الفصل 13

...كان كلام إيلين صحيحًا. لم يكن الوقت مناسبًا للبقاء ساكنًا، رغم أنه لم يفهم ما الذي يحدث....

...حتى أثناء محاولته فهم الوضع، كانت إيلين قد قطعت عنق وحش متوسط المستوى بضربةٍ واحدة....

...ثم غرست سيفها عدة مرات إضافية في عنقه لتتأكد من موته تمامًا....

...نظر آمون إليها وتذكّر أول مرة قتل فيها وحشًا....

...أخذ الحياة كان شعورًا أقذر مما تخيّل. رغم أن أول من قتله كان وحشًا، إلا أنه عانى طويلًا من تأنيب الضمير....

...لكن إيلين لم تُظهر أي تردد. كانت كفارسةٍ مخضرمة تملك الكثير من الخبرة....

...لقد سمع ذات مرة أن إيلين ليسيروس قضت على مجموعةٍ من الوحوش في طريق عودتها إلى الأكاديمية....

...الجميع ظن أن تلك مجرد شائعة لا أساس لها، لكن آمون أدرك الآن أنها كانت حقيقة....

...“آنسة، اصعدي على ظهري.”...

...في تلك الأثناء، ركضت إيلين نحو الآنسة أسيلي دون تردد وقالت ذلك. وما إن سمع آمون كلامها حتى عبس وجهه....

...“سأحملها أنا.”...

...كان أمر ظهر إيلين يثير قلقه. فلا تزال صورة ما حدث قبل قليلٍ عالقةً في ذهنه....

...إيلين ليسيروس التي أصيبت أثناء إنقاذه وهو مغمض العينين. وتلك الندبة التي لم يعرف سببها، والتي كانت تلتئم شيئًا فشيئًا، لا تفارق ناظريه....

...بمشاعر معقدة لا يمكن وصفها، حمل آمون الآنسة أسيلي على ظهره....

...ويبدو أن الآنسة أسيلي بالكاد كانت تستطيع الوقوف حتى خلال اللحظة القصيرة التي شاهدت فيها مبارزتهما، إذ أطلقت أنفاسًا خفيفة من خلف ظهره....

...مكان تمركز فرقة المطاردة لم يكن بعيدًا عنهم. و ظن آمون أنه إذا ركض بسرعة، فقد يتمكن من اللحاق بالفرقة قبل أن يصادفوا الوحوش....

...لكنه أدرك بعد بضع خطواتٍ فقط كم كان ذلك مجرد وهم كبير. فمع كل خطوة كانوا يخطونها، كانت الوحوش تحيط بهم من كل جانب....

...كان عددها هائلًا إلى حد جعلهم يشعرون بالرهبة والاختناق....

...'هل يمكننا العودة؟'...

...عض آمون على أسنانه وبدأ يلوّح بسيفه....

...أن يحمل الآنسة بيد، ويقاتل الوحوش باليد الأخرى، كان أمرًا مرهقًا حتى بالنسبة له....

...وفوق ذلك، كانت الوحوش تتدفق بلا نهاية، مما شكّل ضغطًا نفسيًا كبيرًا....

...رغم أن إيلين كانت تقضي على كل من يقترب منهم بمهارات سيفٍ مذهلة، إلا أنه لم يكن واثقًا إلى متى ستستطيع الاستمرار....

...البشر لديهم حدودٌ لقوتهم البدنية. وإن لم يكن المرء سيد سيف يكسو جسده بالمانا متجاوزًا حدود الإنسان، فلا بد أن تنهكه قوته في النهاية....

...'ما العمل؟'...

...على ظهره كانت الآنسة أسيلي، وأمامه كان متدربةٌ فارسة جسدها مغطى بالجراح....

...لكن أفكاره توقفت فجأة بسبب وحش ظهر من الجهة اليمنى. وحشٌ من المستوى المنخفض انقضّ فجأة محاولًا أن يخترق جبينه....

...لم يكن هناك مهرب. هذا ما فكّر به آمون وهو يحرّك جسده بسرعة ليمنع إصابة الآنسة حتى إن سقط هو....

...وفي تلك اللحظة، اندفعت إيلين من جهة أخرى، بعد أن كانت تتعامل مع وحش مختلف، بسرعة لا تُصدّق، وضربت الوحش المنخفض المستوى ضربةً ساحقة....

...رغم أن الموقف كان مفاجئًا، إلا أن حركاتها المتصلة كانت نظيفةً بشكل مذهل....

...لم يستطع آمون أن يشيح بنظره عن تلك الحركة السلسة....

...“دعنا نلجأ إلى هناك مؤقتًا.”...

...قالت إيلين له وهي مغطاةٌ بدماء الوحوش. وعندما نظر إلى حيث أشارت، رأى كهفًا صغيرًا....

...***...

...بدأت إيلين تصنع ساترًا عند مدخل الكهف بيدين ماهرتين....

