أصداء الماضي ، وشبكة المؤامرة

الفصل الرابع: أصداء الماضي، وشبكة المؤامرة

لم يكن سايون يجهل هوية كاوري تمامًا. بل كان يعرفها منذ طفولتهما، صديقة طفولةٍ مُنسية، ذكرياتٌ مُخبأةٌ في أعماق ذاكرته، تحت طبقاتٍ من الغضب والألم والخيانة. لكن كاوري، بسبب صدمة الماضي، نسيت سايون تمامًا، مُركّزةً كلّ طاقتها على الانتقام من قتلة والديها، قتلةٍ يُعتقد أنّهم من أقرب الناس إليها. هذا ما يُشكّل التحدي الحقيقيّ لسايون، ليس فقط هزيمة إخوته، ريجنالد وأريون، بل استعادة ثقة صديقة طفولته المُنسية، وإقناعها بأنّهم في نفس الجانب، أنّهم يُشاركون نفس الهدف: إنقاذ عالم الفاريان من براثن الظلام.

يبدأ الفصل بلقاءٍ مُفاجئٍ بين سايون وكاوري، لقاءٌ يُعيد إلى الأذهان ذكرياتٍ مُنسية، ذكرياتٌ مُخبأةٌ في زوايا القصر، بين جدرانه العتيقة، بين ظلاله المُظلمة. يُحاول سايون، بحذرٍ ودبلوماسية، تذكير كاوري بطفولتهما، بأيامهما السعيدة، بروابط الصداقة التي كانت تربط بينهما، روابطٌ قويةٌ تَحوّلت إلى رمادٍ بسبب السنوات الطويلة من الفراق والصدمة. لكن كاوري تُقاوم، تُرفض تذكّر الماضي، مُركّزةً على هدفها الوحيد: الانتقام، الانتقام الذي يُسيطر على كلّ أفكارها، على كلّ أحلامها، على كلّ حياتها.

يُدرك سايون أنّ الطريق إلى قلب كاوري طويلٌ وشاقّ، يحتاج إلى أكثر من مجرد تذكيرها بالماضي. يحتاج إلى كسب ثقتها، إلى إظهار صدق نواياه، إلى إثبات أنّه ليس عدوًّا، بل حليفًا، حليفًا يُمكن الاعتماد عليه، حليفًا يُمكن أن يُساعدها في الانتقام من قتلة والديها. يبدأ سايون بمُشاركتها بعض أسراره، بعض جوانب حياته التي لم تُكشف من قبل، بعض آلامه، بعض مخاوفه، بعض أحلامه، ليُظهر لها أنّه بشرٌ مثلما هي، أنّه يُعاني مثلما تُعاني.

في الوقت نفسه، يُواصل سايون جهوده لإضعاف قوّة إخوته، ريجنالد وأريون. يُستخدم حنكته وذكاءه، ويُستغل نقاط ضعفهما، ليُزرع بذور الشكوك والانقسام بينهما، ليُضعف قوّتهما قبل المواجهة النهائية. يُدرك سايون أنّ ريجنالد وأريون، برغم قوّتهما البدنية الهائلة، يفتقران إلى الحكمة والإستراتيجية، إلى التفكير بعيد المدى، إلى التخطيط الدقيق، وهذا ما يُستغَلّ ببراعةٍ من قبل سايون.

لكنّ سايون يُواجه تحديًا جديدًا، مؤامرةٌ تُحاك في الظلّ، مؤامرةٌ مُعقدةٌ، تُشرك فيها قوىٌّ خفيةٌ، قوىٌّ تتجاوز حتى قوّة الملك إكسيل، قوىٌّ تُهدد بإغراق عالم الفاريان في ظلامٍ دائم. هذه القوى تسعى للسيطرة على عالم الفاريان، وللسيطرة على "قلب الفاريان"، القطعة الأثرية التي تمتلكها كاوري، قطعةٌ تُخفي في طياتها قوى سحرية هائلة.

يُكتشف أنّ هذه القوى مرتبطةٌ بماضي كاوري، بماضي عائلتها، بماضي السحرة القدماء، بماضي الأساطير والحكايات التي تُروى في الظلام. يُدرك سايون أنّ عليه حماية كاوري، حمايتها من هذه القوى الخفية، حمايتها من نفسها، من غضبها، من رغبتها في الانتقام. يُدرك أنّ كاوري، برغم رغبتها في الانتقام، ليست شريرة، بل ضحية، ضحية مؤامرة كبيرة، مؤامرة تتجاوز خياله.

يُقرر سايون العمل مع كاوري، ليس فقط من أجل هزيمة إخوته، بل من أجل حماية عالم الفاريان من هذه القوى الخفية، من أجل كشف الحقيقة، من أجل إحقاق العدل. يُدرك أنّ التحالف بينهما هشّ، مُهدّد بالانهيار في أيّ لحظة، مُهدّد بشكوك الماضي، بأشباح الذكريات، بألم السنوات الماضية. لكنّه مُصممٌ على كسب ثقتها، على إقناعها بأنّهم في نفس الجانب، أنّهم يُشاركون نفس الهدف، نفس الحلم: إنقاذ عالم الفاريان. يُدرك أنّ كاوري، برغم نسيانها للماضي، لا تزال تحمل في قلبها بقايا تلك الصداقة القديمة، بقايا تلك الأيام السعيدة، بقايا أملٍ يُمكن إعادة إشعاله. ويُدرك أنّ عليه استعادة تلك الصداقة، لإنقاذ عالم الفاريان، ولإنقاذ صديقة طفولته المُنسية. المعركة لم تنتهِ بعد، بل هي في بدايتها، بدايةٌ مُثيرةٌ للمخاطر، مُثيرةٌ للقلق، لكنها مُثيرةٌ للأمل أيضًا.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***