The Dark Kingdom
يعمّ صراخ رئيسة الخدم "آنا" اللاذع القصر، وهي تطارد الخادمات بحجة وجود الغبار في النوافذ، لأن اليوم مهم للغاية؛ فهو بمثابة تجمع الأباطرة، أو بالأحرى وزراء شياطين من القوم، للتحدث في الأمور السياسية.
كالعادة، بدأتُ يومي كعبدة مكبلة، أجهز الطعام وأقدمه لزوجات الوزراء، وعيناي تتسلل لتصف أزيائهن ومجوهراتهن الفاخرة، بينما يتهامسن بقصص غبية وتافهة تشعرني بالاشمئزاز وتثير غثياني.
حينما أتيحت لي الفرصة، فررتُ هاربة إلى الحديقة؛ إنها بمثابة جنة وسط الجحيم. أسْرقتُ النظر لأزهاري بلهفة وأنا أنتشي برائحتها، حتى قاطع سرحاني منظرٌ جعل قلبي يخفق، ليس حبًا بل هلعًا: رجل يدوس نباتاتي! استدرتُ بسرعة لأصطدم ببنية قوية لم أرها من قبل. سرعان ما استعدتُ وعيي ورميتُ شتى الكلمات السيئة التي أعرفها، حتى أنني نعتّه بالمسخ وهو يرمقني ببرود. لم أحتمل الموقف، توجهتُ إلى غرفة الخدم وشهقاتي تُسمع عبر أميال. أكملتُ يومي ثم توجهتُ للنوم والحزن يغمرني.
صباح اليوم التالي، أول ما فعلته هو أخذ بعض البذور المخبأة وسط وسادتي، ثم توجهتُ للحديقة لأبدأ الزرع. لكن منظرًا فاجأني: آلاف الأزهار التي أزرعها تملأ ذلك المكان! رميتُ نظري لأراه بهالته الغريبة يرمقني بابتسامة.
توجهتُ نحوه وكلي خجل، لكنه سبقني وقال: "كيف وجدتِ ذلك يا عشتار؟". أُذهلتُ من أنه يعرف اسمي، ليقطع تفكيري بقوله: "بالأمس لم أرَ أزهارك، فاعتذرتُ بزرع هذه النباتات في نصف الحديقة. بالمناسبة، عيناكِ الزمرديتان جميلتان". شكرته وأنا أشعر بالخجل من إطرائه وإحساس الفراشات يحوم في داخلي. لاحظتُ أنه بالرغم من كونه شيطانًا، لكنه لا يحمل شكلهم قالبًا أو قلبًا.
صدرت أوامر لي بتنظيف غرفة ولي العهد، شعرتُ بالتوتر، لم أرَ سوى الملكة، لكن سمعتُ عدة أساطير حول الأمير؛ هناك من يقول إن مجرد النظر في عينيه يجعلك ممسوخًا، وأقاويل تقول إن صوته يجعل القلب متجمدًا. لعنتُ قدري في السر وهمستُ بشتم خفي: "لم يُكتب لي سوى الشقاء". ما إن وصلتُ أمام باب الغرفة، شعرتُ كأن الحياة ستتوقف. اللعنة على من أصدر قانون الخمسين عامًا!
قمتُ بدق الباب عدة دقات، لكن لا يوجد مجيب. ثم بعد عدة دقائق، قررتُ الدخول. كانت غرفة سوداء يعمها الظلام وجو من الحزن والرهبة، خصوصًا السرير المزين بمخالب أسد. شعرتُ أنني في غرفة تعذيب. باشرتُ في التنظيف وكلي خوف، حتى أحسستُ بنفس قريب مني وهو يقول: "ماذا تفعلين هنا؟". استدرتُ لأرمي المنشفة مصدومة:
"لا يعقل أنه نفس الشخص!
اجبته وملامح الصدمة تعتلي وجهي:"ارسلتني رئيسة الخدم لتنظيف غرفتك"
رمقني بنظرات غير مفهومة ثم غادر الغرفة.
مجرد التفكير أنه سيذهب للشكوى عني،يشعرني بالهلع،اي شكوى أنه الامير أقل شيء سيقع لي هو الجلد وربما الموت.
أكملت تنظيف الغرفة ثم اتجمعت انفاسي وتوجهت للمطبخ ذو الطابع المخيف لما لا وهو ايضا مزين بمخالب الحيوانات لا سيم انه ذوق الامير،وجدت رئيسة الخدم لأول مرة مبتسمة استفسرت من صديقتي عن السبب لتجيبني بأن الامير قدم لآنا ترقية وايضا اوصلها بأنك الجنية الوحيدة التي يتدخل لغرفته. صدمت بما قالت توقعت ان يشتكي، يعاتب او على الاقل يشتمني كمت فعلت اخر مرة،أكملت يومي بسلسلة من الأعمال الشاقة ثم توجهت اخيرا لصديقتي.
كلما أرى تلك الزهور يجتاحني شعور بالسعادة لربما لأنه هو من أمر بزرعهم.
عدة افكار تتضارب داخلي لما الكل ينعته بالقاسي ولماذا لا يبت للشياطين في غرورهم بصلة راودني الفضول نحوه هالته شخصيته كلها تجعلني أشعر بمشاعر جديدة.
Comments