Darselle
منتصف الليل... في أحد شوارع روسيا ...
الثلج يملئ المكان والجميع في منازلهم...
تجري في ذلك الشارع الفارغ الهادء ، تجري و كأن حياتها على المحك...
لا تستطيع التوقف... إذا توقفت تعرف انهم سيمسكون بها...
هي لا تعرف أين تذهب أو أين تختبئ، غريزتها تخبرها فقط بالهروب...
انعطفت مع آخر الشارع لتجده مغلقا، وبعض صناديق البيرا مكدسة تحت الحائط...
سمعت أصواتهم تقترب منها لترعب أكثر، ذهبت نحو الصناديق لتحاول تسلقهم...
و في كل مرة تنزلق قدماها وهي تلهث من التعب...محاولتا منها بأن تتسلق الحائط...
عندما أوشكت على الوصول لطرف الحائط القصير... اهتزت الصناديق و وقع بعضها...
- " اللعنة لقد أمسكوا بي!! سيأكلون مأخرتي على العشاء!! إذهبو شو شو أو هش أو لا أعلم فقط اتركوني و شأني يا إلاهي!!!"
لتنطق الأخيرة بنبرة باكية...
...~عودة لما حدث سابقا ~...
كعادتها نامت في المكتبة و تأخرت جدا في إستيقاضها، و لم تشعر بنفسها مطلقا بسبب هدوء المكان...
حتى أن صاحب المكتبة نسيها كالعادة و أغلق الباب عليها...
لحسن حضها انها أخذت المفتاح إحتياطي سابقا...
خرجت بسرعة و أغلقت الباب جيدا، لتنطلق بعدها جريا لمنزلها...
و كإختصار للطريق مرت بعدت أزقة، و لاكن...
سمعت صوت أنين صغير قادم من مكان ما...
تتوقف و تذهب لهناك...
- " اووووو ألست صغيرا ضريفا أيها الجرو السمين اللطيف. ؟!.. كوتي كوتي كوو... انضر لنفسك و لبطنك المنتفخة اللطيفة؟!"
لينزل الجرو الصغير من بين يديها بسبب انزعاجه من تقبيلها المجنون و يبدأ بالنباح و الزمجرة...
عندها...
سمعت صوت نباح...
ليس واحد، أو إثنين...
بل مجموعة كاملة من الكلاب السائبة...
لتبدء لعبت المطاردة...
تجري فقط كالمجنونة... و گأن لا وجود للغد...
فقط تجري...
" فقط لما ذهبت هناك، انا حقا حمقاء فضولية لعينة!! يوما ما سأموت بسبب فضولي!!"
......~العودة للحاضر ~......
احد الكلاب حاول الصعود وراءها و الإمساك بقدمها... بينما البقية ينبح ن و يزمجرون...
لتبدء بالصراخ و تحاول ان اتمسك أكثر بالحائط...
ليصل لحذائها و يعضه بأسنانه، لتبدء بالصراخ أكثر بينما تستنجد أحدهم...
نزع الحذاء عن قدمها و سقط الكلب و بنجاح، و استطاعت هي التسلق أخيرا...
نضرت لهم بحسرة و حزن... أو بالأحرى لحذائها الجديد من غوتشي...
دارو حول الحذاء يعضونه و يمزقونه...
وهي فقط تنضر متذمرة على ما يحصل...
إلى أن رفع احد الكلاب رأسه نحوها و نبح، و كأنه يقول...
" هذا مصيرك لو كنتي مكان الحذاء أيتها اللعينة! لا تعبثي مع طفلي مجددا!!"
نضرت نحوه بصدمة ثم إبتسم و صرخت نحوه وهي تمد اصبعها...
- " قبل حذائي أيها العاهر الأجرب! لن تمسكوا بي ابدا!! هاهاهاها!!"
قالت الأخيرة بينما تضحك بشدة...
لتقذف بعدها بحذاء أحدهم لتتألم و تمسك رأسها و بعدها تسمع صراخ عجوز...
-" ايتها اللعينة إذهبي و نامي لقد ازعجتي نومي!!"
- " إذهبي للجحيم أيتها المترهلة... "
قالت الأخيرة لتقفز متجنبةً الحذاء الأخر و تكمل ركضها وهي تنضر نحو الجي بي أس لتصل بعدها للمنزل...
...----------------...
وصلت لمنزلها أخيرا بعد مغامرة نصف الليل التي حصلت...
فتحت الباب و اغلقته جيدا...
نزعت حذاءها و إستبدلته بخف منزلي بنفسجي...
اخثت ماما دافئ وغيرت ثيابها لأخرى مريحة أكثر...
و إستلقت في فراشها بعد أن قامت بتشغيل التدفئة...
- " اللعنة يجب أن انشر ما حدث الليلة على صفحتي!"
لتمسك هاتفها و تبدء بسرد كل ما حدث من المغامرة...
بعد انتهاء النشر، تنهدت و اقفلت هاتفها و نامت أخيرا...
غير مستعدة لما سيحصل غدا... ربما؟
...----------------...
في الصباح...
ضوضاء و صوت قرقعة بعض الأشياء في المطبخ...
إستيقضة مصدومة بسببها...
تتسائل " اين هي؟ من انا؟ أين انا؟ ماذا يحصل؟..."
لتستفيق بعدها بشكل كامل بعد إستيعابها ان هذا منزلها ولم تقتحم منزل أحدهم كأحد المرات عندما كانت ثملة...
امسكت مضرب البيسبول تحت سريرها...
شعرها الأبيض منكوش، يبدو كساحة حرب...
وجهها احمر، وبعض اللّعاب الجاف في ذقنها و طرف فمها...
تنزل ببطء شديد الدرج، وتتوجه نحو المطبخ...
ليقابلها ضهر عريض عاري به وشم زهور و أفعى...
ليفتح فمها أكثر و يحمر وجهها...
ليس من إثارة الرجل المجهول أو من جماله...
بل من إستعماله لمطبخها و إحداث فوضي كبيرة...
كأن أحدهم فجر قنبلة هناك...
تصاعد غضبها أكثر من قبل و أمسكت مضربها بإحكام...
و إتجهت نحوه متسللة كالقطة تماما عندما تصطاد فريستها...
وصرخت وهي تقوم بضربه...
- أيها اللعين الداعر الأحمق... لما مطبخي بهذه الحالة كأن حربا أو تفجيرا حصل به هل تعلم كم سيستغرقني تنضيفه؟!... "
تقول بينما تضرب الرجل و هو يحاول ابعادها و تجنب ضرباتها...
لكنه لم يستطع ذلك... بالطبع فدارسيل هنا تبدو كالمجنونة تماما!!
لاأحد يلمس مطبخها... هي مهووسة بالنضافة و الترتيب و ستجن ان حدث شيء...
كما حدث الآن تماما...
-" والجحيم توقفي يامرأة هاذا مؤلم!!..."
- " تستحق ذلك أيها الداعر اللعين!! تألم كام أتألم انا على مطبخي!!..."
لتتوقف بعدها مستوعبة الموقف أكثر...
- " مهلا من انت بحق الجحيم؟؟ كيف دخلت منزلي؟؟ هل ستتكلم ام أعود لضربك؟!..."
نضر لها الرجل برعب بسبب مضهرها فهي تبدو الكدب الهائج الآن...
ليقول بعدها ما صدم دارسيل....
يتبع....
اتمنى ان البداية جيدة و نالت اعجابكم 🙂
بااااييي 🙂💗
Comments