حين احمل وجعي و امضي

حين احمل وجعي و امضي

غرباء في عالمي الجديد

حين أحمل وجعي وأمضي

"ليس كل من يحمل وجعًا يظهره… أحيانًا نبتسم، نمضي، وداخلنا جروح لا تُرى.

لكن، وسط كل هذا الظلام، هناك دائمًا شعاع ضوء… ربما يأتي متأخرًا، لكنه دائمًا يستحق الانتظار.

في حياة غادة، جاء هذا الضوء بعد ظلام طويل، ولكن هل كان كافيًا لمحو كل الوجع؟"

بداية جديدة في مدرسة جديدة

انتقال غادة إلى مدرسة جديدة لم يكن سهلاً… لم تكن تريد مغادرة مدرستها القديمة، حيث اعتادت على الوجوه المألوفة والزوايا التي تحمل ذكريات كثيرة. لكن لم يكن لها خيار، وجدت نفسها وسط أشخاص جدد، وجو جديد، وكأنها غريبة في عالم ليس لها.

في الأيام الأولى، حاولت أن تجد لنفسها مكانًا، لكنها لم تكن من النوع الذي يندمج بسرعة. البعض تقرب منها، لكنها لم تكن تثق بأحد بسهولة… تعلمت أن الناس لا يظهرون حقيقتهم بسرعة، وأن الود أحيانًا يكون مجرد غطاء.

ثم جاءت الخذلان الأول… تاليا، الفتاة التي ظنت أنها ستكون "رفيقة العمر"، لكنها كانت مجرد محطة مؤقتة في رحلتها.

الصديقة التي خذلتني

في البداية، كانت كل شيء… صديقة، أخت، وسند. تشاركتا كل شيء، من الضحكات الصاخبة إلى أسرارٍ لا يعلمها أحد. غادة كانت تعتقد أن الصداقة تعني البقاء، مهما كانت الظروف… لكن تاليا لم تكن تعتقد ذلك.

كان اليوم الذي انهارت فيه صداقتهما عاديًا جدًا، لا مقدمات، لا إنذارات… فجأة، ابتعدت، تغيرت، وكأنها لم تكن يومًا ذلك الشخص الذي وعد بالبقاء. حاولت غادة أن تسأل، أن تفهم، لكن لا إجابة، فقط برود غريب وكلمات قليلة كانت كافية لكسر كل شيء:

"أنتِ تأخذين الأمور بجدية أكثر مما ينبغي."

وكأن كل الذكريات كانت مجرد وهم، وكأنها لم تكن تعني لها شيئًا. غادة لم تبكِ أمامها، لكنها شعرت أن شيئًا في داخلها قد كُسر، شيء لن يعود كما كان.

العوض الجميل - ربى

بعد كل خذلان، هناك دائمًا عوض، لكن العوض لم يأتِ على هيئة صديقة جديدة في المدرسة، بل جاء من بعيد، من بلد آخر… ربى.

ربى لم تكن مجرد صديقة، كانت أختًا لم تلدها أمها، كانت الشخص الذي يملأ غادة بالضحك حتى في أسوأ الأيام. على الرغم من أنها في بلد آخر، إلا أن بينهما رابطًا أقوى من المسافات.

كان من طقوسهما المفضلة أن تتصل بها غادة قبل أي خروجة، تقف أمام المرآة، تغيّر ملابسها عشر مرات، وفي كل مرة تسأل ربى:

"إيش رأيك في هذا الفستان؟"

"حلو بس مو قد اللي قبله!"

"طيب هذا؟"

"لااااااا، غادة، الله يرضى عليكِ، رجّعي الأول أحسن!"

وفي النهاية، تختار غادة أول خيار ارتدته، بعد أن تكون قد قلبت دولابها رأسًا على عقب.

وفي أحد الأيام، قررت ربى الانتقام بطريقتها… قبل أن تتصل بها غادة لتأخذ رأيها، أرسلت لها رسالة صوتية تقول فيها:

"شوفي، أيًا كان اللي لبستيه أول مرة، خليه. لا تقعدي تغيري ألف مرة، أنتي أساسًا بتختاري الأول في النهاية، فخلينا نوفر الوقت وندخل في موضوع المكياج!"

غادة انفجرت ضحكًا، وكأن ربى كانت تعيش معها وتعرف كل تصرفاتها مسبقًا.

كانت ربى الشخص الذي يعيد إليها شعور الصداقة الحقيقية، الشخص الذي يجعلها تبتسم من قلبها حتى في الأيام التي تشعر فيها أن العالم كله ضدها.

: لحظات لا تُنسى

1- حفلة رمضان

كان الفصل مليئًا بالحركة، البنات يضعن الزينة، والبعض يحضر الأطباق الرمضانية التي أعدّوها في المنزل. غادة لم تكن تتوقع أن يكون اليوم بهذه الروعة، لكن المفاجآت لا تأتي دائمًا بشكل سيئ.

عندما دخلت بعباءتها الجديدة، سمعت أول تعليق:

"غادة!! عباءتك تجنن!"

ثم تلاه صوت آخر:

"من فين جبتيها؟ حرفيًا تحفة!"

ثم انهالت عليها الإطراءات من كل اتجاه، حتى أن بعض الفتيات أصررن على التقاط صور معها. شعرت غادة بسعادة غريبة… لم تكن معتادة على أن تكون في مركز الاهتمام، لكن ذلك اليوم كان مختلفًا.

ثم جاء الجزء المضحك… بينما كانت تأخذ صورة جماعية مع الفتيات، كانت هناك زينة معلقة فوقها، وبطريقة غريبة، انقطع الخيط وسقطت الزينة على رأسها!

"غادة، حتى رمضان يحبك، الزينة بنفسها نزلت تحتفل معك!"

ضحكت حتى دمعت عيناها، كان ذلك اليوم من أجمل أيامها في المدرسة الجديدة.

2- الفلانتين مع نفسي

بينما كانت الفتيات يتحدثن عن خططهن ليوم الحب، وبينما كانت الهدايا تتنقل بين الأيدي، قررت غادة أن تحتفل على طريقتها الخاصة.

في المساء، أغلقت باب غرفتها، أعدّت لنفسها كوبًا من الشوكولاتة الساخنة، وضعت سماعاتها، واختارت فيلمًا خفيفًا، فيلمًا لا يحمل أي قصص حب مبالغ فيها.

لم يكن يومًا سيئًا، بل على العكس… كان يومًا ممتعًا بطريقتها الخاصة. ليس كل حب يجب أن يكون من شخص آخر، أحيانًا، أفضل حب هو ذلك الذي تمنحه لنفسك

حين رفضت التراجع

في ذلك اليوم، دخل المدرس البديل إلى الفصل، نظراته حادة وكأنه على وشك فرض نظام جديد. لم يكن مدرسهم المعتاد، بل كان مدرسًا لفصل "1A"، لكنه الآن يقف هنا، يوزع الأوامر وكأن الفصل ملكه.

"كلكم ترجعوا ورا، طلاب 1A يجلسوا قدام." قالها بصوت لا يقبل النقاش.

في لحظة، بدأ الطلاب يتحركون بارتباك، بعضهم قاموا بدون تفكير، بينما آخرون تبادلوا نظرات مترددة. أما غادة، فبقيت مكانها، لم تحرك ساكنًا.

كانت تعلم جيدًا أنها وصلت أولًا، أنها هي من جلست هنا منذ البداية، فلماذا عليها التراجع لصالح طلاب جاؤوا بعدها؟ تشبثت بطرف طاولتها، وأخذت نفسًا عميقًا، لكنها لم تقل شيئًا.

نظر إليها المدرس، وكأنه ينتظر منها الطاعة العمياء، لكنها لم تتحرك. شعرت بثقل نظرات بعض زميلاتها، ببعض الهمسات الخافتة، لكنها لم تهتم.

"ليه ما تتحركي؟ قلت لكم ترجعوا ورا." نبرته كانت حادة، لكنها ردت بهدوء ثابت:

"أنا هنا من البداية."

لثوانٍ، ساد الصمت، وكأن الجميع ينتظر ما سيحدث. ثم استدار المدرس وكأن وجودها لم يعد يعنيه، أكمل ترتيبه للفصل دون نقاش، بينما بقيت غادة في مكانها، تشعر بانتصار صغير وسط عالم مليء بالهزائم.

لكن ذلك الشعور لم يدم طويلًا، فقد كانت تعلم أن هذا ليس سوى تفصيل صغير في حياتها المثقلة بالضغط، بالواجبات المتراكمة، وبالإرهاق الذي لا ينتهي.

حين اشرقت الشمس من جديد

حلو، نخلي النهاية حزينة لكنها تعطي لمحة أمل، بحيث القارئ يحس أن غادة مرت بكل شيء لكن ما زال هناك ضوء في الطريق.

نهاية مقترحة: "حين أشرقت الشمس من جديد"

كانت غادة تسير في الشارع، الهواء البارد يلفح وجهها، والناس من حولها يتحركون وكأنهم جزء من فيلم صامت.

طوال حياتها، كانت تظن أن كل شيء سيبقى كما هو، أن الحزن لن ينتهي، وأن الخذلان سيظل يطاردها. لكنها الآن، وهي تمشي وحدها تحت هذا السماء الرمادية، أدركت شيئًا مختلفًا…

لم يكن الألم خالدًا، ولم يكن الحزن نهاية الحكاية. نعم، خسرت الكثير، سقطت، بكت، شعرت بالوحدة، لكنها أيضًا… نجت.

توقفت قليلًا، نظرت إلى السماء، ولاحظت أن الغيوم بدأت تتفرق ببطء، وأشعة الشمس تتسلل بخجل من بينها.

ابتسمت للمرة الأولى منذ زمن، ليست ابتسامة نسيان، بل ابتسامة إدراك…

"لا بأس، فالشمس ستشرق من جديد."

ثم أكملت طريقها، وهي تعلم أن الرحلة لم تنتهِ بعد، لكنها هذه المرة… لم تعد تخاف من الطريق.

الجديد

Comments

walas

walas

الروايه حلوه ماشاءالله
انا ولاء

2025-03-05

2

ريتاج اديب

ريتاج اديب

الروايه تحنن تسلم ايدك يا قمر ❤️❤️

2025-03-06

1

الكل
مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon