أحببت قاتلي
الفصل الأول
كان الليل ساكنًا، لكنه ما قدرش يطمن قلب نور. كانت قاعدة في المقعد الخلفي، بين أمها وأبوها، ماسكة الميدالية اللي زياد جابلها إياها في عيد ميلادها. نظرتها راحت على المراية، وشافت انعكاس عيون أبوها المتوترة، وساعتها بس فهمت إن فيه حاجة غلط. ثواني، وكل حاجة انقلبت... صراخ، نور، ضوء عالي، تصادم، وبعدين سكون. فتحت عنيها بصعوبة، الصوت الوحيد اللي سمعته كان صفير في ودنها... والصورة الوحيدة اللي ما فارقتهاش، كانت إيد أمها الممدودة جنبها، ساكنة. ماتوا. الاتنين ماتوا. والنور اللي في حياتها انطفى للأبد.
الفصل الثاني
مرت أيام، يمكن شهور، لكن نور فقدت إحساسها بالزمن. عايشة في بيت خالها، غرفتها جديدة بس باردة، وكل شيء حواليها غريب. كل اللي كانت عايزة تفهمه: ليه؟ ليه حصل كده؟ زياد اختفى بعد الحادث، مظهرش ولا اتصل. كانت بتقول لنفسها يمكن مكسوف، يمكن موجوع زيها. لكن السؤال اللي فضل يطاردها كان مختلف: هل هو السبب؟ مكنش عندها دليل، بس الشعور جواها كان بيقربها من الحقيقة كل يوم.
الفصل الثالث
رجع زياد. ظهر فجأة بعد ما غاب شهور، ووشه مش هو. عينيه مطفية، صوته مكسور، وباين عليه النوم مش عارف طريقه. لما شافته نور، قلبها اتقلب. مش قادرة تصرخ فيه، ولا تحضنه. سألته أول سؤال طلع من قلبها: "كنت فين؟" رد بهدوء قاتل: "كنت بدور على مبرر أجي بيه... ومفيش." وقتها، الشك اتأكد. نظرة واحدة من زياد كانت كافية تقول إنها صح. كان السبب... بس إزاي؟ وليه؟ وساعتها بس، بدأت تحس إن الحب اللي عاشته زمان، مات هو كمان.
الفصل الرابع
اعترف. زياد حكا لها كل حاجة. كان مديون لناس خطرين، دخل في شغل غلط عشان يسد الدين، وهرب منهم في الليلة دي. كانوا وراه، وكان بيسوق بسرعة، قلبه بيتخبط، وخوفه عمى عينيه. دخل طريق غلط، واصطدم بالعربية اللي فيها نور وعيلتها. فضل ينهار قدامها، يقول "ما كنتش أقصد"، "ما كنتش أعرف إنكم أنتو"، لكن الكلمات وقعت فاضية قدامها. نور ما سمعتش غير جملة واحدة ترددت في دماغها: "أنت قتلتهم."
الفصل الخامس
من يومها، نور ما بقتش نور. قلبها اتقفل، عيونها بقت ساكتة، وكلامها قليل. بقت بتشوف زياد في الكوابيس، وفي المرايا، وفي كل مكان كانت بتحبه فيه. هو لسه بيحبها، وبيحاول يصلّح، بس هي مش قادرة تحبه تاني. كل ما يقرب، تتذكر وش أمها، دم أبوها، وجملته الأخيرة: "خلي بالك منها." كانت بتحاول تسامح، بس كل ما توصل للحظة دي، ترجع تتكسر. الحب مش دايم، خاصة لما اللي بتحبيه يكون السبب في نهايتك.الفصل السادس
زياد كان بيظهر كل يوم عند بيت خال نور، بيستنّاها تحت، أوقات بالساعات. بيبعت لها رسايل ما بتفتحهاش، وبعت مرة وردة سودة، مش حمرا. كأنه عارف إنها حزينة، أو بيقول إنه حزين زيها. بس نور؟ نور كانت بتقرأ كل رسالة وتحرقها. كانت بتكتب له جواب واحد في خيالها: "أنا بحبك... بس بحبهم أكتر، وانت خدتهم مني." حاجات كتير كانت عايزة تقولها، بس قلبها مش سامحها. ومهما حاول، هو مش قادر يشيل دمهم من بينه وبينها.
الفصل السابع
في يوم، رجعت نور تمشي في الشارع اللي حصل فيه الحادث. مفيش أثر للدم، بس كل حاجة هناك كانت بتصرخ. شافت نفس الممر، نفس الأشجار، وحتى نفس الكلب اللي دايمًا كان بينبح لما تعدي. وقفت مكان التصادم، وأغمضت عينيها، وكأنها بتحاول تشوف أبوها وأمها تاني. لكنها شافت زياد. وافتكرت إنه السبب. ما قدرتش تكمل. وقعت على الأرض، وعيونها دمعت لأول مرة من شهور.
الفصل الثامن
رجعت البيت تعبانة، جسدها بيمشي، بس روحها مرمية. خالها دخل ولقى عيونها محمرة، حاول يهديها. قالت له: "أنا عرفت الحقيقة." خالها ما اتفاجئش. قالها: "أنا عارف من بدري، بس ما حبيتش أقولك، كنت مستنيك تعرفي بنفسك." سألته: "كنت تعرف وساكت؟" قالها: "كنت خايف الحقيقة تكسر اللي باقي منك." بس الحقيقة ما كسرتهاش... دمرتها.
الفصل التاسع
زياد بعت لها رسالة أخيرة، فيها عنوان. كتب: "لو في قلبك ذرة سؤال، تعالي ووجّههي لي." أخدتها ومحتها، بس في الليل قامت من غير وعي، وراحت العنوان. بيت قديم، مهجور شكله، لكن جوه كان زياد قاعد، وشكله منهار. ورّتته صورتها مع أبوها وأمها، وسألته: "تفتكر كنت هبقى مبسوطة لو كنتي مكاني؟" زياد ما عرفش يجاوب. بس قالها: "أنا بعيش كل يوم بنفس الوجع، بس الفرق... إنك ما قتلتنيش، وأنا قتلتك."
الفصل العاشر
بعد المواجهة، نور بدأت تكتب. مذكرات، ورق، خواطر... أي حاجة تطلع اللي جواها. بدأت تحس إن الكتابة بتساعدها تفهم، تنفّس، تعيش. وبدأت تحضر جلسات نفسية، ولأول مرة حست إن فيه أمل صغير، ولو بسيط، إنها ترجع تكون إنسانة. زياد اختفى تاني، ما بعتش، ما ظهرش. يمكن فهم إنها محتاجة وقت، يمكن قرر يعاقب نفسه بالغياب. بس نور، كانت بين نارين: نار الحب اللي لسه جواها...
ونار الذنب الي مبينطفيش
الفصل الحادي عشر
مرّت الأيام ونور بدأت تحس إن الحياة مش كلها ظلام. مع كل ورقة بتكتبها، بتحس بتجدد صغير جواها. كانت بتزور الطبيب النفسي، اللي ساعدها تفهم إنها مش لوحدها في الألم ده. نصحها تواجه مشاعرها، مش تهرب منها. بس رغم كل ده، زياد كان دايمًا في بالها، صورة مش قادرة تمحيها مهما حاولت.
الفصل الثاني عشر
في يوم، قابلت نور سارة، صديقتها القديمة. كانت خايفة في الأول تكلمها، لكنها احتاجت حد يسمعها. حكت لها كل حاجة، عن الحادث، عن زياد، عن وجعها اللي مش قادر تطلعه. سارة سمعت، بس ما قالتش كل الحقيقة. كانت محتفظة بسر صغير عن زياد، حاجة نور مش عارفاها بعد.
الفصل الثالث عشر
نور فجأة بقت تشوف حاجات غريبة حوالينها. رسائل غير موقعة، تلفونات مش متسجلة، حتى ناس بتتبعها في الشارع. كانت بتحس إن حد عايز يهددها أو يخوفها. حاولت تخبر خالها، لكنه قلل من الموضوع وقال لها إنها بتتخيل. بس نور حسّت إنها مش بتتخيل، وكانت متأكدة إن الماضي مش راضي يسيبها.
الفصل الرابع عشر
زياد رجع تاني، بس المرة دي بشكل مختلف. كان جايب معاه خبر صادم. الناس اللي كان مديون لهم، مش بس بيراقبوه، لكن كمان بدأوا يهددوا حياة نور. قال لها: "أنا السبب في كل حاجة، بس لازم نحارب سوا." نور كانت خايفة، لكن قلبها كان مش قادر يسيبه لوحده. بدأت تقرر إنها تقف جنبه، مهما كانت النتيجة.
الفصل الخامس عشر
مع تصاعد التوتر، نور وزياد قرروا يهربوا بعيد عن المدينة. مكان هادي، بعيد عن كل اللي حصل. هناك، في الصمت، بدأوا يحكوا بعض أكتر، عن أحلامهم، عن خطاياهم، عن أمل ممكن يولد من جديد. لكن الماضي مش سهل ينتهي... وكان لسه مخبي كتير من الأسرار اللي ممكن تهدم كل حاجة.الفصل السادس عشر
في المكان الجديد، حاولت نور تبني حياة بسيطة، حتى لو جوه قلبها لسه فيها العاصفة. كانت بتسمع صوت زياد وهو بيتحايل على الماضي، يحاول يغير نفسه. لكن في كل مرة تحاول تبدأ صفحة جديدة، كانت الذكريات بتدور حواليهم، وكأنها شبح ما بيسمحش لهم ينسوا.
الفصل السابع عشر
في لحظة هدوء، نور سألت زياد: "هل تفتكر إننا ممكن ننسى؟" رد بصوت كئيب: "أنا مش عارف أنسى، بس عايز أتعلم أعيش مع الوجع." حسّوا إنهم قريبين، لكن كل واحد فيهم كان حابب يحمي نفسه من الألم الحقيقي. الحب بينهم كان متلخم بالندم والخوف، لكنهم ما زالوا محتاجينه.
الفصل الثامن عشر
الناس اللي كانوا بيراقبوا زياد، ما وقفوش. جالهم تهديد جديد، واضح إن الموقف بيتأزم. نور كانت بتشوف الخوف في عيون زياد لأول مرة، وكانت تعرف إن الخطر قرب أكتر مما يتصوروا. قررت تشتغل معاه، يحاولوا يحطوا خطة للهرب والنجاة.
الفصل التاسع عشر
الليل كان مظلم، والشارع فارغ لما قرروا يتحركوا. كان عندهم فرصة واحدة، ومخاطر كثيرة. الهروب مش سهل، وكل خطوة كانوا بيخطوها كانت مليانة توتر. لكن وسط كل ده، كان فيه أمل بسيط في قلب نور، أمل إن النهاية ممكن تكون بداية.
الفصل العشرون
وصلوا لمكان آمن، لكن التعب كان واضح على وجوههم. نور بكت للمرة الأولى بدون خوف، واحتضنت زياد وقالت له: "مش عارفة إيه اللي هيحصل، بس عايزة أعيش اللحظة دي معاك." هو رد عليها بنظرة كلها دموع وقال: "أنا بحبك، حتى لو كنت السبب في كل ألم." لحظة صمت طويلة جمعت بينهم، فيها كل الحزن، الحب، والندم.
الفصل الواحد والعشرون
في الصبح، بدأوا يحسوا بالأمان لأول مرة من شهور. لكن صوت الماضي ما زال بيرن في دماغهم. نور كانت بتفكر في أهلها، في دموعهم اللي عمرها ما حست بملمسها الحقيقي غير دلوقتي. زياد كان بيحاول يكون قوي، لكن جوا قلبه كان فيه صراع ما بين الذنب والرغبة في الإصلاح.
الفصل الثاني والعشرون
نور قابلت شخص جديد في المكان الآمن، حد طيب ساعدهم كتير، حتى في اللحظات اللي حسوا فيها إنهم وحيدين. الشخص ده كان ليه ماضيه هو كمان، وحكمه على الناس كان مختلف. بدأ يعلّمهم إزاي يواجهوا الخوف بدل ما يهربوا منه. نور كانت بتحس إنه بيشبهها في حاجات كتير.
الفصل الثالث والعشرون
زياد فجأة اكتشف سر كبير عن الناس اللي كانوا بيراقبوه. عرف إنهم مش بس عايزين فلوس، لكن عندهم دوافع أعمق، وأهداف ما تصورهاش. قال لنور: "احنا مش بس بنهرب من فلوس، احنا بنهرب من حياة كاملة." نور كانت خايفة، بس مرة تانية كانت جنب زياد، ومستعدة تواجه أي حاجة.
الفصل الرابع والعشرون
الماضي بدأ يطاردهم في المكان الجديد. فجأة، جت رسالة تهديد جديدة، فيها صور قديمة، ومعلومات عن نور وعيلتها. الخوف رجع أقوى، والشكوك بدأت تدخل بينهم. نور حسّت إن زياد بيخفي عنها حاجات، وبدأت تسأل: هل فعلاً هو اللي هيقدر يحميها؟
الفصل الخامس والعشرون
الخيانة طلعت من مكان غير متوقع. سارة، صديقة نور، كانت متورطة مع الناس اللي بيراقبوا زياد. لما اكتشفت نور الحقيقة، حسّت بالخيانة والحزن، لكن قررت تواجه سارة. المواجهة كانت صعبة، وكشفت أسرار ما كانتش نور مستعدة تسمعها. قلبها اتكسر تاني، بس المرة دي كان معاه صوت جديد... صوت الخيانة.
---الفصل السادس والعشرون
نور كانت بتحاول تهضم الصدمة. صديقة عمرها، سارة، كانت جزء من اللعبة كلها. الألم كان أقوى من كل الكلمات. لكنها ما سمحتش لنفسها تغرق في الحزن. قررت تواجه سارة بكل قوة، تطلب منها تفسيرات، وتعرف الحقيقة كلها.
الفصل السابع والعشرون
سارة اعترفت بكل شيء. كانت مضطرة تدفع فلوس لعصابة خطيرة، وضغطوا عليها تدخل في الموضوع. قالت لنور: "ماكنتش عايزة أضرك، بس ماكنتش أعرف أخرج." نور حسّت بالخيانة، بس كمان بالشفقة. الألم كان معقد، مش كله غضب، في جزء بيحاول يفهم.
الفصل الثامن والعشرون
زياد قرر يواجه الناس اللي بيراقبوه. كانت معركة خطيرة، لكنه عايز ينهي كل ده مرة واحدة. نور كانت جنبه، رغم كل وجعها. مع بعض، عملوا خطة للهروب النهائي. اللحظة دي كانت مفصلية، لو فشلوا، ممكن يخسروا حياتهم كلها.
الفصل التاسع والعشرون
القتال كان شرس. أصوات الطلقات، والركض في الشوارع الضيقة، والخوف اللي ما بينقطعش. لكن نور وزياد عرفوا يقفوا مع بعض، يقاتلوا رغم كل حاجة. في وسط المعركة، حسوا إن حبهم، حتى مع الألم، هو اللي خلاهم أقوى.
الفصل الثلاثون
في النهاية، لما الهدوء رجع، نور وزياد وقفوا مع بعض في مكان بعيد، بعيد عن كل الألم، كل الخيانات، وكل الوجع. نور نظرت له وقالت: "يمكن حبنا كان لعنة، بس برضه هو اللي خلاني أعيش." زياد ضمها وقال: "حتى لو كنت قاتلك، أنا دايمًا هاحبك." والدموع كانت بتلمع في عيونهم، مش بس من الحزن، لكن كمان من الأمل.
Comments