Endless Echo - A Love That Never Fades
---
كُنْتُ أَقُولُ لِنَفْسِي:
سَيَمُرُّ كُلُّ شَيْءٍ، كَمَا مَرَّ مَنْ قَبْلَهُ.
سَأَنْسَاهُ، وَأَعُودُ أُرَتِّبُ أَيَّامِي، وَأَغْلِقُ ذَاكَ البَابَ بِهُدُوءٍ.
وَلَكِنْ... مَا أَسْهَلَ الكَلَامَ، وَمَا أَثْقَلَ الذِّكْرَى.
كَانَ يَسْكُنُنِي،
يُقِيمُ فِي أَعْمَاقِي كَمَنْزِلٍ قَدِيمٍ لَا أُرِيدُ هَدْمَهُ، وَلَا أَسْتَطِيعُ العَيْشَ فِيهِ.
أَمُرُّ بِالأَمَاكِنِ الَّتِي شَارَكْنَاهَا، وَأَتَصَنَّعُ النِّسْيَانَ،
وَلَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى الصَّمْتِ، يُنَادِي بِاسْمِهِ.
فِي اللَّيْلِ، أَسْمَعُ صَدَى صَوْتِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
"لَا تَخَافِي... أَنَا هُنَا."
وَأُحَاوِلُ إقْنَاعَ نَفْسِي أَنَّهُ وَهْمٌ.
أَنَّهُ رَحَلَ، وَأَنَّ الوُجُودَ لَا يَسْمَحُ لِمَنْ غَابَ، أَنْ يَبْقَى.
وَلَكِنْ، كَيْفَ أُقْنِعُ قَلْبِي؟
القَلْبُ الَّذِي تَعَلَّمَ النَّبْضَ عَلَى وَقْعِ خُطُوَاتِهِ،
وَأَخَذَ شَكْلَ ضَحِكَتِهِ،
وَصَارَ يَفْهَمُ الأَيَّامَ مِنْ خِلَالِ مَوَاعِيدِ ظُهُورِهِ.
أَتَسَاءَلُ:
هَلْ نُسْتَطَاعُ أَنْ نُحِبَّ بِهَذِهِ الطَّهَارَةِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ؟
هَلْ نُقَابِلُ شَخْصًا آخَرَ يُخْبِرُنَا، بِنَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ، أَنَّ الأَمَانَ مُمْكِنٌ؟
أَمْ أَنَّ بَعْضَ النَّظَرَاتِ تُكْتَبُ لَنَا مَرَّةً وَاحِدَةً...
وَتَبْقَى، حَتَّى بَعْدَ أَنْ تَبْقَى أَعْيُنُنَا فَارِغَةً مِنْهَا؟
الذِّكْرَى عِنْدِي لَيْسَتْ صُورَةً فَقَط،
بَلْ رَائِحَةُ كَانَتْ فِي مِعْطَفِهِ، وَكَلِمَةٌ كَتَبَهَا، وَأَغْنِيَةٌ كَانَ يُرَدِّدُهَا وَهُوَ يَغْسِلُ صَحْنَهُ.
أَتَذَكَّرُهُ فِي الأَشْيَاءِ البَسِيطَة، وَهَذَا مَا يُؤْلِمُنِي.
لِأَنَّنِي عَرَفْتُ: أَعْمَقُ الحُبِّ... هُوَ الَّذِي يَسْكُنُ التَّفَاصِيل.
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ، أَقُولُ:
"لَعَلَّهُ نَسِي، وَأَنَا الَّتِي عَجَزَتْ عَنْ النِّسْيَانِ."
ثُمَّ أَسْمَعُ اسْمِي فِي الرِّيَاحِ، أَوْ أَجِدُ كَلِمَاتِهِ فِي كِتَابٍ فَتَحْتُهُ صُدْفَةً،
فَأُدْرِكُ أَنَّ الصِّلَةَ لَمْ تَنْقَطِعْ، وَلَنْ تَنْقَطِعَ.
لِذَلِكَ، كَانَ هَذَا كُلُّهُ مُجَرَّدَ بِدَايَةٍ...
بِدَايَةُ "صَدًى لَا يَنْتَهِي".
قِيلَ إِنَّ الوَقْتَ يَشْفِي...
وَأَنَّ كُلَّ جُرْحٍ لَهُ نِهَايَة.
وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُخْبِرُونَا، مَاذَا نَفْعَلُ مَعَ الذِّكْرَى الَّتِي لَا تُدْمِي... بَلْ تَهْتِفُ فِينَا كَالأَغَانِي؟
وَلَمْ يُقَالَ لِي: كَيْفَ أُنْقِذُ نَفْسِي مِنْ شَيْءٍ جَمِيلٍ جِدًّا... إِلَى دَرَجَةِ الأَذَى؟
أَحْلَامِي مَا عَادَتْ نَقِيَّةً.
أَرَاهُ فِيهَا... أَحْيَانًا يَبْتَسِمُ، وَأُخْرَى يُدِيرُ ظَهْرَهُ وَيَمْضِي.
وَأَصْحُو كَأَنِّي طِفْلَةٌ فَقَدَتْ لُعْبَتَهَا المُفَضَّلَة، تَعْرِفُ أَنَّهَا لَنْ تَعُود، وَلَكِنَّهَا تَسْتَمِرُّ فِي البُكَاءِ.
لَمْ أَكُنْ أُرِيدُ نِهَايَةً، وَلَا حَتَّى بَدَايَةً...
كُنْتُ أُرِيدُ فَقَطْ أنْ نَبْقَى، كَمَا نَحْنُ، فِي هَذَا التَّوَازُنِ الغَرِيبِ بَيْنَ الحُبِّ وَالخَوْفِ.
كُنْتُ أُؤْمِنُ أَنَّهُ يُحِبُّنِي... بِالشَّكْلِ الَّذِي لَا يُقَالُ، وَلَكِنَّهُ يُشْعَرُ.
بِالنَّظْرَةِ، بِطَرِيقَةِ نُطْقِ اسْمِي، بِسُكُوتِهِ حِينَ أَتَكَلَّمُ...
بِصَمْتِهِ الَّذِي كَانَ دَائِمًا مُمْتَلِئًا.
أَحْيَانًا أَشُكُّ:
هَلْ كَانَ كُلُّ مَا بَيْنَنَا حَقِيقَةً؟ أَمْ أَنَّنِي نَسَجْتُهُ فِي خَيَالِي وَآمَنْتُ بِهِ؟
وَلَكِنَّ كَيْفَ أُجِيبُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ، وَنَفْسِي تَأْتِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى نَفْسِ المَقْعَدِ،
وَتَتَفَقَّدُ هَاتِفَهَا كَمَنْ يَنْتَظِرُ رِسَالَةً مَا...
رِسَالَةٌ تُثْبِتُ لَهَا أَنَّ الحُلْمَ كَانَ وَاقِعًا، وَأَنَّ الصَّدَى كَانَ لِشَيْءٍ وُجِدَ.
كُلُّ مَا بَيْنَنَا كَانَ خَفِيفًا...
إِلَّا أَثَرُهُ، كَانَ ثَقِيلًا جِدًّا.
كَلِمَاتُهُ تَبْقَى فِي رَأْسِي، تُكَرِّرُ نَفْسَهَا فِي اللَّيْلِ كَنَغْمَةٍ لَا تَفْنَى:
"أَنَا هُنَا، حَتَّى وَلَوِ ابْتَعَدْنَا."
فَإِنْ كَانَ صَادِقًا...
لِمَاذَا يَبْقَى الحَنِينُ، وَيَرْحَلُ الأَصْحَابُ؟
لِمَاذَا تَبْقَى الذِّكْرَى تَبْكِي، وَأَنَا أَتَصَنَّعُ القُوَّةَ كُلَّ يَوْمٍ؟
لِمَاذَا يُجِيدُ الحُبُّ أَنْ يَكُونَ وَحْدَهُ، بَعْدَ أَنْ كَانَ شَيْئًا نَتَقَاسَمُهُ؟
وَفِي النِّهَايَة...
كُنْتُ أَحْمِلُهُ فِي قَلْبِي، كَمَا تُخْفِي النَّارُ جَمْرَهَا تَحْتَ الرَّمَادِ.
وَكُلَّمَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَمَدَ، عَادَ يَشْتَعِلُ فِي ذِكْرَى، أَوْ هَمْسَةٍ، أَوْ مَشْهَدٍ عَابِرٍ.
مَا زِلْتُ أَسْمَعُهُ...
فِي طُرُقَاتِ الحَيِّ القَدِيمِ، فِي نَفْسِ المَقْهَى الَّذِي كُنَّا نَجْلِسُ فِيهِ،
فِي وَجْهٍ يُشْبِهُهُ، فِي ضَحِكَةِ صَبِيٍّ يَمُرُّ بِجِوَارِي،
فِي نَفْسِ الأغْنِيَةِ الَّتِي قَالَ لِي يَوْمًا: "تُشْبِهُكِ."
وَمَعَ ذَلِكَ...
أَنَا لَا أَبْكِيهِ.
أَنَا أَحْفَظُهُ، كَمَا نَحْفَظُ صُورَةً قَدِيمَةً لَا نَعُودُ إِلَيْهَا، وَلَكِنَّنَا نَخَافُ أَنْ نُفْقِدَهَا.
هَذِهِ الرِّوَايَةُ...
لَيْسَتْ حِكَايَةَ حُبٍّ عَادِيَّةٍ.
هِيَ حِكَايَةُ مَنْ عَرَفَ الحُبَّ بِعُمْقِهِ، وَالفِقْدَانَ بِكَامِلِ وَجَعِهِ،
وَتَعَلَّمَ أَنْ يَبْقَى، وَإِنْ رَحَلَ الآخَرُون.
"صَدًى لَا يَنْتَهِي"... هِيَ نِدَاءٌ فِي القَلْبِ،
صَوْتٌ يَتَرَدَّدُ، لَا يُرِيدُ أَنْ يَصْمُت.
وَأَحْيَانًا، نَحْنُ لَا نَحْتَاجُ أَنْ نَسْتَمِعَ...
بَلْ نَكْفِي أَنْ نَشْعُرَ.
---
🎬 Endless Echo – صَدًى لا يَنْتَهِي
رِوَايَةٌ تُشْبِهُ حُكايَةً نُخْبِئُهَا فِي دَاخِلِنَا، لَا نُرِيدُ أَحَدًا أَنْ يَقْرَأَهَا... وَلَا نُرِيدُ لَهَا أَنْ تُطْوَى.
❝ لَيْسَ كُلُّ الحُبِّ قِصَّةً نَجِدُ لَهَا نِهَايَة، بَعْضُهَا يُكْتَبُ فِي القَلْبِ وَيَبْقَى... كَالصَّدَى.
رِوَايَةٌ رُومَانْسِيَّةٌ... عَنْ وُجُودٍ يَبْقَى بَعْدَ الغِيَاب، وَحُبٍّ لَا يُشْبِهُ سِوَاهُ.
قِصَّةٌ عَنْ "لَيْلَى"، الفَتَاةِ الَّتِي ظَنَّتْ أَنَّهَا اجْتَازَتْ كُلَّ شَيْءٍ،
حَتَّى لَقِيَتْ "سَلِيم"... الَّذِي لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ شَخْصٍ، بَلْ كَانَ صَدًى يُحْيِي مَا كَادَ يَمُوتُ فِيهَا.
❝ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، سَتَرَى كَيْفَ يُمْكِنُ لِصَوْتٍ أَنْ يُبْقِينَا أَحْيَاءً،
وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْحُبِّ أَنْ يَكُونَ أَجْمَلَ مَا فَقَدْنَا. ❞
هَلْ سَتَسْتَطِيعُ لَيْلَى أَنْ تُطْفِئَ الصَّدَى؟
أَمْ أَنَّهُ سَيُصْبِحُ جُزْءًا مِنْهَا... يُرَافِقُهَا حَتَّى النِّهَايَة؟
---
Comments