الفصل السابع والثامن

The Forgotten Princess of the Violet Shadows

الفصل السابع:

ارتفعت أصوات خرير الماء الدافئ في الحمام، وارتسم بخار ناعم يملأ المكان، يعانق الجدران الحجرية الباردة التي بُني عليها القصر منذ قرون.

كانت الغرفة كبيرة، مزينة ببلاطات رخامية بلمعان خفيف، تتوسطها حوض استحمام عميق على الطراز القديم، تعلوه أرفف خشبية تحمل زجاجات زيوت عطرية وأعشاب مجففة، ينساب منها عبير اللافندر والبلسم إلى الهواء.

وقفت إلينا مترددة، عيناها الكبيرتان تلمعان تحت البخار المتصاعد، تتلمّس جسمها الباهت كما لو كانت تكتشف وجودها من جديد.

دخلت الخادمة الأولى، امرأة ناضجة ذات وجه صارم لكنه يحمل لمحة حنان مخفية، وتحدثت بلطف:

– "لا تخافي يا صغيرتي، فقط اغسلي جسمكِ وأريحي نفسكِ. نحن هنا لنساعدك."

اقتربت خادمة أخرى، أصغر سنًا، تبتسم برقة وهي تحمل ثوبًا ناعمًا ذا لون أزرق داكن مع تطريزات دقيقة بالفضي، يقول عليها أنها ثوب قصر نبيل.

قالت بحنان:

– "بعد الحمام، سنلبسك هذا. ستشعرين بالدفء والأمان."

لم تستطع إلينا الرد، لكنها نظرت إلى الثوب وكأنها ترى أمامها بوابة لعالم جديد مختلف تمامًا عن ظلمة الشوارع والبرد الذي اعتادت عليه.

بينما كانت الخادمات تعدّان الماء والملابس، تجمعن بهمساتٍ خفيفة خلف الباب:

– "تراها مختلفة... ما قصة هذه الطفلة؟"

– "الدوق لا يتصرف هكذا عادة مع الغرباء، خاصة الأطفال."

–.؟

–...؟

لكن لم يكن أحد يجرؤ على الكلام أمام الدوق أو استجوابه.

بعد انتهاء الحمام، ارتدت إلينا الثوب الناعم، وشعرت لأول مرة بدفء يلف جسدها، كأنها وُلدت من جديد.

رغم تعبها، حاولت إلينا تناول الطعام، لكن يدها الضعيفة تخلطت مع الخوف والتوتر.

اقتربت الخادمة بحنان، وأمسكت بيدها برفق:

– "تمتعي بالطعام، سيعطيك القوة."

نظرت إلينا إليها بعينين شاكرة، ثم إلى النافذة حيث بدأت أضواء القمر تخترق الظلام، تُنير وجهها الذي بدأ يعود له بعض اللون، وعزمت في نفسها أن هذه الحياة الثانية ستصبح بداية جديدة، رغم كل الغموض والخوف.

...

The Forgotten Princess of the Violet Shadows

الفصل الثامن:

دخل الدوق الغرفة بهدوء، أضاءت الشموع وجهه في ظلٍ خافت، وجلس على الكرسي المقابل للسرير حيث ترقد إلينا.

عمّ صمت ثقيل لفترة، يكسّره فقط صوت أنفاسها الضعيفة، وهو يراقبها بعينين تخفيان الكثير من الألم والخفايا.

ثم قال بصوت هادئ لكنه حازم:

– "أطلب منكن الخروج جميعًا. أريد أن أتحدث معها لوحدي."

خرجت الخادمات بتردد، تبادلوا نظرات ملؤها التساؤل والقلق، لكن لم يجرؤ أحد على الاعتراض.

ظلّت إلينا مستلقية، عيناها تتسعان خوفًا وحيرة، تلمح ملامح الدوق تقترب منها.

حاول الدوق أن يفتح باب قلبها بالكلمات، فبدأ يسألها بهدوء:

– "كيف تشعرين الآن؟ هل تُؤلَمين؟"

ردّت عليه بصوتٍ خافت:

– "أنا... بخير، شكرًا لكم."

ثم حاول معرفة المزيد:

– "ما اسمك؟ ومن أين أتيت؟"

نظرت إلينا في عجز، تقول:

– "لا أعلم... لا أتذكر. لا أملك اسمًا."

ابتسم الدوق ابتسامة حزينة، نزل يده بلطف لتغطي يدها الرقيقة الباهتة، وقال:

– "أنت في أمان الآن. لن أسمح لأي مكروه أن يصيبك."

مال على السرير وأزال الغطاء عنها بلطف، ثم أغطاها من جديد بحنان، وصوته خافت:

– "الآن، حان وقت الراحة."

ثم تردد لوهلة، قبل أن يسأل:

– "هل تودين أن أغني لكَ؟"

أومأت إلينا برقة، وعينيها تلمعان بشعور لم تعرفه من قبل... دفء الحنان.

بدأ الدوق يهمس بأغنية هادئة، يلاعب خصلات شعرها بين أصابعه، وكانت تلك اللحظة، أول مرة، شعرت إلينا بأنّها ليست وحيدة.

وفي داخلها، همست لنفسها:

أخيرًا، أشعر بالحنان...

كانت الليلة قد غطت القصر بعباءتها السوداء، لكن في جناحه الخاص، جلس الدوق كاليان أمام نافذة ضخمة تطل على الحدائق المظلمة.

في عينيه كانت تتراقص أضواء الشموع، تعكس صراعًا داخليًا بين الحنان الذي بدأ يشعر به تجاه إلينا، والذكريات القاسية التي تؤرق روحه.

تنهد بعمق، وأحكم قبضته على ذراع الكرسي.

همس لنفسه بصوتٍ خافتٍ:

– "لن أسمح لأي أحد أن يؤذيها... لكنها ليست فقط طفلة عادية... هناك سرّ كبير... وسينكشف."

مرّت صورة زوجته المتوفاة "Levanna" في ذاكرته، تذكر ابتسامتها، وهمسها قبل رحيلها.

أغمض عينيه للحظة، ثم نظر إلى السرير الخالي الآن حيث وضعت إلينا، وكأن القدر يربط بينهما بخيط خفي.

قال بصوتٍ صارم:

– "كل شيء يجب أن يُحفظ... حتى لو كان الثمن غاليًا."

خرج من الغرفة بخطوات ثقيلة، كأن عبء الماضي والحاضر يثقلانه.

وفي قلبه، قرر أن يحمي إلينا مهما كلفه الأمر.

...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon