استيقاظ المحارب
كانت قرية "إينارا" هادئة كما العادة، حيث تزرع الشمس أولى خيوطها على قمم الجبال المهيبة، وتغني الرياح بين الأشجار الكثيفة. لكن هارو، الشاب البالغ من العمر 17 عامًا، لم يكن يعيش حياة عادية مثل بقية أهل قريته.
كان دائمًا يحس بشيء غريب داخل قلبه، شيء يربطه بشيء بعيد عن الحاضر. كان يعتقد أن والديه قد اختاراه ليكون الحارس الساكن لهذا السر، لكنه لم يكن يعلم بعد أنه الوريث الأخير لعشيرة محاربين قديمة.
هارو
(بصوت داخلي)
"لماذا أشعر بهذا الإحساس الغريب اليوم؟ كأن شيئًا ما قادم... شيء لا يمكنني فهمه."
في لحظة، هبّت الرياح بعنف غير مألوف، وكأنها تحمل بين طياتها رسالة غامضة. قبل أن يفهم هارو ما يحدث، امتلأت السماء بالغبار، ودوّت أصوات انفجارات في الأفق. لم يمر وقت طويل حتى ظهرت ميليشيا "الظل الأسود"، تسير في القرية كالطوفان.
وجوههم كانت مغطاة بالظلال، يتحركون بسرعة البرق، ويغتالون كل من يقف في طريقهم.
هارو
(بغضب)
"ماذا يحدث؟! من هؤلاء؟!"
حاول هارو الدفاع عن قريته، لكنه كان أعزل. لم يكن يملك القوة الكافية لمجابهة العدو. رأى بعينيه أهله يسقطون واحدًا تلو الآخر. صرخ، لكن صوته اختفى وسط العاصفة الدامية.
في تلك اللحظة، تذكر كلمات والده:
[والد هارو] (صوت من الماضي)
"إذا وجدت نفسك وحيدًا في مواجهة الموت، تذكر أن الدماء التي تجري في عروقك هي دماء المحاربين الذين لا يعرفون الهزيمة."
شعر هارو بطاقة غريبة تتدفق في جسده. في تلك اللحظة، اهتز السيف الأسود القديم المخزن في حجرة مهجورة. وكأنه حي، بدأ يشع بطاقة مظلمة.
لكن... لم يكن هذا كافيًا.
وفجأة، وسط الفوضى، سمع صوتًا هادئًا لكن حازمًا:
رين
هارو، لا وقت للانتظار. أفق من غفوتك!"
فتح هارو عينيه ليجد نفسه أمام فتاة غريبة. كانت ترتدي ملابس نينجا سوداء وحمراء، تحمل سيفًا صغيرًا، وعينيها تحملان شيئًا من الحزن والغموض.
رين
(بهدوء)
"أنا رين، من عشيرة النينجا. لقد تم تدريبنا لحماية من يحمل سيف 'الظل'، ونحن هنا لمساعدتك في رحلتك."
قبل أن يتمكن هارو من الرد، شعر بشيء يقترب. ظل أسود كثيف يتحرك بسرعة، والأرض نفسها تهتز تحت وطأة أقدامه.
رين
(بصوت جاد)
"الظل الأسود... يلاحقنا. يجب أن نغادر فورًا!"
هارو
"لكن... ماذا عن قريتي؟"
رين
(بحزم)
"إذا بقيت هنا، ستموت! قوتك لم تستيقظ بعد!"
لم يكن أمام هارو خيار. رغم الصدمة، أغمض عينيه وركض مع رين، تاركًا خلفه كل شيء كان يعرفه. لم يكن يعرف إلى أين سيأخذه هذا الطريق، لكنه شعر بشيء قوي يتدفق في عروقه.
وفي أعماق الظلام، كان سر والده ينتظر اللحظة المناسبة ليكشف عن نفسه...
Comments