ارحموني مازلت صغيرة

📘 الفصل الثالث

"أمي… ليش عم تبكي؟"

ما كانت بنتي يوم من الأيام "غلطتي".

بس لما فتحت عيونها على هالعالم، الكل عاملها كأنها عار.

قالت حماتي أول ما شافتها:

"لا بيضا ولا حلوة، متل أمها… لزومها شو؟"

ضحك زوجي وقال:

"كأنها سحابة سودا فوق راسي، لك كنت حالم بابن يشيل اسمي، جابتلي بنت!"

وكانوا كل يوم، كل ساعة، يتذكّروني إني فشلت،

وإنها بنتي… "بلا نفع".

ما كنت أقدر أتركها لحظة،

كنت خايفة منهم أكتر من المرض.

حماتي كانت تمسكها، تهزها بقسوة،

تقلها:

"نقكِ شو؟ لك ما حدا طلبك، عيشي وانكتمي!"

وأنا؟

كنت بوقف عند الباب، وعضة قلبي ما تهدى.

---

أهل زوجي كانوا يعتبروني خادمة،

ما بس لأنو هيك بيتعاملوا مع مرت ابنهم،

بس لأنو "أنا جاية من بيت فقير"،

لأنو "أهلي باعوني"،

لأنو "خلص، صار اسمك مرته، خلّص دورك."

مرات كانوا يعيروني بأهلي:

"بنت أبو خمس ليرات! أهلها قبضونا وسكتوا."

زوجي؟

ما كان يدافع.

بالعكس…

إذا سمعني عم أبكي من كلامهم، يجلدني بكلمة:

"اسكتي، مو ناقصني نواحك، انتي جبتيلي البنت، تحمّلي!"

---

صارت بنتي تكبر…

وصار كل تصرّف منها عليي حساب.

إذا بكت؟ أنا المذنبة.

إذا مرضت؟ أنا "ما بعرف أربّي".

إذا شردت بعيني؟ هو بيقول:

"طالعِة خبيثة متلك."

كان يضربني قدّامها.

وهي تبكي وتصرخ:

"بابا لا!"

كان يطالعها برا الغرفة،

يسكّر الباب،

ويمدّ إيده.

والغرفة تمتلئ بالوجع، بالشتائم، بالانكسار.

---

ليلة من الليالي…

كنت ممددة على الأرض، ضهري أزرق من الركل.

بنتي كانت نايمة، بس فجأة صحيت ع صريخي.

ركضت عليي، شدّت بكمّه،

قالت:

"بابا لا تضربها! ماما بتموت!"

رفع إيده وضربها.

طفلة…

طفلة!

وقعِت، وراسها خبط بالزاوية.

صرخت، وصرخت أنا أضعافها.

حضنتها، وهي تصيح:

"ماما… ليش عم تبكي؟"

أنا؟

أنا ما قدرت رد.

كنت ببكي وبخاف وبتشرّد بوجها، وعم فكر:

شو عملت؟

ليش جبتها ع هيك جحيم؟

---

ما عاد عندي قدرة نام.

كنت كل ليلة أقعد جمبها، وهي نايمة،

أتحسّس راسها،

أطبطب على جروحها قبل ما تصير.

وكنت عارفه…

اللي جايي أخطر.

زوجي صار ينام بغرفة تانية، بس لما يعصّب، يجي يفش غلّه فيي.

ليلة، وأنا مريضة.

حرارتي عالية، جسمي بيرجف.

دخل، قال:

"شو؟ متنا؟ قومي حضّري العشا!"

قلت له بصوت مخنوق:

"ماني قادرة، بدي أموت."

ضحك، وقال:

"ما بتموتي إلا بإذني."

ومدّ إيده، وجّرّني من شعري،

وأنا عم اسحب نفسي مثل خرقة ميّ.

ضربني، ورميني بالأرض،

وقال:

"بتتعلمي تعصي رجّال؟ بدك حرية؟ بدك كرامة؟ هلق بعلمك."

---

ولما كرهني،

كرهني أكتر من قبل.

ما عاد حتى يبذل مجهود ليغتصبني،

كان يدخل عالغرفة وهو سكران،

يفتح زر بنطاله،

ويقلّي:

"اعملي واجبك بلا حكي!"

كنت أنفصل عن جسمي.

كنت أعيش كأني برّا،

أراقب حالي وأنا مُهانة.

ما كنت حس…

لأنو الألم لما يزيد عن حدّه، بصير صمت.

وكل مرة كان يقول بعد الفعل:

"انتي مره، وحقّي آخده منك وقت ما بدي."

---

حتى بنتي، صارت تلاحظ إني بسكت فجأة، بوجهي ما في شي، بس عنيّا عم يصرخوا.

كانت تسألني:

"ليش ما بتضحكي؟"

شو بدي قول؟

إني نسيت كيف؟

إني كنت بتمنّى أموت قبل ما صير زوجة؟

إني ما عاد فيي حبّ حدا، حتى حالي؟

بس كنت أبتسم.

أبوسها من جبينها،

وأقول:

"لأنك بتكفي."

بس الحقيقة؟

ما كنت عايشة…

كنت أتنفّس لأضل واقفة…

وأدّعي أني "أم"،

وأنا كلّي، مجرد رماد.

---

---

🖤 الفصل الرابع: "هيك الحياة؟"

كانت ليلى بعمر الخامسة عشرة لما حملت ببنتها الأولى، واليوم، وهي بالكاد بلغت السابعة عشرة، كانت تكتشف إنها حامل للمرة الثانية.

ما زعلت. وما فرحت.

هي ما كانت تعرف شو لازم تحس، لأنّه من الأساس… ما كانت تعرف إنه في شي اسمه "اختيار".

من يوم وعيت عالدنيا، كانت تسمع:

> "الزواج ستر."

"الرجال رجال، وكلمتو ما بتنزل."

"الضرب تأديب، مش إهانة."

"الأنثى خلقت لتخدم وتصبر."

فهي شو كانت رح تعرف؟

لما كان يغتصبها، كانت بس تسكر عيونها، متل كل مرة، وتقول لحالها:

> "ما كل النسوان هيك؟ مو هيك بيصير بين الزوجين؟"

ما كانت تقدر تشتكي. لمين؟ لأمها اللي كانت تقولها "تحملي، هاد نصيبك"؟

ولا لأبوها اللي باعها بأول فرصة؟

أو لجيرانها اللي بس بيعرفوا يحكوا "الله يهنيها، سترت حالها"؟

حملت للم

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon