في ظلل الصمت حيث تتكسر الاقنعه والعالم الداخلي يقف شاب وحيد يمسك بيده لوحه العالم لم يولد بعد لكن هل سيتمكن من إنجازها ام ان الظلال ستغمره
في احد الاحياء الراقيه يعيش شاب متوسط الطول عينوا خضراء وابيض وشعرو ناعم شبه الاجانب ولكن الولد مكنش يعرف ان شكلوا الوسيم دا هيكون احد اسباب تعبوا في الحياه
اهلا انا اياد عندي ١٧ سنه حبيبت اسجل قصتي لعل حد يسمعها او يكون حد بيواجه نفس مشكلتي ومش قادر يتكلم عنها سالتي لاهلي وكل الاهالي اللي بيدمرو اولادهم من غير ما يحسو بحجه احنا خايفين على مصلحتك او دا مش مناسب للمجتمع انتو بنسبه ليكم المجتمع اهم من اولادكم
قصتي بدأت من اول ما دخلت سن المراهقة انا مختلف عن كل اللي في سني انا ولا بحب المهرجانات ولا بابجي ولا اي حاجه من دي بحب الرسم الموسيقي الهاديه الجري والمذكره
او ذي في الاسلوب الدارج واد دحيح ولكني طبيعي انا فاهم سني وفاهم ان في مشاعر كتير اوي لازم احس بيها ولازم اعصم نفسي عن الخطاء الكبير اللي بيواجه شباب في سني ولكن دا كان مخالف لقواعد المجتمع في الولاد لازم صوته يبيقه قوي ويكلم بنات ويلبس مقطع عشان محدش يقول عنو انك مش راجل هي دي الرجوله في نظر الناس وللاسف حتي اهلي كان شيفني كده لدرجه ان ولدي مستغرب اني مليش تعامل مع البنات انا عندي اخت ايو صغيره بس لما تكبر وحد يلعب بمشاعرها وتتعب هل انا هبقي سعيد اه السعاده اصلا حاجه مش موجوده عندي بعاني من الاكتئاب لكن مينفعش اقول اني عندي اكتئاب لاني ولاد الراجل مينفعش يتعب مينفعش اعيط حتي لو دموع فرحه
انا كرهت نفسي وشكلي وحياتي وسني واهلي وصحابي وصلت لمراحله اني بقيت مش عايز حاجه من الدينا كنت دايما بستخبا من تنمر زميلي بالرسم كنت موهوب واخدت جوائز كتير في المدرسه كان نفسي اكون رسام بس مينفش دا شغلنات البنات لازم اتبع سياسه القطيع وابقي مهندس او دكتور او مدرس وفي يوم كنت راجع من المدرسه مبسوط لاني اخدت شهادة تقدير كأفضل رسام كنت فرحان اوي
ولما روحت لقيت بابا في وشي بيقول صحيح اللي المدرس قالوا ليا في التلفون انا قلقت وسئلتوا خير يا بابا المدرس قالك اي
رد عليا وقالي انك طري ذي البنات بترسم يا خويا لا وبتقدم في مسابقات من ورايا بتمسك الفرشه وتعط السمعات ذي البنات و شاف الشهاده مسكها قطعها وجري علي الاوضه وانا بجري وراء وكان بيقولي انا بقي هولعلك في القرف اللي مخليك ذي البنات وان بترجاء وبقولا بلاش يا بابا حرام عليك تحرمني من اكتر حاجه بحبها رد قالي الرسم والقرف دا هو اللي مخليك بتعيط كده مفيش راجل بيعيط ولم كل اللوحات والفرش وحراقهم في الجنيه قدام عيني فضلت باصص بنظره خاليه من المشاعر لما النار انطفت انطفت معاها كل حاجه حلوه جوايا
بقيت ساكت علي طول بعد الموضوع دا بشهر مات جدي وعلي الرغم من اني كنت بحبو حسيت ان دموعي مش عايزه تنزل حتي انا كنت زعلان اوي بس مش عارف بس تقريبا كده استهلكت كل دموعي وقتها
مررت الايام والشهور وانا علي نفس الحاله ولا باكل ولا بنام وبابا لما شفني كده جاب ليا فرش بدل اللي حرقها ولكني فقدت الشغف نحية اكتر حاجه بحبها كل الذكريات دي بتتعاد قدام عيني تريقت زميلي عليا وتريقت اخواتي وابويا حسيت ذي ما يكون كل اللي حوليا بيكرهوني بقيت بفكر كتير في الانتحار ولكني كنت بحاول اصبر نفسي ولكن حصل اللي قضي عليا لما حولت ارجع شغفي تاني انا متعود البس كمامه وكاب وكنت بروح فصل مهجور اعد ارسم فيه عشان محدش يتريق عليا ومسمعش ضجيج العالم
وانا اعد ومبتسم عشان بدات ارجع شغفي لقيت زميلي داخلين عليا وبيقولوا اهو الاجنبي اهو عليا انا اي اعد بتعمل اي يا اجنبي بترسم انا فضلت ساكت لان ببساطه مش بحب ارد علي الاشكال دي لاني بعمل ليهم قيمه ولكن هما اتمادو ومسكو علبة الالوان ورمها علي الارض سعتها انا اتعصبت وقولت ليهم انتو عايزين اي اطلعوا بره ولا اقولكم انا اللي همشي وجاي امشي وقفوه في وشي وزقوني علي الارض ولقيت واحد فيهم بيقول اهو هيعيط ذي البنات اهو وبيضحكو وضربوني وكسر اللوحه ورمو عليا الالوان
روحت البيت وانا شكلي مبهدل
لقيت بابا بيقولي اي اللي عمل كده فيك مين اللي ضربك افتكرت انو هيجبلي حقي منهم قولت لي زميلي لقيت قلم نزل علي وشي من ابويا لاول مره يضربني وقالي حاجه عمري ما هنسها عشان انت مره مش راجل تستاهل يرتهم كانو موتوك عشان ارتاح منك ومن قرفك
سبتو ومشيت ودخلت علي اوضتي وبدات اعيط واكسر كل حاجه في الاوضه واعيط واصوت ولقيت قدامي الكاميرا وجنبها قطر فتحت الكاميرا دي اخر حاجه هسجلها قبل موتي مع السلامه ايه العالم الحقير دايما المظلمين مش بيخدو حقهم في الدنيا القسيه دي انا بكره نفسي وبكرهكم كلكم شياطين انا قررت اقتل كل واحد ظلمني
اياد دخل علي ابوه وامو بليل وقتل أبوه وامو صحيت وفضلت تصرخ وهو مشي بهدوء وارح علي اوضته بعد ما طعن اموه وهو بيقول انتي لي موقفتيش جنبي لي مش حميتيني ذي باقي الامهات انا بكرهك وبكرهم موتوا وبعد كده دخل علي اوضتوا بكل هدوء وسبت الكاميرا وقطع شرينو البوليس جي كانت جريمه اتهزت ليها قلوب كل من سمعها
بتاريخ٢٠٢٥/٤/١٣
بقلم الكاتبه/ رحمه وائل محمود
Comments