...لم تكن تعلم إلى متى يمكنهم الصمود. لكن لم يكن عليهم البقاء طويلًا على أية حال. فكل ما كانت تحتاجه هو القليل من الوقت لاستعادة بعض طاقتها....

...تألمت إيلين وهي تشعر بالألم ينبعث من ظهرها....

...كان من المزعج أن تضطر إلى إخفاء قوتها لكي تبدو “عبقريةً معتدلة”. و كان عليها أن تصاب حتى في مواقف لم يكن ينبغي أن تصاب بها أصلًا....

...لكن قراءة هجومٍ مفاجئ من وحش متوسط المستوى والرد عليه في الحال، لم يكن أمرًا بإمكان عبقرية معتدلة القيام به....

...لذا اضطرت إيلين، على غير إرادتها، إلى تعمّد ترك ظهرها مكشوفًا للوحش....

...'لماذا ظهر سرب الوحوش أبكر مما ينبغي؟'...

...ما السبب؟ هل كان ذلك لأنها غيّرت الماضي؟...

...راكن، الذي كان من المفترض أن يفقد ذراعه، ما زال سليمًا، وطلاب قسم المبارزة الذين كان من المفترض أن يكرهوا تلك الشريرة، أصبحوا يتعاملون معها بانسجام....

...هل هذا هو السبب؟...

...تغيير المستقبل أمرٌ مخيف، لكن ربما هذا الوضع الحالي هو الأفضل في الواقع....

...فكرت إيلين بذلك وهي تنظر إلى الآنسة المستلقية بلا حراكٍ في أحد زوايا الكهف....

...في الأصل، كانت تخطط للقضاء على الوحوش بمفردها قبل أن يهاجم السرب. فبما أن هناك من يريد قتل الآنسة في هذه الحملة، كان من الخطر أن تبقى معها ضمن فرقة المطاردة....

...هذا ما اكتشفه السحرة الذين حققوا في الأمر بعد موت الآنسة في الماضي. كانوا يشتبهون بأن الوحوش التي هاجمت فرقة المطاردة كانت تحت سيطرة ساحرٍ شديد القوة....

...فإن لم يكن الأمر كذلك، فلا يمكن تفسير التصرفات الغريبة والمفاجئة لتلك الوحوش....

...سرب الوحوش الذي هاجم الفرقة كان يتبع إيلين والآنسة فقط، بشكلٍ دقيق. لم يكن من الممكن ألا يعرفوا من المستهدف....

...ولهذا، لا تستطيع إيلين العودة إلى فرقة المطاردة حتى الآن....

...وحتى دون ذلك، فإن مواجهة وحوشٍ قوية يتم التحكم بها وتنظيم تحركاتها تجعل القتال أكثر صعوبة....

...وفوق هذا كله، لم يكن بإمكانها أن تُظهر كامل قواها أمام الآخرين في الوقت الحالي....

...لكن إن استمرت في التظاهر بالضعف والسذاجة، فمن المؤكد أن أحدهم سيتعرض للإصابة أو الموت....

...لذلك قررت إيلين أنه من الأفضل أن تنفصل عن فرقة المطاردة وتتحرك بمفردها....

...كانت طريقةً غير عقلانية بعض الشيء، لكنها كانت الحل الأكثر ضمانًا. وفوق ذلك، كان كارون ضمن فرقة المطاردة أيضًا. وكانت إيلين تخشى أن تسير الأمور كما حدث في المستقبل....

...لم تكن تريد حتى أن تترك احتمالًا ضئيلًا لفقدان كارون ذراعه اليمنى. فقد رأت من قبل ما يكفي من وجه شقيقها وهو غارقٌ في اليأس، ولا تريد تكرار ذلك أبدًا....

...“إيلين ليسيروس.”...

...استدارت إيلين نحو الصوت الذي ناداها. و كان آمون يحدّق بها بتعبيرٍ معقّد على وجهه....

...تردد للحظة، ثم اقترب منها ببطء....

...أصبح الجو مظلمًا، فلم يعد بالإمكان تمييز الملامح إلا على ضوء القمر. لكن المفارقة أن إيلين، في تلك اللحظة تحديدًا، استطاعت أن ترى ملامح آمون بوضوحٍ لأول مرة....

...كان دائمًا يعبس وكأنه غاضب، لكنه الآن كان ينظر إليها بوجهٍ جاد للغاية....

...ورغم أن إيلين لم تكن تهتم كثيرًا بالمظاهر، فإنها حينها فقط أدركت لماذا كان يُعدّ من أكثر الشبان وسامةً في أكاديمية أتينس....

...فآمون، رغم طباعه السيئة، كان مشهورًا في الأكاديمية بملامحه النحتية. كان يملك جسدًا قويًا وتعبيرًا حادًا يليق بذلك الجسد....

...تذكرت إيلين أحد طالبات الأكاديمية وقد قالت ذات مرة أنه يُعجبها منظر آمون وهو يطلق تعليقاته اللاذعة بتلك الملامح الوسيمة....

...رغم أن إيلين لم تستطع فهم هذا النوع من الأذواق، إلا أنها بدأت تدرك قليلًا ما الذي كانوا يشعرون به....

...أخذ آمون يجمع شعره الأسود المزعج إلى الخلف وكأنه منزعجٌ منه، ثم وجّه إليها سؤالًا، ...

...“هل جراحكِ بخير؟”...

...تفاجأت إيلين من السؤال لدرجة أنها فقدت القدرة على الرد....

...لم تكن لتتخيل يومًا أن تسمع مثل هذا الكلام من آمون هيدور....

...بدأ يفتش في جيب زيه العسكري وأخرج شيئًا صغيرًا. كانت زجاجة دواءٍ صغيرة....

...“أحمله معي دائمًا. سيخفف الألم.”...

...كان هذا التصرف غريبًا عليها....

...في حياتها السابقة، لم يحاول حتى الحديث معها بشكل طبيعي حتى لحظة موتها....

...أن تسمع منه كلماتٍ فيها قلق بدلاً من الكراهية، كان أمرًا يبعث على الغرابة....

...مدّت إيلين يدها لتأخذ الزجاجة من يده دون أن تتحدث. لكن آمون لم يعطها إياها، بل حرّك رأسه نافيًا بوجه جاد....

...“وكيف تظنين أنكِ ستضعينه؟ سأفعلها أنا، استديري.”...

...“أم…..لكن..…”...

...“هل تظنين أنني سألتهمكِ مثلًا؟”...

...ربما كان مجرد وهمٍ شعرت به، أن آمون قد تغيّر قليلًا....

...فملامحه بدت متجهمة كعادته. لا، ربما كان من حسن الحظ أنها لم تتغير....

...عندما فكّرت بالأمر، تذكّرت أن آمون كان قاسيًا مع الجميع، دون استثناء. وإدراكها لذلك منحها شعورًا غريبًا....

...هل من الممكن أنه كان يتصرف هكذا من باب القلق في الماضي؟...

...'لا، مستحيل.'...

...فكرت إيلين بذلك، ثم استدارت بهدوء....

...لكن بخلاف ما توقعته من لمسةٍ خشنة، كانت يد آمون وهو يضع الدواء على ظهرها حذرةً ولطيفة...

...مرت لحظات وهو يضع الدواء في صمت، حتى بدأ تنفّسه يصبح أثقل قليلًا....

...وفي الوقت ذاته، شعرت بأن أطراف أصابعه ترتجف....

...ثم تحدث آمون بصوت مختنق'...

...“الجروح على ظهركِ…..من الذي فعل هذا بكِ؟”...

...“…..…”...

...“من الذي تجرأ على إيذاء شخصٍ من عائلة الماركيز ليسيروس..…؟”...

...عندها فقط تذكّرت إيلين آثار الندوب الموجودة على ظهرها....

...والمفاجئ أنها كانت قد نسيت نصف تلك الجراح التي لم تختفِ بعد من جسدها....

...في الماضي، كانت تصر على ارتداء الفساتين التي تصل إلى العنق لتخفي كل شيء بأي طريقة ممكنة. و كانت تختار الملابس ذات الأكمام الطويلة عمدًا، وتضع القفازات تحسّبًا لأي احتمال....

...لكن بعد أن عاشت عدة حيوات، أصبحت ذاكرتها باردةً كفاية لتجعلها تنسى تلك الأمور....

...وحين أدركت أنها عادت إلى الماضي، كانت قد تأكدت من الكدمات على ساقيها، لكنها سرعان ما نسيت الأمر تمامًا. ...

...في الحقيقة، لم تكن تريد أن تفكر في ذلك بعد الآن. ففي النهاية، لم تكن تلك الذكريات جميلةً بأي شكل....

...لكن هذا النسيان المتعمد هو ما أدى إلى هذا الموقف المحرج....

...استدارت إيلين ببطء. وعندما رأت وجه آمون، فقدت القدرة على الكلام....

...حتى بعد كل الحيوات التي عاشتها، كانت دومًا تفكر بالأمر نفسه، فريدين وفرسانه كانوا أناسًا طيبين بحق....

...كانوا يملكون قلوبًا تعرف كيف تشفق حتى على أكثر الأشرار فسادًا....

...ومع أنه من المفترض أن يعتقد أنها هي من قتلت كاي، إلا أن ملامحه كانت تقول غير ذلك....

...وجهه المعقود وكأنه يتألم مثلها تمامًا جعل ملامح إيلين تتشوه بدورها....

...“هل يعرف الماركيز ليسيروس بذلك؟”...

...“….…”...

...“أجيبيني، إيلين ليسيروس.”...

...______________________...

...اوتش يوجع ادري مستحيل تعلمه بس مدري شلون تشرح له ولا مب لازم؟ ...

...بس على الاقل اتمنى انه يعلم كارون😭...

...شكل آمون ذاه طرف ثالث بالغلط؟ او بيصير ولي لها...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon