التاج الملكة.. و رياح تغيير

التاج الملكة.. و رياح تغيير

البوابة المصير

في عالمٍ تحكمه التقاليد والسلطة، حيث تُقاد النساء بدلاً من أن يقدن، تجد ثلاث فتيات أنفسهن في مصير لم يخترنه. بين القصور المذهّبة والمؤامرات الخفية، سيكون عليهن إما الخضوع… أو إعادة كتابة التاريخ.

- كان كل شيء يحدث بسرعة... صوت الفرامل يصرخ في الهواء، صديقاتها يصرخن، الضوء الساطع يلتهم كل شيء. أغمضت ليليان عينيها، قلبها يخفق بجنون، ثم... لا شيء.

هدوء غريب.

فتحت عينيها ببطء، تتوقع الظلام أو الفراغ... لكن بدلاً من ذلك، وجدت نفسها ممددة على سرير فاخر بستائر حريرية، تحيط بها جدران مزخرفة بتصاميم ذهبية، وثريا كريستالية تتدلى من السقف. رائحة العود الخفيف تملأ الهواء، وضوء الشمس الناعم يتسلل عبر الستائر المخملية الخضراء.

"سيدتي! سيدتي، هل استيقظتِ؟"

جاء الصوت الناعم من فتاة دخلت الغرفة بخطوات خفيفة. كانت ترتدي فستان خادمة كلاسيكيًا بلون أسود وأبيض، عيناها القلقتان تنظران إليها باهتمام.

ارتجفت ليليان، وضعت يدها على صدرها، تشعر بنبضها السريع. نظرت حولها في ذهول، عقلها يحاول استيعاب ما يحدث. "أين أنا؟ ما الذي يحدث؟! من هذه الفتاة؟ هل... هل مت؟!"

ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تقول بصوت متردد: "حسنًا... حسنًا..."

ابتسمت الخادمة بلطف، ثم أشارت إلى باب جانبي. "لقد جهزت لكِ حمامك، سيدتي. الفطور سيكون جاهزًا بعد قليل."

نهضت ليليان من السرير بخطوات حذرة، ما زالت تشعر وكأنها في حلم. بعد الاستحمام، خرجت لتجد الخادمة تنتظرها بفستان فيكتوري أخضر بديع، مزين بتطريز دقيق وأكمام منتفخة. نظرت ليليان إلى الفستان، ثم إلى المرآة حيث انعكست صورتها الجديدة. هذا الجسد... هذه الملابس... هذا المكان...

"هذا ليس حلمًا، أليس كذلك؟"

خرجت ليليان من الغرفة بخطوات مترددة، تراقب الخادمة التي تمشي بجانبها برشاقة وثقة. الممر كان طويلاً، مزينًا بسجاد فاخر وستائر مخملية ثقيلة، والأرضية اللامعة تعكس أضواء الشمعدانات المنتشرة على الجدران.

وصلتا إلى باب خشبي ضخم، يحرسه رجلان يرتديان دروعًا أنيقة. دون أن تنبس ببنت شفة، فتحا الباب لها بانحناءة قصيرة. قلبها بدأ بالخفقان مجددًا، لكنها تنفست بعمق قبل أن تخطو إلى الداخل.

كانت القاعة فاخرة، بسقف مرتفع وثريا ضخمة تتلألأ بوهج ذهبي. في منتصف الغرفة، جلس رجل ذو حضور مهيب، عيناه صارمتان كأنهما تحرزانها من الداخل. بجانبه، كان هناك فتيان، أحدهما يبدو ودودًا حيث ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة، بينما الآخر لم يكلف نفسه عناء النظر إليها.

تذكرت ليليان كيف حيتها الخادمة بالأسلوب الفيكتوري، فاستجمعت شجاعتها وانحنت برشاقة كما تقتضي التقاليد، ثم جلست على المقعد المخصص لها. "هل قمتُ بذلك بشكل صحيح؟" تساءلت في سرها، لكنها أبقت وجهها هادئًا.

بدأت تتناول الفطور، تحاول أن تتصرف بطبيعية رغم القلق الذي يتسلل إلى عقلها، حتى قاطعهم صوت خادم دخل بخطوات سريعة، ثم انحنى مخاطبًا الرجل الجالس بجانبها:

"سيدي الملك كريستوف، الدوق وقائد الجيش قد وصلا."

اتسعت عينا ليليان بصدمة، كادت أن تضع الكأس من يدها بقوة لكنها تماسكت. "ملك؟! إذن هذا رجل ملك ؟!

بهدوء، التفت الملك إليها وقال بصوت هادئ لكن حازم: "اجعلي الخدم يجهزون غرف الضيوف والطعام، وتأكدي من تجهيز الحديقة لاستقبال بناتهم."

شعرت ليليان برجفة خفيفة تسري في جسدها. "بناتهم؟

بسرعة، أمرت ليليان الخدم بتجهيز غرف الضيوف، وتحضير الطعام، وتزيين الحديقة لاستقبال الضيفتين الغامضتين. رغم أنها حاولت التصرف بثبات، إلا أن عقلها كان يعج بالأسئلة. من هما؟ ولماذا يولي الملك هذا القدر من الاهتمام لاستقبالهما؟

بمجرد أن انتهت التجهيزات، سارت ليليان نحو المدخل الرئيسي، حيث كانت العربة الملكية قد وصلت للتو. وقفت بثوبها الفيكتوري الفاخر، تحاول الحفاظ على مظهرها الأرستقراطي رغم الاضطراب في داخلها.

وعندما فُتح باب العربة... تجمدت في مكانها.

الجديد

Comments

Twàami Benchikhe

Twàami Benchikhe

سرد رائع، لغة انيقة وجميلة، قصة مشوقة ابدعتي واصلي

2025-04-12

0

Rymia Frm

Rymia Frm

أخبروني إن أعجبكم الفصل الأول

2025-03-25

2

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon