

ذات يوم أتيتُ إلى موتي

 

004

...─────────────────────...

...🪻الفصل الرابع🪻...

...─────────────────────...

...4. التحليق إلى أسفل (1)...

..."إرجاع الزمن ومنع الفتاة من الانتحار"...

...عندما خطرت ببالي مثل هذه الفكرة الغبية، لم أكن أنوي حقًا إيقاف الانتحار....

...إن مجرد منع شخص ما من الانتحار لن يمنحه نهاية سعيدة. ما عليك سوى الاستمرار في انهاء اللعبة والعودة إلى المرحلة التي تسمى التنمر. من وجهة نظر الفتاة التي انتحرت لأنها أرادت الخروج من هذه اللعبة القذرة، أعتقد أن هذا لن يكون سوى مصدر إزعاج لا مبرّر له....

...ومن المشكوك فيه أن يكون التنمر هو السبب الوحيد لانتحارها....

...ومن الممكن أيضًا أنها لم تكن جيدة في التواصل الاجتماعي أو كانت لديها عقدة بشأن مظهرها، وأن هذه العوامل أدت بشكل مباشر إلى انتحارها. إذا اخترت الانتحار لأنك لا تريد أن تتأذى مرة أخرى كما فعلت هي، فسوف ينتهي بك الأمر إلى جعل نفسك تعاني أكثر....

...ومع ذلك، لم يكن الأمر قابلاً للنسيان تمامًا....

...السبب الرئيسي هو أنني سمعت المحادثة بين هؤلاء الأشخاص الأربعة. وظلت صورة الفتاة التي انتحرت راسخة في ذهني باعتبارها «فتاة مسكينة انتحرت بسبب التنمر»....

...أعلم أن هذا مجرد تفسيري الخاص....

...ومع ذلك، فإن عدم القيام بأي شيء لا يختلف عن غض الطرف عن التنمر. إنه يترك مذاقًا سيئًا ويجعلني أشعر بالذنب. أنا متأكد من أنني سأتذكرها عدة مرات قبل أن أموت....

...لا أريد حقاً أن أقضي السنتين المتبقيتين من حياتي وأنا أشعر بالذنب....

...هذا كل شيء....

...السبب الذي يمنع الناس من الانتحار هو اختلاق الأعذار....

...إذا لم تفعل أي شيء، فسوف تندم عليه بالتأكيد....

...لذا سأمنعها من الانتحار مرة واحدة فقط....

...سيكون من المثالي أن أتمكن من إيقاف الانتحار كما ينبغي....

...إذا استمرت في الانتحار، يمكنني أن أستسلم مرة واحدة وإلى الأبد، قائلاً "لا حيلة لي في ذلك". طالما كان بإمكاني تقديم عذر من قبيل "لقد فعلت ما بوسعي فعله"، كان هذا كل ما يهم....

...وبدلاً من ما إذا كانت قتلت نفسها أم لا كان شعوري بالذنب أم لا أكثر أهمية....

...ليس لإنقاذ الفتاة، بل لإنقاذ نفسي....

...فبدلاً من القول "إيقاف الانتحار"، من الأصحّ أن نقول "التدحّل في الانتحار"....

...وبعد أن عاد إلى الوراء أربع وعشرين ساعة، توجهت مباشرة نحو الجسر. كان ذلك الساعة الثالثة بعد الظهر بقليل، قبل أن يبدأ تساقط الثلوج. وبينما كنت أركض، تمنيت ألّا تكون الفتاة قد قفزت بعد. المرة القادمة التي يمكنني فيها العودة إلى الوراء ستكون بعد 36 ساعة، وإذا كانت قد قفزت بالفعل، فلا يوجد شيء يمكنني فعله حيال ذلك....

...اخترق الهواء البارد بشرتي، فواصلت الركض، متحملًا الألم في أذني الذي شعرت وكأنهما على وشك التمزق....

...عندما ظهر الجسر، كان أول ما فعلته هو التحقق من ناكاسو (الرصيف الرملي)، لكنني لم أستطع رؤيته بوضوح من مسافة بعيدة بسبب الصخور. كان بصري ضعيفاً، لذلك لم يكن لدي خيار سوى النظر إلى الأسفل من أعلى الجسر....

...بالاعتماد على ذاكرته من قبل أن يعود به الزمن إلى الوراء، وصل إلى البقعة التي تقع فوق المنطقة التي قفزت منها الفتاة....

...تتزايد أنفاسي وترتعش رؤيتي وساقاي. وضعت يدي على الدرابزين البارد وأجبرت نفسي على تثبيت تنفسي غير المنتظم....

...أثناء الصلاة ألا تكون الفتاة قد سقطت إلى الأسفل....

...ألقيت نظرة خاطفة على ناكاسو (الرصيف الرملي)....

...للحظة، تخيلت فتاة ملقاة على الأرض ومغطاة بالدماء، لكن كان كل ما رأيته صخورًا وحجارة متناثرة حولي....

...شعرت بالارتياح، وفقد جسدي كله قوته وجلست متكئًا على الدرابزين....

..."ما الذي يجعلك يائسًا إلى هذا الحد؟"...

...قلت هذا بينما أنظر إلى السماء الزرقاء الصافية. إذا كانت ميتة بالفعل، فيمكنني الاستسلام. نظرًا لأنه كان هنا فقط لاختلاق عذر، فلا ينبغي أن يكون الأمر مهمًا....

...وبعد الجلوس والاستراحة لفترة من الوقت، نظرت إلى النهر وانتظرت قدوم الفتاة....

...أسندت ظهري على الدرابزين وانتظرت بينما كنت أعبث بهاتفي الخلوي، لكنني لم أستطع تحمل البرد، لذا وضعت هاتفي الخلوي جانبًا ووضعت يدي في جيبي. كانت ساعة أوروبوروس الفضية التي كنت أحتفظ بها في جيبي الأيمن باردة كالثلج، مما أزعجني....

...وبعد الساعة الخامسة مساءً، ومع عدم مرور أي أشخاص أو سيارات، بدأ تساقط الثلوج بشكل خفيف. انتشر الغسق عبر السماء، وبدأت مصابيح الشوارع البرتقالية تضيء الجسر. لم أدرك أنني نسيت مظلتي إلا بعد أن بدأ الثلج يتساقط، لكن الأمر لم يكن يمثل مشكلة كبيرة لأنه كان مجرد مطر خفيف....

...وبينما كنت أزفر أنفاسي البيضاء في راحة يدي، رأيت شخصًا يسير نحوي....

...حدقت لأتأكد من أنها فتاة....

...كانت في طول طالبة في المرحلة الإعدادية، وأنا مقتنعٌ بأنها الفتاة التي انتحرت....

...الفتاة التي كانت تسير نحوي لم يكن لديها مظلة أيضاً، لذلك تمكنت من رؤية وجهها حتى في الظلام...ولكن......

...في اللحظة التي رأى فيها وجه الفتاة، تحطمت ثقته بنفسه....

...لقد كانت فتاة جميلة جداً....

...شعر أسود طويل، بشرة بيضاء متباينة. لديها قوام ممشوق ووجه واضح المعالم. كانت حولها أجواء تبدو وكأنها تفتقر إلى السعادة، لكنها كانت جميلة بطريقة يمكن وصفها بالهشاشة، بحيث يمكنك تحويلها إلى ميزة....

...'من المستحيل أن تقدم فتاة كهذه على الانتحار.'...

...هذا ما فكرت فيه وأنا أحدق في الفتاة التي تسير نحوي في الثلج....

...توقعت أن الفتاة التي انتحرت سيكون على وجهها نفس العناصر السلبية التي كانت على وجهي. ظننت أنني يجب أن أكون قادرًا على معرفة ذلك من خلال مظهرها، مثل تعابير الوجه القاتمة أو ما إذا كان لديها عقدة في جسدها....

...توقفت الفتاة التي كانت تسير أمامي قليلاً ونظرت إلى المشاهد الطبيعية لبعض الوقت، ثم عادت من الاتجاه الذي كانت تسير فيه....

...بعد ذلك مر عدة أشخاص، لكن لم يمر أحد يشبه الفتاة التي انتحرت....

...بدأ الثلج يزداد كثافة بعد الساعة الثامنة مساءً، وكنت قد وصلت إلى الحد الأقصى لقدرتي على تحمل البرد....

...فكرت في نفسي أنه كان من الممكن أن أتجمد حتى الموت قبل أن تأتي الفتاة. سيكون ذلك مؤسفًا....

...وفجأة تساءلت: هل ستأتي الفتاة حقاً؟...

...حتى عندما نظرت إلى الأسفل، لم أتمكن من رؤية أي شيء في الظلام، لذلك كان العثور على الجثة بمثابة معجزة تقريبًا. سيكون من غير المعقول أن تنتحر فتاة، ويكتشف شخص ما ذلك، ويتم الإبلاغ عنه في الساعة 11:00 مساءً....

...ربما…...

..."أتساءل عما إذا كان المستقبل قد تغير."...

...ولن يكون غريباً أن يتغير المستقبل تمامًا مثلما تغيرت أرقام اليانصيب....

...وكان هذا التخمين صحيحًا....

...غير قادر على تحمل البرد، عدت إلى المنزل لأجد الأخبار مختلفة عما كانت عليه قبل أن أعود بالزمن إلى الوراء....

...كانت النشرة الجوية قد بدأت دون أي تقارير عن حالات انتحار، ولم يكن هناك شك في أن المستقبل قد تغير....

...لا أعرف سبب ذلك، لكن الفتاة التي انتحرت لم تزر الجسر....

...كانت تلك خاتمة اليوم....

...لم يكن لدي أي شك في أن الفتاة التي زارت الجسر هي الفتاة التي انتحرت....

...وفي اليوم التالي، قمت بالتحقيق لمعرفة ما إذا كانت الفتاة قد انتحرت بالفعل. حتى لو لم تنتحر على ذلك الجسر، فربما انتحرت في مكان آخر....

...رغم أنني أمضيت ساعات وأنا أتفقد الأخبار والإنترنت بعناية، لكنني لم أتمكن من العثور على أي تقارير تتعلق بالفتاة، وبدا لي أنها لم تنتحر....

...ومع ذلك، واصلت التحقيق فيما إذا كانت الفتاة قد انتحرت....

...الفتاة التي انتحرت كانت طالبة عادية في المدرسة الإعدادية. وبشكل عام، لا يتم الإبلاغ عن حالات انتحار الأشخاص العاديين، ناهيك عن المشاهير....

...أعتقد أنه تم الإبلاغ عن القفز من فوق الجسر لأنه كان هناك احتمال وقوع حادث أو حدثٍ متعمد. هناك قضايا تتعلق بالخصوصية، وفي اليابان، حيث ينتحر أكثر من 20 ألف شخص كل عام، سيكون من المستحيل الإبلاغ عن كل منهم. في بعض الأحيان، تخرج تقارير إخبارية في وقت لاحق تقول: "لقد تم اكتشاف طالبٍ في المدرسة الإعدادية أجرمَ في حقّ نفسه بسبب التنمر"، ولكن حتى في ذلك الوقت، فمن المحتمل أنه لن يُنشر سوى جزء صغير من القصة....

...تلك الفتاة أيضًا انتحرت في مكان ما، لكن لم يتم الإبلاغ عن ذلك بعد، أنا متأكد من أنها ستظهرُ في الأخبار يومًا ما. هذا ما كنت أفكر....

...هناك أسباب أخرى دفعتني إلى مواصلة البحث....

..."هذه الفتاة ستنتحرُ مرة أخرى."...

...لأن هذا ما كنت أتوقعه....

...وطالما أن هناك إرادة قوية فإن المستقبل لن يتغير....

...على سبيل المثال، أنا لست صعب الإرضاء بشأن الملابس. عندما أخرج، أرتدي دائمًا أول ما يلفت انتباهي. ليس لديّ أي نية "لارتداء هذا الزي"، ولكن بدلاً من ذلك أرتدي الملابس التي تم اختيارها "بالصدفة"، لذلك حتى بعد العودة بالزمن، لا أختارُ بالضرورة نفس الملابس....

...وهذا يشبه إعادة الرسم، وتغيير أرقام اليانصيب....

...من ناحية أخرى، إذا كنت من النوع الذي يهتم بملابسه ويخطط لما سيرتديه في اليوم السابق، سأظل أختار نفس الملابس حتى بعد العودة بالزمن، ما لم يكن هناك سبب، سببٌ خاص....

...هذا واضح....

...ما لم يتغير شيء بسبب عودة الزمن إلى الوراء، سيذهب موظفو المكاتب إلى العمل وسيذهب الطلاب إلى المدرسة....

...الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير المستقبل هو الصدفة أو الحظ....

...إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون من قبيل الصدفة أن الفتاة لم تنتحر....

...لنفترض أن الفتاة كانت متردّدة بشأن الانتحار أم لا. مثلما لم أتمكن من الانتحار لسنوات عديدة دون أن أتمكن من اتخاذ الخطوة التالية، ظلّت الفتاة في حالة تُمكنها من الانتحار في أي وقت. ومن المحتمل جدًا أنها اختارت "بمحض الصدفة" الانتحار في عيد الميلاد، ثم اختارت "بمحض الصدفة" عدم الانتحار بعد العودة بالزمن إلى الوراء....

...إذا كان الأمر كذلك، ما لم يتم حل المشكلة، سيأتي بالتأكيد اليوم الذي ينتحر فيه شخص ما "عن طريق الخطأ" مرة أخرى....

...لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا....

...─────────────────────...

...لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨...

...حســاب الواتبــــاد:...

...أساسي: Satora_g...

...احتياطي: Satora_v...

...انستــا: Satora_v...

...───────────────...

...قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱: ...

...- سُبْحَانَ اللَّه 🪻...

...‏- الحَمد لله 🪻...