"زواج تحت النار"
لم تكن القاعة ضخمة، ولا الزينة فاخرة، لكن في أعين إيلا وجنغكوك، كانت أجمل لحظة في حياتهما.
كانت واقفة أمامه بثوب أبيض بسيط، ينسدل على كتفيها بلطافة، وشعرها مرفوع بطريقة تُظهر عنقها الرقيق. جنغكوك كان يرتدي بدلة سوداء أنيقة، لم يكن بحاجة لكثير من الزينة، عينيه كانت تكفي لتكشف كل ما في قلبه.
وقف حايدن خلف إيلا، فخورًا بها، وفي عينيه دمعة مختبئة.
أما ليو، فكان يتأمل المشهد من بعيد، يبتسم بخفة وكأنه يعرف أن هذا اليوم سيكون آخر لحظة هدوء قبل العاصفة.
وقف العاقد أمامهم وقال بصوت هادئ:
"هل تقبلين به زوجًا لكِ، في السلم والحرب، في الفرح والخطر؟"
نظرت إيلا في عينيه، ثم قالت بثقة:
"أقبل."
ثم سأل جنغكوك:
"وهل تقبل بها شريكة لحياتك وقلبك؟"
ابتسم وقال بلا تردد:
"أقبل، وسأقاتل العالم من أجلها."
ضجت القاعة الصغيرة بالتصفيق، وتقدّم جنغكوك ليقبل جبهة إيلا، بينما الجميع من حولهم يصفق ويضحك… لكن في أعينهم جميعًا، ظل هناك إدراك صامت:
الزفاف ليس النهاية… بل البداية.
---
بعد أيام قليلة، كان الجميع مجتمعًا في غرفة تحت الأرض، مليئة بالشاشات والخرائط.
قال حايدن وهو يشير إلى شاشة كبيرة:
"الشركات الثلاث التي نراقبها – أركتا، نيكست كورب، وكايوسيستم – كلها متورطة في عمليات احتيال، تجارة أسلحة، وتهريب بيانات سريّة."
ليو أضاف: "ومؤخراً، بدأوا يجندون أطفال الشوارع ليعملوا كعملاء بدون ما يعرفوا الحقيقة."
إيلا نظرت نحو إيثان، "هل تأكدت من المصدر؟"
رد إيثان بهدوء، "المصدر أنا."
سكت الجميع للحظة.
جنغكوك قال، "إيثان… حان الوقت نعرف. إنت شو بالضبط؟"
صمت إيثان، ثم ضغط زرًا صغيرًا على معصمه… وعيناه تحولت إلى ضوء أزرق، وصوته تغيّر قليلاً.
"أنا مشروع ذكاء صناعي متطور. كنت إنساناً... لكن تم دمجي بنظام ذكاء في تجربة قبل ثلاث سنوات. وهم أخفوا الحقيقة. والآن… سأحاربهم."
بدت الصدمة واضحة على وجه إيلا، لكنها لم تبتعد. تقدّمت خطوة نحوه، وقالت:
"أنت كنت صديقي، والآن أصبحت حليفنا. ما يهمني هو شو رح نكون مع بعض، مش شو كنا."
---
في الليلة التالية، انقسم الفريق إلى مجموعتين:
ليو وإيلا اقتحموا مختبر البيانات في شركة كايوسيستم.
جنغكوك وإيثان وحايدن توجّهوا إلى مجمع الأسلحة التابع لنيكست كورب.
داخل المختبر، استخدمت إيلا جهازًا متطورًا لفكّ نظام الأمان.
قال ليو: "إنتِ أسرع حتى منّي، وهذا نادر."
ضحكت إيلا: "تعلّمت من أفضل المخترقين… يعني أنت."
"ذكّرتيني إني فخور فيكِ."
بمجرد فتح النظام، ظهرت ملفات سرية:
"تجارب بشرية"، "دمج الأعضاء بالآلة"، "أطفال معدلّون جينيًا."
شهقت إيلا، "هذا جنون…"
---
في ذات الوقت، كان جنغكوك يتقدّم بين الظلال، بينما إيثان يعطّله الأمن الإلكتروني.
قال حايدن: "هناك ثلاث حراس على الباب الرئيسي."
رد جنغكوك: "خليهم إلي."
قفز من الأعلى، وضرب الأول بضربة قوية على الرقبة، ثم لفّ بسرعة على الثاني وأسقطه بحركة دائرية، وأخيرًا أوقف الثالث بمسدس كهربائي.
"واضح إنك ما نسيت مهاراتك." قال حايدن بابتسامة.
"في حب إيلا… كل شي يرجع بسرعة." رد جنغكوك وهو يعدل سلاحه.
---
بعد دقائق، دوّى الإنذار في كل المباني.
صوت آلي بدأ يردّد:
"تم اختراق الأنظمة... المستويات الأمنية انتقلت إلى الدرجة الحمراء."
صرخت إيلا عبر الجهاز:
"انسحبوا فوراً! إحنا اكتشفنا أنهم زارعين نظام تتبع داخل الأجهزة، لازم نهرب قبل ما يُغلق المكان بالكامل!"
رد ليو وهو يركض بجانبها: "خريطة الهروب جاهزة، بس لازم نتحرك بسرعة!"
أما جنغكوك، فقد كان يقاتل حراسًا مدرّبين، كل منهم أقوى من الآخر، لكنه لم يتراجع.
ضربة، ركلة، طلقة، وكل حركة كانت مدروسة.
"لن أسمح لهم بإفساد زواجي... ولا حياتنا." صرخ وهو يضرب آخر حارس أرضًا.
---
خارج المباني، اجتمع الفريق في نقطة الهروب.
وجه إيلا كان متعبًا، لكن عينيها مليئتين بالعزم.
قالت:
"أخذنا البيانات... لكن الآن هم يعرفون إننا نعرف."
ليو تنفّس بعمق: "الحرب بدأت، وأظن هذه مجرد أول جولة."
إيثان نظر في الأفق: "الشركات ستطلق مشروع العين الحمراء خلال أسبوع... مشروع قادر على التحكم في عقول البشر. إذا لم نوقفهم قبلها… كل شيء سينتهي."
جنغكوك أمسك يد إيلا، وقال لها:
"معكِ، أنا مستعد أحارب ألف شركة… فقط ابقي بجانبي."
فابتسمت وقالت:
"سنبقى... وننتصر."
Comments