Ch.3

...الفصل الثالث...

..."ذا، ذلك يعني... اضطراب ما بعد الصدمة! نعم، شيء من هذا القبيل. هاها."...

..."اضطراب ما بعد... الصدمة؟"...

..."عندما يمر الشخص بحادث كبير، قد يفقد ذاكرته فجأة، أو يصاب بجنون جزئي، أو أشياء من هذا القبيل. إنه أمر شائع أكثر مما تظن."...

...رفعت كتفي بخفة وكأن الأمر ليس مهماً....

..."إذن، أنت حقاً لا تتذكرين شيئاً؟ لا شيء على الإطلاق؟"...

..."نعم، يمكننا قول ذلك. هاهاها. بما أن وجهك مثالي 100%، فلا عجب أن تكون قدرتك على الفهم كذلك أيضاً، دوق!"...

...رفعت إبهامي على عجل بصوت مرح، وبالطبع أضفت ابتسامة فوق ذلك. كما يقولون، لا يمكن للمرء أن يبصق على وجه مبتسم....

..."100%؟ ولماذا... تبتسمين هكذا؟ هل تجدين كلامي مضحكاً؟"...

..."يا إلهي، يبدو أن المثل القديم كان خاطئاً."...

...زمجر الدوق وهو يعبس، وكأن حديثي لم يعجبه. وكلما تعمقت التجاعيد بين حاجبيه، شعرت بتزايد توتري....

..."أوه، لا لا! كنت أتحدث مع نفسي فحسب. يحدث ذلك أحياناً. هاها، لا تهتم بالأمر. أنا أشعر بالشبع بمجرد النظر إلى وجهك."...

...قلت أي كلام بلا معنى، ثم رسمت ابتسامة عريضة، رغم أنني كنت أبكي داخلياً....

...بما أن الأمور وصلت إلى هذا الحد، أصبح من المستحيل الحصول على المعلومات من خلال شاشا. لذا، لا خيار أمامي سوى مواجهة الأمر بنفسي....

..."آه، صحيح! لدي سؤال."...

...بمجرد أن تحدثت، التفت إلي الدوق بنظرة مهتمة....

..."ما هو؟"...

..."إلى أي مرحلة وصلت إجراءات طلاقنا؟"...

..."أوه، يا إلهي."...

...تمتمت شاشا بجانبنا بصوت خافت....

...للحظة، اهتزت عينا الدوق راندولف بعنف. لم يعد متغطرساً كما كان قبل قليل، بل ظهر على وجهه تعبير فارغ....

..."هاه، هل عليّ حقاً أن أجيب على هذا السؤال السخيف؟"...

...طرفت بعينيّ وهززت رأسي مؤكدةً. زفر الدوق تنهيدة طويلة، وكأنه استسلم للأمر الواقع، ثم قال:...

..."لحسن الحظ، لم يتم الاعتراف بالطلاق بعد، وما زلنا في مرحلة التفاوض."...

..."يا له من حظ عظيم. لقد كنت على وشك أن أفقد هذا الوسيم المذهل من أمامي!"...

...في غمضة عين، خرجت كلماتي بصدق تام. وبينما كنت أراقب وجه الدوق الذي كان يتجعد أكثر فأكثر، وكأنه لا يفهم شيئًا مما يحدث، خطرت لي فكرة....

...هذا الوسيم الواقف أمامي... أنا متأكدة أنني رأيته من قبل في مكان ما....

...'غريب... مستحيل أن أنسى وجهًا بهذا الجمال.'...

...أملت رأسي قليلًا وحاولت البحث في ذاكرتي الضبابية، لكن فجأة، اجتاح رأسي ألم ثقيل، وكأنني تلقيت ضربة قوية....

...[إدموند راندولف، سيد السيف، مهووس بالحروب، بارد القلب، سفاح.]...

...مجرد سماع تلك الألقاب جعل قشعريرة تسري في جسدي....

..."ماذا؟ انتظر لحظة... س-سفاح؟!"...

...حدقت بعيني المرتجفتين نحو الرجل الذي تطابق مع تلك الذكريات. حسن المظهر دائمًا ما يكون خطيرًا، ويبدو أن إدموند لم يكن استثناءً من هذه القاعدة....

...تلك العيون البنفسجية الهادئة بدأت تهتز بشكل واضح، وأنا أراقب إدموند وهو يبادلني النظرات ببطء....

..."يبدو أن ذاكرتك قد عادت أخيرًا."...

...رفع إدموند زاوية فمه بابتسامة باردة وقال ذلك بنبرة هادئة....

...[كان عليكِ أن تثقي بي على الأقل.]...

...في تلك اللحظة، لمعت أمام عيني مشهدٌ من الفصل التالي في ذلك الويب تون الذي خطر ببالي قبل قليل. وما هي إلا لحظة حتى تدفقت الذكريات المنسية إلى عقلي كالسيل الجارف....

...«مأساة عائلة الدوق راندولف»...

...أدركت الأمر على الفور....

...كل ما كنت أتذكره حتى الآن كان مرتبطًا بالرجل الواقف أمامي....

...والأدهى من ذلك، أنني أصبحت البطلة في ذلك الويب تون المظلم، حيث يموت الجميع مطعونين بالسيوف....

..."أوه...!"...

..."هل يعقل أنني سأموت أيضًا؟"...

...شعرت بصداع حاد، واهتز جسدي للحظة قبل أن أستعيد توازني. نظرت إلى الرجل أمامي بعيون مرتجفة....

..."اللعنة... حتى في هذه اللحظة، لا يزال وسيماً."...

...حتى وأنا على وشك الموت، لم يستطع عقلي إلا أن يعترف بجماله....

...وأثناء تأملي في ملامحه الجذابة، خطرت لي فكرة سخيفة:...

... 'إذن، هذا هو المكان الذي سأموت فيه.'...

...بما أنني سأموت على أي حال، فلمَ لا أقضي لحظاتي الأخيرة بجوار هذا الوسيم؟ على الأقل، سيكون مشهدي الأخير جميلًا....

...«مأساة عائلة الدوق راندولف» كان واحدًا من الويب تونات التي قرأتها خلال أيام المدرسة. لقد كان ذلك منذ زمن بعيد جدًا. لكنني ما زلت أتذكره لسبب واضح جدًا....

...لأن البطل كان... وسيمًا بشكل مجنون....

..."هاه... لقد كنت مجرد معجبة ناجحة\~\~\~."...

..."ماذا تهمسين لنفسك منذ لحظات؟"...

...رمقني إدموند بنظرة شك، بينما كنت أنا غارقة في أفكاري....

...بينما كنت واقفة في ذهول، بادر إدموند بالكلام....

...يا إلهي... هذا المشهد يتحدث....

...كنت دائمًا ضعيفة أمام الوجوه الجميلة، في الماضي والآن. صحيح أن العالم المليء بالسحر والسيوف والذي تدور أحداثه في العصور الوسطى كان ساحرًا، لكن ما أسر قلبي حقًا حينها كان بلا شك الجمال الخارق لدوق راندولف....

...لكن في المقابل، كان إدموند أيضًا يحمل ألقابًا مرعبة مثل "مهووس بالحروب"، و"بارد القلب"، و"سفاح"....

..."كلويين."...

..."آه! نعم، آسفة. كنت أفكر فقط."...

..."تفكرين؟ هل عادت إليكِ الذكريات التي زعمتِ أنكِ فقدتيها؟"...

..."م-مستحيل! كنت أقول ذلك فحسب، لا أكثر. مجرد كلمات خطرت لي فجأة، هاها..."...

...قضمْتُ شفتي لا إراديًا أمام سؤاله الحاد، ثم صرفتُ نظري بسرعة. كان جسدي كله يرتجف تحت ثقل التوتر، حتى أن ساقيّ كانتا تهتزان أسفل تنورتي الطويلة....

...'قاتل، قاتل، قاتل...'...

...لم يكن هناك وصف آخر يتردد في ذهني كلما نظرت إلى وجهه الوسيم بشكل لا يُصدق....

...لكن، رغم ذلك، لم يكن هناك ما يمكنني فعله الآن سوى محاولة السيطرة على معدل نبضاتي المتسارعة والتنفس بهدوء....

...اعتقدت أنني ربحت الجائزة الكبرى، لكن اتضح أنها مجرد ورقة خاسرة؟ لا، لا، انتظري. مهما كانت هذه المرأة الغبية قد فعلت، حتى لو هربت في يوم ذكرى زواجهما، فإنه على الأقل لم يقتلها، أليس كذلك؟...

...إدموند ليس مجرد مبارز عادي، بل هو سيد السيف الذي سيطر على الإمبراطورية بأكملها. وهذا يعني أنه لو أراد قتل شخص إضافي، لما كان ذلك ليشكل أي مشكلة على الإطلاق....

...ناهيك عن أنني قد تم إلقاء القبض علي بعد محاولتي الهرب. ومع ذلك، لم يقتلني....

...بمعنى آخر... لا تزال هناك فرصة!...

...'إنه استثمار يستحق المخاطرة. لديه جانب إنساني، أليس كذلك؟ بالطبع!'...

..."إذن، ماذا حدث في ذلك اليوم؟"...

..."ذلك اليوم؟ تقصدين اليوم الذي استغللتِ فيه غيابي في ساحة التدريب للهرب؟"...

...كان صوته الحاد أشبه بسكين بارد، لكنني رفعت كتفي بابتسامة محرجة وتظاهرت بعدم الفهم....

..."للأسف، لا أتذكر شيئًا."...

..."أوه، لا تتذكرين شيئًا؟"...

...كرر كلماتي بنبرة بطيئة قبل أن يقف من مكانه. ثم بدأ يخطو نحوي بهدوء، مقلصًا المسافة بيننا شيئًا فشيئًا....

...شعرت بلمسة خفيفة من قفازه الأسود عند طرف ذقني، فابتلعت ريقي جافة لا إراديًا....

...'اللعنة... إنه وسيم بشكل قذر!!!إنه خطير. أريده... أريد هذا الرجل.'...

......

...بينما كنت أحدق به، راودتني هذه الفكرة بصدق تام....

...مهووس بالحروب؟ بارد القلب؟...

...حسنًا، إنه دوق، ومن الطبيعي أن يصبح قاسيًا في بعض الأحيان بسبب واجباته....

...نعم، هذا منطقي تمامًا....

...ناهيك عن أن هذا العالم يستند إلى العصور الوسطى، وهي حقبة غارقة في الدماء. علاوة على ذلك، هذا الرجل الوسيم أمامي هو البطل الذي أنقذ إمبراطورية لافيستيل من الدمار....

...وفوق ذلك كله... إنه ثري جدًا....

...ثري لدرجة أنه يمكنه إنفاق الأموال بلا حساب وما زال لديه فائض منها. بعد عودته من الحرب، حصل إدموند على أراضٍ شاسعة وغنائم حرب لا تُحصى. حتى قصره اللامع كان دليلًا على ذلك....

...لديه المال، والجسد المثالي، والقوة، والوجه الساحر......

...'هذه بلا شك هدية من السماء لشخص ماتت حياته بالفعل.'...

..."الجنة ليست بعيدة على ما يبدو."...

..."... ماذا؟"...

...عند سماعي لصوته المتسائل، أغلقت فمي بسرعة. ثم أخذت نفسًا عميقًا، محاولة تهدئة نفسي....

..."لا، لا، لا شيء."...

...ابتسمتُ بخفة بينما كنت أجمّع قطع الذكريات المتناثرة في ذهني....

...نعم، لو لم تحدث تلك الأحداث المأساوية، لكان طريقه مليئًا بالورود....

...امتلك المال، والمجد، والقوة، وكل ما قد يحلم به أي رجل. لم يكن هناك ما يحسده عليه أحد....

...لكن الحياة لم تكن عادلة أبدًا، وخاصة بالنسبة للأبطال. الأعداء كانوا دائمًا في كل مكان....

...في النهاية، بدلًا من أن يُعرف بلقب "البطل العائد"، أصبح يُلقب بـ "السفاح المجنون"، و"مهووس الحروب"....

...بالطبع، لا يمكن إنكار أنه قتل عددًا لا يُحصى من الناس....

...وفي النهاية، أنهكته الشائعات والانتقادات، ودفعه ذلك إلى القيام بانقلاب والاستيلاء على العرش بالقوة....

...لكن، في الحقيقة، كانت الإمبراطورية في حالة فساد شديد....

...إدموند كره ذلك الإمبراطور الفاسد، وأراد تغيير العالم....

...لكنه لم يدرك أنه هو نفسه كان يغرق في الفساد أيضًا....

..."سأزيل هذه التهمة عنك.وسأساعدك على سلوك الطريق الصحيح!!"...

...دون أن أدرك، أمسكت بيده بإحكام. للحظة، ظهر الذهول على وجهه، وسرعان ما سحب يده بسرعة....

..."تهمة؟ عن أي تهمة تتحدثين فجأة؟"...

...رفع حاجبيه بعدم فهم وهو يمسح يده حيث لمسته، وكأنه يريد محو أثر لمستي. كان هذا رفضًا واضحًا، لكنني لم أهتم بذلك....

...لأنني، حين نظرت إليه، لم أرَ سوى ذئب وحيد، ضائع، ومثير للشفقة....

...- موهومة -...

..."كم كان مظلومًا وبائسًا."...

...لم أكن أعلم ما الذي دفع كلويين، صاحبة هذا الجسد الأصلية، إلى ارتكاب تلك الأفعال، لكن طالما أصبحتُ أنا الآن من يتحكم به، فلا بد أن تتغير القصة....

..."طفلنا ليس من هذا النوع في الأصل، أليس كذلك؟ لم تكن تلك نيتك الحقيقية، صحيح؟"...

...بمجرد أن نطقت بهذه الكلمات، تغير تعبير إدموند بسرعة....

...حدقتُ به مباشرة، أرمش بعيني ببطء وكأنني أطلب إجابة....

...لكنه تمتم ببرود:...

..."يبدو أنكِ لستِ في حالة عقلية سليمة."...

...________...

...ادعوالنا نلاقي عقل البطلة!!...

مختارات
مختارات

3تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon