بين الذكرى و الالم: لحظة الفقد التي لا تصدق

امرأة يملؤها الذعر وهي ترى طبيبًا يخرج من غرفة العمليات بوجهٍ ملبّد بالحزن. صوتها ينفجر في المكان:

"كيف حالهما الآن؟"

لم يجرؤ الطبيب على النظر مباشرةً في عينيها. تنهد ببطء، ثم أجاب بصوت مثقل:

"لقد... رحلا. زوجك وابنتك، لم نستطع إنقاذهما."

حدقت فيه للحظات، وكأنها تحاول أن تفهم كلماته. دارت حول نفسها كمن تبحث عن تفسير لما سمعته، ثم اندفعت نحوه بعينين غارقتين في الدموع. ثم تلعثمت كلماتها: "لا... لا، هذا مستحيل... كانا هنا، كنت أسمع أصواتهم، كيف؟"

تحركت ببطء نحو الباب، كما لو أنها ستراهما هناك، في غرفة العمليات، سالمين.

"أنت تكذب، أليس كذلك؟ هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا..."

صرخت في وجه الطبيب عندما حاول لمسها لكي يهدئ من روعها

"كيف يمكن أن يكونا قد رحلا؟ لما لم تمنع الحادث؟"

"لماذا لم تخبرني بما يحدث؟ لماذا الآن؟"

حاول الطبيب تهدئتها، ووضع يده بحذر على كتفها. قال بصوت يفيض بالأسف:

"إيفا، أرجوكِ، اهدئي... كان الحادث مروع . فعلنا كل ما في وسعنا، لكن..."

قاطعته، متراجعة بخطوات مرتبكة إلى الخلف. صرخت بصوت متحشرج:

"لا! لا أصدقك! هما بخير... أنا رأيتهما، شعرت بوجودهما! لا يمكن أن يتركا حياتي هكذا... لا يمكن أن أكون وحدي!"

كان قلبها ينبض بسرعة، شعرت بأن جسدها يتراجع كما لو أنها كانت تحاول الهروب من الكلمات التي تلاحقها.

دفعت الطبيب بعيدًا بيد مرتجفة، ثم جرت إلى الممر، كأنها ستجدهما هناك في أي لحظة.

وعندما تأكدت من أن ذلك قد حدث بالفعل، وأن زوجها وابنتها قد توفيا، انفصلت عن الواقع.

كانت ترى مارلين على الشاطئ وهي تبتسم، و تلوح لها قبل أن تذهب الى رفاقها ليكملوا السباحة.

صوت زوجها وهو يضحك يتردد في أذنيها، وكأنها لا تستطيع تصديق أن هذه الذكريات لن تعود.

"قبل دقائق كانا هنا. كيف يمكن أن يتغير كل شيء بهذه السرعة؟"

ظلت صامتة لثوانٍ، عيونها جاحظة، كما لو أنها ترفض سماع أي كلمة أخرى. ثم تمتمت بصوت منخفض:

"لا... لا يمكن... لا أريد تصديق هذا."

تنهد الطبيب مرة أخرى، وأبعد نظره عن إيفا:

"لم يكن بوسعنا فعل شيء. كان الحادث مروعًا جدًا. حتى لو أننا... كان هناك... أي فرصة... لكنهم رحلا."

أضاف الطبيب بتردد:

"أعلم أن هذا يبدو مستحيلًا، لكننا فعلنا كل ما يمكننا."

لم تحتمل الكلمات، فسقطت على ركبتيها، تنهمر دموعها بلا توقف، وصوتها يتحول إلى شهقات متقطعة.

[عودة إلى ذكرى سعيدة حيث كان صباحاً جميلاً]

كان صباحًا عاديًا. صوت المنبه يملأ المنزل، بينما مارلين، ابنة إيفا، كانت تحاول الاستيقاظ بتذمر، عليها الذهاب للمدرسة فهي في سنتها الاخيرة. بعد أن استعدت، نزلت إلى المطبخ وهي ترتدي سترتها المفضلة، تحمل حقيبة كتبها على كتفها، وابتسامة مشرقة تزين وجهها.

"صباح الخير!"

جلست حول المائدة مع والديها. رفعت رأسها نحو والدها وقالت بجدية يملؤها شغف الشباب:

"أبي، ما رأيك أن نأخذ إجازة معًا؟ أريد أن نقضي يومين كعائلة."

رفع الأب حاجبيه في دهشة:

"ولماذا؟ أليس لديك اختبارات قريبًا؟"

ابتسمت مارلين بحماس:

"لقد أنهيت كل شيء الأسبوع الماضي، وهذه فرصتي الأخيرة للاستمتاع قبل الانشغال في مشروع التخرج!"

ضحكت إيفا وهي تحتسي قهوتها وقالت:

"دائمًا ما تعرفين كيف تُقنعين والدك، مارلين. لا يمكنه أن يرفضك!"

ابتسم الأب وقال:

"حسنًا، إن لم تكن هناك مشكلة، فلنخطط لقضاء يومين رائعين."

أكملت مارلين فطورها بحماس.

وصلت الحافلة المدرسية تزامناً مع انتهاء مارلين من الفطور.

مارلين و هي تخرج من المنزل بابتسامة في وجهها.

"وداعاً امي و ابي، أراكم لاحقاً"

عادت مارلين إلى المنزل تحمل ملفًا فيه نتائج اختباراتها. لقد عادت و هي سعيدة و متحمسة جدا لقول نتائجها لوالديها لقد نجحت بجميع الاختبارات بعلامة امتياز، وضعت الملف على الطاولة بابتسامة عريضة وقالت:

"أمي، أبي! حصلت على تقييم ممتاز في اختباراتي!"

نهضت إيفا وعانقتها بفخر:

"هذا رائع! ما رأيك أن نخبز كعكة للاحتفال؟"

ردت مارلين:

"صفقة! سأذهب لتغيير ملابسي وأعود."

بعد صنع الكعكة، جلسوا على طاولة الطعام يتلذذون بطعم كعكة الشوكولاتة المحشوة بالفانيلا.

تحدثت مارلين قائلة:

"أبي، هل أخذت الإجازة؟"

أجابها:

"نعم، سنأخذ افضل يومين كعائلة"

ضحكة مارلين بحماس، ثم أكملوا يومهم بمشاهدة الأفلام.

قبل النوم، كانت مارلين تتحدث مع والدتها:

"أمي، شكرًا على كل شيء. غدًا سيكون ممتعًا، لكني أيضًا متحمسة لرؤية أصدقائي على الشاطئ بعد ذلك."

خلدت مارلين إلى النوم وهي تفكر في خطط ليوم رحلة الشاطئ المقررة بعد يومين.

كانت مارلين جالسة في السيارة، مستمتعة بتذكر  يوم مليء بالضحك و المرح على الشاطئ مع اصدقائها و عائلتها، تبتسم.

قالت مارلين:

"شكرًا، أمي وأبي. اليوم كان رائعًا. أتمنى أن يكون الغد أجمل!"

ضحك والدها، بينما انشغلت إيفا بوضع الأمتعة في السيارة. بعد دقائق، انطلقوا في طريق العودة.

كان الجو جميلاً وصافيًا، لكن بعد نصف ساعة أصبح عاصفًا ومليئًا بالأمطار. مع ذلك، لم يعكر هذا صفو العائلة، وأكملوا رحلتهم بسلام. لكن ما لم يعرفوه هو أن هذا الهيجان في الجو كان يحمل معنى مخيفًا. لو كانوا يعلمون ذلك، لتوقفوا في قارعة الطريق.

كانت إيفا جالسة بالخلف تنظر إلى زوجها وابنتها، تتأمل حديثهما وضحكاتهما.

مارلين و هي تضحك

"ابي هل رأيت وجه امي عندما رأت السلطعون"

ضحك ارثر و اجاب

"نعم، لقد كان ذلك مضحك، رأيتها و هي تقفز كالقرد ضننتها رأت شبحاً"

ردت ايفا بغضب مصطنع

"هذا ليس مضحك، لقد كان مخيف ارأيت حجمه"

مارلين

"امي، لماذا لم تسبحي؟"

"لقد كنت متعبة و......"

قاطعت مارلين ايفا قائلة

"كاذبة كنت خائفة من السلطعون"

وفجأة... ظهرت شاحنة ضخمة أمامهم كالشبح.

صرخة قوية، ضوء خاطف، ثم صمت قاتل.

ذكرى عن ايام كانت أحداثها سعيدة لتتحول إلى ما يؤلم قلب ام و زوجة فقدت الكثير

🔒🔒🔒🔒🔒🔒🔒🔒🔒🔒🔒

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon