بأيّ ذنبٍ قُهرت..

-تكاد السّاعة توشك على منتّصف الليّل ، من الواحدة والثلاثين من شهر ديسمبر، هاهو عامٌ جديد قد حلّ ولا أعلم مايضمِره ليّ من خبايا. لمّ أعد أحتمل،صرخة وجعٍ تَدوي في قلبي ناطقتًا بأيّ ذنبٍ قُهرت؟ هل أنا أستحق كل هذا؟ هلّ ألوم نفسي على أشياءٍ لمّ يكن لهّا ضلع في ذلك؟

نعّم إنهّا أشياءٌ كثيرة ليّست بأيدينا، إنما هي أقدارنا...

حب يسيّطرُ على قلوبنا فيغّير ترتيب أفكارنا، وشخص نشتاق إليّه ولكّن... كُتِب على القلب فراقه مدى الحيّاة، وشخص عزيز علينا يتركنا ويرحل...فتغيب منّ بعده شمسنا وتذبل في الحياة أزهارنا، وآخر يتلهف لرؤيتنا ويشتاق إليّنا ولكنه بعيد عن أنظارنا؛ ويصّعب عليه تقبل أعذارنا. حقّا إنّها أشياءٌ كثيرة ليس بأيدينا... بل هي أقدارٌ مكتوبة على جبيننا منذ نعومة أظافرنا.

لاشئ يزيد ما بداخلنا منّ ألمّ سوى الصمت و الكتمان... نبتسّم والدموع تملء أعيننا، نضحك والقلب ينزف دمّا، نيأس من الحياة ولكن ماينقذنا فقط هو التمسك بالكبرياء ويحدث أنّ نلتقي بنقطة ضعفنا ولا نضعف، نمر بمكان ذكرياتنا ولا نبكي، يأخذنا الحنين إليهم فلا نتألم. لا أحد منا يتغير فجأة كل مافي الأمر أننا في لحظة ما كانت لحظة إدراك نغلق عيّن القلب ونفتح عين العقل فنرى بعقولنا مالمّ نكن نراه بقلوبنا.

لقد اُرهِق كاهلي بذنوبٍ لمّ أعبئ بفعلها، تعبت ولا أدري بأيّ ذنبٍ قُهرت. خارت قِوايا كلها وها أنا أسيرة لحزني وإكتئابي في غرفة منعزلة عن العالم الخارجي ملئها السكون غارقة في بحر ظلامها، يا لها من معضلة أنّ أتخبط بين الشّعور بالذنبْ و الإشفاق على روحي التي تحطمت. لقد اُصِبتُ بحمّى التفكير أفكر في ما حدث، أفكر في الأشياء التي لنّ تحدث وماذا سيحدث لو حدثت، أفكر في النهايات والأحداث الحزينة، أتذكر الذكريات المؤلمة. يراودني ألف سؤال وسؤال، لا أعلم أيّهما أسوأ أنّ أكون مكسوراً أو أنّ أكسر روحاً، أن أظلم أو أكون مظلوماً. يا اللّه رفقاً بروحي سئمت تلك العيون، يكاد رأسي ينفجر...

حتى إذ بشئ بدى في عينيّ أنه ينير لوهلة، لكي أجده الكتاب المبارك يا اللّه إنفلق قلبي،و إذ بعينيا تذرف الدموع ويدايّ ترتجفان، كيف هجرتك أيّها الكتاب وأنت الشفاء، كيّف ابتعدت عن طريقك يا اللّه، أريد التوبة أريدها يا اللّه ،أغفر لي ذنوبي التيّ قهرتني لقد لقد إقترفت ما لمّ يجب عليّا اقترافه ولم أسلك سراطك المستقيم ،تثاقلت على صلواتي وتجاهلت أنك الملجأ الذي يزيل كل الهموم. ها أنا اقرأ تلك الآيات المباركة التي أحسست أنها تضمد قلبي حتى توقف نظري عند الآية:(إذَا سَألَكَ عِبَادِيِ عَنِي فإِنيّ قَرِيبٌ أُجيِبُ دَعْوةَ الدّاعِ إذَا دَعاَنِ) يالله لم أشعر بهذا الإطمئنان من قبل، وسجدت إلى الله راجيتاً أن يذهب عني الهمّ والغمّ. وإذ بضيفٍ أتاني على حين غرة ،إن روحي تختنق لا أستطيع التنفس إنني أختنق ماهذا الإحساس الغريب أظّن أنها سكرات الموت ...يا لِفرحتي سأرتفع إلى اللَّهِ وأنا ساجدة أطلب التوبة...وبعد مدة أظنها طالت لساعات إستيقظت على أصوات غريبة أردت النهوض لكن لمّ أستطع ...

لحظة أليس هذا صوت أمي وهي تبكي؟ هل هل متّ!! نعم إنه قبري

نعععععععععو تنننوت وتت تن نن تت تت نتت تت هنن نتت نن نن نت ننن ننن ننن ننن تتت ننن ننن ننن ننن نن ننن ننن ننن ننت ننن نن نن نن ننن نن نن ننن نن نن نن ننن ننن

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***