الفصل الثاني: الواقع الجديد
وقفت أمام المرآة أحدق في انعكاسي. شعري الفضي انساب على كتفيّ كتيار ناعم من الحرير، وعيناي الوردية كانتا متألقتين تحت ضوء المصباح. مددت يدي لألمس وجهي، محاولة استيعاب أن هذا... أنا.
"هذا مستحيل..." همست بصوت خافت.
لكن، سواء كنت أصدق ذلك أم لا، فقد كنت هنا. في هذا العالم. في جسد هذه الفتاة. كنت قد قرأت الرواية جيدًا، وكنت أعرف مصير "أسيا" جيدًا. هل يعني ذلك أنني قد أعيش نفس النهاية؟
لا، لن أسمح بذلك. لن أدع نفسي أسلك نفس الطريق الذي سارت فيه أسيا. كان عليّ التفكير سريعًا. إذا كنت قد تجسدت هنا قبل أن تبدأ القصة الأصلية، فهذا يعني أن لدي فرصة لتغيير كل شيء. لا مجال للوقوع في الحب الأعمى الذي قادها إلى نهايتها المأساوية.
التفت حولي لأستكشف الغرفة التي كنت فيها. كانت واسعة، بأثاث فخم وستائر مخملية بلون أرجواني عميق. سرير ضخم ذو أغطية بيضاء مزينة بخيوط ذهبية، وطاولة زينة تعج بالعطور والمجوهرات. لم يكن هناك شك، كنت في قصر نبيل.
طرقات خفيفة على الباب جعلتني أرتجف للحظة، ثم سمعت صوتًا ناعمًا من الخارج.
"آنستي أسيا، هل أنتِ مستيقظة؟"
كان الصوت رقيقًا ومترددًا. تنفست بعمق، محاوِلة كتم ارتباكي. "نعم، ادخلي."
فتح الباب ببطء، ودخلت فتاة صغيرة ترتدي زيًّا للخدم، شعرها بني وعيناها خضراء، وتحمل في يديها صينية عليها كوب من الشاي وبعض الفواكه. عندما التقت عيناها بعيني، انحنت قليلاً باحترام.
"آنستي، لقد أحضرت لكِ فطوركِ. هل تشعرين بتحسن اليوم؟"
لحظة، ماذا؟ هل كنت مريضة من قبل؟
ابتلعت ريقي، محاوِلة الحفاظ على هدوئي. لم يكن لدي أي ذكريات عن الأيام السابقة لأسيا، مما يعني أنني يجب أن أتصرف بحذر حتى لا أثير الشكوك.
"أنا... أشعر بتحسن الآن. شكراً لكِ."
رفعت رأسها ونظرت إليّ بدهشة خفيفة، كما لو أن كلماتي لم تكن متوقعة. "أنا سعيدة لسماع ذلك! لقد كنا قلقين عليكِ بعد ما حدث البارحة."
البـارحة؟ ما الذي حدث البارحة؟! شعرت بالتوتر، لكنني أجبرت نفسي على الابتسام. "أجل... كان الأمر مزعجًا قليلاً، لكنني بخير الآن."
أومأت الفتاة برأسها، ثم وضعت الصينية على الطاولة بجانب السرير. "إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء، فقط أخبريني، آنستي."
راقبتها وهي تغادر، ثم أخذت نفسًا عميقًا. لم أكن أعرف شيئًا عما حدث لأسيا قبل أن أجد نفسي هنا، وهذا يعني أنني يجب أن أتحرك بحذر. لم أكن أريد لفت الأنظار، خاصة في هذه المرحلة.
بدأت أجمع أفكاري. في الرواية، كانت أسيا نبيلة تنتمي إلى عائلة قوية، لكنها فقدت كل شيء عندما هاجمت الإمبراطوريات المجاورة المملكة، مما دفعها إلى اتخاذ قرارات يائسة قادتها إلى نهايتها المأساوية. كان هناك متسع من الوقت قبل أن تبدأ تلك الفوضى، ولكن عليّ أن أكون مستعدة.
وإن كان هناك شيء واحد كنت أعلمه جيدًا، فهو أن الإمبراطور "كيان" سيكون أكبر خطر في حياتي. في القصة الأصلية، كان هو سبب سقوط أسيا، لكن هذه المرة، لن أسمح لنفسي بالسير في ذلك الطريق.
توجهت إلى النافذة، نظرت إلى الحدائق الشاسعة التي تحيط بالقصر، والشمس التي بدأت ترتفع في الأفق.
هذا هو عالمي الجديد الآن. وهذا هو قدري الجديد.
لكنني لن أكون أسيا الشريرة. سأكتب قصتي الخاصة، حتى لو كان ذلك يعني قلب الرواية رأسًا على عقب.
______________________________________
طب كدة ننهي فصل ثاني رئكم بروايتي 😭😂اتمنى ما جبت عيد
Comments