الفصل الثاني "عاصفة في قصر الغمام"

كانوا يسيرون في الممرات الشاسعة لقصر الغمام، وهو قصر ضخم يبدو وكأنه مشيد بالكامل من السحب، حيث تتوهج جدرانه بلمعة بيضاء ناعمة، وأرضياته كانت وكأنها صلبة لكنها تعطي شعورًا بالخفة، كما لو أنهم يسيرون على الهواء نفسه.

كل شيء في القصر كان ينبض بالسحر، من الأضواء التي تنبعث من السقف وكأنها نجوم عالقة في سماء القلعة، إلى اللوحات التي لم تكن مجرد صور، بل كانت تتحرك، تعرض مشاهد متغيرة من الغيوم والعواصف وكأنها نافذة تطل على السماء نفسها.

"واو!" صاحت ميا بدهشة وهي تدور حول نفسها محاولة استيعاب المكان. "هل هذه مقاعد على شكل غيوم؟!" أشارت إلى المقاعد المتراصة على جانبي الممر، والتي بدت كوسائد ناعمة منتفخة.

لوكاس لم يستطع مقاومة فضوله، فمد يده ولمس إحدى المقاعد، ثم ضغط عليها قليلًا، فشعر بأنها ناعمة ومرنة. "حقًا! إنها تبدو مريحة جدًا، أتساءل كيف سيكون الجلوس عليها؟"

"لو قررت الجلوس عليها، فقد تجد نفسك تسقط عبرها إلى الأرض!" قال جايدين بنبرة حادة وهو يعقد ذراعيه.

"آه، جايدين، لا تكن هكذا، نحن في عالم سحري! يجب أن نستمتع قليلًا!" قالت ميا بحماس وهي تحاول القفز على أطراف أصابعها.

"ميا، لوكاس، أنا أتفهم حماسكم، لكن دعونا نبقى حذرين. لا أريد أن تقوم علينا عاصفة... أنا أكره العواصف." قالت ناتالي وهي تضبط خصلات شعرها وتراقب المكان بحذر.

لوكاس التفت إليها بابتسامة ماكرة. "أوه، يبدو أنك تخافين من عاصفة صغيرة؟" قال بصوت ساخر وهو يرفع حاجبه.

ناتالي رمقته بنظرة مستاءة. "أنا لا أخاف، فقط لا أحب أن تُفسد الرياح شعري"

"بالطبع، لأن هذا هو أكثر ما يهم الآن" قال لوكاس ضاحكًا.

"لوكاس، توقف عن مضايقة أختي." قال ريجي بصوت جاد وهو ينظر إليه بحدة.

"هيا يا ريجي، أنت تعلم أنني أحب مضايقتها فقط لا أكثر، إن ردة فعلها الممتعة!" قال لوكاس وهو يرفع كتفيه بلا مبالاة.

غمامة، رئيس مراقبي مملكة الغيوم، الذي كان يسير أمامهم، التفت إليهم بضجر. كان غمامة مختلفًا عن غيم، حيث كان مظهره أكثر صلابة، وكأنه مكون من غيوم متراكمة أشد كثافة، وعيونه كانت تتوهج بلون أزرق باهت.

"أنتم مخلوقات مزعجة وصاخبة... ذكروني، ما نوعكم؟" قال بنبرة باردة وهو يحدق فيهم وكأنهم كائنات غريبة تمامًا.

"نحن بشر" قال جايدين وهو يعدل نظارته، محاولًا الحفاظ على هدوئه أمام نظرات غمامة الثاقبة.

غمامة توقف للحظة، وكأنه يحاول استيعاب الكلمة، ثم نظر إليهم بتعبير جامد. "بشر؟... لم أسمع بهذا الاسم من قبل"

"أظن أن الملكة سحاب سوف تعرف" قالت غيم وهي تحاول التحدث، لكن غمامة قاطعها بحدة وهو يرمقها بنظرة صارمة.

"غيم، التزمي الصمت، لقد سببتِ بالفعل ما يكفي من المتاعب لهذا اليوم" قال بصوت قاسٍ.

غيم خفضت رأسها بخجل. "لكنني لم أفعل شيئًا خاطئًا هذه المرة..." همست بصوت منخفض.

"لا تقسو عليها، هي ليست مذنبة، نحن من دخلنا هنا بالخطأ" قال ريجي محاولًا تهدئة الموقف.

غمامة لم يرد عليه، بل استدار واستمر في السير حتى توقف أمام باب ضخم مصنوع من السحب المتراكمة، تتخلله خيوط ذهبية وكأنها برق متجمد، وكان ينبض بطاقة سحرية قوية تشعر بها من بعيد.

"وصلنا... هذه هي قاعة الغمام، الملكة سحاب تنتظركم في الداخل." قال غمامة بصوت هادئ لكن محمل بالرهبة.

تبادل الأصدقاء نظرات قلقة، كان المكان هادئًا بشكل غير مريح، لكنهم جميعًا شعروا بهالة قوية قادمة من خلف الأبواب، وكأن هناك عاصفة تحتبس في الداخل، تنتظر أن يتم إطلاق سراحها.

عندما انفتحت الأبواب العملاقة، اندفع تيار هواء ناعم مشبع برائحة المطر والبرق، وكأن القاعة نفسها كانت تتنفس. خطا الأصدقاء إلى الداخل، وعيونهم تملؤها الدهشة من المشهد أمامهم.

كانت القاعة فسيحة جدًا، سقفها عالٍ بشكل يبدو وكأنه لا نهاية له، والجدران كانت تتشكل من سحب تتحرك ببطء، مما جعل المكان يبدو وكأنه جزء من السماء نفسها. في منتصف القاعة، كان هناك درج طويل يمتد صعودًا إلى منصة مرتفعة، وفي نهايته عرش مصنوع من الغيوم المضيئة، ينبعث منه وهج أثيري خافت.

وعلى العرش، كانت تجلس امرأة ذات جمال لا يوصف. بدت قريبة من البشر، لكن هناك شيئًا في ملامحها كان أشبه بالسحب نفسها. شعرها الطويل المجعد كان أشبه بالغيوم الممطرة، يتحرك بلطف وكأنه يتنفس، وبشرتها كانت ناعمة بلون الغيوم الصيفية، بينما كان ثوبها الملكي الواسع يتلألأ وكأنه نسيج من البرق والضوء.

نظرت إليهم بعينيها الرماديتين العاصفتين، ثم نهضت ببطء، وكان كل تحرك لها يترك أثراً من الضباب الخفيف حولها. بخطوات هادئة لكنها محملة بالرهبة، نزلت الدرج الطويل حتى وقفت أمامهم، بطولها الفارع وهيبتها الطاغية.

ما إن وقفت أمامهم حتى انحنى غمامة فورًا، تبعته غيم وهي تنظر إلى الأرض بخوف. أما الأصدقاء فقد ترددوا للحظة، قبل أن يتبعهم ريجي، لوكاس، وجايدين، بينما بقيت ميا وناتالي متجمدتين في مكانهما، تنظران إلى الملكة بإعجاب وفضول.

جايدين، الذي لاحظ ذلك، رفع حاجبيه بقلق قبل أن يمد يديه سريعًا إلى رأسيهما، دافعهما إلى الانحناء برفق. "هل فقدتما عقلكما؟" همس بغضب بين أسنانه.

"لكنها رائعة..." تمتمت ناتالي بصوت منخفض.

"مذهلة..." أضافت ميا باندهاش.

لم يبدُ على الملكة أنها تأثرت بانحنائهم، بل بقيت تحدق فيهم بحدة قبل أن تتحدث بصوت هادئ لكنه محمل بالسلطة:

"كيف وصلتم إلى مملكة الغيوم؟"

كان السؤال بسيطًا، لكنه حمل خلفه قوة عاصفة، وكأنها تتحدى أي كذب قد يصدر منهم.

تبادل الأصدقاء نظرات سريعة قبل أن يأخذ ريجي خطوة للأمام، محاولًا التحدث بهدوء. "نحن وصلنا هنا عن طريق الخطأ..." قال بصوت متزن.

رفعت الملكة حاجبًا واحدًا. "عن طريق الخطأ؟"

"نعم، لقد كنا في الحديقة الخلفية لمنزل ريجي وناتالي، ثم ظهر باب غريب، دخلنا إليه، وفجأة وجدنا أنفسنا هنا!" قالت ميا بسرعة قبل أن يوقفها جايدين بوخزة في ذراعها.

"أوه، إذًا دخلتم عبر بوابة مجهولة... مثير للاهتمام." قالت الملكة سحاب، لكن صوتها لم يعكس أي اندهاش، بل كان وكأنها تدرسهم عن قرب.

"نحن لم نقصد الدخول إلى مملكتك، لم نكن نعلم إلى أين يقود الباب." قال جايدين بجدية.

"أوه حقًا؟" قالت الملكة وهي تضع يدها على خصرها وتنظر إليهم بريبة.

"نعم! نحن لا نعرف شيئًا عن هذا المكان!" قالت ناتالي بصدق.

الملكة سحاب لم تقل شيئًا، لكنها خطت خطوة أقرب، مما جعلهم يشعرون أكثر بقوة هالتها الغامضة. ثم نظرت إلى غيم التي كانت واقفة خلفهم برأس منخفض.

"غيم، هل هؤلاء هم السبب في الاضطراب الذي حدث قبل قليل؟"

غيم رفعت رأسها بسرعة، وهي تلوّح بيديها في توتر. "أنا... لا أعلم، جلالتك! لقد وجدناهم فجأة في المملكة، ولم نكن متأكدين مما يحدث!"

غمامة، الذي كان واقفًا بصمت طوال الوقت، تحدث أخيرًا بصوت جاد. "جلالتك، لقد ظهر اضطراب غريب في الغيوم عند وصولهم، وقد لاحظناه جميعًا."

"هل هذا صحيح؟" تمتمت الملكة لنفسها وهي تفكر للحظة. ثم نظرت إليهم مجددًا، هذه المرة عيناها تحملان شيئًا أعمق من الغضب، وكأنها تقيّمهم، تحاول فهمهم.

"إذن، أنتم تقولون أنكم دخلتم من بوابة مجهولة، ووجدتم أنفسكم هنا بلا قصد..."

"بالضبط." قال ريجي.

"وهل أنتم متأكدون أنكم لم تلمسوا أي شيء غريب قبل أن تصلوا؟"

تبادلوا النظرات، ثم هز لوكاس كتفيه. "في الواقع، لا أذكر أننا لمسنا أي شيء، الباب فُتح من تلقاء نفسه."

الملكة أغمضت عينيها للحظة، وكأنها تفكر في شيء مهم. ثم قالت ببطء:

"هناك شيء غريب في مجيئكم... لا أحد يستطيع دخول مملكتي هكذا، حتى من سكان تريانتيس، فكيف لبشر من عالم آخر أن يصلوا إلى هنا؟"

صمت الأصدقاء، لم يكن لديهم إجابة، فهم لم يفهموا ما يحدث أصلًا.

الملكة سحاب نظرت إليهم للحظة أطول، ثم التفتت إلى غمامة. "راقبهم جيدًا، لا أريد أن يتجولوا بحرية هنا قبل أن نعرف حقيقة مجيئهم."

"كما تأمرين، جلالتك." قال غمامة بانحناءة بسيطة.

ثم عادت الملكة للنظر إليهم، وهالة من الغموض تزداد حولها.

"أمامكم الكثير لتفسيره، أيها البشر..." قالت بصوت عميق، قبل أن تستدير وتصعد الدرج مجددًا، تاركة خلفها صمتًا ثقيلًا يملأ المكان.

ساد الصمت الثقيل في القاعة بعد أن صعدت الملكة سحاب بضع درجات على سلم عرشها، لكن ريجي لم يكن ينوي ترك الأمور بهذا الشكل. خطا خطوة إلى الأمام بثقة وقال بصوت واضح:

"ولكن يا جلالة الملكة سحاب، نحن عالقون هنا ولا نعرف كيف نعود إلى عالمنا. نطلب منك المساعدة."

توقفت الملكة عن الصعود، ثم التفتت لتنظر إليه. عيناها الرماديتان بدتا وكأنهما عاصفة على وشك الهبوب. صمتت للحظة، قبل أن تقول بصوت بارد:

"المساعدة؟ وهل تعتقدون أنني أملك إجابة لكل شيء؟"

تبادل الأصدقاء النظرات القلقة، ثم تحدث جايدين بحذر: "نحن لا نعلم شيئًا عن هذا المكان... ولا نعرف حتى كيف يعمل. ولكن بما أنكِ ملكة هذه المملكة، فربما لديك فكرة عما يجري؟"

"أو على الأقل دليل حول كيفية عودتنا؟" أضافت ناتالي، صوتها يحمل نبرة توسل خفيفة.

"نحن لا ننوي التسبب بأي مشاكل، صدقيني!" قالت ميا، وهي ترفع يديها بإخلاص. "نريد فقط أن نعود إلى حيث ننتمي."

الملكة نظرت إليهم للحظات، ثم تنهدت ببطء، وكأنها تفكر في قرار مهم. أخيرًا، تحدثت بصوت محايد لكنه يحمل نبرة أمر واضحة:

"غمامة، خذهم إلى مُزن. دعه يخبرهم عن أرض تريانتيس، قد يفهمون حينها أين هم ولماذا هم هنا."

غمامة، الذي كان يراقب الموقف بصمت، انحنى بإيماءة خفيفة. "كما تأمرين، جلالتك."

ثم التفتت إلى غيم، التي كانت لا تزال واقفة في توتر خلف الأصدقاء.

"وأنتِ، يا غيم، اذهبي مع باقي فرق المراقبة وتفقدي وضع المملكة. أريد تقريرًا مفصلًا عن أي تغيرات غير مألوفة."

"حاضر، جلالتك!" قالت غيم بسرعة، قبل أن تستدير وتركض خارج القاعة، وكأنها تهرب من العاصفة التي تمثلها الملكة سحاب.

أما غمامة، فوجه لهم نظرة حادة قبل أن يشير بيده. "اتبعوني."

بدأوا في التحرك خلفه، لكن قبل أن يصلوا إلى باب القاعة، أضافت الملكة بصوت هادئ لكنه قوي:

"لا تتسببوا بالمشاكل... وإلا، فإن مملكة الغيوم لن تكون رحيمة معكم."

شعروا بقشعريرة تمر في أجسادهم، لكنهم لم يجيبوا، فقط تابعوا السير خلف غمامة بصمت، وأعينهم لا تزال مليئة بالأسئلة التي لم تجد إجابة بعد.

بعد أن خرجوا من القاعة، دخلوا في ممر طويل حيث كانت الجدران والسقف مكونين من سحب متحركة، وأحيانًا كانوا يرون لمحات من البرق تتراقص بين السحب البعيدة.

"من هو هذا الـ مُزن؟" سأل لوكاس وهو يمشي بجانب غمامة.

غمامة لم يلتفت إليه، بل رد بصوت حازم: "إنه أحد حكماء مملكة الغيوم. يعرف الكثير عن تاريخ تريانتيس، وقد يكون لديه بعض الإجابات لكم."

"أوه، عظيم! شخص آخر يحدق فينا بغرابة." تمتم لوكاس بسخرية.

"لوكاس، اخفض صوتك." همس جايدين محذرًا.

"أنا فقط أقول، الجميع هنا ينظر إلينا وكأننا تهديد محتمل. ألا يمكن أن يكون هناك شخص ودود قليلاً؟"

"غيم كانت لطيفة." قالت ميا مبتسمة.

غمامة ألقى عليها نظرة جانبية قبل أن يقول: "غيم... مختلفة."

"ماذا تقصد؟" سألت ناتالي بفضول.

غمامة لم يرد فورًا، ثم قال بعد لحظات من الصمت: "إنها لا تفكر كغيرها من الغيوم. إنها أكثر فضولًا، وأحيانًا أكثر تهورًا."

"هذا يفسر الكثير..." قال ريجي وهو يتذكر تصرفاتها العفوية.

استمروا في السير حتى وصلوا إلى باب ضخم مصنوع من الغيوم المكثفة، وعندما اقترب غمامة، انفتح الباب ببطء، كاشفًا عن قاعة واسعة مليئة بالمخطوطات والكتب التي تطفو في الهواء.

وفي وسط الغرفة، كان هناك رجل مسن، لكن جسده لم يكن صلبًا بالكامل مثل البشر، بل كان شفافًا قليلًا، وكأن جسده مكون من الضباب الخفيف. شعره كان أبيض كثيفًا وكأنه سحابة صغيرة على رأسه، وعيناه تلمعان بلون أزرق عميق يشبه السماء عند الفجر.

وقف الحكيم مُزن أمام المجموعة، ظهره منحني قليلاً بسبب عمره، لكن عينيه كانتا حادتين مثل البرق. كان يرتدي عباءة فضفاضة بلون الغيوم، تتماوج أطرافها كما لو كانت مصنوعة من الضباب نفسه.

"إذاً... أنتم البشر الذين أحدثوا كل هذه الجلبة؟" قال بصوت هادئ لكنه عميق، كأنه محمل بقرون من الحكمة.

نظروا إليه بحذر، فتراجع ريجي خطوة إلى الأمام ليبدو واثقًا، بينما بدت ناتالي مترددة قليلًا. أما ميا، فقد كانت تحدق فيه بفضول واضح.

"لا تقلقوا، لست غاضبًا. في الواقع، هذا اليوم مثير للاهتمام بالنسبة لي. لم أعتقد أنني سأرى بشرًا في حياتي مجددًا."

"مجددًا؟!" سألت ميا بدهشة، عيناها تتسعان بحماس. "هل التقيت بالبشر من قبل؟"

أومأ مُزن ببطء، وكأنه يسترجع ذكريات قديمة جدًا.

"ليس شخصيًا، ولكنني قرأت الكثير عنكم. في الكتب القديمة، هناك حكايات عن بشر دخلوا عالم تريانتيس... لكن لا أحد يعلم كيف انتهت رحلاتهم."

"يا لها من بداية مشجعة..." تمتمت ناتالي وهي تعقد ذراعيها.

"ولكن، أهذا يعني أن هناك فرصة لنعود لعالمنا؟" سأل جايدين بنبرة تحليلية، متطلعًا إلى الحكيم بتوقع.

لكن مُزن لم يُجب مباشرة، بل اكتفى بالنظر إليهم نظرة عميقة قبل أن يقول:

"دعونا لا نستبق الأمور... أنتم الآن في تريانتيس، وهذا بحد ذاته شيء نادر جدًا."

"وأيضًا مزعج جدًا." قال لوكاس ساخرًا، واضعًا يديه خلف رأسه.

"بل هو قدر نادر." قال مُزن بنبرة واثقة. "والآن، قبل أن نتحدث عن أي شيء آخر، دعوني أرى... ما الذي يجعلكم مميزين؟"

"مميزين؟!" قالت ميا بحماس، ثم أشارت إلى نفسها بمرح. "أنا مميزة لأنني الأروع هنا!"

لوكاس ضحك قائلاً: "لا، لا، أعتقد أنكِ مميزة لأنكِ الأكثر إزعاجًا هنا."

"هيي! هذا غير صحيح!" قالت ميا معترضة، بينما ناتالي أومأت موافقة: "في الواقع... ربما معه حق."

قهقه مُزن بخفة، ثم نظر إليهم جميعًا وقال:

"ليست هذه النوعية من التميز التي أتحدث عنها، ولكن لا بأس... سأكتشفها بنفسي مع الوقت."

"حسنًا، بما أنك حكيم مملكة الغيوم، فهل يمكنك إخبارنا على الأقل كيف نعود؟" قال ريجي بنبرة عملية.

تنهد مُزن وقال: "دائمًا تبحثون عن الطريق إلى الوراء قبل أن تفهموا أين أنتم."

ثم لوّح بيده، فبدأت السحب المحيطة تتحرك، وكأنها تستجيب لأمر غير مرئي.

"انتظر، هل أنت ساحر؟!" سألت ميا بذهول.

"لا، لكنني أفهم هذا العالم جيدًا، وهذا يكفي لجعله يجيبني." قال مُزن بابتسامة غامضة.

"إذن، هل يمكن لهذا العالم أن يجيبنا عن كيفية العودة؟" قال جايدين، محاولًا ربط الأمور ببعضها.

أومأ مُزن ببطء. "ربما... لكن قبل ذلك، عليكم أن تفهموا المكان الذي دخلتم إليه. لا أحد يستطيع مغادرة تريانتيس دون أن يعرف كيف يعمل هذا العالم."

"رائع، هذا يعني أننا عالقون هنا لفترة طويلة..." تمتمت ناتالي.

"ليس بالضرورة... لكن دعوني أبدأ أولاً بتعريفكم على أرض تريانتيس."

رفع يده مرة أخرى، وفي لحظة، بدأ الضباب المحيط بهم يتلاشى تدريجيًا، كاشفًا عن رؤى غامضة لما يبدو أنه عالم آخر بالكامل.

نظر الجميع إليه بترقب، متحمسين ومتوترين في آنٍ واحد لسماع القصة التي ستكشف لهم أسرار الأرض التي وجدوا أنفسهم فيها.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon