نافذه بين الاكوان

نافذه بين الاكوان

نافذه بين الاكوان

الفصل الأول: بداية النافذة

في أعلى سطح بيت قديم منسي في زقاق ضيق، كانت قمر تعيش أيامها في هدوء يشبه الموت البطيء. لم تكن تعرف طعم المغامرة، ولم تختبر شيئًا غير الوحدة والكتب والغيم. كانت غرفتها ضيقة، مليئة بالغبار والذكريات القديمة. في أحد الأيام، بينما كانت ترتب أشياءها، لاحظت ضوءًا غريبًا ينبعث من خلف خزانة قديمة. دفعتها ببطء، ليظهر خلفها شيء لم تتوقعه: نافذة لم تكن هناك من قبل، تتوهج بلون أزرق باهت. لم تكن تطل على الخارج، بل على منظر غريب: سماء غير سماءها، وعالم لا يشبه العالم الذي تعرفه. مدت يدها ولمست الزجاج، فاختفى كل شيء، وابتلعها الضوء.

---

الفصل الثاني: زمن متوقف

وجدت نفسها وسط مدينة صامتة، شوارعها مليئة بالبشر المتجمدين في أماكنهم. طفل يركض دون أن يتحرك، امرأة تبتسم لكنها لا تنطق، ورقة شجر متوقفة في منتصف السقوط. كل شيء ساكن، كأن الزمن توقف في لحظة واحدة. مشت قمر وسط السكون حتى وصلت إلى برج ساعة متوقف عقربه عند الرقم سبعة. على الأرض كان هناك مفتاح نحاسي مكتوب عليه "ابدأي من القلب". بمجرد أن حملته، بدأت عقارب الساعة في الدوران، وتحركت أول ورقة شجر. فتح أمامها باب جديد، وعبرت من خلاله.

---

الفصل الثالث: البحيرة الشفافة

سقطت في مكان تغمره الزرقة، بحيرة هادئة شفافة لا تُرى لها نهاية، وتحيط بها أشجار من الضوء. كانت المياه تعكس وجهها، لكن بشكل مختلف، أكثر إشراقًا وثقة. مشت على جسر زجاجي عائم فوق سطح الماء، وفي منتصفه انبعثت ألحان ناعمة جعلتها تشعر بالطمأنينة. ظهرت من الماء دوائر نورية، دارت حولها، ثم تشكلت نافذة جديدة، فعبرت من خلالها إلى عالم آخر.

---

الفصل الرابع: الطيور الحارسة

استيقظت على منصة معلقة في السماء، تحلق حولها طيور ملونة بأجنحة زجاجية، تحمل كتبًا على ظهورها. كانت الطيور تحلق في دوائر، وفجأة فتحت الكتب وبدأت أوراقها تدور. كل ورقة تحمل صورة من ماضي قمر. كانت الطيور تراقبها وتختبرها. عندما أكملت الدائرة الأخيرة، حلّق سرب منها، وحملها في الهواء، حتى وصلت إلى قبة شفافة، ومنها سقطت إلى عالم جديد.

---

الفصل الخامس: الغابة السوداء

استيقظت في غابة مظلمة كثيفة، أشجارها سوداء، وأرضها مغطاة بالضباب. لا صوت، ولا حركة، فقط رائحة تراب ورطوبة. كانت تمشي بحذر، وبين الجذوع شعرت بنظرات تلاحقها. وجدت صخرة كبيرة عليها رسم نافذة، جلست عليها، فأضيء المكان بلون أزرق، وانشق الهواء، وظهرت بوابة أخرى.

---

الفصل السادس: لقاء زياد

في هذا العالم، كانت الأرض مغطاة بالعشب والسماء صافية، وفي البعيد كان هناك شلال ضخم. بالقرب من النهر وقف شاب يسقي الزرع، بدا هادئًا ومختلفًا، وكان أول شخص يتحرك منذ بداية رحلتها. شعرت أنه يعرف شيئًا لا تقوله الكلمات. تبعته إلى كوخ بسيط، وهناك سلّمها خريطة وقلبًا من نور. منذ تلك اللحظة لم يفترقا.

---

الفصل السابع: كهف النسيان

دخلا معًا إلى كهف رمادي لا ينتهي، كلما تقدما فيه، بدأت الذاكرة تتلاشى. نسيت قمر هدفها، ثم اسمها، ثم وجهها. لكن القلادة التي معها أضاءت بقوة، وأعادتها لنفسها. خرج زياد خلفها مباشرة، بعدما واجه جزءًا من نسيانه الخاص. لم يتكلما، لكن عيونهما كانت تقول كل شيء.

---

الفصل الثامن: مدينة المرايا

دخلوا مدينة جدرانها من مرايا، الأرض والسقف وكل شيء يعكس صورهم. رأت قمر في المرايا نفسها خائفة ووحيدة، ورأت زياد يتراجع ويختفي. في قلب المدينة وجدت مرآة واحدة مختلفة، تعكس صورة لهما سويًا، يضحكان وسط النور. لمستها فانكسرت كل المرايا، وخرج نور فتح بوابة لعالم جديد.

---

الفصل التاسع: صحراء الأرواح

هبطوا في صحراء باردة رغم شمسها، فيها أرواح شفافة تطير فوق الرمال، كل واحدة تحمل ذكرى. رأت قمر روح أمها تمر بجانبها، وشعرت بالألم، لكنها لم تبكِ. زياد مشى بجانبها، صامتًا، حتى وصلوا إلى تمثال حجري، فتح فمه وخرج منه ضوء امتص الأرواح وفتح نافذة جديدة.

---

الفصل العاشر: برج الظلال

أمامهما برج شاهق مائل، مبني من الحجارة السوداء. في كل طابق ذكرى مؤلمة. صعدت قمر طابقًا بعد طابق، وفي كل مرة تتجرد من خوف. في الطابق الأخير واجهت موتها، ثم تلاشى الظلام. صعد زياد خلفها، وخرجا من قمة البرج إلى فضاء واسع، حيث فُتحت نافذة أخرى.

---

الفصل الحادي عشر: العودة المؤقتة

استيقظت قمر في غرفتها، كل شيء كما كان. اعتقدت أن الرحلة كانت حلمًا، لكن القلادة في عنقها كانت موجودة، وتضيء. قضت أيامًا في الحيرة، ثم ظهرت النافذة من جديد. لم تتردد، مدت يدها، وعادت للمجهول.

---

الفصل الثاني عشر: القلعة المقلوبة

هبطت هي وزياد داخل قلعة معكوسة، تسقط من السماء نحو الأرض. كل شيء مقلوب، حتى الأحاسيس. في قلب القلعة كان هناك حجر ينبض ببطء. عندما لمسته، تحركت القلعة وسقطت من حولهم، ثم تشكل نفق من الضوء قادهما إلى المرحلة التالية.

---

الفصل الثالث عشر: البحر المجمد

وجدوا أنفسهم فوق محيط متجمد، كل موجة فيه تحوي مشهدًا من الماضي. كانت الذكريات تُعرض كما لو كانت على شاشات مائية. مع كل موجة، تظهر لحظة، وكل لحظة تؤكد لهما أنهما لا يستطيعان العودة. عندما انتهت آخر موجة، ظهرت سفينة من الضوء، حملتهما إلى بوابة مفتوحة.

---

الفصل الرابع عشر: طريق النار

مرّا بطريق تحيط به ألسنة نار لا تحرق. في منتصف الطريق، ظهرت رموز من ماضيهما تحترق وتختفي. كانت رحلة تطهير من كل ما يؤذيهما. في نهايته، وقف حجر أزرق عليه رسم قلبين متشابكين، وما إن لمساه حتى اختفى اللهب.

---

الفصل الخامس عشر: مدينة النوم

مدينة ميتة، كل من فيها نائم. البشر، الطيور، حتى الأشجار. كان الصمت ثقيلًا. في منتصف الساحة ساعة كبيرة بداخلها قلب، نبضه بطيء. وضعت قمر يدها عليه، فبدأت المدينة تستيقظ، واستيقظ الضوء، وفتحت الأرض مدخلًا جديدًا.

---

الفصل السادس عشر: عالم المرايا الداخلية

في هذا العالم، كل ما حولهما يُظهر ما بداخلهما. لم تعد هناك أسرار، ولا أقنعة. كانت قمر ترى نفسها كما هي، ترى زياد كما هو. لا ماضي، لا مستقبل. فقط صدق. هذا العالم كان بوابة نحو الارتباط الكامل. خرجا منه أقرب من أي وقت مضى.

---

الفصل السابع عشر: الظلال الأخيرة

العالم مظلم بالكامل، وكل ظل فيه يهاجم ذاكرة، أو خوف. كانت المواجهة أصعب ما مرّا به. وقفا معًا، ظهرًا لظهر، وقاوموا حتى عاد النور. عندما تلاشت آخر ظل، ظهر طريق من النجوم قادهما إلى الباب الأخير.

---

الفصل الثامن عشر: العالم الحقيقي

دخلوا إلى عالم يشبه أرضًا جديدة، لا فيها ألم، ولا صراع. فقط هدوء. بيت صغير وسط حقل واسع، سماء صافية، وزهور لا تذبل. أدركا أن هذه النهاية، وأن كل شيء بدأ ليستقر. لم يكن مجرد مكان، بل اختيار.الفصل التاسع عشر: بداية أخرى

مرت الأيام في هدوء. كانت قمر تستيقظ على أصوات الطيور، وتنام على همسات الريح. كانت تزرع، وتكتب، وتقرأ، بينما زياد يبني، ويرمم، ويضحك معها. لم يسألا من أين جاء هذا العالم، ولا كيف تشكّل، فقد كانا متأكدين أن ما عاشاه من قبل قد خلق هذا المكان، عالم صُنع من كل لحظة تحدٍّ، وكل ذكرى تعب، وكل لحظة صدق بينهما. وفي يوم من الأيام، جلست قمر أمام الدفتر الفارغ، وبدأت تكتب: "كانت هناك نافذة…"، وابتسمت. في تلك اللحظة، عرفت أن القصص لا تنتهي، بل تعود في شكل جديد.

---

الفصل العشرون: نافذة بين الأكوان

مرت سنوات دون أن تشعر بها، لكن شيئًا ما تغير في قلب قمر، لم تعد تبحث عن النوافذ، لكنها كانت تعرف أنها لا تزال هناك. وفي أحد الصباحات، بينما كانت تنظف زجاج النافذة الوحيدة في كوخها، لاحظت وميضًا خافتًا في طرفها. لم تفتحها. لم تلمسها. فقط ابتسمت، وتركتها تلمع وحدها. التفتت إلى زياد، كان يضحك من شيء بسيط كعادته، فذهبت إليه وجلست بقربه. كانت النافذة هناك، لكن قمر لم تعد بحاجة لعبورها، فقد أصبحت هي نفسها النافذة. نافذة بين الأكوان، نافذة للسلام، نافذة لصنع النهاية التي تستحقها بعد كل البداية. لم تعد تبحث عن مغامرات، فقد كانت الرحلة الحقيقية هي الحب، والاختيار، والسكينة التي لا يصنعها عالم، بل يُصنع لها عالم.

النهاية 🌌

---

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon