The Alpha'S Madness
..."اخرجي لا اريد ان ابصر عاهرة مثلك!!"...
...لم تكن تلك الكلمات الا كلمات جيوفاني موريتي...
..."لا اصدق اني انجبت شئ عديم الفائدة مثلك"...
...تنهدت ماريسا موريتي بحسرة وهي تتلمس وجهها...
...اما إتيانو موريتي فقط اكتفى بركلها وهو يضحك بإستهزاء لحالها...
...في الوقت الذي كان هؤلاء الثلاثة مشغولين في نكبتهم انتصبت هي من تلك الأرضية الرخامية الباردة...
...الناعمة كالجليد والتي تعكس ضوءًا باهتًا كأنها تخبئ صمتًا قاسيًا تحتها...
...تتجه نحو ذلك الرواق الفخم والتي تتلألأ أرضيته الرخامية تحت وهج الثريات الكريستالية...
...و تفوح منه رائحة العطر الباهظ...
...لكن خلف أناقته المخملية يختبئ جحيم صامت حيث يُمارس الألم وسط خفايا الجمال...
...وتقتحم احد الغرف ولم تكن سوى غرفة فسيحة تفيض بالفخامة مع جدرانها المكسوّة بقطيفة رمادية ناعمة وسرير مذهب يعلوه ستار شفاف كالدخان...
...تنتشر العطور الهادئة في الأرجاء لكن خلف كل هذا البذخ يسكن فراغ بارد لا يُدفئه حرير...
...ولا تُخفيه الزينة...
...تستند بضهرها على الباب وتضل شاردة تتصارع الفكار والأحداث في عقلها الصغير مما يسبب صداعا قويا لها تتجه الى طاولة الزينة الخاصة بها و رغم فخامة الغرفة...
...الا ان مرآة هذه الطاولة مكسورة والسبب بسيط...
...{سيرافينا موريتي} تكره المَرَايَا بل تكره أن تبصر ذلك الطيف...
...طيف طفلة صغيرة تتعطش لعطف عائلتها ...
...طفلة صغيرة بملامح ذابلة كأنها خُلقت من صمتٍ ثقيل عيناها خضراوان باهتتان كأوراق ذابلة في خريفٍ قاسٍ...
...وجسدها النحيل يحمل آثار كدمات لا تُشفى لا من الجلد ولا من الروح...
...تمشي على أطراف الخوف و تتنفس بحذر، وتخشى أن يعلو صوتها فيُفسَّر وقاحة أو تسهو لحظة فيُحسب جريمة...
...هذه الطفلة لم تكن إلا هي نفسها ...
...يمزق شرودها صوت مفاجئ ...
...تلتقط هاتفها تنظر بتمعن لاسم المتصل...
...~ناتاشا~...
...تضغط على الزر تزامنا مع وضع الهاتف قرب أذنها تستقبل اكثر صوتٍ مزعج ومريح في آن واحد...
..."أيتها العاهرة لماذا لم تعاودي الإتصال بي كما وعدتني!"...
...نبست وهي تعبر عن إنزعاجها من تصرفات الآخرى...
...ولكنها سرعان ما أكملت كلامها بنبرة قلقة ومتحمسة...
..."هل ألغيت مراسم الزواج بذلك العجوز؟"...
...إسترجعت سيرافينا تلك الصفعة التي تلقتها من والدها لكنها سرعان ما ردت على تلك الفضولية القابعة وراء الهاتف...
..."نعم"...
..."يايييييي!!! الشكر للرب!!!"...
...نبست الاخرى بعد ان اعربت عن سعادتها ولم تقابلها الاخرى الى برد بارد كما العادة...
..."أراكي غدا ناتاشا"...
..."هاه؟ ماذا انتظ---"...
...واغلقت الخط قبل ان تتسنى للأخرى زيادة حرف واحد وتتجه لتنام...
...~~~~~~...
...~صباح اليوم التالي~...
...كان الصباح قد بدأ لتوّه يزحف على المدينة حين انسلت أولى خيوط الضوء عبر زجاج النوافذ الطويلة تغمر غرفة سيرافينا بدفء خافت لا يلامس قلبها...
...فتحت عينيها ببطء...
...تقلبت فوق الملاءات الحريرية ثم جلست على حافة السرير تسند جبهتها بكفّها كأنها تُوقظ نفسها من حلم أثقل من النوم ذاته...
...لامست قدماها الأرضية الرخامية الباردة...
...ارتجف جسدها رغم الفخامة من حولها...
...الغرفة مرتبة، أنيقة، لكنها خالية من المرايا لم ولن تجرؤ يومًا على النظر إلى أي انعكاس خاصة إنعكاسها...
...تثاءبت بصمت ثم نهضت من السرير ببطء وكأن النعاس لم يكتف بعد...
...مشت بخطى حافية فوق الرخام البارد ترتجف أطرافها برقة الصباح الأولى...
...توقفت أمام باب الحمام فتحته بهدوء وسمحت لبخار دافئ أن يحتضنها...
...خلعت ملابسها دون أن تنظر عيناها تهربان من الجدران المصقولة حتى زجاج الدش مغطى بطبقة رقيقة من البخار تمامًا كما تحب غائم ضبابي بلا انعكاس...
...وقفت تحت الماء الدافئ تسمح له بالانزلاق فوق جسدها كأنها تغسل شيئًا أعمق من التعب كأنها تحاول محو ذكريات الأمس أغمضت عينيها تنصت لانسياب الماء وكان هو الوحيد الذي لا يحاسب لا يقاطع لا يذكر...
...عندما خرجت مسحت البخار عن جزء صغير من الجدران لكنها توقفت ثم أعادت المنديل مكانه وكأنها ندمت على المحاولة...
...ارتدت روبًا قطنيًا ناعمًا وجمعت شعرها المبلل بإهمال ثم خرجت لتستكمل صباحها المعتاد بصمت متأن لا يعرف العجلة...
...اختارت سيرافينا إطلالة أنيقة وعملية...
...قميص مخطط قصير الأكمام وسترة بيضاء على الأكتاف وبنطال أبيض واسع...
...الحذاء الرياضي الأبيض وحزام بني وحقيبة جلدية أضفوا لمسة بسيطة متوازنة على مظهرها...
...مع تركها لشعرها الأشقر البلاتيني الناعم ينساب بخفة فوق كتفيها يلمع كالحرير تحت ضوء الصباح...
...ليضيف إلى حضورها هالة من النقاء والرقة...
...لتتجه نحو عملها...
...~~...
...في طريقها نحو سيارتها اعترضها اخوها إتيانو وقد توسطت يديه دعوة فخمة مزينة ومبرقشة بلون مخملي...
...ليرميها في الأرض ويقول بكل تكبر وإزدراء...
..."إياكي وعدم القدوم أيتها البطة!"...
...ثم تركها لتنحي تلتقط تلك الورقة تضعها في حقيبتها ثم تمضي لعملها...
...وصلت سيرافينا إلى مبنى الشركة العصرية حيث تعمل بخطوات واثقة تنعكس فيها ملامح التركيز والإصرار ...
...أمام المدخل استقبلتها ناتاشا بابتسامة دافئة وعانقتها بحنان ثم ساعدتها في ترتيب حقيبتها وفتح الباب لها كان الجو يعج بالنشاط والهدوء المهني فيما تحيط به تفاصيل المكان الحديثة التي تعكس ذوق سيرافينا الرفيع وروحها العملية...
..."هل نظمتي جدولي لليوم!؟"...
...نطقت سيرافينا تستفسر بينما لاحظت تلبك الأخرى لتنظر لها تحثها على الكلام...
..."سيرافينا صديقتي الصدوق-"...
..."مالأمر ناتاشا؟!"...
...قاطعتها الأخرى لترتبك ناتاشا ثم تحضنها بقوة وترد بإنفعال...
..."لقد تعرفت على شاب وسيم واعطاني دعوة لحفلة مغرية وتجرأت و أفرغت بعض الوقت من جدولك لتأتي معي ارجوكي لا ترديني!!"...
..."حسنا"...
...قالت ببرود وهي تنظر لها...
..."أنا أعلم أنكي مشغ-- ماذا؟ وافقتي بكل سهولة؟"...
...نظرت لها الأخرى بلا تصديق...
..."نعم فأنا أفضل أن أذهب معك وأن لا أذهب مع المدعوين عائلتي ليتم تزويجي"...
...قالت ذلك وهي تخرج تلك الدعوة لتمزقها وترميها في سلة المهملات...
..."هؤلاء اللعناء كيف يجرؤون المهم انتي ستذهبين معي!"...
...وانقضى باقي يومها كالمعتاد بينما تتولى تخطيط وتصميم المباني وتنظيم المساحات الداخلية والخارجية...
...وعند انتهائها عادت للمنزل لتجهز نفسها...
...00:00...
...انطلقت عائلتها دون حتى أن تعلمها ظنا منهم أنا ستلحق بهم وحدها...
...بينما كان لسيرافينا رأي أخر ...
...تأنقت في هدوء وحذر...
...عكست خطواتها الرصينة وعينها اللامعة استعدادها للقاء الليلي المهم ...
...أرتدت فستانا أسودا طويلا بكتف واحد...
...ينساب القماش يلامس بشرتها بلطف في حركة أنيقة أضافت إلى حضورها هيبة لا تُقاوم ...
...إختارت الأقراط الكبيرة على شكل دمعة مرصعة بالألماس التي تلألأت مع حركة رأسها، وخاتمًا ماسياً يعكس بريقًا خفيفًا يتناغم مع حقيبة اليد السوداء الصغيرة ذات التصميم الراقي وحذاء الكعب العالي الأسود ذو النعل الأحمر الذي منحها جرعة من الثقة والتميز في كل خطوة كانت تستعد لتلك الليلة، محاطة بهالة من الفخامة والرقي دون أن تفقد هدوءها أو رقتها...
...خاصة مع رفعها لشعرها على شكل كعكة...
...ثم اتجهت لسيارتها BMW السوداء نحو منزل ناتاشا لتتحركا من هناك...
...بالنسبة لناتاشا فقط إختارت ناتاشا إطلالة تجمع بين الأناقة والجاذبية حيث اختارت فستانًا قصيرًا بلون خمري داكن...
...تزيّنه درابات جانبية ناعمة تضفي لمسة أنثوية مميزة. القصة الضيقة للفستان حدّدت ملامح جسمها بطريقة راقية ومُلفتة...
...زيّنت إطلالتها بإكسسوارات فضية رائعة شملت قلادة على شكل نجمة وسوارًا مرصعًا بالأحجار اللامعة...
...إلى جانب أقراط متدلية بحجر أسود وخاتم بسيط يحمل نجمة صغيرة...
...أحذيتها كانت محورًا بارزًا...
...كعب عالي أسود لامع مع نعل أحمر زاد من فخامتها وأضفى لمسة جرأة وحيوية على المظهر العام...
... مع ترك شعرها الأحمر منسدلا...
...امتدت الطريق بين ظلال الأشجار العالية كأنها ممر سري يؤدي إلى عالم آخر فيما كانت أنوار السيارة تخترق الظلام بخفة...
...كلما اقتربتا من الموقع بدأت أصوات الموسيقى تعلو شيئًا فشيئًا مزيج من الإيقاعات الصاخبة والنغمات العميقة التي تهتز معها الأرض برفق وكأنها تنبض بالحياة...
...أضواء متعددة الألوان انعكست على واجهة القصر الفخم الذي تزينت نوافذه بالستائر الثقيلة والشموع المعلقة بينما تراقصت الأضواء فوق الأعمدة الرخامية كأنها ترحب بالوافدين...
...ارتفعت الضوضاء من الضحكات والموسيقى وصوت الكؤوس المتصادمة واختلطت بروائح العطر والدخان والليل...
...في الخارج اصطفّت سيارات فارهة وتجمّع الحاضرون بملابس لامعة وكأنهم خرجوا للتو من أفلام سينمائية وكانت أصوات الخطى فوق الحصى الناعم تختلط بالهمسات المريبة والحماس الصاخب...
.......
.......
.......
.......
.......
.......
.......
...توقفت السيارة ونظرت سيرافينا نحو القصر قلبها يدق بسرعة كأن الليلة على وشك أن تسرق منها شيئًا لا تعرفه بعد...
............
...صور من فصل اليوم...
...✨سيرافينا✨...
...
...
......ان كنت مني محبي القرأة واعجبتك روايتي فتابعني على الواتباد......
Comments