أسرار عالم الروح المفقودة
^^^\~ تغريد … تغريد … ^^^
^^^\~ تمدد … طقطقة - “لما علي فعل هاذا كل يوم، تباً“، تثاوب تشانغ يو وأخرج كلمات التذمر هذه بصوت ممزوج بالنوم واللامبالاة والكره كذلك.^^^
^^^تسلل ضوء الشمس تدريجيا لغرفة تشانغ يو مع استمرار صوت التغريد والزقزقة المنبعث من عصافير مقيمة في تلك الأشجار ذات اللون الأخضر المشتد قليلا، نهض أخيرا من دوامة أفكاره الصباحية وتوجه لأخذ حمام ساخن لتعبئة طاقته الذهنية.^^^
^^^بعد انتهائه نشف نفسه بمنشفة وزعت على كل الناشئين والناشئات من قبل المشرفين على المعبد، يسخر منها دوما ومن جودتها الرديئة رغم أنه لم يفكر في تغييرها قط.^^^
^^^اردتى ملابسه المعتادة التي تتكون من رداء أبيض مائل للرماضي الغير الواضح يسهل عليه الحراك به مع لمسات قليلة الوضوح بلون أخضر إخضرار أضعف ورقة شجرة في العالم.^^^
^^^ إضافة إلى سروال فضفاض أسود قليل الإسوداد نوعا ما، مع حذاء أسود قاتم إلى حد ما، مرن لا يصدر صوتا إذا خطى به، اختتاما بحقيبة صغيرة جلدية ذات لون رملي مائل للإخضرار ، يحمل فيها أحجاره الروحية.^^^
^^^الأحجار الروحية هي نقود هاذا العالم وهي على شكل ناب صغير أبيض تنبعث منه هالة رمادية متوهجة.^^^
^^^ تتوسطه بلورة ذات لون دموي، وعندما ينفق قليل من هذه العملات يقل توهج الهالة المحيطة بها وعند استمرار الإنفاق تختفي الهالة تدريجيا وتفقد العملة قيمتها بعدها ^^^
^^^بعد ارتدائه لملابسه بدأ يشرع في عملية تسريح شعره الممتد لتنية ركبتيه الخلفية، لشعره لون أسود قاتم تستطيع رؤيته بسهولة وسط الظلام الحالك مع شعيرات قليلة شاربة للون الرماضي الخافت…^^^
^^^“تشانغ يو…تشانغ يو هل لا تزال نائما عليك النهوض والإسراع فالتداربب على وشك البدء…“، صوت واضح أنه منبعث من لسان شاب مراهق، طرق الباب قبل اخراج هذه الكلمات الرسمية التي فهم من خلالها تشانغ يو أن هاذا الفتى يحاول ابقاء مسافة احترام بينهما، قبل انتهتء الفتى من اكمال كلامه قاطعه تشانغ يو…^^^
^^^“قادم…بعد وهلة لا تتجاوز رمشتا عين أردف على كلامه…اذهب وسآتي قريبا“، اخرج تشانغ يو هذه الكلمات الغير مبالية كأنه يقول أنا لست مهتما بك سواء هدفك كان الحفاظ على احترام بيننا أو لا.^^^
^^^ادرك تشانغ يو أن الفتى الذي لا يعرف اسمه بينما الآخر يعرف أنه قد غادر دون قول أي شيء لأن الحذاء الذي يستعمله التلاميذ لا يصدر صوتا كما هو معروف , أدرك مغادرته لأنه لم يتجرأ أحد على الإنصات الخفي على غرفته منذ أن…^^^
^^^[ قبل سنتان من الآن ] ^^^
^^^“تشانغ أسرع سنذهب لنسقي أنفسنا بعدد كبير من جرع النبيذ…أسرع وإلا سنذهب من دونك“، تكلم أحد من مجموعة أصدقاء تشانغ في السكن بصوت ممزوج بين السعادة والحماس، باشروا في السير بعيدا عن غرفة تشانغ مع ضحكات صاخبة ومزعجة…^^^
^^^بعد أن انتهي تشانغ يو من استعداده للحاق بهم نظر آخر نظرة اطمئنان بالمرآة وأخد يمد يده نحو مقبض الباب ودفعه بحماس وقوة…تصادم.^^^
^^^”ماذا؟“^^^
^^^“أيها الخنزير القدر كيف تتجرأ على التجسس على خصوصياتي“^^^
^^^بعدما رأى ذاك الشاب الذي كان يتطفل خلف الباب وجه تشانغ الذي لا يمزح مع نبرة الصوت المرعبة التي اخترقت طبل أذنيه.^^^
^^^أخد يهرول محاولا الهرب لكن على من على الوحش تشانغ يو، لم يشعر بنفسه حتى وجد نفسه يسحب نحو غرفة تشانغ من قدميه، أدخله تشانغ للغرفة ورماه على الحائط.^^^
^^^جمع الطاقة الروحية وركزها على قدمه اليمنى واندفع في أقل من ثانية نحو المتطفل وأمسكه بيد واحدة من عنقه وركز عليها الطاقة الروحية لتزداد صلابة وشدة.^^^
^^^“أخبرني أيها الوغد مالذي فكرت فيه حين حاولت التجسس علي“، أطلق تشانغ يو هذه الكلمات وتوهجت عيناه الحمراوتان مع شرارة خفيفة تنبعث منهما.^^^
^^^“اهدأ يا تشانغ أنا فقط ك…“ ^^^
^^^لم يكمل كلامه وإذا بعصرة يد تشانغ تركز أكثر على عنقه مع توهج أزرق ينبعث منها أدت به لسعال قاسي ممزوج ببعض الدماء واللعاب.^^^
^^^“أنا لم أحدد بعد ماأردت أن تخبرني به…ضحكة غريبة !^^^
^^^رمي…^^^
^^^بعدما أطلق تشانغ ضحكة شريرة ومرعبة، ركز أكثر على يده بالطاقة السحرية وفي لمحة بصر كسر زجاج النافذة ووجد الفتى نفسه مرميا من النافذة ساقطا سقوطا حرا على بعض الشجر والأغصان.^^^
^^^ لقد حالفه الحظ أن غرفة تشانغ يو قريبة من الأرض قيلا، كسرت بعض عظامه لكنه على الأقل لم يمت أو سيكون تشانغ في ورطة كبيرة. ^^^
^^^وهكذا أصبح هذا الفتى عبرة لكل من يتجرأ على فعل ما فعله…^^^
^^^[ الآن…] ^^^
^^^اكمل تشانغ يو تسريح شعره الطويل ولمح لمحة خاطفة على المرآة كالعادة قبل مغادرته الغرفة.^^^
^^^غادر مسكنه متوجها لمركز التدريب تاركا السرير الدافئ وحده دون رحمة.^^^
^^^وصل تشانغ لمكان التدريب ودخل دون إعطاء تحية للمدربب.^^^
^^^والمدرب بدوره اعتاد على هاذا، وذهب لآخر الجدار واتكأ عليه مسندا نفسه، لا يحب تشانغ الجلوس لأنه يعتقد أن ذلك يطيح بمكانته.^^^
^^^هدأ الجو الذي كان يعم بضجيج الكلام والضحكات وتقدم التلاميذ والتلميذات للأمام لأن المدرب استعد للبدأ.^^^
^^^انزلق تشانغ ببطئ على الحائد المسنود عليه وجلس موجها وجهه لزاوية خالية وبدأء يغرق في تفكيره والحصة تمر كالعادة. ^^^
^^^“لماذا كل هاذا الإهتمام بأن تصيروا أقواء أو أغنياء وفي الأخير كل منكم سيقبله الموت…“، بدأ تشانغ يسخر وينتقد كعادته ساخرا من زملائه إن كان يعتقدهم كذلك.^^^
^^^يسخر منهم ومن أحلامهم التي يعتبرها دون فائدة وسوى تبذير للوقت، يعتقد أنهم دخلو لقوقعة عالم الوهم المزيف.^^^
^^^وهاذا العالم رغم أنه وهم إلا أنه يجعلك سعيدا دوما.^^^
^^^“أتمنى أن أجد كذبة وأصدقها لأعيش بسعادة مثلهم…فالعالم الحقيقي أرهقني“ ^^^
^^^كانت هذه آخر كلمات تشانغ مع نفسه قبل ادراكه أن الحصة انتهت.^^^
Comments