الغرفة الملعونة

الغرفة الملعونة

"الغرفة الملعونة"

الفصل الأول:

كان ياسين، شابًا في السابعة عشرة من عمره، يعيش في مدينة صغيرة، معروف بهدوئه وقلة حديثه. لكن منذ وفاة أخيه التوأم في حادث غامض، تغيّر تمامًا. أصبح يرى أشياء لا يراها غيره، ويسمع همسات ليلاً، تأتي من الجدار المجاور لغرفته.

في إحدى الليالي، سمع همسة تقول:

"تعال... افتح الباب الذي خلف الظلال..."

لم يكن هناك باب في غرفته، لكن الحائط المقابل لسريره بدأ يتشقق ببطء كل ليلة، حتى انفتح فيه مدخل ضيّق مظلم لا يُرى إلا حين تنطفئ الأنوار.

في الليلة التالية، حين دخل والديه غرفته، لم يجدوه. فقط سرير بارد، وجدار مليء بالخدوش والرموز الغريبة. أما ياسين، فقد دخل من تلقاء نفسه عبر المدخل المظلم، مدفوعًا بأصوات شبيهة بصوت أخيه الميت.

المدخل قاده إلى ممر طويل، ضيق، كأن الجدران تنبض وتتنفّس. الأرضية لزجة، والهواء كثيف برائحة لحم محترق. كلما تقدّم خطوة، سمع بكاء طفل، ثم ضحك مجنون، ثم صراخ امرأة.

وفي نهاية الممر، باب حديدي عتيق كُتِب عليه بالدم:

"الغرفة الملعونة – حيث تبدأ النهاية."

فتح الباب ووجد نفسه في غرفة مستديرة، جدرانها مغطاة بمرايا مشقوقة. في كل مرآة، كان يرى نسخة مشوهة من نفسه: واحد يحترق، آخر يختنق، وآخر يصرخ دون صوت. الأرض مليئة بالدُمى التي تتحرك دون أن تُلمس، تهمس بكلمات غير مفهومة بلغة ميتة.

في وسط الغرفة كرسي خشبي وعليه جلست امرأة بلا وجه، بشعر أسود يغطي جسدها بالكامل. حين رفعت رأسها، لم يكن لديها عينان، بل ثقوب سوداء تنزف دخانًا.

قالت له:

"لقد أتيت متأخرًا... الآن أصبحت جزءًا من الغرفة."

ثم أشارت إلى المرآة خلفه... فوجد نفسه مربوطًا بالكرسي، والمرأة تنظر إليه من الخارج.

في العالم الحقيقي، بدأ الناس يسمعون صراخًا في منازلهم ليلاً، يتكرر كل يوم في نفس الساعة التي اختفى فيها ياسين. كل من اقترب من منزله، يصاب بالجنون أو يُفقد.

بعد أسابيع، أُغلق المنزل تمامًا، وأصبحت الغرفة التي كان ينام فيها محظورة. لكن طفلًا صغيرًا من الحي قال إنه رأى ياسين يطل من نافذته، بعينين سوداويين، وابتسامة مليئة بالدماء

منذ ذلك اليوم، بدأت تظهر "غرف مشابهة" في منازل أخرى، بلا تفسير. غرف لا يعرف أحد متى ظهرت، لكنها تحمل نفس الرموز، ونفس الأصوات، ونفس النهاية.

قيل إن الغرفة ليست مكانًا... بل كائن حي، يتغذى على الخوف، ويتوسّع كلما دخلها شخص جديد.

الغرفة لم تُغلق... بل تبحث الآن عن ضيف جديد.

رائع! بما أنك طلبت الجزء الخامس من رواية "الغرفة الملعونة"، فسأجعله أكثر رعبًا، مع تصعيد في الغموض والخطر… وسأكشف القليل من أسرار الغرفة، لكن دون توضيح كل شيء، للحفاظ على التوتر والرغبة في المتابعة.

مرت أشهر منذ اختفاء ياسين، لكن الغرفة لم تنسَه... ولم تنسَ أيًّا من زوّارها.

في مدينة أخرى، كانت فتاة تُدعى سلمى، 15 عامًا، تعاني من كوابيس متكررة. في كل حلم، ترى بابًا صدئًا يُفتح من تلقاء نفسه، ثم يظهر فتى وجهه مشوّه، يهمس باسمها:

"سلمى... ساعديني... أخرجيني من هنا..."

في البداية ظنت أنه مجرد حلم عابر، لكن الاسم الذي سمعته يتكرر في الأحلام: ياسين.

الغريب أنها لم تعرف أحدًا بهذا الاسم.

ذات مساء، وهي ترتّب أغراض جدّها المتوفى، وجدت مرآة صغيرة ذات إطار أحمر في القبو. عليها نقوش تشبه الرموز التي تراها في أحلامها. وما إن نظرت فيها... حتى رأت شيئًا آخر غير انعكاسها.

رأت الغرفة.

نفس الغرفة التي وصفت في كوابيسها: الجدران تنزف، الأرض تتنفّس، والمرأة بلا وجه تجلس على الكرسي الخشبي... وخلفها، كان يقف ياسين، مغطّى بالقيود، لكنه ينظر مباشرة نحوها، ويقول:

"أنتِ التالية."

في تلك الليلة، وبينما سلمى نائمة، سمعت دقًّا من داخل مرآتها الحمراء. دقًّا منتظمًا، كأن أحدهم يطلب الدخول.

عندما اقتربت منها، تناثر الزجاج فجأة، وخرج من المرآة شيء يشبه اليد، لكنها كانت سوداء، مشقوقة، وبها عيون صغيرة تتحرّك.

صرخت سلمى وألقت المرآة من النافذة، لكنها لم تتحطّم.

في صباح اليوم التالي، وجدت المرآة معلقة على باب غرفتها، مكتوبًا عليها بخط أحمر:

"الهروب غير ممكن. كل من يرى الغرفة، يُصبح منها."

سلمى بدأت تبحث في مذكرات جدّها، ووجدت شيئًا صادمًا: جدّها كان أحد الذين دخلوا الغرفة قديمًا، ونجا… لكن بثمن.

كتب:

"لقد خرجت… لكن جزءًا مني ما زال هناك. كنت أراها كل ليلة… كانت تغضب حين لا أُطعمها أحدًا جديدًا..."

ثم في آخر صفحة:

"الغرفة الآن جائعة. وأنا ميت. لقد تركت الباب مفتوحًا… آسف."

سلمى قررت المواجهة. أمسكت المرآة، ونظرت داخلها بإرادتها.

قالت:

"إذا أردتِ أن تأخذيني… سأدخل وحدي. لكن أعيدي ياسين."

المرآة ابتلعتها. لم تعد موجودة في الغرفة.

لكن الغريب أن بعد أيام، ظهر ياسين أمام منزلها. كان يبدو طبيعيًا، لكن عينيه كانتا زجاجيتين… باردتين… كأن شخصًا آخر يسكن جسده.

أما الغرفة… فقد أصبحت الآن داخل مرآة سلمى، تنتقل مع من يلمسها.

لا تنظر إلى أي مرآة حمراء…

ولا ترد إذا نادى عليك شخص لا تعرفه… من داخلك.

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon