المشهد الأول: لحظة الصدمة
كنت قد أتيت إلى البيت وكان الحزم يسيطر عليا ولكن سمعت صوت ارتطام قوي... دخلت مُسرعًا لأجد أمي مُلقاة على الأرض.
تجمّدت في مكاني من هول المنظر، نسيت كل شيء، حتى حزني. هرعت نحو الهاتف، واتصلت بالإسعاف فورًا.
حاولت إيقاظها، لكنها لم تستجب. كانت أنفاسي متقطعة ويدي ترتجفان.
تحسّست نبضها... كان ضعيفًا جدًا، كأن الحياة تُفلت من بين أصابعها.
وقفت أرتجف إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، فحملوها إلى المستشفي
المشهد ٢
وصلت سيارة الإسعاف أخيرًا، ورافقهم المسعف بسرعة إلى الداخل. كنت أحاول السيطرة على توتري، لكن قلبي كان يرتجف من الخوف.
نقلوا أمي إلى المستشفى، وبمجرد ما كشف عليها الطبيب، جريت ناحيته وسألته بصوت مرتعش:
ـ "هي بخير يا دكتور؟ تعبانة قوي؟"
نظر لي الطبيب بحزن وقال:
ـ "إزاي متعرفش؟"
استغربت: "مش فاهم حاجة، حضرتك تقصد إيه؟"
رد بهدوء صادم:
ـ "يا شمس… والدتك عندها سرطان في المخ بقالها تلات سنين، وكانت بتاخد مسكنات عشان تأخر تطور المرض… بدون علاج حقيقي.
المشهد الثالث
توقف الزمن لوهلة، وساد صمتٌ ثقيل، كأن الهواء نفسه خاف أن يتحرك.
اقترب الطبيب من "شمس" وقال بلطف:
"تقدر تدخل تقعد جنبها شوية..."
هز شمس رأسه بهدوء، ثم تقدم بخطوات مترددة نحو الغرفة.
دفع الباب ببطء، وكأنه يخشى أن يوقظ الألم النائم خلفه.
كانت والدته مستلقية على السرير، مغمضة العينين، ملامحها ساكنة كأنها نُزعت من الزمن.
اقترب منها وجلس بهدوء إلى جوارها، وعيناه تبحثان في وجهها عن شيء... أي شيء.
لم تكن هناك كلمات، فقط تساؤلات عالقة في صدره، لا يجرؤ على إخراجها.
نظراتها، حتى وهي نائمة، كانت تحمل شيئًا يخيفه، شيئًا لم يعرف له اسمًا، لكنه شعر به يتسلل إلى قلبه.
المشهد الرابع:
أخذ شمس نفسًا عميقًا وهو يحاول أن يستوعب صدمة كلمات الطبيب...
عيناه اللامعتان كانت تتقلبان بين والدته التي تحاول أن تبتسم رغم الضعف، وبين الأوراق التي تثبت أن مرضها ليس له علاج إلا الأمل.
جلس بهدوء بجانبها، أخذ يدها برفق، وقال بصوت مبحوح:
"هكون جنبك، مهما حصل... مش هسيبك أبدًا.
المشهد الخامس
تحرك "شمس" بخطى ثقيلة نحو الكرسي المجاور لسرير والدته. جلس بصمت، ثم همس:
"ماما... أنا هنا. مش هسيبك لحظة."
أمسك يدها برفق، وعيناه تبحثان عن أي استجابة، ولو بسيطة.
كانت ملامح وجهه مليئة بالقلق، لكن داخله كان يغلي، يحاول أن يتمسك بالأمل.
المشهد السادس
نظر "شمس" إلى والدته وهي نائمة على كتفه، وجهها شاحب وملامحها مرهقة كأنها خاضت معركة طويلة. كانت أنفاسها هادئة لكن ثقيلة، وكل تنهيدة منها كانت كأنها تطعن قلبه ببطء. رفع يده برفق، ومررها على جبينها ليمسح حبات العرق الصغيرة، ثم همس بصوت خافت:
ـ "أنا جنبك يا أمي... ومش هسيبك أبدًا."
لم تجبه، لكنها تحرّكت قليلًا وكأنها تشعر بحنانه حتى في غفلتها، فزاد ذلك من ألمه وحنانه معًا
المشهد السابع:
ظل شمس جالسًا بجوار السرير، لكنه هذه المرة لم يتحدث. فقط أمسك بيدها وسند جبينه عليها، وكأنه يبحث عن دفء لا يجده إلا من لمسة أمه. كان يشعر أن الوقت يهرب منه، وكل ثانية تمر تترك ندبة داخله.
أحس بوخزة دمعة حاول كبتها، لكنه لم ينجح. سالت بهدوء، كما لو كانت رسالة عجز لا يريد لأحد أن يراها.المشهد الثامن:
ساد الصمت للحظة، فقط صوت أنفاسها البطيئة كان يملأ الغرفة. اقترب شمس من وجه والدته أكثر، ثم همس بصوتٍ خافت مرتجف:
"ماما... إنتي سمعاني؟ أنا هنا... جنبك."
تفتحت عيناها ببطء، وتلاقت نظراتها المتعبة بعينيه المليئتين بالدموع. رسمت ابتسامة واهنة على شفتيها وهمست:
"شـ... شمس؟"
أمسك يدها بلطف وكأنها أغلى ما يملك، ثم هز رأسه قائلاً:
"أيوه يا ماما... أنا شمس... ابنك... وكل حياتي ليكي."
نزلت دمعة دافئة من عينيها، وارتجف صوتها وهي تقول:
"أنا آسفة... ما قدرت أقولك..."
قاطعها بسرعة وهو يشد على يدها:
"ولا كلمة يا ماما... مفيش حاجة أهم دلوقتي من إنك تبقي كويسة... إحنا هنتصرف، بس ما تسيبينيش لوحدي."
المشهد التاسع
خرج "شمس" من غرفة والدته متثاقلاً، وعيناه تلمعان بدموعٍ لم تسقط بعد.
سحب نفسًا عميقًا، ثم رفع عينيه ليجد وجوهًا مألوفة تنتظره عند نهاية الممر.
كانوا أصدقاءه القدامى من المرحلة المتوسطة واقفين بقلوبٍ مملوءة بالقلق، ومعهم زملاؤه المقربون من المدرسة الثانوية.
"شمس" تقدّم نحوهم بخطى بطيئة، وقبل أن ينطق، فتح "عبدالرحمن" ذراعيه، وضمه بقوة.
ـ "ما كنتش هسيبك تعدي ده لوحدك أبداً."
نظرت "ملاك" نحوه بلطف وقالت:
ـ "إحنا جنبك… دايمًا."
ابتسم "شمس" ابتسامة باهتة، ولكن في عينيه بدأ الأمل يعود.(وكانو أصدقاءه القداماء احلام و هدى و ساجد)المشهد العاشر
وقف "شمس" صامتًا، ونظراته تائهة بين ممرات المستشفى الباردة، بينما قلبه يعتصر ألمًا على والدته التي ترقد خلف باب موصد. لم يكن يتوقع أن يرى كل هؤلاء في ذلك الوقت العصيب... لكن ها هم أمامه، جميعهم.
"أحلام" تقترب منه بخطوات هادئة، عيونها البنّية تمتلئ بالقلق، ثم تبتسم برفق وهي تقول:
– "إحنا هنا علشانك يا شمس، مش هتكون لوحدك."
تقف بجانبها "هدى" التي مدت يدها لتربت على كتفه، ثم ابتسم "ساجد" وهو يقول بنبرة تمزج بين المزاح والدعم:
– "فاكر أول ما كنا نزوغ من الحصص سوا؟ شكلك لسه زي ما أنت... بس تعبان شوية."
"عبدالرحمن" كان يقف خلفهم، لكن ملامحه مختلفة، أكثر جدية هذه المرة، اقترب من شمس ووضع يده على كتفه:
– "لو احتجت أي حاجة... أنا موجود."
وفي جانب آخر، تقف "ملاك" بشعرها الأشقر المنسدل وعينيها الخضراوين، تنظر إليه نظرة لم يرها من قبل، مزيج من التعاطف والانبهار. لم تكن تعلم ماذا تقول، لكن وجودها وحده كان كافيًا ليوصل ما عجز عنه الكلام.
أحاطوه بدائرة من الطمأنينة، كأنهم أرادوا أن يخبروه بصمت: "لسنا مجرد ماضٍ مرّ… نحن الحاضر الذي لن يتركك وحدك."
Comments
Serrano manga
الفصل الخامس رائع حيث أسرع أحداث أوسع محزنة
2025-04-23
2
✮ ظہلأل ألوحہدة ✮
حبيت🎀🧸
2025-04-23
2