الظلال المختارةـ الفصل الثاني :صدى الوميض ، وشبكة المؤامرات

الظلال المختارة - الفصل الثاني: صدى الوميض، وشبكة المؤامرات (متواصل)

مرّ شهرٌ على الزلزال الذي هزّ مملكة إيزاكي، زلزالٌ غيّر وجه المملكة إلى الأبد، ورافق ولادة كيوكو الغامضة. الملكة، تُعاني من آثار الخوف والقلق، لم تستطع النوم ليلاً منذ تلك الليلة المشؤومة. كلما أغمضت عينيها، راودتها كوابيسٌ مُرعبةٌ عن زلزالٍ آخر، أكثر عنفًا، يهزّ عرشها ويُنهي حكمها. لكنها لم تكن خائفةً على عرشها فقط، بل على مملكتها، على شعبها. كانت تُلاحظ وميضًا غريبًا في عيون كيوكو، وميضًا ضعيفًا من النور، وميضًا يُشبه الأمل وسط الظلام المُطبق، لكنها لم تكن متأكدة من مصدر هذا الوميض، أو من معناه. كانت تُحاول بشتى الطرقِ فهمَ هذا الوميض، فهمَ القوةَ الغامضةَ التي تُخفيها كيوكو.

في قصرها المُحاط بالجنود، كانت الملكة تُجري مشاوراتٍ سريةً مع أبرز حكماء المملكة، حكماءٌ ذوو خبرةٍ وحكمةٍ عظيمة، لكنّهم لم يستطيعوا فهمَ طبيعةِ القوةِ الغامضةِ التي ظهرت مع ولادةِ كيوكو. كانوا يُناقشون الأساطير القديمة، يُحلّلون الرموزِ والأحداثِ الغامضة، بحثًا عن تفسيرٍ منطقيٍّ لما حدث. كان الحكيم الأعظم، شيخٌ كبيرٌ في السّن، يُدعى زاهر، يُحاولُ ربطَ الأحداثِ بِأسطورةٍ قديمةٍ تُحكي عن فتاةٍ مُختارةٍ من قبلِ آلهةٍ قديمة، فتاةٍ تُمتلكُ قوةً عظيمةً تُمكنها من إنقاذِ المملكةِ أو تدميرها.

في المقابل، كان إيزاكي، ملكُ الظلام، يُراقبُ الأمورَ من قصرِهِ المُظلم، غضبهُ لا يُخفى. الزلزالُ قد أحدثَ شقوقًا في جدرانِ سلطته، مُنذرًا بضعفِ قوّتهِ المُتزعزعة. كان يُدركُ أنّ ولادةَ كيوكو تُشكلُ تهديدًا لِحكمه، تهديدًا لا يُمكنُ تجاهله. أمرَ جواسيسه بمُراقبةِ كيوكو عن كثب، بحثًا عن أيّ علامةٍ على قوتها الغامضة. أرسل أفضلَ سحرةِ مملكته لِبحثِ الأساطيرِ والكتبِ القديمة، بحثًا عن أيّ معلوماتٍ تُساعدُهُ على فهمِ ما يحدث. كان يُخطّطُ لِخطّةٍ مُعقّدةٍ لِإسقاطِ الملكةِ واستغلالِ قوةِ كيوكو لِخدمةِ أهدافهِ الشخصية.

في أحد الأيام، أثناء لعب كيوكو في حديقة القصر، هاجمها ذئبٌ ضخم، ذئبٌ أكبرُ من أيّ ذئبٍ رأته الملكةُ في حياتها. أغلقت كيوكو عيونها رعبًا، ولكنها شعرت بهدوءٍ غامض، وكأن الطبيعة تُحيط بها وتُدافع عنها. فتحَت عيونها لتجد الذئب مُسجّعًا على الأرض، مُحاطًا بأشجارٍ تُحيط به كالحراس، وأشعة الشمس تُضيء على وجهها، مُشكّلةً وميضًا قويًا من النور، وميضًا أكثر سطوعًا من الوميض الذي لاحظته الملكة في عيونها. كان هذا الوميضُ هو أولُ إثباتٍ ملموسٍ لقوةِ كيوكو الخفية، قوةٌ تُثيرُ الرهبةَ والخوفَ في آنٍ واحد. لكن هذا الوميض لم يكن مجردَ وميضٍ عادي، بل كان لهُ صدى، صدى ترددَ في أرجاءِ القصرِ والمملكةِ كُلّها.

أبلغَ الحكماءُ الملكةَ بما رأوه، ووصَفوا صدى الوميض بالتفصيل. كانت الملكةُ مُندهشةً، ولكنها لم تكن مُفاجأةً تمامًا. كانت تُدركُ أنّ كيوكو ليست طفلةً عادية. كانت تُدركُ أنّ كيوكو هي أملُ مملكتها في مُواجهةِ إيزاكي، لكنّها كانت تُدركُ أيضًا أنّ كيوكو تُواجهُ خطرًا كبيرًا، خطرًا قد يُهدّدُ حياةَها وحياةَ المملكةِ كُلّها. أمرت بِزيادةِ التدابيرِ الأمنيةِ حولَ كيوكو، وكلّفت أفضلَ حراسِها بِحمايتها، لكنّها كانت تُدركُ أنّ هذا لن يكفي.

في المقابل، كان إيزاكي يُراقبُ كيوكو من قصرِهِ المُظلم. كان يُدركُ أنّ قوةَ كيوكو تُشكلُ تهديدًا كبيرًا لِحكمه، تهديدًا لا يُمكنُ تجاهله. قرّر أن يتّخذَ إجراءً حاسمًا. بدأ بِنسجِ شبكةٍ معقّدةٍ منَ المؤامرات، مُستعينًا بِأفضلِ جواسيسه وسحرةِ مملكته. كان يهدفُ إلى اختطافِ كيوكو وإخضاعها لِسيطرته، أو حتى قتلها إذا لزم الأمر. كان يُخطّطُ لِخطّةٍ مُعقّدةٍ لِإسقاطِ الملكةِ واستغلالِ قوةِ كيوكو لِخدمةِ أهدافهِ الشخصية. كان يعلمُ أنّ الوقتَ يُضيقُ به، وأنّهُ يجبُ عليهُ التحرّكُ بسرعةٍ قبلَ أن تُصبحَ كيوكو قويةً جداً. كان هذا هو بدايةُ معركةٍ طويلةٍ ومُعقّدةٍ بينَ الظلامِ والنور، بينَ قوةِ إيزاكي وقوةِ كيوكو الخفية. كانت هذهِ بدايةُ رحلةٍ مُليئةٍ بِالتحدّيات، رحلةٌ ستُحدّدُ مصيرَ مملكةِ إيزاكي إلى الأبد.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***