لأنه الله

لأنه الله

الاول والاخير

الله سبحانه وتعالى هو صاحب العظمة والمجد، المتفرد بالكمال والجلال، لا يمكن للعقول البشرية أن تحيط بكل جوانب عظمته أو تستوعبها، فهو الذي "سَبَّحَ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" (الحديد: 1)، وكل شيء في هذا الكون يسبح بحمده.

الله هو الخالق الذي أوجد هذا الكون من العدم، بقدرته المطلقة، لا يحتاج إلى شيء ولا يحتاجه شيء، في يد الله مفاتيح السماوات والأرض. يقول الله سبحانه وتعالى: "وَفِي السَّمَاءِ رَزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" (الذاريات: 22)، وهذه الآية تذكرنا بأن الله هو الذي يرزق ويعطي ويمنح، وهو الذي يدبر أمر الكون. لا شريك له في الخلق ولا شبيه له في الملك، فهو الله الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.

الله هو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، وهو الحكيم في تدبيره، العليم بما في السماوات والأرض. يقول الله تعالى: "وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران: 6)، وقدرته لا حد لها، فهو الذي يخلق الأشياء ويقدرها على ما يشاء. في لحظة واحدة يستطيع أن يُحيي ويميت، ويُغني ويفقر، ويُسعد ويشقي، كل شيء في هذا الكون يتبع مشيئته التي لا تُخطئ.

إذا أردنا أن نتحدث عن عظمة الله تعالى، علينا أن نتأمل في أسمائه الحسنى، فكل اسم من أسمائه يعبر عن جانب من جوانب جلاله وعظمته. من أسمائه: الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر. وكل اسم من هذه الأسماء يدل على عظمة الله، وعلى رحمته، وعلى قدرته التي لا يُحدّها شيء.

الله تعالى هو الذي لا يظلم أحدًا، بل هو العادل الذي لا يظلم أحدًا مثقال ذرة. في يوم القيامة، يقف الناس أمامه، ولن يجدوا إلا عدلاً بين أيديهم، كل شخص سينال جزاءه بما عمل. قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَوَجَاءَ بِهَا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا" (النساء: 40). في هذه الآية نجد تأكيدًا على أن الله لا يظلم أحدًا، بل يعطي كل شخص جزاءه بما يليق به.

من عظمة الله تعالى أيضًا أن رحمته وسعت كل شيء، فهو الرحمن الرحيم. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" (الأعراف: 156)، هذه الرحمة تشمل جميع مخلوقاته، المؤمن والكافر، الصغير والكبير، لا تستثني أحدًا. الله هو الذي يغفر الذنوب ويقبل التوبة، مهما كانت العاصي كبيرة أو صغيرة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" (الزمر: 53)، في هذه الآية دعوة للمذنبين للعودة إلى الله والتوبة.

عظمة الله تعالى تظهر أيضًا في قدرته على إجابة الدعاء، فهو السميع البصير، يسمع دعاء عباده ويعلم حاجاتهم قبل أن يطلبوا. في الحديث الشريف: "يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا" (رواه مسلم)، هذا الحديث يظهر عظمة الله سبحانه وتعالى في ملكه، وأنه لا ينقص من عظمته شيء مهما كان الناس بعيدين أو قريبين منه.

الله سبحانه وتعالى هو الذي لا يمل من العبادة، ولا يتعب من إجابة الدعاء. ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يمل حتى تملوا" (رواه البخاري)، أي أن الله سبحانه وتعالى يبقى دائمًا رحيمًا، دائمًا مغفرًا، حتى إذا أُهملنا في عبادته، ونحن الذين نملّ ولا نملأ قلوبنا بحبه.

نحن البشر نخطئ، ولكن الله هو الغفور الذي يصفح عنا، ويرزقنا من فضله. قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النساء: 96). فالله غفور لذنوبنا، رحيم بنا، يعفو عما بدر منا. هذه الرحمة هي من أسمى صور العظمة الإلهية، وهي التي تفتح لنا أبواب الأمل والتوبة.

يجب أن نتذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له في عظمته. هو الذي يخلق ويحيي ويميت، وهو الذي يُدير هذا الكون بعلمه وحكمته. هو الذي لا يغفل ولا ينسى، ويعلم ما في السموات وما في الأرض. قال تعالى: "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" (الزمر: 62).

في النهاية، يجب أن نعيش دائمًا في ظل هذه العظمة الإلهية، وأن نتذكر أن الله هو الرقيب على أعمالنا، وأنه دائمًا معنا في كل لحظة، في كل وقت، وفي كل مكان. من خلال الإيمان بعظمة الله، نستلهم القوة والثبات، ونعرف أننا لا نحتاج إلا إلى الله، الذي هو القادر على كل شيء، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon