المشوه
...في تلك الليلة الماطرة كانت بداية لكل شيء.... الليلة الأولى من ليلة ديسمبر...
...______________...
..."أرجوكِ أمي لا تقولي هكذا حتما سأعود إلى الديار"...
...أخبرت والدتها على الهاتف و عيناها يملأها الدمع،...
..."لا حبيبتي أنا فقط أشتاق لكِ تعرفين أننا لم نفترق مدة طويلة"...
...أجابتها والدتها وصوتها يهتز...
..."أنا و والدك نشتاق لكِ كثيراً، كوني بخير عزيزتي ولا تنسي طعامك، و اتصلي بي كل ما سنحت لكِ الفرصة حتى وإن كانت بعد منتصف الليل"...
..."حاضر أمي اعتني بنفسك وأبي"...
..... بعد انتهاءها من محادثة فيديو مع والدتها غسلت وجهها وذهبت إلى المطعم الخاص بالسكن الطلابي...
...حتى تتحصل على وجبتها لهذه الليلة....
...كل ما في الأمر لا أنجلينا...
...ولا والديها قد اعتدا على هذا الغياب الطويل .....
...بعد اغتراب أنجلينا وانتقالها من لندن إلى باريس من أجل اتمام دراستها الجامعية...
...حست بالفراغ العائلي،...
...كونها وحيدة والديها فالبعد عنهما يعني لها الكثير....
...اليوم يكون أخر امتحان لها وبعدها تنتقل إلى اكمال مذكرتها من أجل التخرج، الأمر الجيد...
...لها أنها تتقن اللغة بشكل جيد جدا ما يجعلها أكثر سلاسة في المعاملة مع الناس....
...'يجب أن أجد شركة جيدة من أجل التربص'...
...كانت تتمتم أمام حاسوبها تبحث عن شركة من أجل الفصل الذي يهمها في المذكرة،...
...تحمل في يدها كوب من القهوة المثلجة، وشعرها القصير مفرود، ترتدي نظارات طبية،...
...وبجامة عليها خربشات وألوان عديدة،...
...تحمل أنجلينا ملامح طفولية وجه دائري صغير، شعر بني بخصلات شقراء، عينان كبيرة بندقية اللون بأهداب طويلة، أنف صغير حاد....
...وشفتان كرزيتا اللون ثخينة طرية الملمس، جسمها رشيق رغم أنها تأكل باستهتار، لها خدان ورديان كل ما تبتسم ترتفع خدودها و تنغلق عيناها...
...فتصبح جميلة بأضعاف....
...وهذا ما حدث لها كونها تحصلت على موافقة من شركة كبيرة للعطور حتى أنها قريبة من مسكن الطلاب،...
...ما يسهل عليها التنقل دون تكاليف زائدة...
...صفقت بيداها واغلقت حاسوبها...
..."نعم هذه هي أنجي الذكية"...
...خاطبت نفسها بابتسامة لم تفارق محياها الجميلة وراحت تغير ثيابها وهي تدندن لأغنية ما، حتى تحصل على قسط من الراحة غدا لها يوم طويل وشيق ربما......
..._____________...
..."ألكس لقد أرسلت لك بعض الملفات الخاصة بالعقد مع شركة سيثرو، وكذلك قد أرسلت لك بعض الاوراق أيضا بخصوص الطلاب من أجل التربص في الايمايل"...
...بعد بضع ثواني أتاه صوت الأخر من الهاتف، بأصوت أقل ما يقُال عنه أجش،...
...هادىء ورجولي للغاية...
..." لا داعي أن تقوم بهذه الأعمال يا صاح، على كل شكرا لك"...
..... حك كيفن مؤخرة رأسه...
...ببعض التوتر وقال "تعرف مكان العمل،...
...و أيضا ليست لي ثقة في الموظفين خصوصا فيما يتعلق بالعقود وغيرها" ثم أشار للخادمة بأن يجلب لها كوب قهوة....
..."حسنا كيفن شكرا لك صديقي"...
..."فقط كن بخير ألكس"...
...ثم فصل الخط و أكمل باقي الأعمال المتراكمة عليه....
..._____________...
...في الصباح الباكر كان الجو ملبد بعض الشيء مع رياح خفيفة .....
...كانت الشمس تحاول عناء...
...حتى تبعث أشعتها الدافئة،...
...خرجت أنجلينا من السكن الطلابي...
...متوجهة إلى الكافيتيريا حتى تتحصل على قهوتها الصباحية، موعد مقابلة مع الشركة على الساعة العاشرة،...
...والوقت الأن لازال التاسعة إلا ربع...
........
...كانت ثيابها متناسقة وجذابة، ترتدي...
...سروال أسود مع حذاء رياضي أسود وقميص صوف من صنع والدتها بني اللون...
...يلحق كل هذا معطف طويل بني مع حقيبة يدوية بيضاء اللون، كان نظرها نحو السماء الملبدة والجو المشحون لهذا اليوم،...
..."ربما ستمطر"...
...حادثة نفسها تنتظر قهوتها .. بينما كانت تحتسيها أخذت تقلب...
...بين الاوراق الخاصة ببحثها، حتى تقدمهم إلى المكان الذي ستتربص به،...
...حوالي نصف ساعة وصلت إلى المكان المنشود، ذهبت إلى مكان الاستقبال...
...وتحدثت عن مقصدها فطلبت منها أن تنتظر حتى تقوم بمكالمة السيد المسؤول عن التربص، بعد القليل من الوقت طلبت منها أن تصعد إلى الطابق الرابع وستجد هناك قسم التسويق وتسأل عن اسم السيد كيفن .....
...أخذت خُطاها إلى ذاك الطابق،...
...وجدت الكثير من المكاتب والأوراق تتطاير حتما بقيت بفاه مفتوحة من كمية الفوضى الموجودة هنا، تقدمت من شاب طويل يقف أمام الطابعة،...
..."سيدي هل لي بسؤال"...
...طلبت منه بأدب وابتسامة متوترة كونها قد قاطعة عمله، فقال لها...
..." اوه نعم يا أنسة تفضلي"...
..."هل لك أن تدلني على مكتب السيد كيفن"...
..."اوه بالطبع إنه في أخر الممر على يدك اليمين ستجدين باب أسود ذاك يكون مكتبه"...
...شكرته وراحت تخطو نحو المكتب.....
...حين وصولها امام الباب قد طرقت الباب بخفة بعد أخذها لشهيق وزفير عدة مرات، سمعت سماحها بالدخول، دخلت واغلقت الباب خلفها،...
...تقدمت من السيد كيفن وقالت...
..." أنا أنجيلينا سارفي، أتيت من أجل المقابلة للتربص"...
...بعد سكوتها لثواني من ملاحظتها استغراب السيد الشاب أكملت بكونها أرسلت ملفها وطلبها مساء أمس وقد تم الموافقة عليه،...
...لذلك طلب منها السيد كيفن بالجلوس وقال...
..."اعتذرحقا الأعمال كثيرة لذلك لم أتذكر"...
...تمتمت بأنه لابأس، بعد القليل من الأحاديث...
...حول موضوع بحثها وأيضا الأشياء المهمة لها قد اوصلها إلى نفس القسم الخاص بالتسويق وأمرهم بأن يكونوا نداً لها،...
...بحلول الواحدة زوالا مرت...
...من مكتب السيد كيفن حتى تخبره بأنها ستذهب بما أن المعلومات الحالية قد تحصلت عليها،...
...بعد وصولها إلى غرفتها بالمجمع الطلابي قامت باستحمام سريع...
...علها تزيل تعب اليوم مع تغير ثيابها إلى بجامة دافئة .....
..."والأن أنجي أنتِ حقا تحتاجين عمل"...
...اخذت تتمتم أمام حاسوبها تبحث عن عمل مناسب لها، المال الذي ادخرتها...
...خلال سكنها هنا منذ حوالي...
...عام تريد استأجار منزل به كون أسعار الإيجار في العاصمة مرتفعة...
...لذلك هي حقا بحاجة إلى عمل .. بعد ساعتين من البحث وجدت عملا مناسب لها...
...وهي العمل في الحانة من سادسة مساء إلى الحادية عشرا ليلا، وهذا وقت مناسب...
...لها كما أن المجمع الطلابي يغلق منتصف الليل كون نصف الطلاب هنا من مختلف...
...الدول وهم حتما بحاجة إلى عمل، فقط عليها تقديم تصريح إلى مدير المجمع...
...حتى تستطيع الدخول ليلا، والشيء الجيد أن مكان الحانة ليس بعيد فقط ربع ساعة على الاقدام،...
..."حقا اليوم يوم حظي"...
...قالت وهي ذاهبة للحصول على عشائها لهذه الليلة ستبدأ العمل غدا....
...__________...
..."كيفن أنا بحاجة إلى مدبرة منزل"...
...حادث صديقه وهو يجلس على البار المتصل بمنزله، أجابه كيفن بقليل من الحيرة...
..."لماذا! مابها المدبرة القديمة!"...
...أخذ ألكسندر وهو يحرك كأس الويسكي قائلا...
..."عادت إلى الريف"...
...بعد القليل من الصمت المريح قال كيفن وهو ينظر إلى وجه صديقه الذي يغطي نصف وجهه بذلك القناع الأسود...
..."هل تريدها مقيمة؟"...
...ثم صب له كأس ويسكي وجلس قبالته...
..."نعم من الأفضل أن تكون مقيمة"...
..."حسنا أترك الأمر لي"...
..."كيف سار الأمر مع المتدربين!"...
...حاول تغير مجرى الحديث بالسؤال عن المتدربين،...
..."حتما لم يأتي أحد فقط واحدة من أصل خمسة"...
...كان يتابع حديثه بدقة...
..."إنها تدعى أنجلينا سارفي وأظن أنها مغتربة من لكنتها"...
..."اوه حسنا إذن اخبرهم أن يحسنوا التصرف"...
...طلبه بهدوء وأكمل شرب ما في كأسه....
...__________...
...#بعد مرور شهر #...
...من خلال الشهر الماضي قد أنهت أنجلينا بحثها وقد تحصلت على شهادتها بتقدير ممتاز، الأمر الجيد...
...أن والديها استطاعوا الحظور ورأية أبنتهم الوحيدة متفوقة وناجحة،...
...وأيضا لها سكنها الخاص فبعد اسبوع من العمل في الحانة قد قامت بكراء شقة صغيرة لكنها دافئة ونظيفة،...
...مع محاولات والديها بالرجوع...
...لكن قرراها كان البقاء هنا....
...بعد مكوث والديها عندها ليومين من بعد تخرجها هاهي الأن تدور في منزلها اللطيف...
...حتى تبحث عن عمل أخر، العمل بشهادتها هاته المرة....
...حصلت على مقابلة عمل أمام الشركة التي كانت متدربة لديهم،...
...بعد عناء دام لزمن من الوقت....
...أما بالنسبة لألكسندر فهو حتما يحتاج إلى مدبرة منزل،...
...كون في الاسبوعين الماضيين...
...قد تم طرد مدبرتين كونهم لم يقوموا بالعمل كما راد هو،...
..."حقا ألكس لقد اخترت لك الأفضل بينهن جميعا"...
...قال وهو كله صدمة من صديقه الاحمق هذا،...
..." ما ذنبي إن كان عملهم غير متكامل"...
...ثم سكت لبرهة وقال...
..." على الأقل كنت شخصا طيبا ودفعت لهن أجرهن"...
...ولم يكن هناك كلام أخر، غير تمتمت كيفن عند استقامته متوجه ناحية الباب...
..."لا عليك فقط أترك الأمر لي"...
...في اليوم التالي عند مرور كيفن من جانب الكافيتيريا المقابلة لمباني الشركات،...
...وجد أنجلينا سارحة بنظرها...
...حول المارة والسيارات، لذلك دخل لربما تكون مناسبة لطلب صديقه....
..."مرحباً أنسة سارفي"...
...رفعت رأسها بعد سماعها لصوت مألوف،...
..."اوه سيد كيفن"...
...ثم وقفت وأكملت...
..."كيف حالك سيدي"...
...ابتسم لها وقال...
..."جيد وأنتِ!"...
..."أنا بخير، اه أسفة تفضل رجاءً بالجلوس"...
..."شكرا لكِ"...
...بعد جلوسه وطلب قهوة سوداء من النادل اعطي تركيزه لها...
...قائلا...
..."إذن سمعت بتخرجك مبارك لك أنسة أنجلينا"...
..."شكرا لك فقط ناديني أنجلينا لا داعي للرسميات"...
..." وأيضا المثل معك فقط كيفن"...
...ابتسمت له وأومأت برأسها بمعنى القبول،...
...أمسكت كوبها الدافئ وأخدت تحتسي قهوتها وتناظر الغيوم الملبدة أعالي السماء،...
...~أظنها ستمطر~...
..."ماذا يشغل بالك أنجلينا!"...
...سألها بنوع من الاهتمام ...
..."لا شيء حقا"...
...كان من الغريب أن تحكي مشاكلها لشخص غريب بعض الشيء،...
..."فقط اعتبرني صديقك"...
...واعطاها تعابير لينة ومسالمة،...
...هي حقا تحتاج ليد تطبطب عليها،...
..."فقط كانت لي مقابلة عمل عند شركة مقابل شركتكم، لكن اتضح أنهم يوظفون فقط من لهم خبرة"...
...أنزلت عيناها إلى كوبها وأكملت...
..."حقا أحتاج عملا العيش هنا وحيدة أمر محزن لكن أريد تكوين نفسي، لا أريد أن أعود إلى لندن، لم تعجبني الحياة هناك، على عكس باريس، إنها مليئة بالفوضى التي تجعلني أعشق الحياة"...
...ناظرته وعلى ملامحها بعض الاستياء، اصبحت عيناها مليئة بالحزن فجأة،...
...لذلك بعض صمتهم المريب ذاك قالت مبتسمة بتزييف...
..." لا عليك مني، سأكون بخير"...
...لم يجد كيفن كيف يفتح الموضوع معها لذلك قال مفاجئ أنجلينا...
..."هناك عمل لكِ"...
...تغيرت ملامحها من حزينة إلى سعيدة...
..."حقا، هل أعمل في الشركة"...
...حك كيفن مؤخرة رأسه ببعض الحرج وقال...
..."ليس حتما"...
...تنفس بشكل موتر وقال...
..." هو أشبه بأن تساعديني" .....
..." أنتِ تعلمين أنني لست صاحب الشركة إنها للسيد روجر .. ألكسندر روجر،...
...هو يقوم بعمله من المنزل، إلا في حالة الإجتماعات المهمة،...
...كذلك هو يحتاج مدبرة منزل مقيمة، تقومين بأعمال المنزل ولك الحق في يومين عطلة حسب حاجتك، كذلك لك غرفة خاصة،...
...أيضا بكونك قمتِ بالتدرب في شركتنا لديكِ خلفية عن محتوانا،...
...تستطيعين مساعدته في أعمال المكتبية كذلك، أنا حتما أحتاج مساعدتك"...
...قال لها هذا دفعت واحدة جعلها مرتبكة ولا تعرف الإجابة،...
...إنه منقذ لها ولكن هل يصح أن تكون مع رجل غريب في منزل واحد،...
...كانت الكثير من الأسئلة تدور في رأسها، انتظر كيفن عله يسمع جوابها ولكن بعد أن طال الوضع وضع كرث خاص بعمله مدون عليه رقمه على الطاولة بجانبها وقال...
..." ارجو أن تعلميني بقرارك، كما أرجو أن يكون بالموافقة"...
...ثم خرج من المحل بعد أن ألقى عليها إلى اللقاء....
...مسكت الكرث بين يديها...
...و همت ذاهبة لمنزلها بعد أن دفعت حق القهوة، الأمطار تسارعت...
...وحمدا للرب أنها وصلت لمنزلها دون أن تلمسها قطرة ندى...
..." اوشك شهر ديسمبر على القدوم"...
...تمتمت وأخذت خطاها نحو غرفتها غيرت ثيابها وأعدت طعامها،...
...وبقيت تفكر بعرض العمل،...
...هي حقا ليس لها خيار أخر .. المال الذي تقبضه من الحانة...
...ليس وفير،...
...لم يتبقى لها إلا يومين على انتهاء شهر الايجار،...
...ولن تطلب من والديها فلسا واحد، إذن لم يتبقى خيارا...
..." مرحبا كيفين، أنا أنجلينا"...
...ألقت التحية عبر الهاتف بعد تردد دام ثواني،...
..."مرحبا، هل فكرتي إذن!"...
..."أجل، أنا موافقة"...
.......
.......
.......
.......
...نلتقي في الفصل الثاني 💜...
...قراءة ممتعة...
Comments