مكتُوب لي

مكتُوب لي

01

أحيانًا نحلم بأشياء كثيرة…

بالأمير الذي يأتي على حصانه الأبيض، ليأخذنا إلى قصرٍ ساحر، ونبدأ معه حياةً جديدة تنتهي بنهاية سعيدة.

ثم نفتح أعيننا على الواقع… فنبتسم بسخرية، لأننا نعرف أن ذلك الأمير لا وجود له، وأن القصص الجميلة مكانها الكتب، لا الحياة.

لكن… ماذا لو قلت لكم إن الأحلام يمكن أن تتحقق؟

بل وأكثر مما تمنينا…

لماذا أقول هذا؟

لأن شيئًا حدث لي، لو أن أحدًا أخبرني به من قبل، لظننتُه فقدَ عقله.

تحبّون أن تعرفوا ما الذي حدث؟

هيا… سأحكي لكم كل شيء.

******************

كنت أظن أنني سأعيش حياة بسيطة، هادئة، بلا تعقيدات ولا مفاجآت…

حياة تشبه ممرًا مستقيمًا، لا نهاية له ولا مطبات.

لا أخفيكم سرًا… أنا مدمنة روايات، خصوصًا تلك التي تكون البطلة فيها منهكة، فقدت الأمل، والحياة أذلتها… ثم يظهر في حياتها ذلك البطل القاسي، ذو الماضي الأسود، ليقلب عالمها رأسًا على عقب.

لا أدري لماذا أحب هذا النوع من القصص… ربما لأنني كنت أظن أن حياتي لن تُكتب بهذه الطريقة أبدًا.

أهلًا، اسمي حور، أبلغ من العمر عشرين عامًا، أدرس في كلية الهندسة.

ملامحي؟ بسيطة… أو هكذا أراها، لكن كثيرين يقولون إن وجهي يحمل شيئًا مختلفًا.

يقولون إن عينيّ تسحران، لونها خليط بين الأخضر والعسلي، كأنها قطعة من غابةٍ رطبة. بشرتي بيضاء، شفتيّ ممتلئتان بشكل ناعم، أنفي صغير، ووجهي دائريّ شعري اسود يصل إلي نهاية ظهري.

لست طويلة ولا قصيرة، جسدي متناسق.

أنا محجبة، وأدعو الله أن يثبتني، وأرتدي النقاب يومًا ما… حين أشعر أنني أستحقه.

شخصيتي؟ ستتعرفون عليها مع الأحداث.

لكن دعوني أقول فقط… أنني أعشق القراءة، والطبخ هوما ملجأي حين يضيق بي كل شيء.

لم يكن لي أصدقاء كُثر، بل في الحقيقة… لم يكن لي سوى حلا.

صديقتي الأقرب، رفيقة دربي منذ الطفولة، وجارتي التي تشاركت معها الضحك، والحزن، والصمت الطويل في لحظاتٍ لم يكن للكلام فيها فائدة.

حلا فتاة هادئة، نقية الروح، حسّاسة في مواضع، قوية في أخرى.

بشرتها طحينية ناعمة، وعيناها بنيتان داكنتان، يكسوهما وقارٌ لا يُخفِي طيبتهما.

نظراتها رقيقة، لا ترفعها كثيرًا، لكن حين تلتقي بعينك، تشعر وكأنها تُبصر ما لا يُقال.

هي منتقبة منذ سنوات، اختارت النقاب عن قناعة وحب، وما زادها ذلك إلا هيبة وسموًا.

شخصيتها بسيطة، تحب الهدوء وتكره لفت الانتباه، لكنها إن تكلمت… استمعت لها القلوب.

أعيش مع أسرتي الصغيرة: أمي، أبي، وأخي الكبير.

أسرة بسيطة، لكنها مفككة، كل واحد يعيش في عالمه.

أبي لا يهتم إلا بعمله، ويرى أن المسؤولية تساوي "مصروف شهري"، لا أكثر.

أمي حنونُه، لكنها منهكة، كل يُهِمُها أن تُنهي أعمال البيت لتجلس على الإنترنت.

الحنان؟ لا يُوزَّع عندنا في المنزل، وأنا وأخي لسنا في قائمة أولوياتها.

أما أخي… فهو الملاذ.

اسمه آدم، عمره 25 عامًا، طبيب جرّاح. يحب المزاح، لكنه حين يغضب… يتحول.

ورغم ذلك، أحنّ قلب يمكن أن تلجأ له.

كنت أظن أن عالمي سيسير كما هو… عاديّ، بسيط، بلا عقد درامية.

لكنني لم أكن أعلم أن "العادي"...

كان مجرد الهدوء الذي يسبق العاصفة.

كنت واقفة في الكلية مع صاحبتي المقرّبة حلا، اللي سبقتني بخطوة في لبس النقاب.

خلصنا المحاضرات، وقررنا نروح نقعد في الكافيتيريا نأكل أي حاجة خفيفة قبل الكورسات.

قعدنا على ترابيزة فاضية، وأنا فتحت العصير وأنا بحاول اريح ضهري شوية، وساعتها قلت وأنا بتنهّد:

حور:

"يااه… مش قادرة خالص! 3 محاضرات ورا بعض، حاسّة ضهري هيتكسر."🥲😣

حلا (بضحكه):

"ومين سمعك؟ أنا فصلت من تاني محاضرة… نفسي قرة عيني ييجي كده ويقولي: اقعدي في البيت، البنت ملهاش غير جوزها وعيالها وخلاص!"😂🥱

حور:

"يا بنتي ارحميني بقى! كل مرة أقعد معاكي لازم تقولّي نفس الكلام؟ مش بتزهقي؟

خلاص بقى، وافقي على أي حد من العرسان اللي بيتقدموا وانتهي!"🤨🤨

حلا:

"وأنا أعمل إيه بس؟ ما همّا مش مناسبين…

وانتي عارفة كويس أنا عاوزة إيه.

نفسي في حد بيخاف ربنا، يتّقيه فيا، واحد تقي ونضيف من جوّه…

ويااه بقى لو رومانسي!

ده كده يبقى مية فل وعشرة!

أنا عاوزة واحد يمسك بإيدي للجنة."🙂‍↕️🙂‍↕️

حور (بنظرة فيها أمل):

"ومين مش عايز كده؟

كلنا بندعي نلاقي الشخص ده، بس بصراحة اللي بيعدّوا علينا ربنا وحده اللي عالم بيهم.

بس إن شاء الله خير… محدش عارف نصيبه فين."😃

حلا:

"معاكي حق…

آه، على فكرة! سمعت إن في معلم جديد هيبدأ يدي شوية محاضرات في العلوم الشرعية على مدار الشهرين الجايين…

مش عايزة نروح مع بعض؟ نستفيد حتى بأي معلومة."😄

حور:

"فكرة حلوة، امتى المعاد؟ عشان أبلّغ البيت واظبط نفسي."😆

حلا:

"بُكره إن شاء الله، بعد آخر محاضرة بساعة كده… يعني هنلحق نوصل."😎

حور:

"تمام، ماشي… يلا بينا نكمل أكل، لأني حرفيًا واقعة من الجوع!"🫡😋

خلصنا الأكل، ورحنا نخلّص الكورسات اللي عندنا، وبعد ما خلصنا، قررنا نتمشّى شوية على الكورنيش…

الهوا كان هادي، والدنيا فيها سكون خفيف كده بيخلّي الواحد يتكلم من غير ما يحس.

حلا (بصوت هادي):

"مش ناوية بقى تلبسي النقاب؟"🤔

حور (بتنهيدة خفيفة):

"نفسي والله…

بس انتي عارفة، ماما مش راضية.

دايمًا بتقولي: لما تتجوزي، خليه جوزك هو اللي يلبسهولِك!

هي ربطت الموضوع بالجواز، ومفكرة إن لو لبسته مش هتجوز، مع إنّي حاولت أشرح لها إن ده نصيب… سواء كنت منقبة ولا مش منقبة."😔😔

حلا (بلهجة جدية):

"بس انتي عارفة يا حور إن مفيش طاعة لمخلوق في معصية الخالق، حتى لو كانو أهلك…

وبصراحة، أنا شايفة إن المفروض أهلك يشجعوكي، مش يمنعوكي."🧐🧐

حور:

"أنا عارفة والله…

وعشان كده بفكر البسه وخلاص، وأحطهم قدام الأمر الواقع.

بس خايفة من رد فعل ماما…

انتي عارفة إنها عصبية، ممكن تشدّه من عليّا في الشارع!"😞

حلا (بحسم):

"مستحيل تعمل كده… هتتحرج!

وغير كده، مامتك طيبة، حتى لو عصبيتها زيادة شوية، بس مش للدرجة دي.

خدي الخطوة وانتي متوكله على ربنا، وأنا معاكي و هساعدك."😌😌

حور (بنظرة فيها حماس وخوف):

"خلاص ماشي…

طب إيه رأيك ننزل بكرا، بعد محاضرة العلوم الشرعية، نجيب النقاب وكل مستلزماته؟"🤔😊

حلا (بابتسامه فرحانة):

"وأنا موافقة جدًا على القرار ده…

وإن شاء الله خير يا حبيبتي."😃😃

فضلنا نتمشّى أنا وحلا على الكورنيش بعد الكورسات. الجو كان هادي، والهوا بيعدّي على وشّي كأنه بيطبطب…

كنا بنتكلم ونضحك، بس رغم الضحك، قلبي كان مليان بحاجات كتير.

كنت بفكر في النقاب… في أمي… وفي الخطوة اللي ناوية أعملها.

كل حاجة كانت بتلف في دماغي، بس كنت حاسة براحة غريبة، كأن ربنا بيقولي "متخافيش، أنا معاكي".

وصلنا لشارعنا، وكل واحدة فينا سلّمت على التانية، وطلعت على شقتها.

حلا بصّت لي قبل ما تدخل وقالتلي:

"متنسيش… بكرا، ومستنياكي."

ابتسمت وقلتلها:

"مش هتأخر، بإذن الله."☺️

طلعت السلم، وأنا ماسكة تليفوني في إيدي، وبفكّر في كلامها، وفي اليوم كله.

وأنا بفتح باب الشقة، لقيت نفسي بلّا وعي بدأت أهمس بالنشيد المحبب ليا …

كنت بهمس بصوتي الهادي، وأنا داخلة الشقة:

> "أنا العاشق لعينيك…

لربِّ العشقِ فرحَمني،

وخُذني بين يداك… نبضُ القلبِ اسمعني…"

دخلت، وسندت ضهري ورا الباب، وأنا مغمضة عينيّ…

> "أنا المُشتاقُ لرضاك…

إليك القلبُ يهفو،

دُلّني إن ضلّ دربي،

واعدني حين أغفو…"

رميت الشنطة على الكنبة، وقلبي بيترجّف بحاجتين: خوف من اللي جاي، وفرحة إني أخيرًا… قربت.

> "خذ بيدي يا مَن رجوتُ،

واغمرني بنور هواك،

فأنا التائه في دنياي،

وأمان القلب… لُقياك."

كان البيت هادي كعادته… الهدوء اللي ساعات بيطمن، وساعات بيكتم على النفس.

دخلت الشقة، شميت ريحة الأكل الدافي، بس مفيش صوت…

رحت على أوضة ماما، لقيتها قاعدة على السرير، ماسكة الموبايل، مركّزة فيه جدًا.

حور: "ماما… أنا جيت."☺️

بصّتلي لحظة، وقالت وهي عينيها لسه على الشاشة:

أم حور: "روحي خدي دوش، الأكل عندك… اغرفي وكلي.

أبوكِ كان هنا من شوية، أكل ونزل تاني."😶

هزّيت راسي وأنا بخلع الشال، وقلت:

حور: "طب… وآدم فين؟"🤔

أم حور: "عنده شِيفت في المستشفى، مش هيرجع النهارده."🫥

قعدت لحظة، وبعدين افتكرت:

حور: "آه صح، أنا بكرا رايحة مع حلا محاضرة دينية…

وبعدها هنعدي نشتري شوية حاجات."😕

أم حور: (بنبرة باردة ومن غير ما ترفع عينيها): "تمام… روحي بقى."😒

سكتّ…

أنا متعودة على ردودها الباردة، بس دايمًا بتوجعني.

  

              ***********************    

وفعلاً… دخلت أوضتي، وخدت دوش دافي حاول يهدّي اللي جوايا.

طلعت، لبست ترينينج مريح، وفرشت السجادة، وصليت المغرب.

وزي كل مرة، بعد ما بخلص الصلاة، بقعد أدعي.

"يا رب… ارزقني بالزواج الصالح، اللي يحبني ويخافك فيّ،

اللي يشيلني ويكون سبب في ثباتي… يا رب."🤲❤

دعيت بنفس الدعوة اللي بقولها من زمان، وكل مرة من قلبي،

بس المرة دي قلبي كان فيه رجاء أكتر من أي يوم فات.

بعد ما خلصت، خرجت من أوضتي على المطبخ.

لقيت ماما عاملة مكرونة بالبشاميل… شكلها كان يشهي،

بس بصراحة ماكانش ليّا نفس آكل لوحدي.

البيت هادي ومفيهوش غيري،

فقررت أكلم "حلا".

حور: "السلام عليكم."☺️

حلا: "وعليكم السلام… خير يا بنتي؟ في حاجة؟"🤔

حور: "افتحي الباب…

ماما عاملة مكرونة بالبشاميل، وأنا مش حابة آكل لوحدي."🙂🙂

حلا (بحماس):

"يا أهلاً وسهلاً! والله تشرفيني وتنوريني.

هبعت أختي تجيب لنا شبسي وببسي، تكوني وصلتي."😀😀

حور (بضحكة):

"إيه الأوفَرة دا؟!

هو أنا أول مرة أجيلك؟

ده أنا ناقص آخد مفتاح بيتكم، عشان لو جيت وما لقيتكيش، أفتح وأستناكي!"😂😂

حلا: (بضحك):

"على فكرة، أنا مش قصدي عليكي، أنا قصدي على البشاميل.😂😂😂

أنتي في وشي 24 ساعة،

وبصراحة… عمري مزهق مِنك.

المهم تعالي، متتأخريش!"

قفلت، وانا ببتسم من قلبي…

حلا مش بس صاحبتي، دي نصي التاني،

اللي بيحس بيا من غير ما أتكلم.

لبست طرحيتي، وخدت طبق المكرونة، وطلعت عندها.

كنت حاسة إني داخله بيتي التاني.❤

أول ما دخلت لقيت أم حلا سلّمت عليّا،

أنا بحبها، بحسها مش بس أم صاحبتي، دي صاحبتي أنا كمان.

معاهم بتطلع مني شخصية محدش يعرفها، حتى أنا بستغرب من نفسي وأنا معاهم.

حلا عايشة مع أمها وأختها الصغيرة بعد ما أبوها مات من خمس سنين، بس البيت عمره ما فقد ضحكته، يمكن عشان الضحكة هنا بتطلع من القلب.

حور: مساء الفل والجمال على عيونك الجمال 😉❤

أم حلا: مساء الخير يا بكّاشة، إيه اللي في إيدك ده؟ هاتيه كده ! 🤔

حور: الله! احنا فينا من كده؟ هاتي الطبق يا وليّه

أم حلا: وليه في عينك يا جزمة! 🤨

وفجأة قامت قالت الجملة وهي بتقلع ابو ورده وحدفتها في وشي بكل حب وعنف

وأنا واقفة مصدومة ومش قادرة أتنفس من الضحك، راحت داخلة حلا وهي ميّتة ضحك، ماسكة بطنها.

حلا: تستاهلي، تستاهلي والله

قلتلها إيه تاني يا شيخة؟😂

حور: شوفي يا سوسو، بنتك بتشمت فيا عيني عينك 🥲

سعاد أم حلا بصة ليّا بضحكة شريرة وقالت:

وهي دي تيجي بردك؟😉

وقبل ما نلحق نفهم راحت حدفة الفردة التانية في وش حلا!

حلا: آآآه يا لهويي، الله! وأنا مالي يا ليمبي؟! 😬

وأنا وقعت على الكنبة من الضحك، شكلها وهي بتتضرب  يضحك😂😂

حور: بنت حلال، وتستاهليها والله العظيم

يلا بينا ناكل بقى، أنا ميّتة من الجوع 😂🥲

سعاد: خلاص ماشي يا ستّي، روحي جهزي السفرة.

أنا كنت عاملة ورق عنب، هاجبلكم شوية كده يسكتوا جوعكم،عشان حلا ماكلتش لسه هي كمان.😊😊

قمت، قلعت الطرحة وأنا لسه بضحك، وبدأت أجهّز السفرة، وحلا راحت تساعد أمها...

والضحك لسه مالي بيتهم... بيتهم؟

لأ، بيتي أنا كمان ❤️

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon