشيف"
دفعته بهدوء فإنفتح بصوت ازعج اذنيها اكثر من اي شيء سمعته في حياتها
الداخل كان مظلما. لكن شعاعا ازرق خافتا كان ينير مكتبا بسيطا في الزاوية تعلوه طبقة خفيفة من الغبار و كأنه لم يلمس منذ زمن طويل
اقتربت منه بحذر. و بدأت تقلب الاوراق التي عليه كان تقارير. كل واحد تحمل اسما و رقما. متبوعة بجملة قصيرة
كيتي1017_تم عملية النقل
لونا1018_تم عملية النقل
كايا1015_ تم عملية النقل
حاولت فهم المعنى. لكن لم تستوعب شيئا
من هؤلاء الأشخاص. هل هم تجارب. بيانات....؟
و لماذا كأن كل شيء يشير الى نفس المصير؟
ثم لمحت شيئا من الأوراق
كانت نظارة افتراضية. كانت قديمة. تصميمها غريب. و عليه نقش صغير بالكاد يقرأ
للإستخدام المصرح فقط
تجاهلته. و ارتدته. ثوان. ثم ارتجف كل شيء من حولها..شعرت بجسدها و هو يتلاشى . كأن بيانات تفكك الى وحدات صغيرة من الضوء
شعرت انه لم يعد لم يعد لحما و عظما. بل رقما
ثم اصطدمت فجأة بشيء شفاف كأن الجدار نفسه يتحقق من هويتها
ظهر صوت الي
جار التحقيق
الاسم : يومي
المستخدم: غير مصرح
الموقع: غير مسجلة
الخطر: مرتفع
ثم انفتح الجدار و دفع يومي الى الداخل بقوة لتسقط في عالم اخر........
Comments