عندما يسقط القناع

عندما يسقط القناع

ظلال الماضي و نور الحقيقة

الفصل الأول: ظلال الماضي ونور الحقيقة

الليل كان ثقيلًا على قلب سيدرا وهي تحدّق من نافذة غرفتها المطلة على الشارع الهادئ، بينما ضوء القمر يتسلل من بين ستائرها الحريرية، يلقي بظلٍ باهت على وجهها الشاحب. منذ طفولتها، كانت تشعر أن هناك جزءًا ناقصًا من حياتها، كأنها تسير على أرض زلقة لا تعرف متى ستنشق تحت قدميها.

نشأت سيدرا محمود الرفاعي في كنف والدها، رجل الأعمال المعروف محمود الرفاعي، الذي كرس حياته لحمايتها وتوفير كل ما تحتاجه. لكنها لم تكن طفلة مدللة، بل كانت دائمًا تشعر بأنها مختلفة، كأنها تعيش في عالم لا تنتمي إليه تمامًا. كانت والدتها قد اختفت منذ كانت في الخامسة من عمرها، تاركة وراءها ألف سؤال بلا إجابة. لم يكن والدها يتحدث عنها، ولم يكن أحد يملك الشجاعة لسؤاله.

لكن الغموض في حياة سيدرا لم يكن يقتصر على والدتها فقط، بل كانت هناك لحظات كثيرة جعلتها تشعر أن والدها يخفي عنها شيئًا. أحيانًا كانت تراه يجلس في مكتبه لساعات طويلة، يحدّق في ملفات قديمة، أو يتحدث في الهاتف بنبرة جادة وحذرة. لم يكن رجلًا بسيطًا كما يدّعي، وكانت متأكدة من أن وراء شخصيته الوقورة أسرارًا أعمق بكثير.

في إحدى الليالي، وبينما كانت تسير في الممر الطويل المؤدي إلى مكتب والدها، سمعت صوته يعلو وهو يتحدث إلى شخص ما عبر الهاتف. كانت كلماته مشحونة بالتوتر:

"لا يمكنهم العثور عليها... يجب أن تبقى مخفية... لا أريدها أن تعرف أي شيء، هل هذا مفهوم؟"

تسمرت في مكانها، جسدها يرتجف من وقع كلماته. عن من يتحدث؟ ومن هذه التي يجب أن تبقى مخفية؟ هل كانت أمها؟ أم شخص آخر؟

دخلت غرفتها بسرعة، قلبها يخفق بجنون. لم تكن تعرف ما الذي يتعين عليها فعله، لكنها شعرت أن هذه الليلة ستكون نقطة تحول في حياتها.

---

في مكان آخر من المدينة، وتحديدًا في أحد المكاتب السرية التابعة لجهاز المخابرات، كان سليم الجبالي يراقب شاشة الكمبيوتر أمامه، حيث كانت هناك ملفات مشفرة تحمل أسماء عديدة. كان سليم ضابطًا لامعًا، ذكيًا وسريع البديهة، لكنه كان يحمل سرًا لم يشاركه مع أحد.

والده، خالد الجبالي، لم يكن مجرد موظف حكومي عادي كما كان يظن طوال حياته. الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا. منذ أشهر، بدأ سليم في البحث عن ماضي والده بعد أن وجد رسالة قديمة مخبأة في درج مكتبه، رسالة تحمل ختمًا غامضًا وشعارًا لمخابرات دولية.

أثناء بحثه، اكتشف أن والده كان يعمل كعميل مزدوج، حيث تورط في عمليات سرية تتعلق بشبكة مافيا دولية يقودها رجل يُدعى سالم الجزار. لكن الجزء الأخطر من القصة كان أن والده لم يكن مجرد عميل عادي، بل كان أحد الأشخاص الذين ساعدوا في تهريب معلومات خطيرة عن هذه المنظمة.

لم يكن سليم متأكدًا من كل شيء بعد، لكنه كان يعلم أن الإجابة الكاملة تكمن في الوصول إلى الشخص الذي يعرف ماضي والده جيدًا... محمود الرفاعي.

---

في صباح اليوم التالي، جلست سيدرا على مائدة الإفطار مع والدها. كان هادئًا كعادته، يرتشف قهوته بينما يطالع الصحيفة. لكنها لم تستطع كبح أسئلتها أكثر.

"أبي، أريد أن أسألك شيئًا."

وضع محمود الصحيفة جانبًا، ناظرًا إليها بعينين حذرتين. "بالطبع، يا حبيبتي، ما الأمر؟"

ترددت للحظة، ثم قررت أن تقترب من الحقيقة أكثر. "أمي... لماذا لم تخبرني عنها شيئًا؟ هل هي على قيد الحياة؟"

تجمد وجه والدها للحظة، قبل أن يستعيد هدوءه بسرعة. "سيدرا، لقد أخبرتك من قبل، والدتك رحلت عنا عندما كنتِ صغيرة، وليس هناك ما يمكنني إضافته."

لكن هذه المرة، لم تكن سيدرا مستعدة لتقبل هذا الجواب. "رحلت؟ أم أنك تخفي عني شيئًا؟ سمعتك الليلة الماضية، كنت تتحدث عن شخص يجب أن يبقى مخفيًا... من هي؟"

نظر إليها والدها بحدة، ثم وقف من مكانه. "لا تتدخلي في أمور لا تخصك، سيدرا. هذا لمصلحتك."

لكنها لم تستطع التراجع هذه المرة. "أبي، لا يمكنك أن تحميني من شيء لا أفهمه! إذا كنت في خطر، يجب أن أعرف الحقيقة!"

تنهد محمود بعمق، كأن ثقلًا هائلًا يسقط على كتفيه. "سيدرا... هناك أشياء لا يجب أن تعرفيها الآن. فقط ثقي بي."

لكنها لم تكن مقتنعة، وكانت تعلم أن هذه ليست النهاية، بل مجرد بداية لاكتشاف الحقيقة.

---

في نفس الوقت، كان سليم يتلقى مكالمة غير متوقعة. الرقم غير معروف، لكنه أجاب على الفور.

"سليم الجبالي؟" جاء الصوت العميق على الطرف الآخر.

"نعم، من المتحدث؟"

"إذا كنت تريد معرفة الحقيقة عن والدك... عليك مقابلة محمود الرفاعي. لكنه ليس الوحيد الذي يعرف القصة، هناك شخص آخر يجب أن تبحث عنه... ابنته."

تسارعت نبضات قلب سليم. "ماذا تعني؟"

"ابنته لديها نصف الحقيقة، لكن النصف الآخر عند شخص لا تتوقعه."

ثم أُغلقت المكالمة.

وقف سليم مكانه، يحاول استيعاب المعلومات الجديدة. كان يعلم أن الوقت قد حان لمقابلة سيدرا الرفاعي.

وكانت هذه المواجهة ستغير كل شيء.

إذا أعجبتكم الأحداث وشعرتُم بأن الغموض يلفكم كما يلف أبطالنا، لا تنسوا ترك أثر لكم هنا! تابعوا القصة واضغطوا على الإعجاب لتستمر الرحلة، فالحقيقة لم تنكشف بعد… بل إنها فقط بدأت! 🔥✨

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon