الفصل الثاني: "الظلال داخل القصر"
المشهد الأول:
في صباح اليوم التالي، كان القصر يغلي من الداخل، الجميع يترقب خطوات الإمبراطور، الذي كان في عجلة من أمره لتصفية بعض الأمور السياسية التي تهم المملكة. وبينما كانت نور تتنقل بين خدم القصر، كان قلبها يزداد اضطرابًا.
أصبح الآن واضحًا: العلاقة التي تربطها بـ سيفان لم تعد خفية، والحديث عنها بدأ ينتشر بين الحاشية.
كانت نور تتمنى أن تكون مثل الجميع، أن تنسى ما حدث وتعود لحياتها اليومية، لكن لم يكن بإمكانها أن تقاوم الجذب الذي يشعر به قلبها عندما يقترب سيفان منها.
ولكن في تلك اللحظة، دخلت ريلا، الأميرة الشابة، قاعة الخدم. عيونها كانت مليئة بالشكوك، وعلى الرغم من جمالها، كانت تحيط بها هالة من الخطر.
> "نور، لا تعتقدي أن كل شيء سيسير على ما يرام، هناك دائماً من يراقب. وفي هذا القصر، لا يوجد مكان للضعفاء."
نور رفعت رأسها بثقة، ثم أجابت:
> "لن أكون ضعيفة بعد الآن، ريلا. مهما كان الثمن."
تبادلا النظرات، وكل واحدة منهما كانت تحمل في قلبها أسراراً وأهدافًا مختلفة، لكنهن في النهاية يشتركن في شيء واحد: الرغبة في البقاء على قيد الحياة في هذا القصر.
خارج القصر، كان أريان يتدرب مع مجموعة من الفرسان في ساحة التدريب. كان يشعر بالقلق على سيفان ونور، رغم تأكيده على ولائه لهما. جال في ذهنه سؤالٌ كبير: هل هو قادر على حماية الأمير والنور من الخيانة التي تحيط بهما؟
بينما كان يتدرب، اقترب منه كايل، الفارس الغامض الذي ظهر فجأة في القصر. كان لديه هدف غير واضح، لكن جديته في القتال كانت واضحة تمامًا.
> "أريان، يجب أن نكون جاهزين لما هو قادم. هذه المملكة لا تسمح للأقوياء بالبقاء على قيد الحياة إذا كانوا يقفون في طريق الطموحات."
أريان التفت إليه بحذر، وقال:
> "أنت لا تعرف الكثير عن هذا القصر، كايل. الظلال هنا ليست فقط من جدران المباني، بل تأتي من داخل القلوب."
كايل ابتسم ابتسامة غامضة، لكن كان هناك شيء في نظره يوحي بأنه يحمل معرفة أكبر مما يظهر.
في القاعة الكبرى، حيث كان الإمبراطور يستقبل الزوار من الممالك المجاورة، وقف سيفان ونور في طرف الغرفة، يراقبون كل شيء بصمت. كانوا يعرفون أن هناك شيئًا أكبر من مجرد الولاء المتبادل بينهم، كان هناك خطر يترصدهم في كل زاوية.
وفجأة، بدأ الإمبراطور حديثًا مع زعيم مملكة أخرى، وأوضح أن هناك مؤامرة تحاك ضد المملكة من داخل القصر نفسه. كانت نبرة صوته جادة، وحركاته تشير إلى توتر غير معتاد.
سيفان قرر أن يواجه هذا التحدي بشكل مختلف. لم يعد يهتم بما يمكن أن يحدث له شخصيًا، بل كان يركز على حماية نور وكل من حوله. قرر أنه إذا كان سيحارب، فسيحارب من أجل حريتهم ومن أجل المملكة.
> "لن أسمح لأي شخص أن يعكر صفو هذا الحب، ولا هذا المسار الذي اخترناه."
سيفان.
في الزمان والمكان الذي كان يجب أن يكون فيه الأمان، كانت نور تتسلل في أروقة القصر بحثًا عن أي خيط يربط بين الخونة. كانت تشعر بشيء غريب في الجو، وكأن الجميع يراقبها.
وفي تلك اللحظة، اصطدمت بـ ريلا مرة أخرى. لكن هذه المرة كان هناك توتر أكبر في اللقاء.
> "هل تعتقدين أن علاقتك بـ سيفان ستكون هي ما يضمن لك مستقبلك هنا؟"
ريلا، بنبرة هادئة ولكن مليئة بالتهديد.
نور نظرت إليها بتحدٍ، ثم ردت:
> "لا أحد يضمن مستقبله هنا. لكنني سأفعل ما في وسعي لكي أكون قوية بما فيه الكفاية للمواجهة."
في تلك اللحظة، بدأ الخطر يظهر بوضوح أكبر. كانت نور تدرك أن المواجهة مع الإمبراطور أصبحت وشيكة، وأن الخيانة ليست مجرد إشاعات، بل حقيقة ماثلة أمام عينيها.
Comments